أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - التهرب الضريبي .. وجشع رأس المال














المزيد.....

التهرب الضريبي .. وجشع رأس المال


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 5129 - 2016 / 4 / 10 - 22:18
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كشفت فضائح التهرب الضريبي وتبييض الأموال القذرة، عن تورط مسؤولين سياسيين كبارًا من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك رجال أعمال وشخصيات سياسية واقتصادية في البلدان العربية، ومشاهير في عالم الرياضة، في أكبر عمليات تهرب ضريبي. زلزال أحدثته الوثائق السرية المسربة من مكتب المحاماة البنمي "موساك فونسيكا" بلغت نحو 11,5 مليون وثيقة. طالت نحو 214000 جهة وشخص، من بينها شركات ومؤسسات. وأولى ضحايا الفضائح رئيس حكومة أيسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون الذي قدم استقالته بعدما كشفت "أوراق بنما" أنه أسس مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية ليخفي فيها ملايين الدولارات.
بغض النظر عن الاتهامات الموجهة إلى واشنطن باستخدام هذه الفضائح لأهداف سياسية، خاصة وأنه لا توجد أسماء أمريكية وإسرائيلية في قوائم الفضائح، ما يعني أنها كشفت عن جانب من الحقيقة لاستخدام هذه الوجبة من الفضائح لأهداف سياسية، والخافي أعظم. مع ذلك؛ فهي جرائم تقترف ضد الإنسانية، وبحق الطبقات المقهورة التي تعاني من شظف الحياة، إنّ هذه المليارات المهربة هي حصيلة استغلال الطبقة العاملة والفقراء الكادحين الذين حرمتهم الرأسمالية المتوحشة من حقهم في الحياة كباقي البشر.
لم يكتف رأس المال بخفض أجور العمال، وتقليص موازنات الخدمات الصحية والاجتماعية، ورفع سن التقاعد من 60 إلى 65 وربما إلى 70، لتوفير المال لموازنات تآكلت، بعد ضخ الأموال لشركات مالية واقتصادية مسؤولة عن تفاقم الأزمة الرأسمالية، فهو يحرم العمال من أبسط حقوقهم الإنسانية. ويجند أبناءهم للقتال في حروب استعمارية للاستيلاء على الثروات ومنابع النفط. وما يجري في وطننا العربي مثال ساطع على ذلك.
كل ذلك يجري بذريعة إنعاش الاقتصاد وتوفير فرص عمل وتخفيض نسبة البطالة،في حين تعلن كريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي، أن انتعاش الاقتصاد العالمي "بطيء جداً" و "هش جداً" في مواجهة الأخطار المتزايدة المرتبطة بتباطؤ الصين والانكماش في الدول المتطورة.وأنّ الغموض الاقتصادي يتفاقم بتهديد الإرهاب والخطر "الصامت" للأوبئة والحروب والاضطهاد التي تدفع الناس إلى الهرب. وتابعت أنّ الصندوق "في حال تأهب"، داعية من جديد القوى الكبرى إلى تسريع وتيرة الإصلاحات الهيكليّة، والمقصود هنا بالإصلاحات الهيكلية المزيد من التقشّف، وخفض الإنفاق العام على الخدمات العامة.
لم يكتف رأس المال بذلك؛ فهو يبحث عن ملاذ آمن للتهرب الضريبي، فالعمال يمولون خزينة الدولة من جيوبهم (الضرائب) ويمولون رأس المال (بفاَئض القيمة) التي يجنيها من قوة عمل العمال وكدهم وعرقهم، إذن هم؛ يسرقون الأموال من الفقراء والكادحين والبسطاء ويخفونها في ملاذات لا تطالها الضريبة، ويمارسون المضاربات المالية التي أسهمت في إفلاس اقتصادات دول، وإفقار وتجويع ملايين البشر، وتدمير دول وتهجير شعوب وتعريض حياة الأطفال والنساء والشيوخ للهلاك.
ليس هذا فحسب؛ يتهرب القسم الأعظم من الأثرياء جزئيا أو كليا من المساهمة في خزينة الدولة التي تسن القوانين، وتتخذ القرارات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتنشئ السجون والمعتقلات، وتنفق على البوليس السياسي، والأجهزة القمعية لفرض شروط الاستغلال على العمال خدمة لرأس المال.
