أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!















المزيد.....

من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست القوانين الدولية أكثر من أكذوبة. توهم البعض أنها ستكون سيفًا مسلطًا على الطغاة، فما كانت سوى أداة في أيديهم وجدوا عبرها منفذًا جديدًا لفرض هيمنتهم على سواهم، وأفلتوا من كل عقاب كان من المفترض أن ينالوه جزاءًا على ما اقترفوا في حق البشرية كلها.

الحديث عن جرائم القوى الغربية في حق البشر ممتد ومتجدد، ولم يخلُ عصر من العصور إلا وكانت فيه أياديهم ملوثة بالدماء، حديثًا قتل قرابة 4 ملايين عربي ومسلم (وربما أكثر) في الحروب التي شنها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على دول عربية وإسلامية.. من العراق إلى أفغانستان إلى ليبيا، وغالبًا ما يكون هذا الرقم الكبير المعلن، قابل للزيادة إذا أضفنا إليه عدد من قتلوا على أيادي المخابرات الغربية في الأعمال القذرة التي تتم دون الإعلان عنها.

يذكر تقرير "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية" أن عدد القتلى في الحرب التي شنها تحالف تتصدره أمريكا وبريطانيا على العراق يبلغ حوالي 1.3 مليون نسمة، وربما يصل الى 2 مليون. وهذا الرقم يتضاعف ليصل إلى نحو 4 ملايين عربي ومسلم إذا أضفنا إليهم عدد الضحايا الذين سقطوا جراء العدوان على أفغانستان، وكلك عدد من راحوا ضحية الحصار العقابي الذي تم فرضه على العراق، والذي خلف وحده حوالي 1.7 مليون قتيل، نصفهم من الأطفال، وفقا للأرقام الصادرة
عن الأمم المتحدة.

كان هذا الرقم الضخم من الضحايا على حاله حتى وقت قريب، قبل أن تضاف إليه بضع مئات الآلاف من العرب سقطوا في ليبيا بعد تدخل حلف الناتو تحت ذريعة دعم التمرد المسلح في 2011، وسقطوا في سوريا في حرب رعتها وباركتها وزكّتها أجهزة المخابرات الغربية، بهدف إسقاط النظام والدولة السورية، على حد سواء.

فمن يجرؤ أن يتهم الغرب الآن بالإبادة الجماعية؟!

لن نخوض في بحار التاريخ لنتذكر "الهنود الحمر" الذين تم إبادة عشرات الملايين منهم خلال استيطان اليانكي الأبيض الأرض الخصبة الجديدة، ولن نقلب في صفحات الماضي لنرصد ما جرى مع أبناء القارة السمراء، حين تم خطف وترحيل ما بين (15 إلى 40 مليون أفريقي) للعمل كعبيد في ظروف تفتقد لأبسط الظروف الآدمية، فسقط منهم سقط، وعاش الباقون يتجرعون آلام الحياة كعبيد مملوكين سلبت منه الحياة ذاتها قبل الحديث عن أي شيء آخر، ولن نفرد كبير مساحة للحديث عن قرابة 2 مليون فيتنامي (والبعض يرفع الرقم إلى 4 ملايين) سقطوا كنتيجة مباشرة للتدخل الأمريكي في فيتنام، وبالمرة، ربع مليون ياباني سقطوا بعد إسقاط القنبلة النووية على هيروشيما ونجازاكي، ناهيك عن كم المصابين!.. لن نخوض في كل ذلك، ويكفينا ما بين أيدينا اليوم، عسى أن ينال المتغطرس الغربي عقابه عليه، فيكون جزاءاً عن كل ما اقترفه في الماضي.. ولكن.. من يجرؤ على الاتهام، والمحاسبة ؟!.

يعود مصطلح الإبادة الجماعية "جينوسيد" إلى محامي يهودي بولندي يدعى "رافائيل ليمكين"، الذي صاغه عام 1943، وهو متكون من شقين حيث يعني الأول الناس أو القبيلة، بينما يعني الشق الثاني القتل، والمصطلح له جذور لاتينية.

وقد اعتمدت محاكمات نورمبرغ، التي حاكمت كبار المسؤولين النازيين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حول فكرة ليمكين عن الإبادة الجماعية، وفي العام 1946، بعد المحاكمة بعام واحد، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا أكد علي أن الإبادة الجماعية جريمة بمقتضى القانون الدولي، ولكنها لم تقدم تعريفا قانونيا للجريمة.. بدعم من ممثلي الولايات المتحدة، قدم ليمكين المسودة الأولى من اتفاقية منع ومعاقبة مرتكبي الإبادة الجماعية. اعتمدت الجمعية العامة للاتفاقية في عام 1948على الرغم من ان الأمر مفترض أن يستغرق ثلاث سنوات حتى يوقع عدد كاف من الدول على الاتفاقية، ليتم التصديق عليها.

