أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصعب بشير - إنها كوباني وليست عين العرب














المزيد.....

إنها كوباني وليست عين العرب


مصعب بشير

الحوار المتمدن-العدد: 5133 - 2016 / 4 / 15 - 22:32
المحور: القضية الكردية
    


هل نحن العرب عنصريون؟ لطالما استوقفتني مواقف رسمية وشعبية وشعبوية عربية من الأكراد وقضيتهم، خصوصا من الأقاليم الكردية الواقعة في نطاق الدول العربية، سورية والعراق تحديدا. يمكن القول بثقة بأن الغالبية الساحقة من العرب تنظر إلى الأكراد بعين التعالي والتخوين وبأن الأكراد جزء من "المؤامرة الصهيونية الماسونية الكونية" ضد "أمة العرب الحاملة للواء الإسلام والخلاص".

قبل أن يسطر كاتب هذه السطور رأيه لابد له أن يوضح بأنه عربي من فلسطين، وعليه فإن الإستخلاصات الأولية التي سيذكرها، رغم كونها مادة خام تحتاج للتصفية والغربلة والتنقيح، إستخلاصات حقيقية تعكس الواقع القبيح للوعي العربي من الداخل.

يستشهد أكثرية العرب و "مثقفيهم" إلى وقائع حديثة ومعاصرة مبتورة ــ عن غير علم وبعلم ــ من المقدمات والسيرورة التاريخية، يشيطنون بها الأكراد وقضيتهم العادلة، بل وتمضي جملة منهم إلى إنكار أن الأكراد جماعة بشرية بذاتها (إثنية). في الحالة الأولى يذكر العرب أن الأكراد ضمن نطاق الدولة العراقية تعاونوا مع الغرب ودوائر استخباراته في السبعينات والثمانينات وأنهم خونة. ينسى هؤلاء أو يتناسوا بأن آل البرزاني يمثلون الطبقة الحاكمة وبرجوازية الأكراد ضمن نطاق الدولة العراقية، وأن الطبقة الحاكمة المتزعمة في أي مكان تلعب تارة على الوتر القومي وتارة أخرى على وتر توازنات القوى في الإقليم وفي العالم لتحقيق أكبر قد ممكن من الإستفادة، وأن من يجب إدانته بالتحالف مع "الشيطان" هو تلك الطبقة لا الكل الكردي.

لا يجد الكثير من العرب غضاضة في الزهو ب "الثورة العربية الكبرى" ووضع حد للإحتلال العثماني، ولكن لحظة: ألم يفعل "أشراف" العرب بالإمبراطورية العثمانية، بتعاونهم مع بريطانيا، ما فعله "أشراف" الأكراد ضمن نطاق الدولة العراقية، بتعاونهم مع الولايات المتحدة الأميريكية؟ لا شك في أن حكومة كردستان العراق الفاسدة تتعاون بشكل وثيق مع إسرائيل، ولكن هذا التعاون لا ينسحب على الأكراد ككل. لم يتنافخ العرب قدحا للأكراد بسبب تعاونهم مع إسرائيل لكنهم في أحسن الأحوال يذكرون باستحياء تعاون ممالك الخليج الفارسي مع إسرائيل؟ لم دعم العرب بلا تردد البوسنة والهرسك إبان الحرب الضروس أواسط التسعينات، لكنهم غضوا الطرف عن قبول البوسنة والهرسك معونات من إسرائيل؟ أليس أمر المعونات الإسرائيلية للبوسنة والهرسك شبيه بمعونات إسرائيل لكردستان العراق؟ رغم المعونات الإسرائيلية، أليس من حق شعب البوسنة والهرسك أن يقرر مصيره؟ لم هذه الإزدواجية العربية في المعايير؟ أحد الأسباب في رأيي هو أن العرب ليسوا على احتكاك مباشر مع البوسنة وهم عليه مع الأكراد، وقد كانت بلاد الأكراد جزءا من الإمبراطورية العربية الإسلامية والعرب لا يزالون ينظرون للأكراد بنفس التعالي الذي نظروا وينظرون به إلى كل الجماعات البشرية الأخرى في نطاق تلك الإمبراطورية.

