أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات 26 الاستخبارات المالية















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات 26 الاستخبارات المالية


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 5225 - 2016 / 7 / 16 - 11:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مدخل
=========
الأمن المالي مشروع متكامل تتعامل الدول معه بمهنية عالية لتجنب الاضرار الجسيمة للتسيب والجرائم المالية على البلد والشعب , ولدفع المشاكل الهائلة التي تتسبب به فوضى الفساد .
فالفساد المالي هو التدمير الحقيقي للبلد ومقدراته ومن نتائجه الكارثية انهيار العملة الوطنية والتضخم بسبب ارتفاع الطلب وقله المعروض , وقتل روح المنافسة التجارية و شراء الذمم لأفراد مؤثرين في الاجهزة الامنية والرقابية , بالاضافة للتهرب الضريبي وعجز الموازنة وخروج رؤوس الاموال الى خارج البلد والركود الاقتصادي وتدمير البنى التحتية و التسابق غير المشروع لكسب المال الحرام والفقر والطبقية و انهيار الطبقة الوسطى و تفشي الجريمة.
يقوم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام (( الناس في المال ملة واحده)) , وبالفعل , ترى الفاسد مالياً يتعامل في صفقاته وفساده مع كل الوان الطيف العراقي ولكنه يبدو في العلن وكأنه المدافع الشرس عن قوميته او دينه او مذهبه .
ان مشكلة الفساد في العراق تكمن في استفحالها حيث اصبحت خارج نطاق السيطرة والمعقول واصبح الفساد (( هوية النظام)) , وقد يكون هو الاخطر والاصعب من الارهاب فهو يؤسس ويغذي ويدعم الارهاب لقد اثبت النظام المصرفي العراقي فشله , فبالرغم من عدم الاستقرار , فاننا نرى البنوك الاهلية تفتح فروعها في العراق وذلك للتسابق على الكسب غير المشروع , كما نلاحظ ايضا البنوك العربية والشرق اوسطية تأتي للعراق باستمرار برغم الركود الاقتصادي والعجز الكبير في الموازنه , لان العراق سوق مثالي لعمليات غسيل المال بسبب الفساد المستشري ونقص التشريعات وعجز المؤسسة الرقابية.
============
غسيل الاموال
============
غسيل أو تبيض الأموال جريمة اقتصادية تهدف إلى إضفاء شرعية قانونية على أموال محرمة، لغرض حيازتها أو التصرف فيها علناً كونها اموال متحصلة من طرق غير مشروعة كالمخدرات وتهريب الاثار وجرائم الارهاب والدعارة والرشوة وتزوير العملة وغيرها.
يمر غسيل الاموال بثلاثة مراحل هي :
1- الايداع : التخلص من الاموال القذرة بايداعها وادخالها النظام المصرفي وهي الخطوة الاصعب والاخطر, ففي هذه المرحلة تسهل عمليه الكشف والمراقبة والمطاردة بسبب حجم الاموال واقترابها من النظام المصرفي .
2- التمويه : ويتم فيها تفريق الاموال وتوزيعها على حسابات ومصارف مختلفة وصولاً الى ايداعها في مصارف عالمية من خلال دورة بنكية تسمى الملاذات المصرفية الامنة , ويدفع في هذه المرحلة مالك المال غير المشروع نسبة مغرية من الاموال للبنوك المشاركة في الغسيل.
3- الاندماج :وهي مرحلة تجفيف المال غير المشروع وادخاله بشكل شرعي علني الى الدورة الاقتصادية وبأشكال مختلفة كالقروض والصفقات التجارية الوهمية وشراء عقارات واراضي واسهم وغيرها.
وحين يتعدى المال غير الشرعي المرحلة الثالثة يصبح من الصعب كشفه.
==============
غسيل الاموال في العراق
