أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هاس - جبناء إسرائيل














المزيد.....

جبناء إسرائيل


عميرة هاس

الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 08:24
المحور: القضية الفلسطينية
    



عند الحديث عن الجرأة والشجاعة، فإن المتظاهرين الفلسطينيين ينتصرون على الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود، وهم مسلحون بالكوفية وسرعة الحركة والحجارة وزجاجات المولوتوف، وأولئك مسلحون بالتدريبات العسكرية والآليات المصفحة والطائرات بدون طيار والخوذات وبالسلاح الحي القاتل والغاز المسيل للدموع السام.
أمام شجاعة الشبان الفلسطينيين يتكشف الجنود الإسرائيليون بخوفهم، وتم تدريبهم ليشعروا بالقوة والبطولة من الطائرات والدبابات، وفي غرف التحقيق وابراج المراقبة، ومعهم الادوات المتطورة والذكية. بالاقتحامات الليلية للبيوت واعتقال الاطفال من أسرتهم، في الجيبات المصفحة. امام الكوفية والحجر والزجاجة الحارقة يضيعون، يهانون، وعندها يبدأ الانتقام.
يجب ان تتحرروا قليلا ايها القراء من برنامج انقاص الوزن الإعلامي، والكف عن لغة الأسياد في الحديث عن "اخلالات في النظام" وتشاهدوا أفلاما غير خاضعة للرقابة من ساحة "المعركة" حيث الجنود في الجيبات يدهسون المتظاهرين، جندي يرش الغاز المسيل للدموع من مسافة صفر في وجه الطواقم الطبية الذين جاؤوا لإنقاذ مصابين، جنود يتهجمون على صاحب محل وهو يدخل البضاعة ويضربونه بشكل سادي.
الخوف العنيف للجنود الإسرائيليين بأمر وإرسال من المستويات العليا – سياسية وعسكرية. هو جزء من واجب التجنيد للجيش الذي وظيفته الأولى هي الدفاع عن التوسع الكولونيالي. الجرأة والشجاعة الفلسطينية هي قسرية. فرضت عليهم مثلما فرضت عليهم السلطة الضريبة، هذه الجرأة والشجاعة تنتقل من جيل إلى جيل. طالما أن الأسباب لم تختف. وينظر الكبار على الشبان: ينسون تقريبا انهم كانوا مثلهم.
لا يخرج الفلسطينيون إلى الشوارع والى الحواجز العسكرية وجدار الفصل بشجاعة وإقدام شعبي بسبب قرار او بسبب شخصية سياسية او عسكرية. واذا كان هناك قرار فلسطيني ذكي، لسلطة ضعيفة، فهو عدم السماح للمسلحين الفلسطينيين بالاقتراب من مواقع المظاهرات.
يعرف المتظاهرون الفلسطينيون أنهم قد يقتلون، أو يعتقلون ويتعرضون للتعذيب والمحاكمة في محاكم صورية مهينة، ومع ذلك، فإنهم مسلحون بالعدل.
لن نقول شكرا لأن الجنود في الضفة لا يطلقون النار ويقتلون عشرة متظاهرين بلحظة واحدة، كما قتلوا المتظاهرين في غزة. يمكن الافتراض انهم تلقوا الاوامر بمحاولة عدم قتل المتظاهرين، ويتضح أنه باستطاعة الجيش عمل ذلك بدون قتل المتظاهرين. هل هذا يعني ان الجيش والشرطة تلقوا الاوامر بقتل كل من يقترب منهم عدة امتار ويشتبه بانه يحمل السكين؟ بما في ذلك طالب معهد ديني ظنوا انه عربي؟
إذن، امام الشجاعة والجرأة للمتظاهرين يوجد اليأس لبعض الافراد، بدون أوامر عليا يركضون صوب حتفهم، يلوحون بالسكين، لأن الجميع يعرف ان الجنود في هذه الحالات يموتون من الخوف، وخوفهم قاتل، قاتل بأمر؟ لأنه ما معنى إطلاق النار المكثف على شخص وهو مصاب وملقى على الأرض، ان لم يكن الخوف، القتل، تنفيذ الأوامر، او كل هذا معا؟
نشر الصحفي محمد ضراغمة مقالة شجاعة تتحدث إلى قلب الكثيرين وتغضب آخرين. عنوانها: "لا تذهبوا إلى الموت، فلسطينيون بحاجة لكم أحياء". ضراغمة يحث الشبان، كما يحث أولاده، ان لا يتركوا لليأس والانتقام مجالا بأخذ تفكيرهم وحياتهم. كتب يقول ان السياسيين يخافون من فقدان شعبيتهم لذلك لا يجرأون على الخروج علنا ضد السكاكين، ويطالب المثقفين بعدم الخوف والصراخ ضد ظاهرة الضياع المعدية. من اجل انهائها، يطالب جميع القيادات السياسية الفلسطينية "من اليمين المتطرف وحتى اليسار المتطرف القول كفى" واستغلال الغضب الشعبي وتحويله الى احتجاج جماعي ضد الاحتلال. "احتجاج بدون موت، احتجاج مليء بالحياة والثورة والأمل بالتغيير". ويضيف: "ان العالم لا يقبل اعمال السكاكين والدهس ضد المدنيين، مثلما يعارض العمليات الاستشهادية".
ويكتب ايضا: "يقولون: هل الانتفاضة الشعبية السابقة انهت الاحتلال؟ وانا اقول: هل فعل ذلك النضال العسكري المسلح؟؟ مشكلتنا ليست محلية بل دولية، العالم أوجدها، والعالم هو الوحيد القادر على حلها، لكنه لن يفعل ذلك اذا سكتنا على الاحتلال، ولن يفعل ذلك اذا انتحرنا، سيفعل ذلك فقط اذا صممنا على مسار إنساني لنضالنا الوطني".
وأنا اضيف: انسانية شجاعة وشجاعة مناضلي الحرية تبرز لا انسانية وجبن من يسلبهم اياها.


(هآرتس)



#عميرة_هاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زانية ماركسية
- كلمة جندي


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هاس - جبناء إسرائيل