أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمام محمد زهير - تواشيح صوفية في قصيدة :رسالة إلى الحلاج لمْ تُقرأْ بعدْ للشاعر السّوري اسحق قومي















المزيد.....

تواشيح صوفية في قصيدة :رسالة إلى الحلاج لمْ تُقرأْ بعدْ للشاعر السّوري اسحق قومي


حمام محمد زهير

الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 15:41
المحور: الادب والفن
    


دراسة: للدكتور: حمام محمد زهير.
الجزائر.شباط .2016م
تواشيح صوفية في قصيدة :رسالة إلى الحلاج لمْ تُقرأْ بعدْ
للشاعر اسحق قومي...

حين يشدو الشاعر بكل ما يملك ،مرة واحدة فذلك يظهر انه على "أهبة "العطاء المتواصل، الذي لا توقفه "أدوات الوقف" ولا حتى حدود المعنى، عندما انظر إلى قصائد الشاعر العربي "إسحاق قومي"، أجدني أحاكي منقولات سامية تكيف الكلام على منطوق "الثقافة الواسعة" فهو يقدم الملفوظ في سياقه المعروف عند السواد الأعظم ويبلغ عن معانيه المعروفة عند النخب، بذلك يجمع بين طرحين فكريين أولهما صورة التنسك في زمن الذرة،عند (متلقي متشبع)،وثانيهما صورة التأمل الفلسفي الراقي، والجمع بينهما باستعمال الملفوظ العربي الأصيل، يعد مسألة تناصية يكتسب صاحبها خبرة واسعة في توظيف سيبرنطيقا المعنى..
01-قبل البدأ هل هناك شيء يقال:
يجمع الشاعر في مطلع القصيدة بين "أربع قيم" (ثمينة) هي "الصمت، الغيث، المعصية،الراحة والمأساة" كلها تؤدي إلى فلسفة التنسك العبادي، الذي يتوخاه كل إنسان على مشارف إدراك حقيقة الراحة الأبدية، التي لا نعني بها "الموات" دفعة واحدة بقدر ماهي فناء في "مورفولجية معنى الراحة " ،فروي العجز عند منتهى القوافي، يستقر دوما على لون التفعيلة، فجر المنحنى الموسيقى بين نواديها وبما فيها، يعكس تدفقا في الرنة ، كان له وقع جميل، ثم تبدأ مرحلة "التأمل" والناس نيام في المعاصي المقترفة في النهار والليل ، إنها نظرة تأملية لساهر ينتظر بلوغ الراحة عندما تفرج المآسي وتدير وراثتها للأحزان ثمة شيء سيحدث عندما تزول المآسي يتحقق فعل الرجاء والسكون.
استعمل الشاعر وصفا يليق بحالة الصمت التي لا تريد أن تبرح أفق "إما "مأساة في حياة الشاعر وهو يتذكر فقدان الأخ (عبد الحي) لغاية منتهى الحزن ، باستعمال القفر والتشحب، يشكل أيقونة سالبة بان الأمر جلل، وحاول من جهته أن يعظمه في صفة الممالك التي (تشجبها الصمت) إلى درجة القحط مشبها المكان "بطلل هاربة من الذاكرة " الخاصة بالشاعر، ولكن في غمرة هذا القحط يسترجع الغيث مكانه ، تتوالد الزواية الغريماسية من بؤرة القحط والغيث ،معبران عن حالة سيطيل الشاعر في شرحها لاحقا، وكأنه رسم عنوانا مباشرا للمأساة عند قوله " ممالكُ صمتكِ أقفرت نواديها /// وأزهرَ غيثُكِ سرَّاً بما فيها،)مما يدل انه تكلم من عمق معاناته، لان منطوق الصمت لا يعتبر قيمة ايجابية في توضيح معنى الانسياب العاطفي، بقدر ماهو مجلبة لتوضيح، حجم المعاناة في تفكيك أدوات الصمت السابقة واللاحقة.
