أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - إرهابيون - واشنطن - سيناريو9















المزيد.....

إرهابيون - واشنطن - سيناريو9


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5011 - 2015 / 12 / 12 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


أوجه ندائي الحار إلى الناشرين والممولين لنشر "المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة"، هذا الكتاب الأداة التثقيفية، بعشرات آلاف النسخ، وتوزيعه في جميع بلدان العالم العربي...



- أرجوك، يا سيدي السيناتور، ألا تبالغ، ابتهلت مس براون.
- أنتِ تبتهلين إليّ بأية صفة؟ سأل السيناتور.
- بصفتي سكرتيرتك.
- بصفتك الرسمية إذن.
- هكذا اتفقنا.
- وكيف تريدينني أن أجيبك؟
- بصفتك الرسمية طبعًا.
- من الضروري ألا نخلط بين علاقتنا في المكتب وعلاقتنا في الفراش.
- من الضروري، وإلا لن تمشي الأمور كما يجب.
- الأمور تمشي هكذا جيدًا جدًا.
- هذا هو رأيي كذلك.
- لكني أحيانًا أرغب في مضاجعتك في المكتب.
- رغبتك في مضاجعتي في المكتب ليست كل يوم، ويا للحظ!
- ويا للحظ لماذا؟
- لأن علاقتنا في الفراش ستغلب على علاقتنا في المكتب، وستمشي الأمور بشكل مضطرب.
- بشكل مضطرب كيف؟
- بشكل عاطفي.
- وما الضرر في ذلك؟
- الضرر في ذلك كبير.
- أوضحي.
- أن تدير الأمور بعاطفتك شيء وأن تديرها بعقلك شيء آخر.
- كنت أعتقد أن الأمر شكلي.
- على الإطلاق.
- بكلام آخر العقل تديره العاطفة في مجتمعنا عندما يتعلق الأمر بأكثر الأشياء عقلية، ونحن كل ما نفعله أننا نتظاهر بتجاهلها. العاطفة، نعم العاطفة! القوة المحركة لرأس المال، لهذا ليس بريئًا كل شيء، ليس نزيهًا. هذا لا يعني أننا سيئون، نحن نعمل من خلال نظام مصنوع هكذا.
- أرفض أن تكون العاطفة سببًا لكل الملايين التي تربحها، هاري.
- التنافس شيء لا يعقل، التنافس ابن عاهرة، سوزي.
- التنافس ليس التآمر.
- بلى! التنافس بشكل من الأشكال تآمر على الخصم، ليس بالمعنى القانوني، وإنما بالمعنى التجاري، البورصة كالبيت الأبيض، خير مثال على ذلك.
- ثديي إذن يحسن التآمر على أكمل وجه.
- لكنه يظل رمزًا للجنس.
- للعهر.
- للجنس للعهر ليس الأمر مهمًا إلى هذه الدرجة، فما هي سوى تسميات لا أكثر، وهي في نظامنا تغطي الجوهري، والجوهري هو مقدار ما أحققه من ربح أيَّةً كانت الوسائل.
- والآخرون الذين يشيرون إلى ثديي المتآمر بأصابعهم العشرة؟
- سنقول إنهم يخرجون عن الموضوع، يُنَظِّرون على هواهم، فهل من ثدي في العالم يتآمر؟ بينما تطحن ماكنتنا بأضراسها كل ما يعترض طريقها بكل "موضوعية".
- دواليب ثديي تحتاج إلى بعض الزيت.
- لقد أثرتُ رغبة ثديك كما أرى.
- يريد أن تمزقه بمخالبك.
- سأغلق الباب بالمفتاح.
- عجّل!
- أغلقتُ الباب بالمفتاح.
- وأنا خلعتُ ثيابي.
- سنقوم بفعل لا أخلاقي لكنه جد عادي في أخلاقنا.
- كفعل الحرب.

* * *

- في علم الإنسان، قال بيل ضابط الإف بي آي، لم يفطنوا إلى أن الحمل الوديع أصل الجنس البشري.
- إذن على عكس دارون، قال ريان ضابط الإف بي آي، أنت ترى أن الإنسان في أصله لم يكن قردًا.
- على عكس دارون لا، كما يقول دارون مع بعض التعديل، تعديل توجبه الحداثة.
- الحداثة تحت أي مفهوم؟
- المفهوم كما هو سائد في قسم البحث والتقصي.
- مفهوم ماخوري على كيف كيفك!
- ماخوري هي الكلمة، لكنها في عرفنا كلمة نبيلة.
- أبعد ما يكون عن النبل.
- انظر إلى هذه المدينة، واشنطن، أخطر مدينة في العالم، الحرية فيها تؤدي إلى الجريمة.
- تتكلم عن الجريمة كما يتكلم أعضاء الكونغرس عن الشمبانيا.
- جريمة أم غير جريمة الحرية شيء جوهري في ثقافتنا.
- أتفق معك.
- الحمل الوديع حالة الإنسان الحر بلا جريمة.
- أتفق معك مرة ثانية، ولكن تحت شرطين.
- ما هما؟
- الشرط الأول ألا نحول دون الجريمة بجريمة.
- والشرط الثاني؟
- ألا يخضع حملك الوديع لحريته، فيتعذر ضبطه.
- شرطك الأول غير ممكن عندما نعمل على تعميم المخدرات، وشرطك الثاني غير ممكن كذلك عندما يعتاد مواطننا عليها.
- ما العمل إذن؟
- إنها الحلقة المفرغة.
- اتفق معك مرة ثالثة.
- عندما يصبح المخدر نقطة ضعف، المخدر تحت كل أشكاله الإعلامية أولها، فهو يعري العظمة الزائفة، عندئذ يكون من واجبنا التدخل في كل شيء في حياة الناس إلى درجة يغدو فيها هذا التدخل شيئًا عاديًا كتناول الطعام كل يوم.
- لماذا ذكرتني بالطعام، يا ماخور الغائط؟
- كم الساعة؟
- تجاوزت الثانية عشرة.
- فتحتُ شهيتك عن غير قصد مني، فاسمح لي.
- سأظل أمريكيًا رغم كل شيء، أريد القول حملاً وديعًا، نعم حتى أنا رجل الإف بي آي!

