أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - انقلاب يميني في البرازيل














المزيد.....

انقلاب يميني في البرازيل


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 5164 - 2016 / 5 / 16 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدًا عن الأسباب التي تذرَّع بها اليمين البرازيلي في عزل ديلما روسيف، هناك أسباب كافية لدى الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بالحكم في البرازيل، فهي ليست وحدها المستهدفة بل مجموعة من الدول في جنوب القارة الأمريكية التي تحررت من نهج الليبرالية الجديدة، فقد شهد العقد الثامن من القرن الماضي تطبيق سياسات الليبرالية الجديدة المعروفة بإفقار الشعب وإخضاع الدول النامية للتبعية الإمبريالية، من خلال إغراقها بالمديونية، وفرض "سياسة التكيف وإعادة الهيكلة"، التي تختصرها المُنظمات الدولية من صندوق النقد الدولي إلى البنك الدولي ومُنظمة التجارة العالمية، بسياسات "الإصلاح الاقتصادي".
ومن أهم هذه السياسات؛ إملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين بهدف توسيع السوق الرأسمالي، بتحرير التجارة الداخلية والخارجية وإزالة الحواجز الجمركية لتسهيل انسياب السلع أمام التجارة الخارجية، وتحرير حركة رأس المال وتراجع دور الدولة في الاقتصاد، وتطبيق سياسة التخاصية، بعد إغراق هذه الدول بالديون المشروطة والتي تفتح البلاد على مصارعها أمام تغلغل رأس المال الأجنبي للسيطرة على الاقتصادات الوطنية ضمن التصورات والرؤية الأمريكية. وتحميل الفقراء أعباء الأزمات الاقتصادية لصالح حفنة من الأثرياء، وأعتقد أنّ لشعوبنا العربية تجربة مريرة في هذا الاتجاه. فالتعليمات والإملاءات التي يصرفها صندوق النقد والبنك الدوليين واحدة لجميع الدول المُستهدفة.
فعلى سبيل المثال اشترط البنك الدولي عام 1985 على البرازيل أثناء مفاوضات الحصول على قرض، تشجيع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وكانت هناك شروط صريحة وضمنية ترتبط بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية. وقد استمرت هذه السياسات في القارة الأمريكية خلال الثمانينات والتسعينيات في ظل الحكومات اليمينية المرتبطة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وما النتائج الكارثية التي وصلت إليها دول أمريكا اللاتينية إلا ثمرة للسياسات الليبرالية الجديدة، والتي أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر إلى 48% من سكان القارة في عام 1990، وبلغ عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر في البرازيل وحدها نحو 54 مليون إنسان، في حين استحوذ 10% من السكان على نحو 65% من ثروة البلاد الغنية، قبل وصول عامل المعادن والقائد النقابي رئيس اتحاد نقابات العُمّال في الفترة الواقعة ما بين 1989-1998 لولا دا سيلفا قائد حزب العمال لرئاسة الدولة في البرازيل، والذي فاز في انتخابات عام 2002. كان يوصف لولا دا سيلفا بأبي الفقراء، فقد جدد له في دورة ثانية وبقي رئيسًا للبلاد لغاية 2010، وخلفته رفيقة دربه المناضلة اليسارية ديلما روسيف وهي من قادة حزب العمال والتي تعرضت في حياتها السياسية للسجون والمُعتقلات بسبب مواقفها النضالية ضد الحكم الديكتاتوري وضد سياسات الليبرالية الجديدة، ومن أجل الحرية والديمقراطية إبان الحكم العسكري الذي ساد في البلاد في الفترة ما بين 1964 إلى 1985.
نجحت القيادة العمالية بالبرازيل في استثمار موارد البلاد لصالح الشعب البرازيلي والنهوض بالاقتصاد الذي رفع مكانة البرازيل إلى سابع أكبر دولة في العالم، وأحد أركان مجموعة دول بركس المكونة من الصين وروسيا والهند وجنوب أفريقيا بالإضافة إلى البرازيل، ومن أبرز السياسات الداخلية انتشال 20% من سكان البرازيل من الفقر في عهد حزب العمال الذي امتد لمدة 13 عاماً.
وقفت البرازيل إلى جانب حركات التحرر العالمي، وبشكل خاص إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله ضد المحتلين الصهاينة، وكان لرئيسة البرازيل المُنتخبة للدورة الثانية مواقف مشرفة تجاه القضية الفلسطينية فقد رفضت قبول اعتماد أحد قادة المستوطنات داني دايان سفيرًا للكيان الصهيوني لدى البرازيل في آب (أغسطس) الماضي، ورفضت الخضوع للضغوط الصهيونية. وقد أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بوقوف الشعب البرازيلي وحكومته إلى جانب الحق الفلسطيني والسلام العادل في المنطقة والعالم. ورحَّب الجروان في بيان له بتصريحات وزير خارجية البرازيل ماورو فييرا التي أكد فيها "أنّ بلاده تدافع بقوة عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
كما يؤكد مراقبون أنّ الحملة التي يشارك في دعمها "الصندوق الوطني للديمقراطية" الأمريكي و"الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، تقف وراءها شركات "وول ستريت" المالية، وتهدف إلى تأجيج أزمات اقتصادية لانهيار قيمة الريال البرازيلي، لتفتح الطريق أمام الشركات المتعددة الجنسيات لشراء الشركات الحكومية البرازيلية بأبخس الأثمان، وخاصة شركات البناء البرازيلية الضخمة.
أعتقد أنها أسباب كافية للتآمر على حزب العمال مستغلين تراجع معدلات النمو الاقتصادي، وأن ما يجري في البرازيل هو جزء من الصراع الدائر بين المراكز الرأسمالية والدول الصاعدة التي تمردت على سياسة التبعية للإمبريالية الأمريكية خاصة إذا ما علمنا أن موقع "ويكيليكس"، كشف عن معلومات مفادها أنّ الرئيس المؤقت الجديد في البرازيل "ميشال تامر"، الذي تآمر على ديلما روسيف كان عميلاً مخبراً لصالح الاستخبارات الأمريكية.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجديد في الانتخابات الأميركية
- الطبقة العاملة العالمية في عيدها
- ماذا وراء التقرير السري؟
- استثمارات اقتصادية .. ام محور سياسي؟
- التهرب الضريبي .. وجشع رأس المال
- تفاقم عجز موازنات دول الخليج
- الأردن يواجه خطر فقدان الملاءة !
- لهذه الأسباب تمّ الانسحاب الروسي المفاجئ
- سيبقى صراعنا الرئيسي مع العدو الصهيوني
- دور المرأة في النضال الوطني والاجتماعي
- السياسات النقدية لن تخرج الاقتصاد من أزمته
- تحية عروبية للشعب الجزائري
- كلمة فهمي الكتوت في تأبين القائد الشيوعي فايز بجالي
- الأزمة السوريّة بين مؤتمري جنيف ولندن
- حوار.. حول أسعار النفط والأزمة المالية
- انهيار أسعار النفط يهدد بإشعال ازمة مالية جديدة
- أزمة الوطن العربي.. هل من مخرج؟
- موازنة السعودية تعكس حالة الاضطراب السياسي
- في وداع القائد الشيوعي فايز بجالي
- عام الرأسمالية المتوحشة


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - انقلاب يميني في البرازيل