وهنا تستيقظ "محنة الوصف" لما آل إليه وضع الصمت ،ولاشك أن أول ما يوصف حركة البشر مادام الصمت يعتريه فهو للتو خرج من الصمت والنفوس التي تتلوى كانت صامتة في إيقاعاتها ،الخيشومية مما يؤكد دلالة العلاقة الترابطية في بث القصة،من بدايتها إلى نهايتها ، أنا أتناول هنا معيار "القص المنهجي"،وليس الحكي فكلاهما يختلف عن الأخر.
تتقاذف إلى موسوعاته "أدوات العشق"، ولا أريد أن أفسر درجاته ، لان المنطلق هنا يجرني إلى لغة المتصوفة، فهو قد أوضح سابقا أن النفوس تتلوى ،إما معايشة لأحلام بها كوابيس أو مغانم كثيرة منها التعفف الصوفي، الذي يجعل النفس هائمة في هدوء، كان لزاما على الشاعر في هذا المقال أن يستدعي العشق العذري(يحنُّ في رُباكِ العِشقُ من زمنٍ /// وأبقى للهوى عهداً أُناجيها)..
يرابط الفارس الشاعر غير بعيد بين العشق والهوى ، نسميه تقليما في الماضي ، وهي كركرة الفضالة في أسمى معانيها، لما يدقق النظر في صنائع الرحمان من" كواكب سيارة وقوة وطاقة" تسري بين أرجائه أولها، جمال الكون، وثانيها نجومه، فالصدر الأول من البيت جاء" تأمليا" في الصنعة الإلهية وثانيها، "محطة نهاية التأمل" بإضافة تشبيه المبالغة بقوله قد فاح الشذا بالكأس صافيها، وصل إلى مرحلة "الطهر الفضيل " الذي تميزت بها رابعة العدوية في نشرتها التأملية، وهو ما أدي بابن الجني إلى تسميته بالموضع الشريف اللطيف، وقد يقصد بالألفاظ أشباه المعاني التي فتق أوراها الشاعر قومي، بقوله (رحلتُ في مساماتِ الهوى عَمِداً /// وعِشقاً كانَ في التكوينِ يُعطيها) مستعملا حرف الحاء كحرف بطوطي يستوجب الرحلة العميقة في المدى، وكان سفره عبر المسافة أشبه بالغوص في المنهج الجينالوجي أو البنيوي، بنظرتي" لالاند وفولكييه" ،مستعملا ما يظهر انه أتعبه من كد وسهر وتقفية الوزن للقوافي ، تلك هي سفرية كلها " تعب وضنك "لذا سافر من عمق المسامات، ليدل أنها قصيدة في عمق التأمل وطرح السؤال الفلسفي المعقد( إلى أين أريد أن اصل؟ بعد الذي كان’)
تتضح قوة العشق بدرجة الميس إلى وطن يتبختر على الأوطان كلها بتاريخه وعبقرياته مما قو ى لديه عبقية العشق ، ثم صرف مرابط الكلم لهواه، تتراءى صوره خالدة عبر المدارات حيث يحيط بالبشري من كل الجهات ، يأبى أن تبقى زاوية واحدة بدون تهيئة وطنية في عمق وغور مساماته(تُهيىءُ في مداراتِ الهوى وطناً /// وتسكُنني إذا جئتُ منافيها)..
استرسل هنا هنيهة ..لأساءل مرة أخرى بوصب الجهد، لا فاصل بين قرينتين تشكلان بالنسبة إلي منطلقا نحو العشق الصوفي، أما القرينة الأولى (أنا بحارها) دلالة على المتفرد في وصف الحرقة البعادية عن وطن يكاد يذوب من هول المأساة والثانية (بقايا الفجر) حيث المدامة الصوفية والمنزلة الربانية ، فالاعتلاء على مقام صوفي أشبه بالرجاء ، تنسك شاعرنا قومي كالعابد في خلوة لا يرى من فيضها الا هو فانيا في روح الوطن(أنا بحارُها في عِشْقها دمثٌ /// خمورٌ من بقايا الفجرِ أَسقيها) مما يلاقي كثيرا تفكير الشاعر بحوار الأديان القائم على تعظيم القدرة الإلهية وبصفاء الوحدانية، وسقاية الخمرية..في أحوال الحلاج..
