أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - محمد الحمراني .. الوفاء لفراشات ميسان ...!














المزيد.....

محمد الحمراني .. الوفاء لفراشات ميسان ...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 20:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




آخر لقاء لي مع الراحل الشاعر والروائي الميساني الجميل محمد نعيم الحمراني كان في ملتقى المدى الثقافي في اربيل عام 2005. وبعدها افترقنا لنودع ما لدينا من ذكريات في ذمة الزمن والتحيات الالكترونية المتبادلة عبر بريد الياهو .الى يوم خبر سقوط نيزك الدمعة المؤلمة على رأسي عند سماعي خبر موته الفاجع في وقتٍ مبكر من صباح يوم الاثنين 2007/11/27.
مات محمد الحمراني الذي ذاع صيته الادبي مع روايته الجميلة ( أنفي يطلق الفراشات ) والذي أرخت لحماس الشاعر وموهبته واعطته الرؤية الجديدة في تغير مسار موهبته من الشعر الى الحكاية وكان هذا الميساني المدهش من الذين يعيشون لحظة المكان وسحر بيئته وليوثق بجماله وحماسه الكثير من مفاصل الحياة في ذلك الجنوب الذي كنا نتحدث عنه في اشتياق الرؤيا المشتركة ومقاربتها .
هو السومري الحالم بشعرية التناص بين ماكان هناك وما يكون هنا ليسجل برقته وعذوبة روحه وقلمه حياة المكان ويوميات الشخوص الذين احبهم ، واغلبهم من فقراء قرى الاهوار وبسطاء المدينة واولئك الذين ابقت الفطرة لديهم سحر التقاليد وتلقائية العيش ، وكل هذه الاشتغالات صنعت للحياة الادبية القصيرة للمبدع الراحل المرحوم محمد الحمراني مكاناً مهما في الادب العراقي الشاب ولتكرمه دار الواح في اسبانيا وتتبني طبع روايته الاولى عام 2002 تكريما منها لادب محنة الداخل ولهذة الموهبة الجنوبية الواعدة التي اشتغلت بصبر وحماس وهي التي ادمنت على صناعة احلامها في هوس الشعر اولا ثم ذهبت لتعقد صفقة مع الفراشات لتبدأ طيرانها من الأنف الذي تعود أن يشم صباحات غابات القصب والماء وتلك المساحات الغارقة بالامل والجوع والثورة والحنين والاساطير كما جسدها هو في روايته الهروب الى اليابسة.
أتخيل ملامحمهُ وسمرتهُ الفاتنة ومرايا الابتسامات التي تتشظى تحت اجفانه في دعابة الاستراحة من نقاشات منتديات الادب ، تلك الامكنة التي كانت تجمعنا من أجل أن نستعيد شتات الذاكرة والامنيات والتواصل مع ما نريد أن نبقيه في جعبتنا لنقتات به من اجل صناعة النص الشعري وحكاية الفنتازيا التي يؤسطرها الحماس والرغبة والانتماء الى العطر الذي صنع روائح ارغفة خبز الحياة وحروف الكتابة والجنوب الذي ادمنا على عشقه كما تدمن الالهة على الوقوع بغرام عذراى مدن اور وميسان ولارسا وقلعة صالح.
من هناك اتانا محمد الحمراني وعاش معنا برهة الزمن القصير شاعراً وروائياً وصحفياً . واتخيل لقاءنا الاخير وهو يقرأ لي نصه القصصي الذي انجزهُ للتو ( حمار في سجن بوكا ) ، وكانت مرارة جرأة القص لديه تمثل شجاعة المحارب السومري في البحث عن الحياة الجديدة والحرية بعد أن تغير كل شيء وصار بمقدورنا أن نكتبَ بأعلى اصواتنا وأن نبدأ ازمنة اخرى في المقاومة لنكون ونذهب الى ذات الاقدار التي صنعت مجدَ دويلات الجنوب.
من هناك أتانا محمد الحمراني والى هناك ذهب بعد أن عجز اطباء مستشفى البصرة أن يجدوا شفاءً لألم أحشاءه فيغمض عينيه والى الابد تصاحبهُ رجفة الاشتياق الى كل مدن الضوء والغرام والطفولة وليترك اطفاله في ذمة ما تركَ من رواياتٍ وكتب شعر ورسائل غرام قديمة كتبها أيام العصور السومرية ــ الميسانية الأولى ....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضيري يبيع الورد في التظاهرات
- في ذكرى كامل شياع
- مصلحة المبايعات الحكومية
- رسائل الطواحين والنواعير
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية
- أكتاف خالتي بنية
- دراويش الأهوار
- صَباغُ ثيابُ الحُزن
- الدراعة الانجليزية
- محمد الجزائري ( قطار البصرة ساعة 11 )
- الوصيُ وداخل حسن


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - محمد الحمراني .. الوفاء لفراشات ميسان ...!