أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تركي لحسن - الإرهاب - الديني - كما أراه














المزيد.....

الإرهاب - الديني - كما أراه


تركي لحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5134 - 2016 / 4 / 16 - 14:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو لي أن الإرهاب الذي يتقمص عباءة الدين ، بعيدا عن التأويلات الإيديولوجية و التوظيف السياسي، هو هوس ديني في شكل إفراط في التدين يستسلم من خلاله الشخص المستلَب لقوى غيبية ما ورائية سعيا منه للحصول على ما عجز عقله الواعي عن تحقيقه في عالم الحس.
فإلى جانب الحقد الدفين الذي يكنّه المتشددّون في الدين للحضارة الغربية بوصفها الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم على كل المستويات، و بوصفها كذلك رمزا للعقل الذي قتلوه من أيام المعتزلة، هناك كذلك استسلامهم المفرط للعالم الغيبي، الذي أصبح في اعتقادهم المخلِّص الوحيد من هذا الشرّ المستطير لليبرالية الغربية في زيها الأمريكي.
لا يمكن أن نقرأ في تفكيرهم الشاّذ و المروع أو في سلوكهم المرعب و المهول إلا التغييب الشامل و الكامل للعقل الذي كرّم الله به خلقه من بني البشر. فالعمليات الانتحارية ( الاستشهادية في اعتقادهم ) يستحيل أن نجد لها مبررا في عالم المعقول، اللهم إلا في منظومة فكرية تنهل من عالم ما ورائي باحثة بذلك عن خلاص من شيطانية العقل، و تطهير للنفس البشرية مما علق بها من نجاسة الصليبيين و النصارى و الكفار المسلمين.
لقد أكدّ " دوركهايم " في كتابه عن الانتحار على أن هذه الظاهرة كان السبب فيها قلة أو غياب الوازع الديني لدى الفئة البروتستانتية. إلا أن الانتحار " الاستشهاد " لدى الجماعات الدينية المتطرفة هو بدافع الوازع الديني المفرط، و أقصد بالمفرط الإفراط في التدّين الذي ينمّي لدى المتدين الإحساس بالكره تجاه الدنيا و زينتها، و كذلك الإحساس بالحقد و الضغينة تجاه من يجبون هذه الدنيا.
يقودنا هذا للقول أن للانتحار دافعين، الأول يتمثل في انعدام الوازع الديني أو ، كما يفضل المختصون تسميته، فقدان معنى الحياة أو أيضا الفراغ الوجودي، أما الثاني فيتمثل في فائض الوازع الديني الذي ينمّي لدى الأفراد الرغبة في الانتقال للعالم الآخر، وكرههم و مقتهم للدنيا و المتمسكين بها، حسب معتقداتهم. أي، بمعنى آخر، هو فقدان معنى الحياة في الحالة الأولى، وكره الحياة في الحالة الثانية.
إلا أن الانتحار في الحالة الأولى يقتصر على الفرد الذي يفقد معنى الحياة، أما في الحالة الثانية فيأبى المنتحر إلا أن يأخذ معه، إلى العالم الآخر، أرواحا أخرى أو قرابين أخرى إن صّح القول للتقرب بها إلى الله.
وإذا كان الإسلام قد أمر بالإيمان بالغيب فليس معنى ذلك هو السقوط الحر في غيابات هذا الغيب.
فبقدر ما أمر الإسلام بالإيمان بالغيب و بالملائكة و الجنة و النار أمر كذلك بالتدّبر العقلي لهذا الكون و استعمال و توظيف العقل لإعماره. فالإيمان بالغيب هو الآلية الروحية التي تعيد توازن النفس البشرية وتعصمها من الوقوع في فخ المغالاة في ماديات عالم الحس و الشهادة.

إن السقوط في متاهات عالم الغيب عادة ما يؤدي بهؤلاء المتطرفين في الاعتقاد إلى النظر، بعين ملئها الحقد و الضغينة، للناس العاديين أو حتى المؤمنين الوسطيين، نظرة الجلاد للمحكوم عليه. فهؤلاء الناس ( المتطرفون في الاعتقاد ) محكمون بعقائد دوجماطيقية أٌسست بنيتها على أشلاء لا تاريخية من أساطير و خرافات الموروث القديم للغنوصية و المانوية و الهرمسية.
ثم أن الإيمان في الإسلام، بما في ذلك الإيمان بالغيب، مقرون بالعمل الصالح، والصالح هنا على إطلاقه، أي النفع للبشرية جمعاء دون استثناء، عكس الفساد و الإفساد الذي تنكره و تحرمه جميع الديانات بما في ذلك قتل النفس.



#تركي_لحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة الزوجية أو الحلم المفقود


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تركي لحسن - الإرهاب - الديني - كما أراه