تبحير التصوف في تقريض الشعر الوطني
إن أكثر شيء يغيب الوعي عن ما يعايشه العامة من الناس هو إحساس مرفوق بحالة تعبد تعتري المرأ إلى حد الذوبان فيها،يعيشها المرأ على سبيل التفرد، لأنه يوجد ما يبرر تواجدها ك"التقية، والمجاهدة وثم المشاهدة دخولا إلى الفناء".
إن ما بحث عنه الشاعر في غميص نفسه له علاقة تقاربية بين ما سكنه كالوجد، بحب الوطن جعله "صوفيا" يتفق معه كوطن إلى حد الفناء، إنْ لم نقل سكن فيه، فأصبح يتكلم بلغة لا تشبه المتضير بالتوله، بل بلغة الفاني ، صار عشيقا بلغة رابعة العدوية ، هي عشقت الإله والشاعر عشق الوطن، وكانت أيقونة الفصل هي" رسالة الحلاج" وليست رسالة أبي يزيد البسطامي، لان الحلول رغم مالنا فيه من رأي أوجزناه في بعض الردود على الجميلي ذات مرة ، فهو يناصح الشاعر في مفهومه لا في سكنه لان العشق بمنزلة الأنثى والوطن ، هو عشق صوفي يعتمد على بناء التفرد في الحالة لا غير، وليس تقديسها ،وإنما ما يشوبها من حالات أخرى فالفاتنة هي" إنسان "يتغير وما يفتن هو تلك الحالات المبهرة للعاشق لا غير.. وليست "الفاتنة" في حد ذاتها، ولو كان ذلك ثابتا لما احل الله الزواج بالأربعة وهاهو ذا يقول(سقتني العِشقَ من كأسٍ مُدلهةٍ /// ورحتُ ذلكَ(الحلاج) أرويها) في السياق الأول المتكلم عنه جاء في شكل امرأة، وفي سياقه الثاني يتكلم عن تفرده في حب وطنه إلى درجة التقول بمنظر الحلاج لان هذا الأخير اعدم والثاني سجن، والشاعر لما تجمعت لديه كل المعاناة بالهجر والفقد والتعذيب والسجن ألهمه ذلك تصوفا منفردا على طريقة الحلاج لدرجة التصوير المعنوي المجازي للفكر والمعنى الصوفي معا ،وانظر تتابعا ما قال (أنا في الكونِ والكونُ بيَّ ابتدأَ /// إذا غبتُ فمنْ يُعشبْ بواديها(.تصوَّفتُ وصلصالي يُنازعُني /// وأُبدي العِشقَ في جلِّ معانيها)، فهو المتفرد في حب وطنه لأنه حسب صوفيته متفرد في أساليب الشقاء من اجله إلى غاية هنا كانت كل المقادير من صنع معاناة الشاعر في البعد...
3- شطحات واسترسالات في حب الوطن
إذا أوردنا تعريف "ماسينيون" للشطح ككلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض من معدنه فإننا نبقي الشاعر هنا شاطحا لأنه عبر عن عذاب صوفي اعتراه وهو يتحسس باطنه بفعل الوطن المخبئي فيه، فهو لم يعد يخفي هذه الصواعق النازلة في باطنه كالحمم الحامية تود الخروج ولا ثورة له على إخماده فما كانت تلك الحمم، أولها خرافة النفس، صعد في الشطح لتصوير منشأ النفس في هيكلها المجازي والمادي بالخرافة فوق التصور العقلاني، عنده احترقت بكليتها إلا في نورانية أحياها بالإبداع مستبدلا كنهها بالحضرة الإبداعية، هذه كانت أول شطحة عند الشاعر أما الثانية، تجلت في الهدوء أو الطمأنينة كما تسميها القوانين الوضعية ،ومرده في الحالتين إلى تجسيد إيمان الشاعر بالوحدانية، وعند هذا الطفح تولدت الشطحة الثالثة ، عندما تخرج منه أبيات كأنها شطحات الصوفية تغمره إلى حد غمر "الطوافين" بفتح الطاء وسر هذا من التشاكل أتضح في توظيفه فعل الغمر بركوب الموج عن طريق السفن فالشطحة كلها بحرية تعكس حبين حب سوريا وحب السفر إليها بحريا، وربما يقترن هذا بالمخافر النفسية لدى الشاعر ..فاتبع قوله تفهم مقصدنا
