أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع السلطة في المملكة















المزيد.....

صراع السلطة في المملكة


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 03:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة.. صباح اليوم وهو ذكرى جلوس الملك سلمان على عرش السعودية، دخل الملك المستشفى ، وخرج الطبيب بعد الكشف ومعه روشتة علاج وتحذير من خطورة الحالة

القصر الملكي في قلق بالغ..وفي طور التنسيق مع أحد الوعاظ لزيارة الملك وتلقينه الشهادة

لم يلاحظ أي من العاملين أي خلاف بين الأخوة والأبناء والأحفاد، فالكل يتطلع لحياة الملك باعتبارها طوق نجاه لحسم مقعد الإمارة ..ورئاسة العرب..وسيادة المسلمين..!

خرجت الممرضة من عنده وياللعجب..هي نفس الممرضة التي سهرت لعلاج الملكين فهد وعبدالله، فزاد التشاؤم أن تكون هذه النهاية

دار الإفتاء السعودية في قلق بالغ ، إنه مصير سنة العالم تحت التهديد، لعلمهم أن صراعا على السلطة ينكشف بخاره من تحت الغطاء، فشرعوا في إصدار البيانات المثبتة للشعب والمطالبة بالحفاظ على الوطن في تلك اللحظات العصيبة

وفقا لأبناء الملك سلمان الكل منزعج خصوصا إبنه محمد ولي ولي العهد، فهو لا يريد أي تصريحات أو بيانات للشعب وعن صحة والده إلا بإمضاءه، وأن لا يتدخل أحد في سلطات والده المحتضر، فزادت لديه حدة الغضب..وبدأ يعنف من حوله، وأمر بالسرية التامة عن حالة الأب..

بعدها خرج الطبيب بالخبر..لقد توفى الملك

صدمة للجميع

عليهم من الآن عقد مجلس بيعة قبل إعلان الوفاة، لئلا يحدث فراغا بين الوفاة والبيعة قد يُستثمر من خصوم المملكة الذين كثروا جدا هذه الأيام

قرر بن سلمان كتمان الخبر..وأمر بإعداد مراسم البيعة له، وطالب من أخوته وحلفاءه من أعمامه وأبناءهم أن يبايعوا على السمع والطاعة، وأن ولي العهد بن نايف سيظل كما هو ويكرم بقيادة الحرس الوطني ومكارم أخرى ترضية له..

أخبار عن رفض بن نايف للبيعة..وتحالف متعب بن عبدالله قائد الحرس الوطني معه..بعد علم الأخير أنه سيكون ضحية

تعقدت الأزمة

محمد بن سلمان شخصية عنيدة ولن يسمح بتجاوزه في أي اختبار، حتى أنه قفز على أعمامه في خيارات أبيه السابقة، كذلك قفز على الشعب كله بملكية شركة أرامكو، وإعلانه الأخير بخطة التحول الاقتصادي، إضافة لحرب اليمن التي فشلت..وجهود حثيثة لعلاج وضعها الميداني والسياسي كي لا تكون حجة لخصومه..

لكن مع ذلك هو كائن محدود الذكاء قصير النظر، وشاب صغير ربما لا تسعفه قدراته وخبراته لتحدي بن نايف..

أما محمد بن نايف شخصية أمنية مخابراتية، وهذه الشخصية تملك من الذكاء السياسي والاجتماعي الكثير، فقد حرص على التقرب من المؤسسة الدينية لعلمه أنها ستكون الفيصل في صراعه على السلطة، إضافة لتقربه من الأقلية الشيعية حتى يكون قد حصل على الإجماع الشعبي ضد بن سلمان..

أما الشعب السعودي فما يهمه هو (الدين) سواء هذا أو ذاك، فبن سلمان حاول كسبهم بحرب اليمن وطبيعتها الدينية التي ترضي الرب، وفعل أكثر من ذلك بتحالف إسلامي وعربي كي يعيد أمجاد ابن الوليد أو بن الخطاب..وربما يكتب إسمه ضمن كشوف المبشرين بالجنة..أما بن نايف فحاول كسبهم بمنطق معاوية على الخوارج..وشخصيته الأمنية شديدة الشبه بمعاوية ، والسعوديون يقدسون السمت الأموي جدا..وبن نايف يذكرهم بهذا الرجل الذي قاتل عليا وغلبه حتى حكم العباد وصنع دولة شاسعة دامت أكثر من 90 عاما..

هنا استدعى بن سلمان بن نايف ودار هذا الحوار:

بن سلمان: هل ترغب بالاعتراف ببيعتي ملكا؟

بن نايف: القانون هو الذي جعلني ملكا..لكن أتمنى أن يكون هذا الحوار ضمن أسرارنا المقدسة..