في الحالة الثانية يعبر كثير من "مثقفي" العرب و عامتهم أن الأكراد ليسوا شعبا بذاته، غاضين الطرف باستعلائية مقيتة عن اللغة والثقافة والتاريخ والإقليم والتجربة الإجتماعية-الإقتصادية-الثقافية المستمرة للأكراد على أرضهم منذ آلاف السنين. لقد ذكر المسعودي في مروج الذهب في باب أصل الأكراد أن الأكراد هم بادية الفرس. على بدائية هذا الوصف نستشف أن الأكراد هم من ذات الأصل المشترك مع الفرس. في علم الإناسة الحديث يصنف الأكراد بأنهم هندو-أوروبيون. سؤال لمنكري كون الأكراد شعبا: إذا لم يكن الأكراد شعبا، فماذا هم إذن؟ عرب؟ أم نوع من غير نوع البشر؟ لا وجود لقومية صرفة نقية، فالأكراد مزيج من عدة جماعات بدءا من الميديين ووصولا إلى شذرات فارسية وعربية، والعرب أنفسهم خليط، أيضا، ويصنفون أنفسهم ــأي العرب ــ بمستعربة وعاربة وبائدة، ثم يقولون بالفرادة!

إن نضال الأكراد في تركيا وفي إيران وفي العراق وفي سورية نضال مشروع، تماما كنضال الشعب الفلسطيني الذي تريد الصهيونية إلغاءه ومسح هويته. لقد تجاهلت القومية العربية في الستينات من القرن الماضي أمر التنوع، واستمر الإقصاء فجاءت النتائج مريعة يفاقمها الجهل المستشري بين العرب والأكراد أيضا.

أعتقد أن الأحداث الدموية والموران السياسي العسكري الدائر في سورية، أعادا إلى السطح المسألة الكردية بقوة خاصة منذ حصار كوباني ــ وليست عين العرب كما تطنطن وسائل الإعلام الناطقة بالعربية ــ الذي جسد فيه الأكراد مثالا يجب الإحتذاء به للوصول إلى شرق جديد، شرق لا تمييز فيه، تبنيه النساء والرجال معا في وقت الحرب والسلم.

إن الميثاق التأسيسي لروجافا أو كردستان الغرب في سورية، ومشروع الإتحادية (الفدرالية) كصيغة بديلة للدولة السورية المركزية، والذي في اعتقادي يعد أول ترجمة لرؤية عبد الله أوجلان أمين عام حزب العمال الكردستاني لحل القضية الكردية القاضي بتشكيل كونفيدرالية (إتحاد تشاركي) كردي بين أقاليم كردستان الموزعة بين إيران والعراق وتركيا وسوريا، على أن تكوّن الأقاليم الكردية الواقعة في نطاق تلك الدول، إتحاديات (فدراليات) بين الأكراد والمكونات الأخرى في الدول المذكورة، يؤكدان أن هناك فرصة لنمو بديل شعبي إشتراكي الوجهة من شأنه قطع الطريق على أشباه آل البرازاني، ومن شأنه تحقيق التطلعات المشروعة العادلة للشعب الكردي المقموع، علاوة على كونه نموذجا يكفل حقوق المجموعات البشرية (الإثنية) الأخرى كاملة، يجب أن يتعلم منه العرب بدلا من ترقيع دولهم المركزية القمعية، وبدلا من صيغ المحاصصة الطائفية التي تؤبد التخلف.

علينا كعرب أن نكف عن التصرف باستعلائية وعنصرية في الوقت الذي نرزح فيه في مستنقع الجهل والتخلف والتبعية، وأن نعمق أواصر الصداقة وحسن الجوار مع الأكراد، لا الإستمرار في إنكار حقوقهم، فإن إنكار ما للأكراد من حقوق من وجهة نظري يندرج تحت ما وصفه الشاعر الفلسطيني محمود درويش ب: "غطرسة الوضيع".



#مصعب_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل نائبا للجنة الأمم المتحدة لإنهاء الإستعمار- إنجاز دب ...
- حصان السلفية الجهادية الأسود...داعش
- تعقيب على مقال: -لماذا ندفع ثمن المحرقة؟!-


المزيد.....




- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصعب بشير - إنها كوباني وليست عين العرب