أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - دبابيس














المزيد.....

دبابيس


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5048 - 2016 / 1 / 18 - 17:46
المحور: الادب والفن
    


دبـابيـــس
دينا سليم – كاتبة فلسطينية تقيم في أستراليا

السنوات دبابيس
الذكريات دبابيس
الأوطان دبابيس
فم العقرب، كلية النملة ودودة القز التي تزحف خائفة في حديقتي، ساق الوردة وحتى ريشة الطائر،
كلها دبابيس!
في المهجر تشعر بالبرد أكثر، عفوا في الغربة، كما اتفق على تسميتها، لنعد إلى الخلف قليلا.
في المدينة التي عشت فيها أيام الصّبا، كلما رنّ جرس الباب، سألنا قبل أن نفتح الباب:
- ميـــــــــــــــــن؟؟؟ بصوت أجش غليظ لأننا خشينا من الطارق مجهول الهوية دائما!
أما في الضيعة التي عشت فيها أيام الشّباب، وكل سكانها من العرب، كلما رنّ جرس الباب، الباب مفتوح، قلنا:
- تفضّـــــــل...بكل اعتزاز واطمئنان حتى نجد الضيف قد أصبح داخل البيت قبل أن نكمل كلمتنا.
فأهل الضيعة، كل يعرف الآخر فلا حاجة للسؤال، ثم لا تنسوا أنه (نسبيا) لم تهوّد مزارعهم أثناء النكبة.
في (بريزبن) الأسترالية، المدينة التي أقيم فيها الآن، لا أحد يطرق الباب!
الباب مغلق حتى الربيع الآتي.
لنعد إلى الماضي قليلا، فمن لا يملك ماضيا لا يملك حاضرا!
لقد حثوني على فكرة الزواج، فلم يتركوني أستمتع بمراهقتي، ولم أعرف ما هي المراهقة، خشية أن أقع مصيدة العانسات أمثال (بنات الدبّاس) الشقيقتان الوحيدتان اللاتي أقامتا في حيينا قبل سنوات كثيرة من ولادتي، حيث قطعت بهما السبل عندما أغلقت الحدود في حينه بين فلسطين والأردن، أصبحتا مثالا مخيفا تحتذى به جميع الفتيات، أنا واحدة منهن، ابنة السابعة عشر، عندما سقطت صورة هاتان العانستان في ذهني مثل المصيدة وأصبحتا دبوسا مغروزا في المخ يسمى الخوف من (العنوسة). أما إن سألتم عن الحيّ فأقول لكم، إنه حيّ المحطة في محطة سكة الحديد اللد فلسطين، بقي من بقي فيها ورحل من رحل في حينه عندما أعلنوا تأسيس الدولة اليهودية، حيث تشتت أكثريتنا ووجدنا أنفسنا في الضفة الغربية، وبقي منا من بقي في الداخل حتى أصبحنا جميعا، في الداخل والخارج، عوانس بدون أقرباء مثل (بنات الدّباس).
لكن... لم يتذكرهما التاريخ على أنهما خدمتا العرب، وقد وصل بهما الحال لنشود أرقى المراتب في حينه، فكانتا الجندي المجهول الذي سهر على راحة أهل الحيّ من خلال عملهما الإنساني حتى مماتهما، لكني كتبت عنهما في روايتي المستقبلية.
تذكرت الآن كبكوبة الدبابيس التي اعتمدتها والدتي في معصمها عندما خاطت لي فساتيني، شكني الدبوس الذي نسيته فصرختُ قائلة:
- شكني دبّوس في خاصرتي يا أماه!
كم أنتِ دلوعة يا أماه ... تقولها لي ساخرة صغيرتي (مرمورة) الآن، (إبرة بحجم الدبّوس شكّت ذراعكِ فتألمت...ياي شو دلوعة أنتِ يا أماه، ويسألونني شبيهة من أكون؟) وذلك عندما سحبتني من يدي عنوة وأدخلتني عيادتها لكي تطمئن على السكر الذي لم يجرِ بعد في دمائي، فحص روتيني خضعت له لكي ألبي طلبات التلميذة النجيبة التي تسير نحو النجاح... أجزم أن إبرة الفحص هذه أجمل دبّوس شكني حتى الآن، وأن (مرمورتي) الصغيرة التي كبرت بسرعة، أجمل ما في حاضري ودنياي.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هلوسات يوم حار
- الفأر الأكثر حظا
- لا أترك البحر وحيدا
- المحبة والكراهية – مرضان سيئان
- شذرات - ابواب
- قلب العقرب
- رأس الذئب
- ثلاث مشاهدات وربع
- المدينة هيكل من ملح
- جارة حاقدة أيام الطفولة
- دينا سليم في رواية (جدار الصمت)
- الحرية نبيّ قادم
- عندما يصبح عالمنا بلا خرائط
- قصص قصيرة
- تغطية احتفال توقيع
- أحلام ملفقة
- شجرة الجوز والطوفان
- مستحيل يا غسان
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثالث
- على هامش (جدار الصمت) القسم الثاني - رفعت زيتون


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - دبابيس