* * *

فكتوريا عانس في الخامسة والثلاثين من عمرها، تحب النظر إلى نفسها في المرآة، لا لتتأمل جمالها بل لتحصي عدد التجاعيد على جبينها وتحت عينها وحول فمها، ولتجدها يومًا عن يوم في ازدياد دائم. تحول خوفها من ضياع حياتها دون حياة، والحياة في مفهومها الزوج والأبناء، إلى خوفها من بيئتها، وفي عصر الإرهاب من كل ما له علاقة بالإسلام. أقنعت نفسها بما لا يُقْنِعُ: سبب مأساتها هم، أولئك السمر الذين يبتسمون لها سواء أكانوا جيرانًا أم عابرين. رأت في ابتساماتهم هزءًا بعنوستها، وهي لهذا أعلنت عجزهم عن تحقيق ما يرمون إليه، وذلك بنصب شباكها، ليس انتقامًا، ولكن لأن هذا جزء من نظرتها إلى العالم.
- هل تحب ثديي؟ سألت فكتوريا المسلم الأول، وهما عاريان في الفراش.
- ثديك ينطق على شفتي، قال الشاب الباكستاني، ويتلو آيات قرآنية.
- أنت مخطئ! ثديي لا يعرف القرآن، ثديي مسيحي.
- وأنا أغمره بعطفي، يغمرني بعطفه.
- هذا ثدي خائن، قالت فكتوريا باكية، وسيرى.
تناولت سيخًا، وغرزته في حلمتها، تحت النظرات المستنكرة للشاب الباكستاني، ونادت الشرطة، وهي تصرخ، والدم من ثديها يتفجر.
- هل تحب بطني؟ سألت فكتوريا المسلم الثاني، وهما عاريان في الفراش.
- بطنك يغني بلساني، قال الشاب السعودي، فتُطربُ الكونَ مواويلُنا البدوية.
- مواويلكم تطرب الصحراء التي لكم!
- وأنا ألعقه لعقي للشهد، يرشف النحل رحيق الزهر في كل حدائق العالم.
- هذا بطنٌ عاهر، نبرت فكتوريا غاضبة، وسأعرف كيف أعيده إلى طريق الصواب.
وبأظافرها راحت تخدشه، والشاب السعودي يتوسل إليها ألا تدمي الذهب في حلمه، غير أنها نادت الشرطة، وهي تولول، والحياة على بطنها عشب أحمر.
- هل تحب فرجي؟ سألت فكتوريا المسلم الثالث، وهما عاريان في الفراش.
- فرجك كل الأديان، قال الشاب المقدسي، فلا فرق بينها عند الولوج.
- أنت إذن لست مسلمًا.
- أنا مسلم.
- أنت إذن لست مسيحيًا.
- أنا مسيحي.
- أنت إذن لست يهوديًا.
- أنا يهودي.
- لماذا تكذب؟
- أنا لا أكذب.
- عليك أن تختار دينًا من هذه الأديان، وإلا أبلغت الشرطة بكونك تمارس الإرهاب ليس باسم الإسلام بل باسم الإسلام والمسيحية واليهودية.
- أنا اخترت مركز الكون في جسدك.
- أين موساك؟
- ها هي.
- افتح بها مركز الكون.
- بموساي؟
- بموساك.
- سأقتلك.
- اقتلني.



* * *

لكن أهم ما في فكرة الدولة هو إمكانية تحقيقها وممارستها في الحياة اليومية لكلٍ منا... الحلم بدولة الإنسان التي تحفظ كرامة الإنسان، هو حلم يراود الأذهان، وسوف يحققه المضطهدون والمقموعون...

قاسم حسن محاجنة



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهابيون - ستوكهولم - سيناريو8
- إرهابيون - موسكو - سيناريو7
- إرهابيون - غزة - سيناريو6
- إرهابيون - معان - سيناريو5
- إرهابيون - نيويورك - سيناريو4
- إرهابيون - الرياض - سيناريو3
- إرهابيون - باريس - سيناريو2
- إرهابيون- تل أبيب - سيناريو1
- وماذا لو كانت داعش؟
- المشروعان مشروع التنوير ومشروع الدولة
- عساكر النص الكامل
- فندق شارون النص الكامل
- هذه هي حقائق أحداث باريس
- الاستفتاء على الدستور
- مدام ميرابيل النص الكامل
- قائمة السفراء الثانية + تعليمات إلى كافة السفراء
- قائمة السفراء الأولى + رسائل من حكومة غزة ومعان
- تشكيل الحكومة الانتقالية
- تأسيس حزب الديمقراطيين
- أريد اقتسام الأردن مع إسرائيل


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - إرهابيون - واشنطن - سيناريو9