أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - لمحة عن هجص الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى ( ب3 ف1 )















المزيد.....

لمحة عن هجص الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى ( ب3 ف1 )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5044 - 2016 / 1 / 14 - 05:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لمحة عن هجص الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى ( ب3 ف1 )
كتاب ( الخضر بين القرآن الكريم وخرافات المحمديين )
الباب الثالث : صناعة اسطورة الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى
الفصل الأول : لمحة عن هجص الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى
أولا : هجص الخضر يحيا فى العصرين المملوكى والعثمانى :
1 ـ سيطر التصوف على الحياة الدينية والفكرية فى العصر المملوكى ، فتحول هجص الخضر الى قضية إيمانية جدلية بين السنيين وشيوخ التصوف . وبهذا الجدل تحولت شخصية الخضر الى ما يشبه الكائن المتحرك الذى يصاحب الناس فى كلامهم وحكاويهم ومناماتهم، وانعكس هذا فى مؤلفات مستقلة عن الخضر ، وعكست بعض عناوين تلك المؤلفات ذلك الجدل فى حياة الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى ، ومنها : ( الروض النضر في أنباء الخضر لأبي الفضل العراقي ـ 806هـ ) ( الخضر للقاضي البساطي ـ 842هـ ) ( الزهر النضر في حال الخضر لابن حجر العسقلاني ت 852هـ ) و( رسالة فى حياة الخضر ) لابن إمام الكاملية ( 808 ـ 874 ) ، و( القول المنتصر على المقالات الفارغة بدعوى حياة الخضر للحسين بن عبد الرحمن الأهدل ـ 855هـ ) و ( حياة الخضر) لعبد الله بن أسعد اليافعي ـ 768هـ ، و ( رسالة في الخضر لجلال الدين السيوطي ـ 911هـ ) و ( كشف الخدر عن أمر الخضر لملا علي القاري الهروي ـ 1014هـ ) ( القول المقبول في الخضر هل نبي أم ملك أم رسول لأحمد بن محمد بن علي المعروف بالغنيمي ـ 1034هـ ) ( القول الدال على حياة الخضر ووجود الأبدال لنوح ابن مصطفى الحنفي ـ1070 هـ )
2 ـ الجدل فى هجص الخضر وصل الى السنيين فلم يجتمعوا على رأى واحد ، الحنابلة المتشددون كابن تيمية آمن بهجص البخارى عن الخضر وتوقف به عند عصر موسى ، وحكم بكفر وقتل من يعتقد فى حياة الخضر ، ومن مدرسة ابن تيمية من كان أقل حدة منه مثل تلميذه ابن القيم ، ومنهم من خالفه مثل تلميذه ابن كثير الذى أرّخ للخضر فى تاريخه المشهور( البداية والنهاية ) . ثم هناك أعلام سنيون معتدلون ترددوا وتناقضت اقوالهم فى حياة الخضر مع ميلهم الى القول بحياته مثل الفقيه السنى الشافعى المؤرخ ابن حجر الذى استرجع حيرة الفقيه الحنبلى العباسى المؤرخ ابن الجوزى. ابن حجر أرخ للخضر بين الصحابة فى تاريخه المشهور ( الاصابة ) ووضع فيه كتابا خاصا فى الخضر هو( الزهر النضر ..) المشار اليه آنفا ، وعرض له فى سطور مؤلفات أخرى له . أما شيوخ التصوف فقد بلغ إعتقادهم فى حياة الخضر مبلغ اليقين ، واصبح إلاها فى مملكتهم الباطنية الوهمية .
3 ــ وسنعرض بشىء من التفصيل للخضر لدى الفقهاء السنيين وشيوخ التصوف ، أما فى هذه اللمحة فهى عن الخضر فى بعض المؤلفات التاريخية والأدبية فى العصر المملوكى والحياة اليومية ، وفيها تحول هجص الخضر الى شخصية تاريخية ، يتجول بين سطور التاريخ وفى مجالس السمر كما لو كان شخصا حقيقيا .