==============
في العراق يتم غسيل الاموال بمرحلتين الايداع والاندماج حيث تتم اعادة تاهيلها وتدويرها بشكل مباشر بحماية سياسية .
لقد اصبح العراق منذ 13 عام المركز الأكبر والأهم لغسيل وتبيض الاموال , والجميع يعلم بذلك , حيث يُغسل المال ويخرج بعدها نظيفاً الى لبنان وايران وتركيا ودول الخليج واوربا وامريكا وحتى الى دول في قارة افريقيا , ونسجل استغرابنا من ان الحكومة قد تقاعست عن بناء اجهزة امنية ورقابية فعالة برغم المخاطر .
فلدينا هيئة نزاهة والعديد من اجهزة المكافحة غير المجدية كديوان الرقابة المالية واللجان البرلمانية و مديرية الامن الاقتصادي ودوائر الضريبة والكمارك و التقييس والسيطرة والمفتشيين العموميين و لجان النزاهة في مجالس المحافظات و لجان التحقيق ,ولكن تلك الدوائر هي ذاتها متهمة بالفساد الذي ينخر فيها , وواضح من مخرجاتها طيلة السنوات الماضية انها قد ألهتنا بصغار السراق وتركت القطط السمان والحيتان يمرحون بأمان .
===========
الغسيل العكسي
===========
لدينا في العراق غسيل اموال عكسي ايضا لتمويل الارهاب , حيث تصل اموال مشروعة وتذهب الى تمويل الارهاب , ومثال ذلك ان الجهات الممولة للعمليات الارهابية تقوم (بعد التضييق عليها ) بإرسال مواد غذائية او بضائع الكترونية للعراق بدلاً من الاموال , حيث تستلمها جهات مشبوهة بواجهات تجارية تقوم بتصريف البضائع سريعاً بأسعار يصعب منافستها وتباع في العراق وتذهب الاموال المستحصلة لدعم الارهاب وكثيرا ماحصلت تلك الحالة من بعض صناديق دعم الارهاب من دول الخليج.
===================
الخراب المالي في العراق
===================
لقد عانى العراق على كافة اصعدته المالية والاقتصادية من تخريب متعمد ساهمت فيه طبقة سياسية فاسدة كان كل همها شفط الاموال والتلاعب بموازنات الدولة المليارية .
وزاد في الخراب الاقتصادي هشاشة الاجراءات الامنية والقانونية والاستخبارية , الامر الذي جعل العراق ساحة مستباحة لتهريب وتبييض الاموال .
وكان لتفاقم التواجد الارهابي وتمويله الدور الكبير في ايجاد طرق ذكية لإدامة تمويل التنظيمات الارهابية مما زاد بطفرات كبيرة في الفساد المالي في العراق .
فكان ان عم الخراب في النظام المصرفي للدولة واغرقت دوائر الدولة بالرشى التي وصلت الى اكثر من 20% من اقيام العقود الفاسدة وفقدت الشفافية في ميزانيات الحكومة وضاعت الحسابات الختامية وعانى
سوق البورصة والاسهم من انفلات كبير واصبحت المصارف الاهلية دكاكين للسرقة باساليب مصرفية متخلفة وبانعدام الرقابة عليها وعدم ضمان رأس المال من قبل البنك المركزي .
وزاد الطين بلة , العبثية الواضحة في بيع الدولار باحجام كارثية وبفواتير مزورة وعدم توحيد سعر الصرف وانهاك مخزون البنك المركزي من العمله الصعبة والقرارات المتهورة وغير المدروسة , وكان آخرها محاولة صرف مليارات الى المصارف الحكومية لاطلاق مشروع القروض بلا حل لمشكلة مطالبات التجار والمقاولين لاموالهم الضائعة في المصارف.
ولعل احد ابرز اشكال التسيب المالي والامني هي التحويلات المالية المنفلتة بلا رقابة , ففي حين لايستطيع احد في العالم ان يحول مبلغ 10000 دولار دون ان يخضع للمسائلة , فانك تستطيع في العراق تحويل اي مبلغ من خلال مكاتب الصرافة دونما رقيب .