طبقًا للأمم المتحدة، فقد عرفت الإبادة الجماعية على أنها: أي فعل من الأفعال التالية، والمرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، مثل:

أ- قتل أعضاء من الجماعة.
ب - إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم لأعضاء الجماعة.
ج- إخضاع الجماعة، عمدا، لظروف معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كليا أو جزئيا.
د- فرض تدابير تستهدف الحول دون إنجاب الأطفال داخل الجماعة.
ه- نقل أطفال الجماعة عنوة إلى جماعة أخرى.

كذلك تعمُّد فرض أحوال معيشية يقصد بها التدمير والحرمان المتعمد من الموارد اللازمة، مثل المياه النظيفة والغذاء والملبس والمأوى والخدمات الطبية. كذلك فرض الحرمان من وسائل للمحافظة على الحياة من خلال مصادرة المحاصيل والحصار من المواد الغذائية، والاحتجاز في المخيمات، وإعادة التوطين القسري أو الطرد إلى صحارى.

كما يمكن أن تشمل التعقيم والإجهاض القسري، ومنع الزواج أو نقل الأطفال من أسرهم قسريًا؛ وفي عام 2008، اعتبرت الأمم المتحدة أن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي يمكن أن تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

... ولا نتصور أن منصفًا يمكن أن يجادل في أن ما سبق من جرائم قد مورست بالفعل ضد أقطار عربية وإسلامية.. ولكنه قانون غير منصف، يكتسب عواره من القائمين على تنفيذه، ومن مسحة التوظيف الحاضرة فيه منذ لحظة إصداره، اعترف بهذا العالم أم أنكره!.

يشاركنا الباحث والكاتب "كيت أوكونيل" التساؤل في مقاله، حيث يشير إلى أن العدد الكبير من القتلى من العرب والمسلمين، لا يدع مساحة كبيرة للجدل في أن وصف "الأفعال المرتكبة بقصد التدمير" الوارد في تعريف الأمم المتحدة ينطبق عليها.

ويلفت إلى أنه في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، استخدم الرئيس جورج بوش تعبيرات غريبة ومثيرة للجدل جعلت الكثيرين يخشون الرجوع إلى الصراعات التاريخية والدينية، منها تعهده بـ" تخليص العالم من الظالمين "، واعتباره "الحرب على الإرهاب" حربًا صليبية جديدة.

ويحاول "أوكونيل" أن يلقي ضوءًا أكبر على القضية فيقول: "أن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان لم تقتل الملايين فقط، ولكنها تعمدت بمنهجية تدمير البنية التحتية اللازمة لحياة صحية وطبيعية ومزدهرة في تلك البلدان، ثم تلى ذلك استخدام جهود إعادة البناء لتحقيق الربح، وليس لصالح السكان المحتلة أراضيهم. لإضافة المزيد من نمط الإبادة الجماعية للسلوك".

ويضيف أن هناك أدلة وافرة من التعذيب والاعتداءات الجنسية التي وقعت أعقاب سقوط العراق، كما أنه من الراجح أن الولايات المتحدة قد ساهمت في زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال دعم صعود تنظيم "داعش" في العراق وسوريا عن طريق تسليح الجماعات المتمردة في كلا البلدين.

وبختتم حديثه بالقول بأن الولايات المتحدة قد ساقت المنطقة بعد 11 سبتمبر إلى دوامة لا نهاية لها من زعزعة الاستقرار، وساهمت في إنتاج مزيد من المتطرفين وهيأت الأرض لهم، بل ودعمتهم، كما هو الراجح.

حتى الحديث صراحة عن "الإبادة الجماعية" كان حاضرًا في خطاب بعض الأمريكيين الذين تبنوا لغة خطاب بوش، وطالبوا علنًا بإبادة العرب والمسلمين.

فهل يمكن أن نسمي هذا "إبادة جماعية" ؟!



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزر المنعزلة داخل المجتمع الواحد!.. بقلم السيد شبل
- الإنسان قبل الأيدولوجية
- الربيع العربي وفقًا للمفهوم -الثوري- الأمريكي
- الدولة لا تزال في قبضة النظام السوري.. لأنه لم يفقدها من الب ...
- أوكرانيا.. وما تكشفه من أسرار اللعبة الدولية
- وكالة المخابرات الأمريكية.. تاريخ حافل من التجارب في البشر
- بعد لطمة اليونان.. القارة العجوز ليست عصية على التأديب
- العرب يشهدون حربًا عالمية.. ولا أقل
- لا تخنقوا النَفس الثوري بالكلية.. هكذا!
- أزمة غياب البديل
- مصر وروسيا.. من جديد
- من يتصدى لنداءات الإخوان بإشعال الحرب الأهلية في مصر؟
- هل تنطق روسيا اليوم بلسان القومية العربية؟
- الحشد الشعبي مفتاح الحسم
- ماكينة صك الشعارات الجوفاء!
- الجيش المصري خارج حدود الدولة! (تصويب مفاهيم)
- أما آن للدولة المصرية أن تنظر في أمر الزوايا!
- الآن.. عن -السيسي- نتحدث
- المؤتمر الاقتصادي (الرسائل، والمكاسب، والتخوفات)
- مراكز صنع القرار الأمريكي.. عقول صهيونية وأدوار مشبوهة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!