أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - الحياة استخبار














المزيد.....

الحياة استخبار


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 5042 - 2016 / 1 / 12 - 13:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مباحث في الاستخبارات(1)

الحياة استخبار

بشير الوندي
=========
مقدمة لابد منها
========
هذه السلسلة من المقالات الجديدة عن موضوعة الاستخبارات جائت نزولاً عند رغبة الكثير من القراء الذين اظهروا اهتماماً كبيرا مشكوراً بسلسلة مقالاتنا السابقة عن الامن والعوامل التي تدعمه , والتي نشرت في سلسلة كتب صدر منها اثنان والثالث تحت الطبع , عدا عن كتابنا (الامن المفقود).
ولاأخفي على القاريء اللبيب , ان النية معقودة بتوفيق من الله في اصدار موسوعة استخبارية قد تكون من عدة اجزاء تلبي بإذن الله حاجة المختصين والقراء على حد سواء , وهو جهد يحتاج الى وقت وجهد طويلين , ولكنني ماض فيه بتوفيقه تعالى .
الا ان السلسلة الحالية من المقالات التي نبدؤها الان , هي مقالات مركزة حول الاستخبارات واهميتها وانواعها وخفاياها , واساليبها الفنية والادارية (المؤسسية) عسى ان تسد الفراغ في هذا المجال الحيوي , ريثما نتمكن من اصدار موسوعتنا المفصلة عن الاستخبارات .
=============
اقدم مهنة في التاريخ
============
خلق الانسان مستخبرا وباحثا عن المعرفة , وقد خلقه الله بخمسة حواس كلها متحسسات استخبارية وهي ( السمع , البصر , الذائقة, الشم , اللمس), فمنذ الولادة وحتى الممات وهو يستخبر ويجمع المعلومات سواء في المدرسة بتحصيل العلوم , او في العمل او الشارع او في ملاحقة الرزق , فكل البحوث العلمية هي نوع من الاستخبار ,بل ان الانسان يلجأ احياناً الى الشعوذة والسحرة للاستخبار عن مفقوداته وعن مستقبله , وعندما يفكر بالزواج يسأل هو واهله ويستخبر عن فتاة احلامه , وكذا يفعل اهلها قبل الايجاب . واهله ايضا واهل البنت ايضا وهذا بحث واستخبار, فالاستخبار هو مقدمة كل العلوم لكسب المعرفة واستكشاف المجهول.
=========
التعطش للمعلومات
===========
اعتمد الانسان على الاستخبار منذ العصور القديمة على مبدئين , هما كسب المعلومة (الحصول عليها) و ايصال المعلومة, ولذلك كان البريد في الجيوش من المؤسسات الاستخبارية الهامة , فايصال الاوامر الى المعنيين , ووضع القادة المخططين في صورة المعركة , كلها تتم عبر المراسلات الاستخبارية وتم استخدام مختلف الابتكارات والوسائل لذلك ومنها الحمام الزاجل الذي يطير لمسافات بعيدة ولايتوه عن خط شروعه وعودته من خلال بلورات ممغنطة يبلغ عددها عدة ملايين تقع اسفل جمجمته يستدل بها , خلافاً لما كان شائعاً بقرون من انه يصل لوجهته بحاسة الشم .
وكانت للاستخبارات دور حاسم في المعارك عبر التاريخ منذ القدم
ويقول المفكر الصيني (سن تزو) او صن تسو في كتابه الشهير .. فن الحرب .. (اذا عرفت عدوك وعرفت نفسك فليس هناك مايدعوا الى ان تخاف من نتيجة مئة معركة, واذا عرفت نفسك ولم تعرف عدوك , فانك تقاسي من هزيمة مقابل كل انتصار , واذا لم تعرف نفسك ولم تعرف عدوك ,فانك احمق وسوف تواجه الهزيمة في كل معركة, وهو ذات المعنى الذي اكد عليه نابليون بونابرت من ان (رجل واحد ذكي من الاستخبارات خير من عشرة آلاف رجل في ارض المعركة)
ومنذ القدم لم تقف الاستخبارات عند حد العسكر والجيوش , ولكنها دخلت في الاقتصاد بشكل جلي , فالفرس اكتشفوا من خلال الدراويش الفارسيين وطريق الحرير سر اخراج خيط من الحرير من الشرنقة , وهو سر كان وقتها خطيراً حتى ان الامبراطور الصيني كان يحكم على من يتهم بتسريب سر الحرير بالاعدام ,واستطاع الدراويش تسريب المعلومة والشرنقة الى بلاد فارس , ومنهم وصلت الى الرومان وبذلك هشموا من احتكار الصين للحرير.
