أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ياسر العدل - !!دراساتنا العليا.. بلا وكسة














المزيد.....

!!دراساتنا العليا.. بلا وكسة


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1346 - 2005 / 10 / 13 - 09:27
المحور: الطب , والعلوم
    


يقولون فى المعجم الوسيط، أن بيع الوكس هو البيع بالخسارة، وحين تعضنا حالات المغص والوكس والتهرب من الزوجات، ندوخ بين الشوارع باحثين عن الخبير الأرخص والأجود، وتصدمنا عشرات من لافتات تشى بأن الدكتور عمر دراسات عليا فى الطب والجراحة، والمحاسب زيد تمهيدى ماجستير فى المحاسبة والضرائب، والمحامية ليلى دراسات عليا فى الشريعة والقانون، وعند التعامل مع حلول الكثير من مشاكلنا تصدمنا عشرات الألقاب بالدكترة والمعلمة لمتنطعين على المقاهى والمكاتب ومواقف السيارات، ويزدحم مجتمعنا بأعداد غفيرة من حملة شهادات دراسات عليا مضروبة، ونظل نعانى من المغص والوكس والتهرب من الزوجات0
الدراسات العليا فى جامعاتنا مشكلة قومية تثير الحزن والأسى، فقد أصبح من السهل على أى عاطل أو شبه عاطل من الجامعيين، تتوفر لديه بعض شروط ورقية ومادية يسهل استيفاء مستنداتها، أن يتقدم بطلب إلى إدارة أى كلية جامعية، ويتم تسجيله طالبا للدراسات العليا ويحتل اسمه رقما جديدا فى قوائم إحصائية تضم آلاف من طلاب العلم الضعفاء، وأسباب ضعف دراساتنا العليا يرجع إلى قصور الأداء فى ثلاث جهات، فى الأقسام العلمية بالجامعات، وفى نوعية الطلاب، وفى الإدارات الحكومية.
القصور فى الأقسام العلمية بالجامعات، يرجع لأن كثيرا من الأقسام ترى أن نشاطها الصورى فى مجال الدراسات العليا يحقق لها وجاهة وظيفية، تتذرع بها للحصول على بعض المال لأعضاء هيئة التدريس فى مجتمع لا يهتم بتحسين الأوضاع المالية لأساتذة الجامعة، فبعض الأقسام لا تعترف بضعف إمكانياتها اللازمة لإنجاز مهمة البحوث العلمية، لذلك نجد أن عضوا بهيئة التدريس قد يكلفه القسم العلمى بتدريس خمسة مواد مختلفة لطلاب الدراسات العليا، مما يتعارض مع الإمكانات الطبيعية والعلمية لأى أستاذ، وفى النهاية يحط فى رأس طلاب الدراسات العليا خواء ثقافى لانشغال الأساتذة بتحقيق أسباب الحياة المادية وقلة حيلتهم فى دفع تخلف أساليب الإدارة فى التخطيط والمتابعة، وفى المحصلة يسرى بين الجميع تخلف حضارى يخلط بين متطلبات الحفظ والفهم والبحث والتلقين.
والقصور فى نوعية طلاب الدراسات العليا، يرجع إلى أن قليلا منهم معيدون يعينون كنواة لأعضاء هيئة التدريس فى الجامعة، وفئة المعيدين فى الجامعات ومراكز البحوث تضم ندرة من المتفوقين الذين يتم تعينهم بناء على كفاءتهم الشخصية، وتضم وفرة من الضعفاء الذين يرجع وجودهم إلى فساد حسابات ذوى سلطة يتصدون لتعيين الضعفاء من أقاربهم وتابعيهم، أما الغالبية العظمى من طلاب الدراسات العليا فهم بشر عاطلون عن العمل، فتيات ينتظرن الزواج فى مجتمع تهرأت فيه معايير الزواج ليضم أكثر من ثلاثة ملايين فتاة عانس تجاوزن حاجز الثلاثين من العمر، وشباب لا يجدون منافذ للسفر أو العمل أو الخدمة العامة مدفوعة الأجر، وموظفون ذوى عيال يتقاضون مرتبات اقرب ما تكون إلى إعانات البطالة، يحترفون الهروب من وطأة ظروف العمل طمعا فى التغيير أو تفاخرا بالأمل فى ذلك التغيير، وهكذا تصبح الأرضية النفسية لغالبية طلاب الدراسات العليا، مبنية على خواء فكرى شديد، لا يشعرون بالأمان نحو المستقبل، ينحشرون فى طابور مزدحم من بطالة العلم والعلماء، ويتدافع الجميع نحو فساد قيم البحث ومصادرة الطموح.
والقصور فى أداء الإدارات الحكومية، يرجع لأن كثيرا من المديرين يعانون من آثار البطالة المقنعة على إداراتهم، فيميلون للتخلص من أى عدد ممكن من الموظفين العاطلين، ليقوموا بجمع أوراق أية شهادات علمية أو دورات تدريبية، يخضع كثير منها لكل أساليب التدليس والخداع فى التخطيط والتنفيذ، تلك الإدارات الحكومية تخدع نفسها وتخدع موظفيها، وتضيع الموارد البشرية للمجتمع، فبحكم الجهل أو الكسل أو الإحباط، لا تضع تلك الإدارات خططا علمية لتدريب العاملين وتحسين جودة إنتاجهم، ولا تفرق بين بحوث العلمية تمهد للتعامل مع المستقبل، وبين دورات وظيفية ترفع تكنولوجية الأداء.
وأخيرا فالدراسات العليا فى بلادنا مصيبة تنخر فى عقل مجتمعنا، تحتاج إلى دراسات علمية جادة، تسعى لأن ترفع عن كاهل الأساتذة والطلاب والمجتمع ما يحط على الرؤوس من تفتيت للموارد البشرية، ويعتمل فى النفوس من تشدق بالألقاب وتسريب حيثيات الإبداع والتخصص العلمى0



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !! .. موائد اللئام
- !!التلوث .. بالصمت والأمونيا
- !! فسادنا .. ثقافة فقر
- !!.. عملية إختيار مدير عام
- !! التسعة جنيهات.. ياخرابى
- !! .. حرب المعيز
- !! .. شحّاتين الّطرب
- مطرب .. بالصدفة!!
- !!.. ورم تلفزبونى خفبف
- الموت .. فى عبوات مزركشه
- حظك00 يا برج الحمار


المزيد.....




- تعرض اليوم..الآن تابع الحلقة 156 مسلسل قيامة عثمان .. تردد ق ...
- تقارير: أدوية شائعة لفقدان الوزن -تفاجئ- الرجال بالعجز الجنس ...
- صور من الفضاء.. هذا ما فعلته إيران في قاعدة أصفهان بعد ضربها ...
- إجراء أول اختبار لدواء -ثوري- يتصدى لعدة أنواع من السرطان
- أسهم أوروبا ترتفع بدفعة من نتائج قوية لشركات التكنولوجيا
- الصحة العالمية لـ-سكاي نيوز عربية-: غزة أصبحت لا تصلح للحياة ...
- غوغل ومايكروسوفت تبدأن جني ثمار الاستثمار بالذكاء الاصطناعي ...
- العثور على محيط حيوي -سري- تحت الصحراء الأكثر جفافا في العال ...
- جامعة العلوم السياسية بباريس توقف الدروس بعد تصاعد احتجاجات ...
- كيف تثبِّت الإصدار التجريبي لنظام أندرويد 15 على هواتف بيكسل ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ياسر العدل - !!دراساتنا العليا.. بلا وكسة