ثانيا : هجص الخضر فى المؤلفات التاريخية
1 ـ بالاضافة الى ذكر الخضر فى تاريخ البداية والنهاية لابن كثير و الاصابة لابن حجر ، يذكر ابن حجر فى تاريخه ( الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة ) ( 2/ 483 ـ 484 ) : ( أن الأقطاب سبعة والإبدال والأيمن وهم النجباء كذلك والأديان أربعة والغوث يجمعهم وهو يقيم بمكة . والخضر يجول ولا حكم له إلا على أربعة أشياء : إغاثة للهدف أو إرشاد ضال أو بسط سجاة شيخ أو تولية الغوث إذا مات. والغوث تحكم على الأقطاب والأقطاب على الأبدال والأبدال على الأوتاد فإذا مات الغوث ولى الخضر من يكون قطب بمكة غوثا وجعل بدل مكة قطبا وعين مكة بدلا وبدل مكة رشيدا وهكذا أبدا فإن مات الخضر صلى الغوث فى حجر إسماعيل تحت الميزان فتسقط عليه ورقة باسمه فيصير خضرا ويصير قطب مكة غوثا. وهكذا قال الخضر فى هذا الزمان هو حسن بن يوسف الزبيدى اليمنى .). هذا القول هو إعتقاد الصوفية فى العصر المملوكى ععن ( الخضر ) كدرجة من درجات الكهنوت الصوفى الذى يتحكم فى العالم بزعمهم . ينقله المؤرخ الفقيه إمام الحديث ابن حجر العسقلانى ، دون إنكار.!!
2 ـ لذا لا نعجب حين نجد المؤرخ القاضى ابن الصيرفى ـ تلميذ ابن حجر ـ يقول فى تاريخه (إنباء الهصر بأبناء العصر ص 485 ) أن شيخ الإسلام سراج الدين العبادى ت 877 ( كان يجتمع بالخضر . ) .وفى (ذيل بن العراقي ) ص 250 : أن قاضى القضاء السباطى 874 كان يدعى الاجتماع بالخضر . وذكر ابن العماد الحنبلى فى العصر العثمانى فى تاريخه ( شذرات الذهب 6 / 290 ) أن الشيخ سليمان بن خالد البسطانى + 786 ( كان يدعى أنه يجتمع بالخضر وله فى ذلك أخبار كثيرة يستنكر بعضها .) ونفس الحال مع الشوكانى فى تاريخه ( البدر الطالع ) ( 2 / 244 .)
3 ـ ونتوقف مع ما ذكره السيوطى ( ت 911 ) من هجص الخضر فى تاريخ ( حُسن المحاضرة ) الذى يؤرخ فيه لمصر والقاهرة على نسق المقريزى فى الخطط المقريزية. المقريزى ( ت 845 ) لم تسمح له عقليته بذكر هجص الخضر ، ولكن السيوطى فعلها . ننقل من كتاب ( حسن المحاضرة ) بعض فقراته عن هجص الخضر . يقول عمّن دخل مصر من الأنبياء والصديقين : ( وعد الكندي وغيره فيمن دخلها من الصديقين الخضر وذا القرنين. وقد قيل بنبوتهما. والقول بنبوة الخضر حكاه أبو حيان في تفسيره عن الجمهور، وجزم به الثعلبي، وروي عن ابن عباس. وذهب إسماعيل بن أبي زياد ومحمد ابن إسحاق أنه نبي مرسل؛ ونصر هذا القول أبو الحسن بن الرماني، ثم ابن الجوزي. والقول بنبوة ذي القرنين أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص. ودخول ذي القرنين مصر، ورد حديث مرفوع سيأتي في بناء الإسكندرية.
ودخول الخضر غير بعيد؛ فإنه كان في عسكر ذي القرنين، بل أحد الأقوال في الخضر أنه ابن فرعون لصلبه، حكاه الكندي وجماعة، آخرهم الحافظ بن حجر في كتاب الإصابة في معرفة الصحابة؛ فعلى هذا يكون مولده بمصر.) ( وأخرج ابن عبد الحكم عن تبيع قال: إن في الإسكندرية مساجد خمسة مقدسة: مسجد موسى عليه الصلاة والسلام عند المنارة، ومسجد سليمان عليه الصلاة والسلام، ومسجد ذي القرنين، ومسجد الخضر؛ أحدهما عند القسارية، والآخر عند باب المدينة، ومسجد عمرو بن العاص الكبير.) . أى أقاموا للخضر مسجدا فى القاهرة.!