خُرافةُ نفسي في نفسي أُحطمُها /// وأُبدعُ وحيَّها أَسقي فيافيها
سقى اللهُ هدوءاً كانَ يَسكُنني /// وأرويهِ بقايا الروحِ أَشقيها
عواصفُ من بناتِ الروحِ تغمرُني /// وأركبُ موجها أسفنْ أَعاليها
تصدَّرتُ قواميسَ الهوى وطناً /// وسافرتُ إلى شُطآنِ عينيها
أربع شطحات كانت كافية أن تعيد الشاعر إلى عذاب الصوفية عندما تعلقت أرواحهم بمن يحبون، فلقومي أحب وطنا بصورة المتصوف، جمع الشاعر القومي معاناته من خلال ما تبقى من نفسه التي أعياها فراق الوطن، وسجون التغرب والسهر الدائم. واصبغ بها على موهبته الشاعرية الحاضنة التي تعدت فرقات الإبداع عند القدماء والمحدثين ،واستمر بشطحته الصوفية يلاقي ناصيته الشعرية بنواصي من سبقوه، مبررا ذلك ليس من غرور وإنما من اجتهاد متواصل..
يتغلب الشاعر في تحديه للنواصي على مجموعة من العناصر التي يقدسها الآخرون ، من طينة الذين لا يوازنون مع الوطن اعتبارات منها (عدم الخوف من السجن،السهر في الكتابة، العشق الصامت، مغادرة الحب الرهيف، البكاء علي حاله) أوصلته إلى مبلغ البناء الشاعري والغنائي لملاحم الوطن ،ويظهر ما تبقى تأثره بالملحمة والإلياذة، جعلها بمثابة عناصر أساسية أوجدت فاعلية الشطح لديه، أدت به إلى استعراض عذاب في شكل لذة ،منه "طول الشوق" كلما بزغ الصبح، وبانت معه أريحية العشق الخالص له في شكل صلاة إلى المولي تعالى بالتعجيل لها بالصحو والعلو،وسلامة العهد بالوفاء له .
افرد مدخلا جميلا يعيد إلى ذكريات الطفولة والاستماع إلى أناشيد الوطن في الصبا، عند الحديث عن الشهداء وما قاست سوريا مع المستعمرين من مأسي ومع ذلك قدمت الكثير من التضحية لأرض الأجداد ، هو يتذكر "الياذة" سوريا ومعه ذكريات الطفولة الجميلة، وقد دخل في العقد السادس من العمر(تلوحُ من سنا الستينْ مُعجزةٌ /// وأبقى أنشدُّ عِشقاً تلاقيها) مصرا إصرار الشهيد في سوريا والحسكة على المضي قدما إلى أن يستبين الخيط الأبيض من الأسود، وتزهو بالأفراح كلها ، فلم يعد هناك مجال للكذب أو للتستربل ذاق ذرعا من المتشابهات الطلاسم بملفوظات الاختباء وراء القهر فالعقد السادس على الأبواب ولا حياة بعده إلا لمعانقة الوطن ومن اجله سيحرق كل ما يملك لان العقد السادس بالنسبة له ألف سنة مما نعد، ماضي في حبها كالصبي: بحب الله الواحد الأحد يناشد تيمها هي العشتار هي التاريخ هي القيم هي الحديث، هي ملحمة جلجامش حين بحث في الخلود عن نبتة تغذيه بحب سوريا وبشهدائها وبمبانيها الخالدات في كل شيء من وجه الأرض، ويولم لنا في الأخير بصيحة البرئ مناديا صابرا متيقنا أن الفجر قريب وستنمحي ظلمة العواء، وتختفي المرجة الهوجاء.وتعلو سوريا خفاقة بين الأرض والسماء، هكذا أراني اختزلت مسيرتي في شطحات القومي الرائعة...وتمتع أيها القارئ الرائع بفصوص شاعرية رملية البحر ...هذا نصها..ولنا ملامسات نقدية أخرى في شاعرية القومي.

