أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - الخصخصة وانهيار الاقتصاد العراقي بعد (2003)















المزيد.....

الخصخصة وانهيار الاقتصاد العراقي بعد (2003)


عامر عبود الشيخ علي

الحوار المتمدن-العدد: 5190 - 2016 / 6 / 11 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخصخصة وانهيار الاقتصاد العراقي بعد (2003)
عامر عبود الشيخ علي
لمعرفة اي مفهوم ومدى تأثيره على الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لطبقة معينة، لابد من دراسة تأريخ ظهور وتطور ذلك المفهوم والاسباب التي ادت الى ظهوره وجعله ظاهرة اجتماعية ذات تأثير اقتصادي.
مفهوم الخصخصة
هي فلسفة ذات ستراتيجية اقتصادية لتحويل القطاع العام المملوك للدولة بما فيه قطاع الخدمات الى القطاع الخاص لشركات او افراد.
ظهور مفهوم الخصخصة
تعتبر بداية السبعينيات من القرن الماضي هي بداية ظهور مفهوم الخصخصة، والتي نادت بها قوى اقتصادية سياسية لتحرير اقتصادات الدول وتحويل نشاطاتها الى القطاع الخاص. وتعتبر تلك الفترة من اشد الفترات تنافسا بين معسكرين تصارعوا في فرض نظرية اقتصادية معينة، معسكر الاشتراكية المتمثل بالاتحاد السوفيتي وحلفائه من جهة (نظرية اقتصادية تحترم الانسان) والمعسكر الرأسمالي المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من جهة اخرى (نظرية اقتصادية تستغل الانسان)، وهي ايضا الفترة التي كانت رأسمالية الدولة مسيطرة على قوى الانتاج في الدول الغنية للمواد الاولية وخاصة مصدر الطاقة المتمثل بالنفط. لذا سعت الدول الرأسمالية الى تبني هذا المفهوم والعمل به للسيطرة على ثروات العالم وتوسيع اسواقها.
الدعوة الى خصخصة اقتصاد العراق
وبما ان العراق يعتبر من اهم مصادر الطاقة في العالم لما يمتلكه من ثروة نفطية هائلة، لذا سعت الدول الرأسمالية الى احتلاله والسيطرة على هذا المصدر المهم، وبهذا فأن اقتصاد العراق هو اقتصاد تابع وغير متحرر، ترسم سياساته حسب مصالح الدول الرأسمالية.
بعد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية عام (2003) وتعيين بول بريمر حاكما مدنيا للعراق تبنى توجها اقتصاديا رأسماليا وهو تحرير الاقتصاد العراقي وتحويل نشاطه الى القطاع الخاص والاستثمار العالمي وهو نفس التوجهات للمؤسسات المالية والنقدية الدولية لتبني اقتصاد السوق الحرة، جاء هذا التوجه بحجة ما تعرضت له القطاعات الصناعية والزراعية من دمار وخراب، نتيجة الحروب التي قام بها النظام الدكتاتوري والحصار الاقتصادي الذي فرض عليه من قبل دول العالم، وما تعرضت له المعامل ومنشآت الدولة العراقية المختلفة من عمليات سلب ونهب واتساع مديونية العراق وخاصة للجارة الكويت نتيجة احتلالها من قبل النظام السابق.
والملاحظ ان السياسات التي قامت بها الحكومات بعد عام (2003) ابتدءا من مجلس الحكم والجمعية الوطنية وصولا الى مجلس النواب المنتخب وكذلك القوى السياسية اليمينية المتمثلة في الاسلام السياسي والتيارات القومية اخذت على عاتقها الترويج لخصخصة اقتصاد العراق، بحجة عدم قدرة القطاع العام على تلبية حاجة الدولة في رفد الموازنة العامة نتيجة تهالك هذه القطاع وخاصة الصناعي منها وكذلك تجنب المديونية الخارجية، مما سبب جملة من الاثار الخطيرة التي ساعدت في الاسراع في تدمير القطاع العام وفتح الابواب على مصراعيها امام الشركات الرأسمالية للهيمنة على ثروات العراق، وبالنتيجة لابد من وجود جهة مستفيدة واخرى متضررة من هذا المفهوم.
من هي القوى المستفيدة والمتضررة من مفهوم الخصخصة؟
في كل طرح لنظرية او مفهوم لابد من وجود جهة مستفيدة واخرى متضررة، وفي مفهوم الخصخصة ومن الواضح للعيان ان الجهة المستفيدة هي القوى الرأسمالية التي تمتلك المال والتي باستطاعتها الاستحواذ على وسائل الانتاج بكل سهولة ومرونة وبمساعدة السلطة التي تكون حارسا لمصالح تلك القوى على حساب مصالح الشعب والقوى الكادحة، لذا تعمل القوى المتنفذة في الحكومات العراقية على ايجاد وصفات جاهزة لاقتصاد البلد تستطيع من خلاله الاثراء، كما حصل عند تفكك الاتحاد السوفيتي وتفكيك القطاع العام وبيعه بابخس الاسعار من قبل المتنفذين في السلطة وهيمنة الشركات العالمية الكبرى على الثروات، وبالمقابل ستكون الجهة المتضررة هي الغالبية من الشعب والقوى الكادحة، اذ كان يشكل القطاع العام مصدر الحماية لتلك القوى.
الخصخصة خيار ام فرض لهيكلة الاقتصاد العراقي
يروج وبشكل يومي على ان خصخصة القطاع العام هو الحل الوحيد امام الشعب العراقي ولا خيار لهم للخروج من ازماتهم الاقتصادية الا القبول في هذا المفهوم والعمل به، في وقت يكون فيه الاقتصاد العراقي مشوه وغير واضح المعالم واحادي الجانب يعتمد على النفط الذي غالبا ما تتعرض اسعاره الى الانخفاض، مما يسبب ازمات اقتصادية كبيرة، مما ساعد ذلك الى علو صوت المروجين لهذا المفهوم من المؤسسات الرأسمالية والحكومات المرتبطة بها لتصفية اي دور للدولة وجعل القوى العاملة المرتبطة بهذا القطاع مجرد عمليات حسابية تحسب من اجل السيطرة والاثراء.
ومن هنا نجد محاولة الحكومة العراقية وصقور الخصخصة الى السعي في خصخصة القطاع العام وبشكل خاص القطاع الصناعي وبشكل ممنهج، من خلال الدعوة الى خصخصة (72) شركة بحجة انها خاسرة ، مما سينعكس ذلك سلبا على الجوانب الاجتماعية للقوى العاملة في تلك الشركات لتسريح تلك القوى وتحويلها الى جيش كبير من البطالة.
ومن هنا سيكون مفهوم الخصخصة فرضا على الاقتصاد العراقي لان الخيار الوطني هو في تحرير الاقتصاد العراقي من هذا المفهوم الذي وضعته القوى الليبرالية الجديدة ومؤسساتها الاقتصادية للسيطرة على ثروات البلد، وافقار شعوبها، وهذا ما تجلى بوضوح في ازدياد نسبة الفقر في العراق ووصولها الى 35% بعد عام (2003).
الاثار الاجتماعية لخصخصة الاقتصاد العراقي
لابد من اثار اجتماعية لشريحة كبيرة من الشعب نتيجة خصخصة القطاع العام وما يرافقه من رفع الدعم الحكومي عن تلك الشرائح، ومن تلك الامراض الناتجة الفساد ،الفقر، الدعارة، تعاطي المخدرات، وظهور العصابات والمافيات وتجار السلاح، وخير مثال على ذلك ما حصل للمجتمع السوفيتي بعد تفكك دولته وخصخصة القطاع العام.
ما البديل؟
البديل هو ثورة كبيرة للنهوض بالقطاع العام ودعم القطاع الخاص المحلي من خلال:
1/ اعادة تأهيل المعامل والشركات وتطوير خطوط الانتاج في الشركات التي ما تزال تعمل كالصناعات الجلدية والنسيجية وشركة الالبان العراقية وغيرها، وتحويل شركات التمويل الذاتي الى المركزي.
2/ تحديث المكائن القديمة تماشيا مع التطور التكنلوجي وايفاد العمال والفنيين للتدريب عليها.
3/ حماية المنتج الوطني وذلك من خلال منع استيراد السلع التي تنتج في القطاع الصناعي العام والخاص، وفرض الضرائب وغلق الحدود امام تدفق السلع الرديئة وتفعيل عمل التقييس والسيطرة النوعية.
4/ الجانب الاهم ايجاد اسواق لتصريف السلع المنتجة من خلال اجبار الوزارات على شراء تلك المنتجات وخاصة وزارات الدفاع والداخلية والصحة.
5/ الاهتمام بالقطاع الزراعي لاعادة الحياة الى الصناعة الغذائية ومعامل التعليب.
6/ دعم القطاع الخاص الوطني ومنحه الاولوية في الاستثمارات المحلية.



