أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد الفتلاوي - ماذا لو اندلعت الحرب الكردية - الكردية مجدداً؟















المزيد.....

ماذا لو اندلعت الحرب الكردية - الكردية مجدداً؟


حسن محمد الفتلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبيل ايام معدودات اقتضت ظروف العمل أن اجتمع مع ثلة من زملائي الضابط في احدى المقررات العسكرية في العاصمة الحبيبة بغداد، والحقيقة: كان اجتماعنا الرائع ذاك عبارة: عن عراق مصغر، فقاعة الاجتماع التي اكتظت بنا، ضم فنائها الرحب خليط الطيف العراقي بجميع ألوانه، ولأنه لون رئيس من ألوان الطيف العراقي، كان اللون الاصفر حاضراً ومؤثراً بالحضور، فهذا اللون بالذات مثلَه أحد ضباط محافظة السليمانية، واللطيف! كان أعلى الحضور رتبةً، ومع أن لغته العربية لم تكن سليمة جداً، الا انه وبثقة عالية بالنفس كان أكثرنا حديثاً في اوقات الاستراحة التي نقضيها عادةً جالسين في القاعة ذاتها، وكذا كان صاحبنا الكردي غير متحرجاً من الحديث في شتى القضايا، وبينما نحن منهمكين جميعاً - كعادة جميع مجالس العراق - بمناقشة الشأن السياسي وتردي الخدمات في عراقنا المفدى، قادنا الحديث من حيث لا ندري الى الشأن العسكري، وتحديداً الى تاريخ الكليات العسكرية في العراق (Military colleges) وهنا قال أحدنا: ((ان الكلية العسكرية الثاني في زاخو تأتي من حيث الاهمية والقدم بالنسبة للجيش العراقي بالمرتبة الثانية بعد الكلية العسكرية الاولى مصنع الابطال))، والحق: ما كاد ان ينتهي القائل من قوله هذا حتى استشاط أخانا الكردي غضباً، وخرج لسانه الاعجمي عن طوعه، لدرجة ظننا فيها جميعاً أنه سيلتهم من تفوه بهذا الكلام، ومن بين ذاك الانفجار المدوي واختلاط اشلاء اللغة العربية بنظيرتها الكردية استطعت ان أفهم الجمل الاتية:
1. كاكا ان الكلية العسكرية في السليمانية (قره جولان) اقدم وأهم من الكلية العسكرية في زاخو، فأنا كنت طالباً فيها عام: ( 1995م) في وقت لم يكن هنالك شيء اسمه الكلية العسكرية/ زاخو.
2. كاكا لكون زيباري (رئيس اركان الجيش السابق) من الكرد التابعين لمسعود (كرد اربيل ودهوك) جرى تقديم كليتهم على الكلية العسكرية العريقة في السليمانية.
3. كاكا خلينا ساكتين أحسن ...
حين خفت وتيرة الجدل، وعاد الباشا الكردي يلتقط انفاسه بشكل طبيعي بعد انفجاره المدوي الذي وصفنا جزءاً منه تواً، تبادر الى ذهني هذا السؤال: ماذا لو اندلعت الحرب الكردية - الكردية مجدداً؟ وإزاء هذا السؤال ظهرت في مخيلتي صورة للوضع العام في حال اندلعت الحرب الكردية – الكردية مجدداً، ويمكن أن أخلص للقارئ الكريم ابرز معالم تلك الصورة بالنقاط الاتية:
1. أغلب الظن: أن الحرب الجديدة ستختلف تماماً عن الحرب السابقة التي اندلعت بين الكرد في تسعينيات القرن الماضي، فالحرب الجديدة ستكون حرب ضروس وقد تفتك بغالبية الكرد، أذ أن الخسائر البشرية التي مني بها الكرد في تلك الحرب والمتراوحة بين (3000 – 5000) مدني ومقاتل، لن تكون شيئاً يذكر ازاء الخسائر المحتملة في حال اندلاع حرب كردية جديدة، وبلا ادنى شك فأن الخسائر الجديدة ستكون نتيجة منطقية لطفرات التسلح التي يسعى لها الكرد منذ عام: (1991م)، وكانت قد ازدادت ازدياد مفرط ! بعد سقوط اللانظام العراقي عام: (2003م) ولا تزال في تزايد مستمر لحين اللحظة.
