أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جابر الأشقر - كيف نافح الكاتب الكبير خصمه الصغير















المزيد.....

كيف نافح الكاتب الكبير خصمه الصغير


جابر الأشقر

الحوار المتمدن-العدد: 5226 - 2016 / 7 / 17 - 18:27
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


في المنطق فصل يدعى المغالطة. يشرح مدلولها ويفصل أنواعها ويذكر دواعيها.
ولأن المغالطة، من حيث هي كذلك أي قضية من القضايا التي يدرسها علم المنطق، ليست موضوع هذا الحديث، فمن الطبيعي ألا أتكلف الخوض فيها. يكفيني أن أمر مرورا سريعاً بواحدة من المغالطات الشائعة الكثيرة التداول بين المتنازعين في الآراء،هي مغالطة (الاتهام)
إن هذه المغالطة يلجأ إلى استخدامها من تعوزه الحجة على خصمه فيأخذ يلفق له التهم للتعويض عن عوزه: فهو يتهمه بالتحامل عليه، وهو يتهمه بمعاداته، وهو يتهمه بدسِّ الدسائس له، وهو يتهمه ببسِّ عقاربه عليه، وهو يتهمه بمماحكته له بلجاجة.
ولعل المماحكة هذه أن تكون من آثر المغالطات لدى كاتبنا الكبير وأكثرها استعمالاً من قبله في هذه الأيام. ولا أعني هنا أن كاتبنا يماحك خصمه – معاذ الله - وإنما أعني أنه يطعن خصمه بسلاح المماحكة والملاجّة كلما استشعر خطره على رأي له ضعيف فاسد أو موقف له غير ذي ليقة.
ولا أنهمك في التفصيل وإنما أبدر إلى الجوهر فأقول:
دارت في موقع الحوار المتمدن قبل أيام معركة كلامية أشعل فتيلها الكاتب نضال الربضي الذي هتف بإدارة الحوار المتمدن أن توقف نشر كل الكتابات التي تبشر بالدين أو تدعو له ، أو تجادل فيه.
وكان ممن شارك في هذه المعركة، كاتبنا الكبير أفنان القاسم.. شارك برأي لا بد من نقله قبل انتقاده، قال:
((الغالي دكتور نضال، لا حوار مع المتدينين ولا مع الفاشيين، ولأنني ديمقراطي مثلك أترك لهم كل الحرية في التحاور ما بينهم وما بينهم وبين غيرهم في مواقعهم وباقي وسائل إعلامهم، مع -انتبه جيدًا- مقاومة فكرهم البائد فكرهم الإرهابي في مواقعنا وباقي وسائل إعلامنا، فلا نتركهم على حل شعرهم، هذا ما قلته أكثر من مرة في إيميلات شخصية للرفيق رزكار، لكنه لم يستجب لي، وأنا أعرف لماذا، لأن في الغرب حيث يقيم تترك وسائل الإعلام المتطرفين من كل نوع يأتون إليها، طيب، لكنه لا يدرك ما توجبه وسائل الإعلام في الغرب من احترام كامل لأسس الحوار الموضوعي، الشيء الذي نفتقده في هذا الموقع، أصدقائي المستعربون كلهم نقدوا الدين بعين العلم، وقدموا خدمة كبيرة للعلم وللدين بدون غوغائية متديني ومتأسلمي موقع الرفيق رزكار الذين يثرثرون على طريقتهم المسئمة كالآخرين المتمركسين والثورجيين -هم أيضًا لا مكان لهم في هذا الموقع فلماذا نسيتهم؟- الذين يثرثرون على طريقتهم المسئمة هم كذلك، بينما يجتمعون كلهم تحت علم واحد وهدفهم قمعنا فكريًا، لهذا تفوح رائحة الإيديولوجيا من معظم المقالات، رائحة آه! كم هي كريهة...)).
ولما كان كاتبنا الكبير ينعت نفسه بأنه ديمقراطي، وجب تحديد المدلول العملي لهذا النعت لبيان مدى انطباقه عليه والتزامه به. وقد يمكن تحديده في هذه العبارة المختصرة: إن الديمقراطي ليس الذي يقول إنه ديمقراطي ثم لا يلتزم بعدئذ بتقاليد الديمقراطية وقيمها، إن الديمقراطي هو الذي تتحقق مبادئ الديمقراطية في أفعاله وأقواله.