#عامر_عبود_الشيخ_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزان (عشتار جميل حمودي) في مركز اوج بغداد الثقافي
- سليمة مراد في بيتنا الثقافي
- (تركيب) ابداع فني وافكار شبابية في غرف واروقة منتدى المسرح
- المحلية العمالية تنظم طاولة اعلامية في منطقة الكرادة
- الحزب الشيوعي العراقي يحتفل بالذكرى (82) لتأسيسه
- شبكات التواصل الاجتماعي تسهم في زيادة مبيعات شركات القطاع ال ...
- تسكين الدرجات الوظيفية لحملة شهادة الدبلوم غبن كبير
- مهرجان طريق الشعب: تظاهرة ثقافية تأسيس لوعي ثقافي جديد
- الاعلامية تضامن عبد المحسن... في تكريم منتدى الاعلاميات العر ...
- النقابة الوطنية للصحفيين تعقد مؤتمرها الثاني وتنتخب مجلس جدي ...
- تطوير الصناعة الوطنية يسهم في انهاء الازمة الاقتصادية
- هواتف الشكاوى في الدوائر الحكومية .. فساد أخر!
- رواتب الموظفين خط احمر تم تجاوزه
- في عيدهم ..العمال يطالبون بحقوقهم
- حرية التعبير عن الرأي الى اين
- الطبقة العاملة والحكومة والمصالح المشتركة
- (وزارة الكهرباء) تحرم الفقراء من هواء بارد في اجواء حارة
- ابناء واقارب المسؤولين لهم الاولوية في التعيين
- على رصيف الوطن تستمر المعاناة
- اختتام مهرجان طريق الشعب الثالث


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عامر عبود الشيخ علي - الخصخصة وانهيار الاقتصاد العراقي بعد (2003)