2. من خلال اطلاعنا على الوضع الكردي فأننا نكاد نجزم ان نتيجة المعركة ستصب بعد عناء طويل لمصلحة الكرد في اربيل ودهوك، أي الاكراد المؤيدين للحزب الديمقراطي الكردستاني، فهذا الحزب بالذات قطع شوطاً بعيداً ازاء نظيره المهيمن في السليمانية (الاتحاد الوطني الكردستاني) سيما في مجال التسلح والعلاقات الدولية، ولربما مرد ذلك الى اتضاح الهدف بالنسبة لقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين دأبوا الاعلان أنهم يطمحون لقيام دولة كردية المستقلة، وهم في طور الاستعداد لإعلان انفصالهم المحتمل في الوقت الذي يرونه مناسباً لذلك، او الوقت الذي سيجبرون فيه لإعلان ذاك الاستقلال المنشود.
3. ما يخص الحكومة المركزية في بغداد، فأرجح الظن: انها ستقف موقف المتفرج إزاء الحرب الكردية – الكردية في حال اندلاعها، خصوصاً لو اندلعت تلك الحرب في القريب العاجل، ولعل موقفها هذا متأتي من ضعف تسلحها العسكري، سيما سلاحي الطيران والصواريخ، الكفيلان بإخضاع الخصوم في المناطق الجبيلة، هذا في حال فكرت الحكومة الانحياز لطرف من طرفي النزاع الكردي.
4. ما يخص الشعب العربي في وسط وجنوب العراق، فالراجح: أن المسلمين الشيعة سينحازون الى أحد طرفي النزاع ويتركون الطرف الاخر للمسلمين السنة، ولعل الحرب الكردية – الكردية ستأتي لنا بمحورين للتكتل بصورة (شيعي + الاتحاد الوطني الكردستاني) ، ( سني + الحزب الديمقراطي الكردستاني) ، ويكون ذلك في حال اندلعت الحرب الكردية في القريب العاجل، اما اذا تأخر اندلاعها لمدة تزيد على الثلاثة عقود من الزمن، فليس باستطاعتنا تخيل موقف الشعب حينها، سيما ونحن نتخيل أن الصراع الشيعي – السني في العراق، لم ولن يستمر الى ما هو ابعد من تلك المدة.
5. ما يخص موقف دول الجوار وبقية دول العالم من الحرب الكردية – الكردية، فالواقع الآن يحتم علينا القول: انها ستنقسم ازاء تلك الحرب الى معسكرين: الأول، يدور في فلك السياسة الامريكية، وبدون أدنى شك سيضم هذا المعسكر دول الخليج واغلب الاقطار العربية، وكذا الاتحاد الاوربي واسرائيل، أما المعسكر الثاني، فيضم روسيا وايران ولبنان وسوريا، وبين هذا المعسكر وذاك لا يمكننا التكهن أطلاقاً بموقف تركيا من تلك الحرب، التي قد يدك مضجعها حلم الكرد الديمقراطيين بالاستقلال، ولهذا قد يختلف موقفها من تلك الحرب عن موقف الولايات المتحدة الامريكية، التي تسعى تركيا في الآونة الأخيرة الى كسب ودها تجاه قضايا الشرق الاوسط.
صفوة القول: أن الحرب الكردية - الكردية ، حرب محتملة وغير مستبعدة اطلاقاً، وهذه الحرب في حال اندلاعها فعلاً فإنها ستضع العراق، مرة أخرى، بمثابة ميدان للصراع الدولي، وسيدفع العراقيين عرباً وكرداً ثمن ذلك الصراع البغيض! وعلى أساس ابعاد هذا الخطر يجب أن تتخذ الحكومة المركزية في بغداد، وكذا الاخوة الاكراد في شمال العراق إجراءات من شانها ابعاد خطر الحرب الكردية – الكردية، التي قلنا: أنها حرب محتملة وغير مستبعدة بالمرة، ومن بين تلك الاجراءات : تحجيم التسلح الكردي، واخضاع الميلشيات الكردية وابرزها: (البيشمركة) الى مراقبة الحكومة المركزية ومن خلفها الأمم المتحدة، حيث يفترض بالحكومة المركزية فوراً مفاتحة الامم المتحدة وشرح تخوفها من احتمال اندلاع حرب كردية – كردية، تكون نتائجها غير محمودة بالنسبة للشعبين : العربي والكردي في العراق، كذا بالنسبة لمصالح الدول العالمية المرتبطة بأمن واستقرار العراق، خصوصاً وان هذه الحرب قد تمثل للبعض مجالاً حيوياً لضرب مصالح الدول الكبرى المشروعة في منطقة الشرق الاوسط، هذا ويفترض بالأخوة الاكراد في السليمانية الحبيبة، مراقبة تطور الطرف الكردي الاخر، وأخذ الضمانات الدولية الكافية في سبيل عدم افراطه بالتسلح العسكري، الذي قد يوجه ضدهم في أي لحظة .
والسلام على من ذُكر فانتفع.



#حسن_محمد_الفتلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن محمد الفتلاوي - ماذا لو اندلعت الحرب الكردية - الكردية مجدداً؟