لقد نجح رأس المال من خلال المحافظين الجدد في عهد ريغين - تاتشر بفتح الباب على مصراعيه أمام الاحتكارات الرأسمالية بنهب الشركات الحكومية الكبرى باسم التخاصية، وتحويل الخدمات العامة إلى "سلعة" لتحقيق الأرباح، وتصفية ما عرف بسياسات الرعاية والرفاه الاجتماعي. وتجنيد صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية بصفتها المؤسسات التي تتولى خدمة الشريحة العليا من رأس المال، خدمة لبضعة آلاف من الأثرياء.
وفي ضوء ردود الأفعال على فضائح "أوراق بنما" طالبت منظمات غير حكومية تحارب الفساد بحظر الشركات الوهمية، إذ اعتبرت منظمة "الشفافية الدولية" أنّها تشكل "الجانب المظلم للنظام المالي العالمي"، هذا صحيح ولكن؛ من هي الجهات التي أنشأت الملاذات الآمنة ضريبيا وحماية الأموال القذرة من المساءلة والمحاسبة القانونية؟ أليس حكومات الاحتكارات الرأسماليّة نفسها، هي التي أنشأتها ووفّرت لها الحماية، وهل القانون الدولي عاجز عن تجريم ومعاقبة الدول التي توفر الملاذات الآمنة، آلا تستطيع المؤسسات الدولية إغلاق هذه الأوكار إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الدول الكبرى. لكن مسارب الهروب؛ صناعة الاحتكارات الرأسماليّة وطغاة المال، لتهريب وغسيل الأموال والاتجار بالمخدرات والبشر.
والسؤال الآخر، هناك دول غير خاضعة للقوانين الضريبية، ماذا وراء تهريب أموالها إلى الملاذات الآمنة!؟ فهي لا تخضع للضرائب في بلادها، هل لعدم الشعور بالأمان في أوطانها؟ خاصة وأنّ هذه الأموال لم تأت من مصادر مشروعة، فهي حصيلة صفقات مشبوهة ونتيجة استشراء مظاهر الفساد، رغم أن المتنفذين في هذه البلدان يملكون الحصانة الكافية لحماية الأموال التي في حوزتهم، من أية إجراءات قانونية إن وجدت. مع ذلك؛ من أهم فوائد تسريب المعلومات والفضائح التي كُشف عنها، أن إيداع الأموال في هذه الأوكار لم يعد آمنا.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاقم عجز موازنات دول الخليج
- الأردن يواجه خطر فقدان الملاءة !
- لهذه الأسباب تمّ الانسحاب الروسي المفاجئ
- سيبقى صراعنا الرئيسي مع العدو الصهيوني
- دور المرأة في النضال الوطني والاجتماعي
- السياسات النقدية لن تخرج الاقتصاد من أزمته
- تحية عروبية للشعب الجزائري
- كلمة فهمي الكتوت في تأبين القائد الشيوعي فايز بجالي
- الأزمة السوريّة بين مؤتمري جنيف ولندن
- حوار.. حول أسعار النفط والأزمة المالية
- انهيار أسعار النفط يهدد بإشعال ازمة مالية جديدة
- أزمة الوطن العربي.. هل من مخرج؟
- موازنة السعودية تعكس حالة الاضطراب السياسي
- في وداع القائد الشيوعي فايز بجالي
- عام الرأسمالية المتوحشة
- لماذا دفعت الشعوب العربية أثمانا باهظة؟
- انحراف البوصلة السياسية عن الصراع الرئيسي
- تداعيات السياسات العدوانيَّة
- تداعيات الأزمة الروسية التركية على العلاقات الاقتصادية
- أزمات اقتصادية.. وعجوزات مالية


المزيد.....




- بورصة -وول ستريت- الأمريكية تتلون بالأحمر بعد بيانات اقتصادي ...
- شويغو: عرض النصر سيقام العام الجاري بمشاركة الحائزين على الم ...
- “الاصفر عامل كام عراقي“ سعر مثقال الذهب اليوم في العراق عيار ...
- ارتفاع أسعار النفط مع تجدد المخاوف في ظل توترات الشرق الأوسط ...
- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - التهرب الضريبي .. وجشع رأس المال