والسؤال الآن: هل تحققت مبادئ الديمقراطية وتجلت في مشاركة كاتبنا الكبير؟
الجواب، مع الأسف: لا
فإن يكن شعار (لا حوار مع الفاشيين) شعاراً ديمقراطياً، فإن شعار (لا حوار مع المتدينين والمتمركسين والثورجيين) شعار نقيض لا يمت إلى الديمقراطية وتقاليدها.
ولا بد هنا من التنويه بأن المتمركس والثورجي لفظان على صيغتين من صيغ التحقير للماركسي والثوري. شاء كاتبنا أن يستعملهما ليفضح – بطريقة تعبيره الخاصة المتميزة - حقيقة بعض الكتاب الماركسيين الذين ينشرون آراءهم في الحوار المتمدن. وهم في رأيه قمامة تفوح منها رائحة كريهة، إنهم ليسوا إلا في الظاهر ماركسيين ثوريين أما في الباطن فهم مارقون كاذبون منافقون قمعيون أدعياء يشوبون ويروبون.
ولكي يقنع المخاطب بأنه ديمقراطي حقاً، يرق لهؤلاء فيبيح لهم أن تكون لهم مواقعهم الخاصة بهم، مانحاً إياهم فيها حرية النقد والعراك والتعبير. غير أنه، وهو الديمقراطي، ينسى فجأة أن الديمقراطي كائن لا ينقسم. فمن يكن ديمقراطياً في مكان، ولا يكن ديمقراطياً في مكان آخر، فهو ديمقراطي منقسم. والمنقسم على اثنين خاسر نصفه.
ولو وقف كاتبنا عند هذا الحد، ولم يتجاوزه إلى كتاب الحوار المتمدن ناقدي الأديان من العلمانيين، لبدا كل شيء هادئاً وفي أسوأ الأحوال قابلاً للنقاش بصوت خفيض. ولكنه أعلنها على ناقدي الأديان غضبة مضرية: أزرى بهم، حط من جهدهم، وصمهم بالغوغائية... أرأى في مرآته فرآهم فيها فوق النيل يثرثرون ثرثرة الحشاشين المقرفة المسئمة المملة، ففاضت عينه من الغيظ، ولم يطق صبراً فقذفهم بحجر فلسطيني: (( أصدقائي المستعربون كلهم نقدوا الدين بعين العلم، وقدموا خدمة كبيرة للعلم وللدين بدون غوغائية متديني ومتأسلمي موقع الرفيق رزكار)).
ولأنني لم يطب لي أن أرى الكاتب الكبير يعسف عن طريق الديمقراطية، قمت فقدمت له اعتراضي، كاشفاً فيه عن موقفه المعارض للديمقراطية في جانبه العملي، ملمحاً خطفاً إلى تناقضه وانحيازه - إذ أنه وهو ينادي بطرد المتدينين ويحث على "مقاومة فكرهم البائد، فكرهم الإرهابي" يشمل بعض هؤلاء برعايته وتشجيعه ويستثنيهم من المجموع مع أن أطروحاتهم لا تختلف عن أطروحات المجموع – ولكن كاتبنا بدلا من أن يرمي قفاز المناقشة في وجهي، استل بكل برود مغالطة (المماحكة) وغرزها في صدر اعتراضي، قال:
((... فأنت غالبًا ما تلجأ إلى المماحكة لا المناقشة، والرجاء ألا تعتمد معي على شذرات من هنا وهناك منتزعة من سياقاتها بل على خطي وفكري ورؤيتي واستراتيجيتي وفلسفتي التي هي واضحة وضوح الشمس، فكل ما تسوقه يخالفها))
قال ذلك من غير أن ينتبه إلى أنني قدمت اعتراضي عليه بشرح لموقفه ورأيه، ومن يشرح رأياً أو موقفاً، لا يجازى بتهمة المماحكة – يعد هذا خطأ بلاغياً في أحسن الأحوال فالمماحكة لا تنطبق على الشارح – كما قال ذلك من غير أن ينتبه إلى أن خط الكاتب قد يصبح متعرجاً، ورؤيته متغيرة، وفكره متقلباً، واستراتيجيته ربما أصبحت وقد تخللها تكتيك. وكذلك فإنه لم ينتبه إلى أنه يحق لي أن أنتزع شذرات من سياقاتها بشرط ألا يحدث الانتزاع خللا أو تحريفاً أو تشويهاً.
ولم يكن انتزاعي لشذرة من شذراته مخلاً بهذا الشرط.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=522676



#جابر_الأشقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - جابر الأشقر - كيف نافح الكاتب الكبير خصمه الصغير