كان بن نايف على دراية تامة بأن خدعة بلهاء قد يتعرض لها من خصمه، فلو ظهر ضعيفا قد يستغل بن سلمان الفرصة ويفرض عليه شروط أو رشاوى وما شابه..وكله باسم الحفاظ على الدولة والعائلة..وهما مقدسين يعمل لهما بن نايف..لكن لا يهتم بن سلمان لهما كونه منبهر-نوعا ما- من النموذج الغربي في الحكم..وهو الذي دفعه مؤخرا لتقليص نفوذ هيئة الأمر بالمعروف..وجس نبض الشعب في إقرار المرأة قيادة السيارة..وربما مستقبلا قد يقر دستورا للبلاد لأول مرة في التاريخ..

قال له بن سلمان: أتمنى لك ياعزيزي أن تكون ملك وأن تشاركني في سرية الحوار، ولكن أنت تعلم أن الملك هو أبي وقد أوصى بي شفاهة قبل موته، وتعلم موقف الشقيقة مصر مني..فالسيسي يعلم أنني البديل ومن أجل ذلك رفضت أن تذهب معنا إلى مصر..

بن نايف: ومنذ متى ومصر تحكمنا؟..صحيح علاقتي بهم ليست كعلاقتك ولكن الكرسي بالقانون وبالشريعة والبيعة..

بن سلمان: يعني آخر كلامك أنك لن تبايع؟

بن نايف: ليست من سلطاتك أن تعلن نفسك ملكا..ولو حدث سأرفض البيعة ومعي أعمامك والمئات من أبنائهم وأحفادهم..وحذار من تخطي القانون..فقد يعرضك ذلك إلى السجن..وأنت ابن عمي في النهاية لا أرضى لك السوء..

في هذه الأثناء استأذن الأمير متعب بن عبدالله قائد الحرس الوطني، وسمح له بالدخول ليصبح اللقاء ثلاثيا..

متعب: ماذا فعلتم..وهل تنوون إعلان الوفاه الآن؟

بن سلمان: ليس الآن قبل حسم البيعة

متعب: ولكن العالم بدأ يتسرب إليه خبر الوفاه، ومواقع التواصل منتفضة الآن بأخبار مؤكدة ومصادر..

بن سلمان: من هي المصادر؟..لقد أعطيت أوامر بعدم الإعلان..هذه خيانة..

بن نايف: وما الذي يضيرك من معرفة الخبر؟..سيعلم الشعب الآن أو باكر، والقانون سيأخذ مجراه..والسلطة بالقانون لولي العهد..

ذكاء بن نايف قاده لحيلة هذه المصادر وإعلان الوفاه للضغط على نظيره في الصراع، بل قاده تفكيره لإبلاغ القوى العظمى أيضا..

رئيس الديوان الملكي على عَجَل، يدخل الاجتماع الثلاثي ويعلن خبرا سيئا، أن الخارجية الأمريكية أعلنت وفاة الملك سلمان منذ قليل..

خبر قد يطيح بأحلام بن سلمان في الإمارة..فما بينه وبين البيعة هو تأجيل الخبر لحشد حلفائه والتحايل على القانون..وقد فشل في ذلك..ولم يعد له خيار آخر سوى إقناع بن نايف بالبيعة وإلا سينسحب من السلطة بأكملها..

لكن لو صعد بن نايف ربما يغير من سياساته وبعالج أخطاء سلمان وولده، لكن في نفس الوقت لن يضغط للإصلاح في المملكة وتظل الأمور على ما هي عليه..والأولوية –على ما يبدو-لبن نايف أن يعيد الوضع الاقتصادي كمان كان، ويوقف حرب اليمن التي تستنزف مقدرات البلاد..ويعيد تقييم علاقة السعودية بمصر وخفض المنح والهبات والرشاوى التي ذهبت للسيسي دون أي فائدة عادت على السعوديين من الرجل..

لكن في النهاية

سواء هذا أو ذاك..السعودية أمام محك حقيقي بعد سلمان..ووفاة الرجل في أي وقت أو إعلان تنحيه-أيهما أسبق-شئ أشبه بالزلزال الذي قد يطيح..إما بالدولة..أو بأوضاع عاش السعوديون عليها قرونا متصلة..وليسوا على استعداد الآن لتغييرها..لكن ستجبرهم الظروف والضغوط الدولية على التغيير



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية مصر السعودية
- ولكم في تونس عبرة ياإخوان مصر
- خداع السيسي للمثقفين
- مظاهرات جمعة الأرض جرس إنذار
- حوار بين الأزهر وداعش (8)
- حوار بين الأزهر وداعش (7)
- حوار بين الأزهر وداعش (6)
- حوار بين الأزهر وداعش (5)
- حوار بين الأزهر وداعش (4)
- حوار بين الأزهر وداعش (3)
- حوار بين الأزهر وداعش (2)
- حوار بين الأزهر وداعش
- لماذا أعارض السيسي؟
- السعودية تستغفل سنة العرب
- هل ستقرر سوريا الانسحاب من الجامعة العربية؟
- السعادة وعلاقتها بالسياسة
- أيها اللبنانيون..كونوا كرماء
- رسالة من حضرموت
- تنظيم القاعدة يسيطر على 80% من جنوب اليمن
- الغطرسة السعودية وحرب فيتنام


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع السلطة في المملكة