ثالثا : هجص الخضر فى المؤلفات الأدبية المملوكية : المستطرف مثالا )
كتب شهاب الدين أبو الفتح الأبشيهى كتابه الضخم ( ﺍ-;-ﻟ-;-ﻤ-;-ﺴ-;-ﺘ-;-ﻄ-;-ﺮ-;-ﻑ-;- ﻓ-;-ﻲ-;- ﻛ-;-ﻞ-;- ﻓ-;-ﻦ-;- ﻣ-;-ﺴ-;-ﺘ-;-ﻈ-;-ﺮ-;-ﻑ-;- ) على نسق (الأمالى ) لأبى على القالى ت 365 ، و ( العقد الفريد ) لابن عبد ربه ت 328 . ولكن شتان بين جهل الأبشيهى وعلو ثقافة القالى و ابن عبد ربه . عكس ( المستطرف ) ضحالة الثقافة فى العصر المملوكى والتى أرهقها التصوف بخرافاته ، ومنها هجص الخضر . ولم يتخلف الأبشيهى عن الركب فروى حكايات متداولة فى هجص الخضر ، هذا الهجص الذى أصبح بالتصوف عقيدة إيمانية . فمن بعض هجصه أن قوما كانوا فى الحج فمات صاحب لهم ، فلم يجدوا ماءا ، فأتاهم رجل فطلبوا أن يدلهم على ماء ، ﻓ-;-ﻘ-;-ﺎ-;-ﻝ-;- ﺍ-;-ﺣ-;-ﻠ-;-ﻔ-;-ﻮ-;-ﺍ-;- ﻟ-;-ﻲ-;- ﺛ-;-ﻼ-;-ﺛ-;-ﺎ-;- ﻭ-;-ﺛ-;-ﻼ-;-ﺛ-;-ﻴ-;-ﻦ-;- يمينا أن الميت لم يكن ﺻ-;-ﺮ-;-ﺍ-;-ﻓ-;-ﺎ-;- ﻭ-;-ﻻ-;- ﻣ-;-ﻜ-;-ﺎ-;-ﺳ-;-ﺎ-;- ﻭ-;-ﻻ-;- ﻋ-;-ﺮ-;-ﻳ-;-ﻔ-;-ﺎ-;- ﻭ-;-ﻳ-;-ﺮ-;-ﻭ-;-ﻯ-;- ﻭ-;-ﻻ-;- ﻋ-;-ﺮ-;-ﺍ-;-ﻓ-;-ﺎ-;- ﻭ-;-ﻻ-;- ﺑ-;-ﺮ-;-ﻳ-;-ﺪ-;-ﺍ-;- ﻭ-;-ﺃ-;-ﻧ-;-ﺎ-;- ﺃ-;-ﺩ-;-ﻟ-;-ﻜ-;-ﻢ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻰ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﻤ-;-ﺎ-;-ء ، فحلفوا له كما اراد ، فساعدهم فى غسله وصلى عليه بعد أن حلفوا له ثلاثا وثلاثين ، ثم إلتفتوا فلم يجدوه ، فعرفوا أنه الخضر.!!
ويذكر قصة طويلة عن شيخ تنصر حبا فى بنت نصرانية وصار يرعى الخنازير لأبيها ، ثم ندم وعاد للاسلام وترك زوجته النصرانية، فقام الخضر بمبادرة هائلة ، هى أنه جعل الزوجة تسلم وتلحق بزوجها وتتنسك وتتعبد معه ، وماتا معا ورأوهما فى الجنة ، كل ذلك بفضل الاستاذ خضر ..! .
