أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - علم من مدينتي محمود شكر محمود الجبوري















المزيد.....

علم من مدينتي محمود شكر محمود الجبوري


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 20:38
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يكن محمود شكر محمود الجبوري معلما لي فقط، بل كان وما يزال أخا كبيرا وصديقا عزيزا، عرفته قبل أن أكون أحد طلابه في متوسطة هيت للبنين. فقد عرفته من خلال نشاطه المتميز في إقامة المعرض السنوي لمدارس ناحية هيت في نهاية خمسينات القرن الماضي وفي بداية ستيناته، وعرفته أكثر حين تشرفت بأن أكون أحد طلبته في مادة الرسم في ثانوية هيت في مراحل الدراسة المتوسطة.
-
كان محبا لعمله ولنا، وحين يكون الفنان هكذا، يكون العطاء بلا حدود، وهكذا كان استاذنا محمود، فلم يبخل علينا بتوجيه او نصيحة فهو معلمنا ومرشدنا ليس في الرسم بل في تقويمينا من أجل النجاح والتفوق.
-
أتذكر اليوم وأنا اكتب عن هذا العَلم، أياما ما زالت عالقة في اذهان أبناء هيت رجالا ونساءً ممن عاشوا ذلك (العصر الذهبي) عندما تلبس مدرسة الكفاح حُلّة من البهجة مكللة بأطواق سعف النخيل وأغصان الزيتون، في أيام إقامة المعرض الفني السنوي لمدارس ناحية هيت ومن ثم قضاء هيت. وكيف كانت كل مدرسة تتخذ من أحد الصفوف (قاعة) لعرض ابداعات طلبتها الفنية في الرسم والخط والزخرفة والسيراميك.
-
أتذكر كيف كانت الأنفاس تتقطع منتظرة نتيجة السباق لتعلن المدارس الأولى على البنين والمدرسة الأولى على البنات. أتذكر الست عفيفة ومعلماتها وهن يلبسن في تلك الأيام أزهى وأجمل الملابس بأحدث الموديلات وكأنهن في يوم عرس. واتذكر قاعتهن وما كانت تحويه من ملابس للأطفال والحياكة اليدوية الماهرة والشراشف المطرزة. واتذكر رائحة الكيك الذي كان يعد خصيصا للمسؤولين في حفل الافتتاح.
-
تذكرت اليوم وأنا اكتب عن محمود شكر محمود معلمات فاضلات ومربيات كريمات كان همهنّ تعليم اخواتنا الفن بأحلى صوره، واتذكر معلمين كراما كانوا قدوة لنا لنتعلم منهم الأخلاق والفضيلة. وتذكرت ذلك المعرض السنوي في العام 1961 حينما كنت طالبا في الصف السادس الابتدائي، كيف تم حجز ركن من قاعة معرض مدرسة النضال لموهبة بارعة في الرسم آنذاك هو الطالب خليل جبير صدف أحد طلبة الصف الرابع الابتدائي، وكم كانت رسوماته ولوحاته المرسومة ببساطة رائعة وجميلة ومعبرة.
-
ولادته ونشأته
-
ولد محمود شكر محمود الجبوري في هيت في عام 1928، ونشأ فيها وتربى في بيت من بيوتها الكريمة، بعدها دخل مدرستها الابتدائية، ونظرا لحبه للفن وبالأخص الخط العربي فقد وجد ضالته عند السيد حسين عز الدين ذلك الرجل الهيتي الطيب الورع التقي الزاهد الذي لم يبخل عليه منذ أن عرف برغبته في الكتابة والخط العربي حيث أهداه كراسة للخط العربي للخطاط التركي المعروف محمد عزت، وطلب منه الاطلاع عليها والتعرف على بعض اسرار الخط العربي.
-
لقد كانت تلك الالتفاتة الأبوية مبعث فخر للفتى محمود ودافعا له للتعلم أكثر، سيما وقد طلب منه السيد حسين أن يعود اليه بعد الاطلاع جيدا على الكراسة من أجل البدء بالدروس العملية في الكتابة والخط على وفق القواعد الخاصة بذلك خطوة خطوة بعد أن أعطاه قصبة الكتابة الخاصة بذلك. لقد اهتم ذلك الرجل الزاهد بتعليم محمود حبا للعلم ولينال الأجر والثواب. وكانت الكراسة والقصبة أجمل وأثمن ما قدم له في حياته.
-
تحصيله العلمي
-
بعد أن أنهى دراسته الابتدائية في هيت دخل دار المعلمين الريفية ببغداد حيث درس فيها لمدة خمس سنوات المنهج المقرر لإعداد الطالب ليكون معلما وفي تلك الدار أضاف لموهبته الكثير مما يخص الخط العربي من خلال مدرس الرسم فيها (قاسم الفنان) الذي كان له دور مهم في توجيهه ورعايته، وقد تخرج منها في عام 1951.
-
عمله ونشاطه العلمي
-
