أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 2/2














المزيد.....

حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 2/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5118 - 2016 / 3 / 30 - 00:01
المحور: القضية الكردية
    


كان الأولى بالسيد سلامة كيلة التركيز على القضايا المصيرية في المنطقة والعالم، والتي يبحث فيها بمقالاته القيمة وكتبه، ومنها تلك التي تهدم مسيرة الثورة السورية، أو تدعمها، والتي كنا نظن بأنه يؤيدها عن عمق معرفة، ويؤيد شعارها الأهم وهو إسقاط النظام بكل مجالاته وتشعباته، ويعي نتائج هدمه أو تشذيبه، ويدرك معنى استغلال الشعوب أو سلب حرياتها، وإسقاط الأنظمة الثقافية والسياسية والاقتصادية، وتهذيب الثقافة التي شوهتها السلطات العروبية والإسلام العروبي، لكن في لحظة غير متوقعة سقط عن مكانته، متماهياً إما بوعي أو لا شعورياً مع الفكر الطافح بالإسلام السياسي، تحت تأثير النزعة العروبية، والتي هي في سوية كاتبنا الفلسطيني جريمة ثقافية، بحق الذات ومتابعي كتاباته. فمثل هذه المطبات والأخطاء الفكرية تدفع أي كاتب مهما ثقل وزنه إلى الانزلاق بالتدرج إلى النهج الراديكالي في الإسلام، والعنصرية العروبية، اللذين حرفا الثورة السورية، وأولدا المنظمات الإرهابية، والمعارضة السورية المشوهة، وحافظت على سلطة بشار الأسد حتى اليوم، وهي نفسها المفاهيم التي حرفت المثقف العربي الوطني واليساري عن مسيرته النقية ووجهته إلى الانغماس في مواخير العنصرية العروبية، وأول روائحها ونتائجها كراهية الأخر.
فالبحث في قضايا تاريخية، دون معرفة مسبقة وعميقة بديمغرافية شعوب المنطقة وبينهم الكرد، سذاجة، وتناول الجغرافية السياسية المتكونة في بداية القرن الماضي، بتلك البساطة، ذاك الوليد المشوه والمولود بعملية قيصرية والمسمى اليوم بالجمهورية (العربية) السورية حصراً، وإسقاط الأحكام، تنم عن ضحالة فكرية، فبالإمكان التعمق في الأرشيف والعودة به إلى بدايات ظهور الموجات الأولى من القبائل العربية في المنطقة، ولربما أبعد إلى حيث بدايات ظهور القبائل الأولى للفلسطينيين، وتسمياتهم الأولية، فالاستناد إلى هذا النمط التحليلي الفكري، في حل قضايا الشعوب كالشعب الفلسطيني أو الكردي تعكس تقصد السطحية في فهم الأمور السياسية، وجهالة بطريقة التناسي للعديد من المجالات المعرفية. فكان الأفضل للسيد سلامة كيلة النأي عن التلاعب بهذا النار، والتي أحرقته كباحث وشوهت مفاهيمه، رغم التلاعب الذي مارسه في مقالته وطريقة عرضه وتحليله للأمور، ولغاية ما.
فجغرافية غربي كردستان، تبحث ليست كقطعة جغرافية ضمن سوريا، كانت لها وجود سياسي تاريخي! فاقتحمها الكرد بهجراتهم المتأخرة، بل تنظر إليها على أنها جغرافية قطعت من الأصل الكردستاني، وشكلت معها وبها جغرافية سياسية مشوهة، حكمها طغاة منذ اليوم الأول، وهي سوريا اليوم، المرفوضة حينها من جميع شرائح المجتمع، الذين أغلق عليهم بحدود سياسية مصطنعة. وما طرحه كاتبنا من أراء والطريقة التي عرض بها لا تختلف عن الثقافة المشوهة التي خلقت العشرات من أمثال زكي الأرسوزي وميشيل عفلق وأكرم الحوراني وحافظ الأسد، والذين يعرفون بالنازية العروبية.
