أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الزهراوي - الصيام وحرية الافطار ومفاهيم أخرى














المزيد.....

الصيام وحرية الافطار ومفاهيم أخرى


حسن الزهراوي

الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 11:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصياّم وحرية الافطار والاستفزاز ومفاهيم أخرى ..

الصيّام شعيرةٌ من الشّعَائرِ التي يتقرب بها المؤمن إلى خالقه، طمَعا فيما عنده بعد المعاد والمآل الأخروي، بالامتناع عن شَهْوتي الأكل والجماع ــ حسب المرجعية الدينية الاسلامية ــ والتدخل "البلطجي" البدائي في حق المفطرين غير المؤمنين أو غير المقتنعين بدين معيّن، هو تدخّل مرفوض وغير مقبول حتى بالقياس إلى المنطق الديني نفسِه.. إذا كان الصيّام عبادة يؤدّيها المؤمنُ لله فما شأن البشر بالبشر؛ بصيامهم وافطارهم بعصيانهم وطاعتهم ؟ إذ الايمان حريّة شخصية فردية، وعلاقة عمودية بين الفرد وبين خالقه، ولا دخل للبشر في ذلك، إن المنطق السليم والسوي يقتضي أن يشعرَ الصّائم المؤمنُ تجاه المفطر (العاصي) بالشّفقة، وفق ما تقتضيه مرجعيتك الدينية لأنه سينالهُ نصيب من النار والعذاب، لا أن تلجأ الى تدخّلك البدني الفزيائي "قضاء الشارع" لتقيم الحدود والتعازير بنفسك، وتسلخَ وتجلدَ وتصفع وتسحقَ من تشاء ..لأنه يستفزّ مشاعرك الدينية، اذا استفزك مفطر وزعزع عقيدتك الدينية فمعناه أن تدينك قائم على غير أساس، تصوم مع الصائمين صوم القطيع بالوراثة ولربّما بشكل قهري ، وتحتاجُ أن تعيد النظر في تديّنك حتّى لا يصدق فيك قول التنزيل "ومن الناس من يعبد الله على حرف" أم أن "سيكولوجية الصائم" من سماته العدوانية والانتقامية، حينما يشعر بالجوع فإنه يتوجّب على جميع أفراد المجتمع أن ينخرطوا معه، ويشعروا معه بالجوع وبنفس الشعور " ذهنية الجماعة" وإلا ستثور له ثائرة ويملأ الأحياء والأسواق الشعبية ضجيجا وشجارا ( انتاج العنف ومعطى ارتفاع الجريمة في رمضان )، "ويطبق شرع يده في غير الصائمين " وهذا ما تناقلته الأخبار في مدينة فاس المغربية مثلا حينما تدخل مجموعة من قطاع الطرق، بالصّفع والضّرب في نهار رمضان، في حقّ فتاة لأنها ترتدي لباسا غير شرعي حسب زعمهم وتبريرهم ! وقس على ذلك مجموعة من الحالات الأخرَى التي عشناها في قضايا ذات صلة بالحريات الفردية، في سنوات ماضية لا يسع المجال هنا للتطرق إليها فرادى وبتفصيل.. متى نعيد الاعتبار في أنسقتنا التربوية المعطوبة وأنظمتنا التعليمية المهزوزة يا ترى "لثقافة الاختلاف " وروح التعايش والتدبير القيمي المشترك للمرافق العمومية ؟ متى نعلم ونربي الناشئة عن كون مرافقنا وفضاءاتنا العمومية هي مشاع مشترك يرتادها ويتقاسمها الجميع؟ هي للمسلم ولغير المسلم، للمؤمن ولغير المؤمن، للملحد والموحد ..الخ متى نقبل الآخر كآخر مختلف ينماز عن الأنا وخصوصية الأنا ؟ ومن حقه أن يختار هويته و نمط الحياة الذي يريد، وحقيقة الذات الانسانية كما هو متعارف في جميع المذاهب الفلسفية والحقوقية قائمة على مبدإ الاختيار الحر المستـقــــــــل عن أي وصاية فوقية؟ لماذا لا نتحدث عن الاستفزاز إلا في رمضان دونما سواه، إذا علمنا مبدئيا أنه لا وجود لمجتمع انساني يتحدث عن الاستفزاز بهذا المنطق الذي تتحدث به جماعة المسلمين ..؟ الاستفزاز الحقيقي في حقيقة الأمر حينما يركبون سيارات Touareg والسيارات الفخمة التي اشتروها من أموال الشعب وعرق جبين الكدح والفقراء والمسحوقين في بلداننا المتأخرة الثالثية !
الاستفزاز الحق حينما يسكنون في القصور وأنت لا حظ لك الا كوخك الطيني البئيس !
الاستفزاز حينما يقتنون لأبنائهم ألبستهم الداخلية وأطعمة كلابهم من أفخم المتاجر في العالم ويسجلونهم في أعتد المدارس الخصوصية ولا حظ لأبناء الكدّح من ذا وذاك إلا الفتات ؟ ! لماذا نتحدث عن الاستفزاز في نهار رمضان فقط ؟ ولا نتحدث عن الاستفزاز الذي يكون بعد الإفطار بعد أذان المغرب ؟ أليس الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي مثلا الذي يعاقب على الافطار العلني في نهار رمضان يتنافى مع حرية المعتقد ؟ ويتعارض مع جوهر الدين القائم أساسا على الاختيار الحر لا القهر والجبر ؟
ألم يحن الوقت لتجديد خطاباتنا الدينية التي لا تكرس الا ثقافة الكره ورفض الآخر وصناعة الموت؟ ولا أحد يجادل في أن خطابات المؤسسات الدينية احدى هذه الأطر التي تؤطر سلوك الأفراد داخل المجتمع ؟ ألم يحن الوقت أيضا للاشتغال على "المادة الدينية" المقررة في مناهجنا الدراسية البيداغوجية لتنشئة أجيال تتعايش مع المختلف بعيدا عن النبذ والرفض والانغلاق..




#حسن_الزهراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للأنثى حظّ الذكرينِ في نسبة النجاح في الباكالوريا ! (حالة ال ...
- محمد شكري نحو بناء مقاربة نقدية جديدة
- حقوق الانسان: قراءة تاريخية ومقاربة في الاسس والمنطلقات الفل ...


المزيد.....




- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الزهراوي - الصيام وحرية الافطار ومفاهيم أخرى