فنونُ الروضِ ماهبتْ نسائمهُ /// ولا عُرسُ الهوى إلاَّ لِنُهديها
حلمتُ أنها العشرونَ تلبَسُني /// فرحتُ الصبَّ تأسرني مغانيها
سئمتُ الكذبَ في نفسي مصارعةً ً /// وكمْ أشقتني في الفجرِ شواديها؟
سئمتُ الشاعرَ طلسمْ وأحجيةً ً /// فلا فُكتْ ولا سُمِعتْ أغانيها
هي في عُمريَّ آلافُ أزمنةٍ /// وحسناءٌ لعوبٌ في تثنيها
سأحرقُ كلَّ أكداسي لعودتها /// وأُشْعِلُ شمعةَ الروحِ ِ وأفديها
سأبقى في دفاترِعِشقِها صباً /// وأعبرُ جسرها حبواً أُلاقيها
ستأتي عندَ أبوابي تُسائِلُني /// وأَزعمُ أني بالحُبِّ سأرُضيها
بحبِ الواحدِ الفادي أُرتِلُها /// عسى أنْ يغفرَ الرحمنُ عاصيها
هي عشتارُ في نفسي تُصالِحُني /// وجلجامشْ إذا بالعِشبِ يُغريها
هي الشُهداءُ للحقِ إذا انتقلوا /// وأرجعوا شمعةَ الروح ِ لباريها
هي الآياتُ في الأجيالِ قدْ حُفِرتْ /// متى يافجر ُتُشرقْ في دياجيها