يمكن تبرير هذه الآراء الشاذة، إذا عرضت من قبل بعض الشخصيات المعارضة السورية، المتشبعة بثقافة البعث، والخارجة من أحضان سلطة الأسدين، لكنها لا تبرر لكاتب فلسطيني معروف في مقام ووزن السيد (سلامة كيلة) وأول ما يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: ماذا سيكون رد فعله، لو طرح الكردي فكرة عدم أحقية الفلسطيني بطرد أحفاد النبي سليمان وموسى عن أرض الميعاد؟ وأن إسرائيل أفضل دولة ديمقراطية في الشرق، وهي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتسمح لهم بفتح الجامعات والدراسة بلغتهم، والاشتراك في الانتخابات وطرح القضية الفلسطينية ضمن الكنيست؟ فلماذا لا يسكت الفلسطيني ويناضل في هذه الأجواء الديمقراطية أو يعيش ضمنها بسلام؟ فهل سيتمكن سلامة كيلة الجرأة بطلب مثل هذه الحقوق من السلطات التي تحتل غربي كردستان أو أرض الأمازيغ، أو القبطيين؟ ولنسأل أيضا: هل قدمت السلطات العروبية الاستعمارية للشعوب المحتلة وفي مقدمتهم الكرد أو كرد غربي كردستان، والأمازيغ والبربر والقبط، والسريان وغيرهم، مثل ما قدمته إسرائيل للفلسطينيين، ورفضوها؟ لا أظن، ولا شك سيجد المثقفون العروبيون تبريرات وتحليلات ذاتية للرد على هذه الأسئلة، لكنها لن تعكس الواقع، ورؤية الآخر، وستبقى الأجوبة غارقة في الأحقاد، والخلفية الثقافية العنصرية. ولا ننسى حقيقة قد تكون مرة، وهي أن اليهود أقرب إلى العرب من الفلسطينيين إلى العرب، والتاريخ بكل مجالاته يشهد عليه، وليت السيد سلامة كيلة تعمق في هذا المنحى الدراسي، وقارن بين تاريخ الشعب الكردي والفلسطيني بنزاهة الباحث وليس بعنصرية عروبية، أومن المنطق الفلسطيني، أو الذين شوهوا التاريخ الكردي قدر الإمكان، وليته حاول التعمق في خلفيات غربي كردستان السياسية والديمغرافية والشعب الكردي ضمنها، أو ضمن سوريا كما يحلو له، ولغيره من المعارضة السورية العروبية التركيز عليها، وعدم تناسي عمليات التعريب والاستعراب والتهجير والاستيطان، والتي عملت عليها السلطات العروبية وعلى مدى قرن وأكثر بدون توقف، والمسكوت عليها دوليا وإقليميا.
هشاشة الإيمان بأحقية الشعوب بحق تقرير المصير، أو حتى بنظام فيدرالي، مثلما يريده الكرد لسوريا القادمة، وبنظام لا مركزي، تعدم في الذات الثقة بحقوقه، أو القناعة الداخلية بأحقية مطالبته بالحرية لشعبه، وهذه تنجر على الكاتب وأغلبية شخصيات المعارضة السورية، فالشعوب في عمقها لا تختلف في الحقوق، بل السلطات الاستبدادية تخلق الاختلافات، لتستمر في طغيانها، فالكرد من الحالات الاستثنائية بين شعوب المنطقة، لا يعانون من استعمار الشعوب بقدر ما يعانون من استعمار السلطات الدكتاتورية، الدافعة بشعوبها ومثقفيها وكتابها لمعاداة الشعب الكردي.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 1/2
- ومضات من ماضي نصران (مذكراتي) الجزء الثاني
- فيدرالية سوريا لا تعني التقسيم
- ظهور الأوجه البشعة
- الاحتمالات في الهدنة السورية
- هدنة الأمل والنفاق
- عندما يكون عدوك قوياً وخبيثاً
- مصير سوريا
- سوريا بين التجزئة والفيدرالية
- سوريا منصة الرحمان والشيطان
- تحريف التحريف
- مذكراتي
- أحزاب غربي كردستان
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء السادس عشر
- من صنع أردوغان - 2/2
- من صنع أردوغان - 1/2
- بوتين يتناسى الاقتصاد
- مكانة الكرد ضمن الصراعات الإقليمية
- غايات طمس التاريخ الكردي- 2/2
- غايات طمس التاريخ الكردي- 1/2


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حتى أنت يا سلامة كيلة..!؟ 2/2