بعد تخرجه من دار المعلمين الريفية عين معلما في مدرسة هيت الابتدائية، وفي العام الدراسي 1959-1960 نسب لتدريس مادة الرسم في ثانوية هيت للبنين لعدم وجود مدرس مختص بتدريس المادة، وقام بتهيئة احدى القاعات في الطابق العلوي من المدرسة وجعلها مرسما فضلا عن أن درس الرسم للمراحل الدراسية كافة كان يقدم فيها، فقد كان المرسم بمثابة القاعة الدراسية نظريا وعمليا.
-
في ذلك المرسم نمت وتطورت مواهب الكثير من الطلبة من خلال الإشراف المباشر والمتابعة المستمرة لأستاذ الرسم محمود لطلبته حيث ترك لهم حرية التواجد والعمل في المرسم في أي وقت يشاؤون بعد أن وفر لهم ما يكفي من مستلزمات الرسم والخط والزخرفة. كما خصص جزءا من المرسم ليكون ورشة لتعليم الطلبة صناعة الفخار، وقد أبدع الطلبة بذلك.
-
في عام 1971 استقر في بغداد بعد أن نقل خدماته من وزارة التربية الى وزارة الداخلية، فاعتزل التعليم ومارس عمله موظفاً في شعبة الاعلام وسكرتيراً للمركز الاعلامي فيها، وفي عمله الجديد البعيد عن التعليم مارس الكتابة، كما كلف بإصدار نشرة دورية تغطي أنشطة الوزارة كافة كما كلف بأعداد برنامج تلفزيوني كان عنوانه (الادارات المحلية في المحافظات) وصدرت النشرة وبث البرنامج.
-
بعدها اعيد نقله الى وزارة التربية لا ليكون معلما او مدرسا في مدارسها، بل ليشارك في عضوية بعض اللجان المعنية في وضع المناهج وخاصة مفردات مادة الخط العربي التي تدرس في معاهد اعداد المعلمين، ولهذه المادة أهمية كبيرة في توجيه معلمي المستقبل أصول الكتابة والخط. كما اشترك في عضوية اللجنة المشكلة من قبل مديرية المناهج والكتب في وزارة التربية لوضع مفردات خاصة لكراريس الخط لمراحل الدراسة الابتدائية، كما اختير لإلقاء المحاضرات في مادة اصول تدريس التربية الفنية في المراحل الدراسية، وكذلك تدريس الاتجاهات الحديثة في تحسين الكتابة وتجويد أو تعليم الخط.
-
مؤلفاته
-
نشر بعض المقالات الخاصة بموضوعات الخط العربي والفنون الإسلامية في العديد من الصحف والمجلات التي تعني بهذه الأُمور مثل مجلة (آفاق عربية) و (المورد) فضلاً عن المجلات التربوية. أما أهم مؤلفاته فهي:
-
1.نشأة الخط العربي وتطوره، مكتبة الشرق الجديد، بغداد، 1974.
2.الخط العربي لدور ومعاهد المعلمين (مشارك)، بغداد، 1979.
3.الخط العربي والزخرفة الإسلامية – قيم ومفاهيم-: إربد، الأردن، دار الأمل، 1991
4. المدرسة البغدادية في الخط العربي، بغداد 2001م.
5. بحوث ومقالات في الخط العربي، دار الشرق، دمشق، 2005م.
6.مسيرتا الكتابة والخط وتطورهما في بلاد الشام، دار الشرق، دمشق، 2011.
7.الاتجاهات الحديثة في تحسين الكتابة والخط العربي، دار دجلة، 2012
-
لقد قدم لنا هذا العلم الكثير فكان حقا له أن اذكره، وأن أقدم لكم بعضا من سيرته العطرة أطال الله في عمره ومده بالصحة والعافية.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يذكر عن كامل الدباغ
- معلمنا الإنسان حسن صالح ورشان
- هكذا قال مدني صالح: لتسقط الكتابةُ بعدَك يا صباح
- خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
- النقطة التي قتلت رجلا
- متى نترنى كما ترنى الترنبول ؟
- تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي
- (الچلبيون)
- علم من مدينتي بديوي خلف الندا
- علم من مدينتي شريف عبيد عبد الغني
- منظمات المجتمع المدني ودورها في الرقابة السياسية في العراق
- علم من مدينتي الدكتور مهدي صالح حنتوش الهيتي
- القصيدة الزينبية
- علم من مدينتي الشاعر والفنان سبتي الهيتي
- اعلام من مدينتي
- علم من مدينتي الدكتور قاسم أمين الهيتي
- درست وتعلمت ولكن!
- (نقطة) التحالف والتخالف
- عَلمٌ من مدينتي الدكتور هادي نعمان الهيتي
- عام مع الشوق


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - علم من مدينتي محمود شكر محمود الجبوري