ويقول : ( ﻟ-;-ﻤ-;-ﺎ-;- ﺍ-;-ﺟ-;-ﺘ-;-ﻤ-;-ﻊ-;- ﻣ-;-ﻮ-;-ﺳ-;-ﻰ-;- ﺑ-;-ﺎ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻴ-;-ﻬ-;-ﻤ-;-ﺎ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺴ-;-ﻼ-;-ﻡ-;- ﺟ-;-ﺎ-;-ء ﻋ-;-ﺼ-;-ﻔ-;-ﻮ-;-ﺭ-;- ﻓ-;-ﺄ-;-ﺧ-;-ﺬ-;- ﺑ-;-ﻤ-;-ﻨ-;-ﻘ-;-ﺎ-;-ﺭ-;-ﻩ-;- ﻣ-;-ﻦ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺒ-;-ﺤ-;-ﺮ-;- ﻗ-;-ﻄ-;-ﺮ-;-ﺓ-;- ﺛ-;-ﻢ-;- ﺣ-;-ﻂ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻰ-;- ﻭ-;-ﺭ-;-ﻙ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﺛ-;-ﻢ-;- ﻃ-;-ﺎ-;-ﺭ-;- ﻓ-;-ﻨ-;-ﻈ-;-ﺮ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﺇ-;-ﻟ-;-ﻰ-;- ﻣ-;-ﻮ-;-ﺳ-;-ﻰ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻴ-;-ﻪ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺴ-;-ﻼ-;-ﻡ-;- ﻭ-;-ﻗ-;-ﺎ-;-ﻝ-;- ﻳ-;-ﺎ-;- ﻧ-;-ﺒ-;-ﻲ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﺇ-;-ﻥ-;- ﻫ-;-ﺬ-;-ﺍ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﻌ-;-ﺼ-;-ﻔ-;-ﻮ-;-ﺭ-;- ﻳ-;-ﻘ-;-ﻮ-;-ﻝ-;- ﻳ-;-ﺎ-;- ﻣ-;-ﻮ-;-ﺳ-;-ﻰ-;- ﺃ-;-ﻧ-;-ﺖ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻰ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﻣ-;-ﻦ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻜ-;-ﻪ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﻻ-;- ﻳ-;-ﻌ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻪ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﻭ-;-ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻰ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﻣ-;-ﻦ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻪ-;- ﺇ-;-ﻳ-;-ﺎ-;-ﻩ-;- ﻻ-;- ﺗ-;-ﻌ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻪ-;- ﺃ-;-ﻧ-;-ﺖ-;- ﻭ-;-ﺃ-;-ﻧ-;-ﺎ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻰ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﻣ-;-ﻦ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻨ-;-ﻴ-;-ﻪ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﻻ-;- ﺗ-;-ﻌ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻪ-;- ﺍ-;-ﻧ-;-ﺖ-;- ﻭ-;-ﻻ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﻭ-;-ﻣ-;-ﺎ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻲ-;- ﻭ-;-ﻋ-;-ﻠ-;-ﻤ-;-ﻚ-;- ﻭ-;-ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺨ-;-ﻀ-;-ﺮ-;- ﻓ-;-ﻲ-;- ﻋ-;-ﻠ-;-ﻢ-;- ﺍ-;-ﷲ-;- ﺇ-;-ﻻ-;- ﻛ-;-ﻬ-;-ﺬ-;-ﻩ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﻘ-;-ﻄ-;-ﺮ-;-ﺓ-;- ﻣ-;-ﻦ-;- ﻫ-;-ﺬ-;-ﺍ-;- ﺍ-;-ﻟ-;-ﺒ-;-ﺤ-;-ﺮ-;- ) ( الأبشيهى : 131 : 132 ، 210 ، 211 )
ثالتا : الخضر فى الحياة اليومية فى العصرين المملوكى والعثمانى
1 ـ الفقيه الصوفى ابن الحاج العبدرى المغربى كتب فى الفقه الوعظى كتابه المدخل ينتقد فيه ــــ من وجهة نظر فقهية ــ أحوال المجتمع المصرى ، يقول فى الجزء الثانى ص201 ، 202 ) : ( ومنهم من يدعى رؤية الخضر . ثم إن بعضهم يؤكد ذلك باليمن ليكون أدعى بالقبول منه ، حتى لقد قال بعضهم : أن الخضر يأتيه كل يوم ويقف على بابه أو دكانه ويتحدث معه وهو يبيع ويشترى .. وذلك كله تقوّل وافتعال لا أصل له ولا فرع , مع أن هذا لا ينكر إذا وقع من أهله فى محله ). أآ إن الفقيه ابن الحاج يؤمن برؤية الخضر ، ولكن للأولياء الصوفية فقط . والمستفاد أن رؤية الخضر أصبحت هجصا دينيا سائدا يزعمه كل من هبّ ودبّ الى درجة إستوجبت إستنكار الفقيه ابن الحاج المتوفى عام 737 فذكرها فى كتابه ( المدخل ).