دراسة
للدكتور: حمام محمد زهير.
لقصيدة :رسالة إلى الحلاج لم تُقرأْ بعدْ.للشاعر السوري اسحق قومي
الجزائر.
شباط .2016م



قصيدة بعنوان:رسالة إلى الحلاج لمْ تُقرأْ بعدْ
للشاعر اسحق قومي

هذه القصيدة التي قال عنها الكثير أنها مكسورة الوزن ولكن موقع المربد يتناولها .ويقرّ لنا الشاعر والأديب محسن كريم أنها على بحر هو نتاج مزج الوافر مع الهزج .وأسماه الدكتور الشاعر أحمد فوزي ببحر المنبسطوأنا أصر على تسميته الوافي القومي.

ممالكُ صمتكِ اقفرتْ نواديها /// وأزهرَ غيثُكِ سرَّاً بما فيها
نفوسٌ تتلو في الليلِ معاصيها /// وترتاحُ إذا فُرجتْ مآسيها
يحنُّ في رُباكِ العِشقُ من زمنٍ /// وأبقى للهوى عهداً أُناجيها
لأنتِ من جمالِ الكونِ أَنجمُهُ /// وقدْ فاحَ الشذا بالكأسِ صافيها
رحلتُ في مساماتِ الهوى عَمِداً /// وعِشقاً كانَ في التكوينِ يُعطيها
جبلتُ الروحَ من وجدٍ ومن سهرٍ /// وصرَّعتُ بيوتَ الشعرِ أُقفيها
أميسُ الأرضُ في الأوطانِ قدْ زَهُدتْ /// وبالعُشاقِ قدْ جبُلتْ أمانيها
تُهيىءُ في مداراتِ الهوى وطناً /// وتسكُنني إذا جئتُ منافيها
أنا بحارُها في عِشْقها دمثٌ /// خمورٌ من بقايا الفجرِ أَسقيها
سقتني العِشقَ من كأسٍ مُدلهةٍ /// ورحتُ ذلكَ(الحلاج) أرويها
أنا في الكونِ والكونُ بيَّ ابتدأَ /// إذا غبتُ فمنْ يُعشبْ بواديها
تصوَّفتُ وصلصالي يُنازعُني /// وأُبدي العِشقَ في جلِّ معانيها
خُرافةُ نفسي في نفسي أُحطمُها /// وأُبدعُ وحيَّها أَسقي فيافيها
سقى اللهُ هدوءاً كانَ يَسكُنني /// وأرويهِ بقايا الروحِ أَشقيها
عواصفُ من بناتِ الروحِ تغمرُني /// وأركبُ موجها أسفنْ أَعاليها
تصدَّرتُ قواميسَ الهوى وطناً /// وسافرتُ إلى شُطآنِ عينيها
جمعتُ ذاتي من بعضي أُلملِمُها /// وحطمتُ قيودَ السجنْ أُعاديها
وأسكرُ مع جفونٍ لمْ تنمْ أبداً /// وأشربُ خمرةً ملّتْ خوابيها
وأزهرتُ جدائلَ عِشقِ قافيتي /// وناصيتُ فحولَ الشعرْ أُلاقيها
أنا منْ زلزلتْ أحلامُهُُ مُدُناً /// وهزَّ اليمَّ فانداحتْ شواطيها
أنا من يَعْشقِ الصمتَ بمعبدهِ /// وقدْ قالَ الهوى ما كُنتُ أَعنيها
صلبتُ الحُبَّ في عينيها أُغنيتي /// ورحتُ دمعةً تهجرْ مآقيها
على كفيَّ نيرانٍ أُؤججهُا /// فتحملُني كطفلٍ من بواكيها
رأيتُ فيها مايُشقي الغِوى سبباً /// ورحتُ في بحارِ العِشقِ أفنيها
تعلمتُ المواويلَ المُهجنةَ /// تجرعتُ سموماً منْ أفاعيها
وشرعتُ بحّاَر العِشقِ أزمنةً ً /// تعبدتُ بها وحياً وراعيها
صلبني الشوقُ في فجرِ صبابتها /// على أعوادِ ناقوسٍ بواديها
وحنتْ روحيَّ الولهى لمقدمها /// متى يا أيُّها الوهابُ تُعطيها
ستنبجسُ مياهُ العهدِ من قِممٍ /// ونشربُها كخمرٍ من معانيها
نرتِلُها زماناً كُنَّا أطفالاً /// عجيناً فوقهُ الصُلبانُ نبكيها
لعقنا دمنَّا ،الشُهداءُ مابرحوا /// وقافلةً تتابعُ سيرها ليها
وكمْ من قهرنا المجبولِ بالدمعِ /// سقينا تُربةَ الأجدادِ نرويها
بنصفِ ذراعنا المبتورِ كُنَّا إذْ نُصارعُ ثُلةَ الحيتانِ نرميها
تلوحُ من سنا الستينْ مُعجزةٌ /// وأبقى أنشدُّ عِشقاً تلاقيها
فنونُ الروضِ ماهبتْ نسائمهُ /// ولا عُرسُ الهوى إلاَّ لِنُهديها
حلمتُ أنها العشرونَ تلبَسُني /// فرحتُ الصبَّ تأسرني مغانيها
سئمتُ الكذبَ في نفسي مصارعةً ً /// وكمْ أشقتني في الفجرِ شواديها؟
سئمتُ الشاعرَ طلسمْ وأحجيةً ً /// فلا فُكتْ ولا سُمِعتْ أغانيها
هي في عُمريَّ آلافُ أزمنةٍ /// وحسناءٌ لعوبٌ في تثنيها
سأحرقُ كلَّ أكداسي لعودتها /// وأُشْعِلُ شمعةَ الروحِ ِ وأفديها
سأبقى في دفاترِعِشقِها صباً /// وأعبرُ جسرها حبواً أُلاقيها
ستأتي عندَ أبوابي تُسائِلُني /// وأَزعمُ أني بالحُبِّ سأرُضيها
بحبِ الواحدِ الفادي أُرتِلُها /// عسى أنْ يغفرَ الرحمنُ عاصيها
هي عشتارُ في نفسي تُصالِحُني /// وجلجامشْ إذا بالعِشبِ يُغريها
هي الشُهداءُ للحقِ إذا انتقلوا /// وأرجعوا شمعةَ الروح ِ لباريها
هي الآياتُ في الأجيالِ قدْ حُفِرتْ /// متى يافجر ُتُشرقْ في دياجيها
***
اسحق قومي
شاعر وأديب وباحث سوري مقيم في ألمانيا

9/8/2007م شتاتلون







#حمام_محمد_زهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياحة الصوفية للملفوظات الباطنية
- الوعي التجريبي ومضامين -البلاغة البطولية-في قصة -الحسكة - لل ...
- استخدام منهج -الاثراء اللفظي المتزن- في قصيد خواطر ناهدة للش ...
- -جمالية الوضوح والبوح الراقي في الرجل المقدسي..عند سليمان... ...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمام محمد زهير - تواشيح صوفية في قصيدة :رسالة إلى الحلاج لمْ تُقرأْ بعدْ للشاعر السّوري اسحق قومي