=============
الاستخبارات المالية
=============
لقد تنبهت اجهزة الاستخبارات والدول المتقدمة لخطورة الفساد المالي, فقامت بتأسيس الاستخبارات المالية التي اصبحت راس الحربة واخذت على عاتقها معرفة الفاسد ومجموعته واعماله ومن ثم تقوم اجهزة المكافحة المختصة بمكافحة غسيل المال بالقبض عليهم وفق تشريعات قانونية واضحة .
ان اغلب الدول المتقدمة لديها فرع استخبارات مالي مختص يعمل اما في وزاره الخزانة او المالية او في احدى المؤسسات الاستخبارية الوقائية ضمن المجتمع الاستخباري , وهذا الجهاز هو المكلف بالتجسس والمراقبة والتدخل وحتى انفاذ القانون بالتعاون مع السلطة القضائية .
لقد انتجت الفوضى المالية في العراق المزيد من الفقر والسرقة والاختلاس وغسيل المال والرشى مما يستدعي الى وقفة حقيقية والى استخبارات مالية فعالة تستقطب اليها ابرز المدققين وخبراء المحاسبة وتراقب دورة الاموال وتكشف المفسدين وتقدمهم للعدالة , كما هو الحال مع واجب الاستخبارات الاخرى التي تبحث عن المجرم والارهابي والقاتل .
فالاستخبارات المالية هي استخبارات تخصصية علمية بحاجة الى اختصاصيين في مجال المحاسبة والمصارف ودوره المال وغسيل الاموال وتزييف العملة والتهرب الضريبي وكل اشكال تجاره المال.
============
على طريق الحل
============
بالترادف مع انشاء الاستخبارات المالية المتخصصة , فإن على الدولة اصلاح النظام المصرفي المنهار ووضع ضوابط وقوانين ملزمة وتنفيذها لمعالجه التخلف والبيئه والارضية التي تجذب غسيل الاموال ومنها :
1- ربط منظومة المصارف العراقيه الحكوميه والاهلية بمنظومة مركزية للسيطرة والمراقبة في البنك المركزي , ومراقبه حركه المال ضمن برنامج تكنولوجي دقيق وشفاف .
2- منع اية جباية او تعاملات مالية او عقود او استقطاعات او دفوعات او تحويلات خارج النظام المصرفي والزام القطاعين الخاص والعام والمختلط بعدم قبول اي دعاوى مالية في المحاكم في حال عدم مرورها بالنظام المصرفي.
3- تحديد مكاتب الصيرفة بتصريف الاموال والسيطرة على التحويلات من خلال المصارف والمؤسسات المالية.
4-السيطرة على تدفق فروع المصارف الاجنبية بشروط ادخال الاموال للعراق وليس العكس .
5- إلزام الجميع بالتعامل بالعملة الوطنية في التعاملات والعقود والرواتب وكل المدفوعات والجباية
6- ضمان رؤوس الاموال وايداعات المواطن من خلال البنك المركزي وفرض رقابة صارمة على المصارف.
7- منع اي مسؤول حكومي او قائد عسكري او برلماني او عضو حكومات محلية من فتح اي حساب هو وعائلته من الدرجه الاولى الا باشراف الاستخبارات المالية والمدعي العام.
8- تحديد تداول العمله الصعبة داخل البلد .
9- توحيد سعر الصرف .
10- اقرار تشريعات دقيقة وعقوبات شديدة ضد غسيل الاموال وتبيضها.
=========
خلاصة
=========
نحن بأمَسِّ الحاجة الى استخبارات مالية تؤسس بالتعاون مع ابرز مكاتب الامم المتحدة المختصة بمكافحة غسيل الاموال وتنشر اذرعها في المصارف والمؤسسات المالية وتراقب وتكون عين الشعب العراقي على دوره الاموال المنهوبة.
فاذا كانت استخبارات العالم تبحث عن ابي بكر البغدادي خليفة الارهاب , فإن علينا ان لانغفل عن خلفاء الفساد المالي في العراق , لأنهم هم المسؤولون عن كافة مناحي التدهور في العراق .



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (25) الحرب النفسية
- مباحث في الاستخبارات(24) المصادر العلنية
- مباحث في الاستخبارات (23) التوظيف الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات (22) التدريب الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات (21) حماية المصدر
- مباحث في الاستخبارات (20) تجنيد العملاء
- مباحث في الاستخبارات (19) الخدمة السرية
- مباحث في الاستخبارات(18) توزيع المعلومات
- مباحث في الاستخبارات (17) اذرع الجمع
- مباحث في الاستخبارات(16) جمع المعلومات
- مباحث في الاستخبارات (15) التحليل الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات (14) تقييم الاداء
- مباحث في الاستخبارات(13) مراقبة الاجهزه الاستخبارية
- مباحث في الاستخبارات (12) ( ادارة المجتمع الاستخباري )
- مباحث في الاستخبارات(11) الاستخبارات الفنية
- مباحث في الاستخبارات(10) المكافحة والاستخبار
- مباحث في الاستخبارات (9) الاستخبارات الجنائية
- مباحث في الاستخبارات (8) الاستخبارات العسكرية
- مباحث في الاستخبارات (7) الاستخبارات الهجومية
- مباحث في الاستخبارات (6) الاستخبارات الدفاعية


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات 26 الاستخبارات المالية