أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - هل الرعاية الاجتماعية ترعى فقراء فلسطين؟؟؟














المزيد.....

هل الرعاية الاجتماعية ترعى فقراء فلسطين؟؟؟


رامي الغف

الحوار المتمدن-العدد: 5047 - 2016 / 1 / 17 - 23:31
المحور: القضية الفلسطينية
    



يسلب الفقر الإنسان كرامته وذاته وكيانه، ويجعله أمام أبواب مشرعة من الجحيم المحتدم والقهر واليأس بل ويعطيه واعزاً ودافعاً بأن يستهين بكلّ قيم وثوابت الحياة حتّى يصل به إلى أنّ يسفك الدماء ويقتل الآخر لمجرد شعوره بالضآلة وبأنه كائنٌ آخر، الفقر صنمٌ لم يستطع كلّ أنبياء التغيير ومنظومات الفكر البشري أنّ تكسره وتجتثه من قاموس الحياة الملطخ بالدم، فليس هناك صورة أكثر حلكة من صور الفقراء وهم يستظلون سماء قاسية ويفترشون أرضا محصبة لا يجدون ما يسد به غلواء الجوع ولا ما يكفيهم موؤنة الافتقار في وطن يعج بالهبات والمنح والتبرعات وجباية الضرائب والمكوث، فأي صورة قبيحة هي تلك التي يمكن التقاطها لمجتمعنا الذي تتناهب فقراء تلك الظروف القاحلة الصعبة وتقطع السبل أم أبنائه سكاكين النبذ والإهمال.

إن الفقر يعتبر شراً إنسانياً باعتباره يسبب حرمان الإنسان من أحد حقوقه الذي هو الكفاية في العيش، وشراً اجتماعياً باعتباره يعوق المجتمع عن التقدم المادي والمعنوي، واعتبر الإسلام أن المجتمع الأمثل الذي يسعى إلى تكوينه هو المجتمع الذي لا فقر فيه ولا فقراء.

إن الخيرون المنصفون قلائل والمؤسسات التي ترعى المحتاجين والفقراء والمسحوقين والغلابه لا تكاد تسد حاجتهم والأعداد الكبيرة من الفقراء والفقراء الجدد من ضحايا الحروب والإنقسام والتدافع السياسي والتوترات في المنطقة والبطالة والترمل وغيرها من مساوئ الانقسام البغيض، فسابقا كان المنعمون وأصحاب الثروات في كل محافظة يعدون على الأصابع أما اليوم فصاروا أكثر يصعب عدهم وحصرهم وهم مرشحون للتزايد والتناسل والتكاثر والانشطار والانقسام والاستنساخ وبفضل ما تجود به وسائل الإثراء الفاحش غير القانونية وهي كثيرة.

لقد أعترف الاسلام بأنه لابد أن يوجد أناس لديهم مال كثير واخرون لا يملكون من المال إلا قليلاً، لان التحكم التام بتوزيع الثروات على نحو متساوٍ أمر مستحيل أطلاقاً، وإذا اختلقت المهن وتفاوتت الثروات فلابد أن يختلف مستوى المعيشة ويتفاوت طراز الحياة المادي والنفسي وحينئذ توجد طبقات ليس الطبقات البرجوازية التي شاع استعماله في الادب السياسي في العصر الحديث أو طبقة المتنفذين وأصحاب القرار الذين استحوذوا على الخزينة الفلسطينية، فأن التفاوت الكبير بين طبقات المجتمع الفلسطيني ناشئ عن التفاوت الامتيازات لاعضاء المجلس التشريعي والوزراء والسفراء ورؤساء المجالس المحلية والبلديات.

نعم اليوم صار الفقير اشد فقرا بل باتت الهوة الساحقة التي تفصل بين الطبقات الوسطى وبين أثرياء العهد الجديد وفي أسفل القائمة هناك معدمون مسحوقون ينتظرون الفرج الذي لم يأتي بعد، وفي أعينهم بصيص من الأمل والرجاء ان يتحلى مسوؤلون هذا الوطن بالشجاعة والإنصاف الكافي لتخصيص جزء من أموال الدولة إلى تلك الفئات التي تعتبر الاقل حظا والأكثر فقرا.