ولعل اول تطور هائل في عالم الاستخبارات ونقل المعلومة , كان بعد اكتشاف الكهرباء , واختراع ابجدية المورس المولفة من مجموعه نقاط وخطوط قصيره, والتي استخدمت لاول مرة من قبل بريطانيا في حرب القرم بشكل محدود, وبشكل اوسع للقضاء على التمرد بشبه القاره الهندية, وهو ماعرف بالتلغراف السلكي , وفي بداية القرن العشرين , تطور ليصبح تلغراف لاسلكي ومن ثم تحول لجهاز الراديو, حيث استخدم الاخير في الحرب العالمية الاولى.
==============
تعاظم دور الاستخبارات
==============
ومع تطور العلوم تعددت الاساليب الاستخبارية وادواتها واجهزتها حتى وصلت الى ماوصلت اليه الان من اجهزة بالغة الصغر والدقة لاتتجاوز في حجمها (بل وفي شكلها ايضاً) حجم الذبابة ,وصارت للاستخبارات مدارس ومناهج واجهزة ادارية مختصة تتناول في ثناياها تقسيمات دقيقة , كما هو حال باقي العلوم .
وبتطور الحياة وتعقيداتها , دخلت الاستخبارات في كل مناحي الحياة بتفصيلات ودوائر محددة فكانت هنالك استخبارات . اقتصادية و تجارية ورياضية وعلمية و اجتماعية و طبية وسياسية . فضائيه وانواء جوية بالاضافة للاساسيات الامنية والعسكرية. , ووصلت الاستخبارات الى الفضاء الخارجي .
ومع تصادم الارادات الدولية , دخلت الدول في صراعات كان شكلها المستمر والمتطور في اوقات السلم والحرب هو الاستخبارات , وصار تجميع المعلومات والحصول عليها هو سمة العصر حيث طغت تسمية عصر المعلومات على العصر الحديث , وفق تقنيات متطورة باستمرار .
======
خلاصة
======
خلاصة القول , ان هنالك تعطش مستمر للمعلومات لدى الدول والشركات والمؤسسات في كل العالم , اصبح معه العمل الاستخباري من المعايير المهمة لتقدم الامم في كل المجالات , واصبحت الاذرع الاستخبارية , هي الاساس في حفظ امن الدول المتقدمة , من خلال تمكنها من اختراق جدران السرية عن التنظيمات الارهابية وكشفها واحباط مخططاتها , ناهيك عن المهام الخطيرة للاستخبارات في العالم والمتمثلة في تمكين اصحاب القرار من اتخاذ قراراتهم السياسية والاقتصادية الاستراتيجية .
من هنا صارت الاستخبارات ضرورة في حياتنا لابد من الالتفات الى اهميتها , والعمل على تطوير مؤسساتنا وفقها , لاسيما وان لدينا في العراق بالذات حاجة ماسة ولامناص عنها في استجلاب المعلومات الاستخبارية سواء عن محيطنا الاقليمي المتوثب نحونا , او في الداخل العراقي الملتهب بقوى الارهاب , والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (10) الامن المالي
- الضوابط الداعمة لتعزيز الامن (9) إعلام الضحيّة
- الضوابط الداعمة لتعزيز الامن (8) قضاؤنا والارهاب
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (6) وقف تجنيد الارهابيين
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (5) اقلاق اوكار الارهاب
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (4) خطر العبوات الناسفة
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني (3) امن الاتصالات والشرائح ...
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني(2) العجلات المفخخة
- الضوابط الداعمة للاستقرار الامني(1) تقنين سوق السلاح
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (8) محو الامية العسكرية
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (7) المعسكرات المتكاملة
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (6) خيانة عند الحدود !!!!
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (5) افاق الصناعات المدنية في ...
- من اجل بنى تحتية للقوات الامنية (4) ....افاق الصناعات العسكر ...
- من اجل بنى تحتية لقواتنا الامنية (3) .......المشافي العسكرية
- مطبات اصلاح المؤسسة القضائية
- امن اقتصادي او لادولة
- حصاء فاشل ..ومستمسكات لاتحصى!!!!
- داعش ..جغرافيا مثيرة
- قيادة بلا سيطرة


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - الحياة استخبار