أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كامران جرجيس - وداعا للعظيم














المزيد.....

وداعا للعظيم


كامران جرجيس

الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 16:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


وادعا للعظيــــم
كامران جرجيس
قليل جداً أولئك الذين يغادرون هذه الدنيا ويتركون ورائهم بصمات عظيمة في ذاكرة الشعوب وتأريخا حافلاً بالمجد والتمسك بالمبادىء الانسانية النبيلة الى آخر رمق في الحياة مثلما فعل الملاكم الأسطورة الأمريكي محمد علي كلاي وقبله نيلسن مانديلا وغاندي. لم يكن محمد علي الذي ودعنا بعد صراع طويل مع مرض باركينسن بارعاً فقط في حركاته الرشيقة ولكماته المؤثرة على حلبات الملاكمة بل إن كلماته ومواقفه حول أوضاع السود في امريكا وحرب فيتنام في الستينيات من القرن المنصرم كانت بنفس الشجاعة والجرأة والتأثير.
تأثر محمد علي في بداية شبابه برموز وقادة (حركة الحقوق المدنية 1954- 1968) الداعية الى تحسين أوضاع السود في أمريكا أمثال القس مارتن لوثر كينغ ومالكولم إكس، لكن تأثير الإمام (اليجا محمد 1898-1977 ) عليه كان الأبرز. إعتنق محمد على الاسلام على يد الإمام المذكور الذي كان مشهوراً بخطبه الحماسية وإنتقاداته الجريئة لنخبة الحكم في أمريكا.
ترك محمد علي المسيحية لأنه وجد في الاسلام دينا يمنحه السلام والطمأنينة والإتزان وسعادة الروح. المسيحية كانت غير قادرة على ملىء الفراغ الروحي الذي كان يعاني منه محمد علي، لانها فُرغت من معانيها الجميلة بعد أن ارتبطت بإضطهاد سلطة الرجل الابيض ونظرته الدونية للرجل الاسود في امريكا وخارجها.
لم يكن محمد علي قانونياً مثل غاندي وسياسياً مثل مانديلا لكنه ناضل ومارس االسياسة من خلال كلماته القليلة والمليئة بالتحدي والعنفوان- كلماته ساهمت في زعزعة سلطة الطبقة الحاكمة وفي تغيير المفاهيم الثابتة في المجتمع الأمريكي. محمد علي شأنه شأن غاندي ومانديلا كان مؤيداً للنضال السلمي ورافضاً لفكرة تقسيم المجتمع على أساس العرق والاديان – وكارها لغزو البلدان وشن الحروب.
رفض محمد علي المشاركة في حرب فيتنام لإعتقاده بانها غير عادلة وجرد على أثره من ألقابه العالمية وحرم من المشاركة في البطولات الدولية لمدة عامين. لم يستسلم محمد على لشتى أنواع الضغوط التي مورست بحقه كي يتنازل عن مواقفه لأن الإنسان الحقيقي من وجهة نظره هو الإنسان الذي يدفن مع مبادئه. كان محمد علي يدين كل عمل إرهابي يرتكب بإسم الإسلام وكان شديد الاصرار على ان الاسلام هو دين السلام والمحبة والبساطة والتقشف.
أضف الى اجتياحه لحلبات الملاكة، محمد علي كان بارعاً وعظيماً أيضا في إيجاد فن تطور الذات وإدارة معركة إثبات الوجود خارج حلبات الملاكمة - سمعته كانت تنمو بـإستمرار، تعليقاته على كل موضوع كانت تحسب لها ألف حساب. هذه هي صفات الإنسان العظيم وهكذا يجب أن يكون الإنسان. حتى في أوج فترة مرضه لم يتوانى محمد علي عن قول مايجب قوله حول المواضيع والقضايا التي كانت تهم المجتمع. محمد علي ودعنا وترك الدنيا لكن مواقفه ستبقى خالدة في الاذهان.



#كامران_جرجيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملتقى الجامعة الامريكية في السليمانية ودوره في زرع بذور الدي ...
- اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
- لان الحياة جميلة
- تكريم المسنين في اليابان وتحويل الانسان الى الارقام في سوريا
- الحشد الشعبي..... والاحتجاجات المنادية بالاصلاح ومحاربة الفس ...
- الجامع والجامعة
- هل ان الرئيس مسعود البارزاني ضرورة وطنية كردية ؟
- في يوم عيد المرأة
- أيهما أخطر جيش داعش أم جيش الأستاذة؟
- مؤتمر باريس وعودة الرجل الابيض
- مصر الى أين ؟ بعد فوز السيسي وسقوط جماعة الاخوان
- ينتابني شعور بالخيبة.....


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كامران جرجيس - وداعا للعظيم