إن الوضع الاقتصادي للعائلة الفلسطينية اذا ما قيمناها فهي اما فقيرة او تحت مستوى الفقر او متخومة، لذا نرى اليوم ان بعض تلك العوائل الفقيرة باتت تحت استغلال الكثير من تجار تلميع الصور امام الرأي العام لمنافع شخصية او فئوية أو حزبية من دون الاكتراث الى الدرجة التي يضعون تلك العوائل في ذل وامتهان امام مرأى المتابعين عبر القنوات الفضائية تارة او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فهم يجعلونهم فرائس لضرب خصومهم بهم من جهة ولجعل هالة كاذبة تحيط بوجوههم العفنة.

هل يعلم السادة المسئولين وأصحاب القرار والقادة الرعاه، ما قد يعانيه الرعيه من المواطنون البؤساء وموظفو الطبقات الدنيا من شظف العيش وغلاء المعيشة وأزمات السكن ونقص المواد البترولية وانقطاع الكهرباء والازدحامات الخانقة في محطات غاز الطهي، ناهيك عن ازمات الأدوية والرسوم المدرسية وطلبات الأطفال من حليب وبامبرز إلخ، إضافة الى المصاريف الاخرى غير المحسوبة من قاموس الراتب وحساباته الخاطئة كل شهر، وهذه الحسابات تقودنا الى موضوع اخر وهو عملية الحساب المعقدة التي يقوم بها المواطن الغلبان، حين يحاول بناء منزل بسيط له، ومواجهة ارتفاع مواد البناء المستمر والمتذبذب والذي غالبا ما تكون حساباتهم خاطئة بسبب عوامل عديدة وأمور غير محسوبة، فيضطر إجباريا إلى تقليص البناء الى ادنى مستوياته، ولا اقصد به جميع خلق الله ولكن اخص الفقراء والمعطلين عن العمل ومواطني وموظفي الدرجات الدنيا الذين قضوا سنوات عديدة في الوظيفة ولكن لم يحصلوا على قطعة ارض.

لذلك مطلوب من قادتنا ومسئولينا وأصحاب القرار في الوطن الفلسطيني هنا وهناك، إسعاد الفقراء والمساكين والمسحوقين والمحتاجين أو مسح دموع الأيتام الذين غابوا عنهم من يعيلهم، وأن يكونوا رحماء على الرعية يتفقدهم وقضاء حوائجهم.

إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك، لذلك انأ أناشد كل مقتدر أن يساهم ويساعد بما يستطيع لأقرب الفقراء له ولو أن كل إنسان مقتدر ساعد احد الفقراء اختلفت إحصائيات ونسب الفقراء جذريا ولن يبقى من الفقر لا شي يسير، فبالفقراء تدخلون ألجنه، فهم والله أحباب الله.

*إعلامي وباحث سياسي



#رامي_الغف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالح والمطامع الامريكية !!!
- المشروع الوطني في خطر !!!
- من هو اغلى الوطن ام المنصب ؟؟؟
- الشعب يريد حكومة وحدة وطنية!!!
- حكمة الشيوخ وطاقة الشباب الفلسطيني!!!
- كيف سيكون حال فلسطين بالعام الجديد؟
- الوطن الجريح!!!
- الوطن الجريح!!
- عام جديد وأمل جديد !!!
- الإعلام ومسئوليته الوطنية!!!
- حركة فتح فلسطينية الوجه عربية القلب!!!
- المحسوبية والواسطة الفساد الذي لا يقهر!!!
- حكومة الشراكة الوطنية!!!
- ليكن عام 2014 عاما لإنهاء الانقسام!!!
- أمنيات الجماهير الفلسطينية!!!
- ارحموا عقولنا وأنهوا انقسامكم!!!
- ساسة في الولائم شركاء وفي الميدان غرماء!!!
- رؤية الرئيس الصائبة!!!
- مواصفات الحكومة المقبلة!!!
- الصلح خير!!!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - رامي الغف - هل الرعاية الاجتماعية ترعى فقراء فلسطين؟؟؟