2 ـ ولأن هجص الخضر صار جزءا من الحياة اليومية فى العصر المملوكى وجزءا من المعتقدات الشعبية فقد سجلته كتب المزارات التى تخصصت فى ذكر معالم القرافة ومدافن القاهرة وأهم القبور المقدسة التى يحج اليها المصريون ومن يزور مصر من الرحالة والقادمين اليها ، وكانت تلك الكتب تذكر ايضا مشاهير الأولياء وما يقال عنهم من هجص الكرامات ، وبالتالى كان لهجص الخضر مكان بين سطورها يذكرون الهجص عالمين أن الناس تصدقهم مهما قالوا . من ذلك ما يذكره ابن الزيات فى كتابه ( الكواكب السيارة فى ترتيب الزيارة ) ص ( 261، 262 ، 153 : 154. 246 ، 317 ، 233 ) عن أولياء اجتمعوا بالخضر ، قال مثلا : ( كان ابن الكميش يجتمع بالخضر فى غالب الأوقات ، وقد سأله صاحب له أن يجمع بينه وبين الخضر وأن يظهر له الخضر حتى يراه ، فبلغ الخضر ذلك فواعده إلى يوم الجمعة . فأستعد الرجل وأغلق بابه وتوضأ وجلس يذكر الله وينتظر قدوم الخضر وإذا برجل يدق الباب فقال للجارية أنظري من بالباب فخرجت فوجدت رجلا عليه أطمار ، فقال لها قولي لسيدك رجل يريد الاجتماع بك ، فأخبرته ، فظنه مسكينا ، فقال لها : قولي له يأتي بعد الصلاة . ثم أجتمع بعد ذلك بابن الكميش وقال جلست اليوم فى انتظار السيد فما اجتمعت عليه فقال يا نابل التوفيق هذا الرجل الذي خرجت له الجارية وقالت له أرجع . ثم قال له أتريد أن ترى الخضر وعلى بابك الحجاب ؟ فقال: كل جارية لي حرة لوجه الله تعالى. وصار إذا دق أحد الباب خرج إليه بنفسه . ). وذكر أنه بادر الخضر إلى مساعدة الحرار حين ساخت رقيته وسقاه شرابا وقال له: اشرب يا من يخدم أولياء الله فإن من يخدمهم لا يصبه سوء . فذهب عنه ما كان يده ، وقد دخل عليه الخضر فقال له : يا أحمد كن منى ودانيا فقلت فمن فى الوجود ودانيا ؟ فقال اثنان واحد بوادي الحجاز والآخر بالخبان فكان ثالثهم ، ودخل عليه مرة فقال له طلعت الشمس فقلت له أي شمس قال شمس الحقيقة .). وذكر ابن الزيات مجموعة من الأولياء كانوا يجتمعون بالخضر ويتحدثون معه ، منهم ابى السعود بن أبى العشائر ، ومنهم عبد المحسن الوردانى الذى كان بزعمهم يجتمع بالخضر ويصلى معه الخمس صلوات . وقال السخاوى الصوفى كتابه ( التبر المسبوك 233) ان الخضر قد حضر جنازة ابن حجر.
أخيرا
وظل هجص الخضر ملازما للحياة اليومية المصرية بعد العصر العثمانى ، يقول الاستاذ أحمد أمين فى ( قاموس العادات والتقاليد ص 193 ) ( يعتقد بعضهم انه رأى الخضر يقظة وخاطبوه وخاطبهم ويزعمون أنه شرب من عين الحياة فلم يمت من عهد موسى إلى اليوم . وأن الأولياء الصالحين يرونه جهارا وغيرهم بالغيبيات وإذا ذكروه قالوا عليكم السلام إيهاما بأنه مر عليهم وسلم عليهم .).
ويحتل الخضر مكانة هامة فى روايات الأديب المصرى نجيب محفوظ المشهور بالواقعية التى تعكس الحارة المصرية و الأجواء الشعبية ، خصوصا روايته ( حديث الصباح والمساء )



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا الحديث الملعون ( أركان الاسلام : بُنى الاسلام على خمس .. ...
- هجص الخضر عند ابن الجوزى ( ب2 ف 3 )
- هجص أبى حامد الغزالى عن ( الخضر ) فى ( إحياء علوم الدين ) ( ...
- هجص البخارى عن الخضر( ب2 / ف1 )
- حين كتبنا عن ( داعش ) قبل ظهور ( داعش ) : ( داعش العصر العبا ...
- ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صدق الله العظيم
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (7 من 7 ) : بين موسى ومحمد عل ...
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (6 من 7 )
- إعدام الشيخ النمر هو مسمار فى نعش النظام السعودى
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (5 من 7 )
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (4 من 7 )
- أول صلاة جمعة لأهل القرآن فى أمريكا فى أول يناير 2016
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (3 من 5 ) تابع تحديد المصطلحا ...
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح (2 من 4 )
- تدبر فى قصة موسى والعبد الصالح ( 1 من 2 ) : المنهج القصصى
- كتاب : حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية : لمحة أصولية تار ...
- ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ).!!
- القاموس القرآنى : الإلحاد
- القاموس القرآنى : كره
- بين العلمانية والاحتراف الدينى


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - لمحة عن هجص الخضر فى العصرين المملوكى والعثمانى ( ب3 ف1 )