أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيلي امين علي - الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة















المزيد.....

الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4867 - 2015 / 7 / 15 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم ان الاتفاق النووي الايراني الغربي يواجه تحديات كبيرة ، وليس من المؤكد ان يتم الالتزام به وتطبيقه ، لان هناك جهات عديدة ومؤثرة تبدي معارضتها وعدائها الصريح لبنود الاتفاق . وفي المقدمة الكونكرس الامريكي نفسه الذي قد لا يتفق مع الادارة الامريكية بهذا الشأن وقد يرفض الاتفاق ، وهذا ما يخشاه الرئيس الامريكي اوباما الذي لم ينتظر ولو قليلا، انما نهض من فراشه وخرج في الصباح الباكر محذّرا الكونكرس من انه سيستخدم حق الفيتو بشأن اي قرار او قانون يعارض الاتفاق . كما ان رئيس وزراء اسرائيل بدا غاضبا واعتبر ان الغرب خاطئ في الاتفاق مع ايران وعدّه انه يوم يسمح بنشوء دولة نووية جديدة . الدول العربية الخليجية ممتعضة جدا من الاتفاق وترى ان البرنامج العسكري النووي لايران موجها ضدها قبل ان يكون موجها ضد اسرائيل ، وقد حاول اوباما طمأنة ملك السعودية ، كما ان وزير خارجيته جون كيري سيتابع محادثاته مع نظرائه الخليجيين لتبديد مخاوفهم ومحاولة الابقاء على العلاقات المتينة لبلاده مع الدول الخليجية وبالاخص المملكة السعودية وقطر .
وهناك ايضا قسم كبير من الداخل الايراني ،ومن المؤسسة الحاكمة نفسها لا ينظر ايضا الى الاتفاق بعين الرضا ، هناك من يشعر بالغيرة من هذا المكسب للحكومة الايرانية ورئيسها حسن روحاني ، وهناك من لازال يقول ان اليد التي تمتد لمصافحة ( الشيطان الاكبر ) يجب ان تقطع .
ليس واضحا بعد تفاصيل بنود الاتفاقية التي تقع في اكثر من مائة صفحة ، لكن ملخصها كما قيل يتحدد في وقف ايران لانشطتها النووية بشقها العسكري ، ورفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عن طهران والسماح لها بالتصرف باصول اموالها المجمدة في بنوك الغرب والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولار الامريكي ، وعودة شحنات النفط الايرانية الى الاسواق العالمية والسماح للشركات الغربية بالاستثمار في ايران .
الاشارات الاولى عن الاتفاق تعلن عن نصر ايراني كبير، راينا بشائره في السعادة التي غمر فيها وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيسه روحاني ، وكذلك في المكاسب السريعة التي حققتها العملة الايرانية الوطنية ( ريال ) .
وحتى نقطع الشك باليقين ،وتبرهن الايام القادمة امكانية الاتفاقية للصمود والتنفيذ ،والمكاسب التي تحققها ايران من وراء جهدها الدبلوماسي المميز، نرى ان المهم بالنسبة لنا كشعوب شرق اوسطية ان نفهم جواب استفسار يقول : لماذا اقدمت امريكا ومعها كبرى دول الغرب الى توقيع هذه الاتفاقية مع ايران ، وماذا يعني ذلك وما هي اثارها الاقليمية .
بدأ نقول ان الحرب السنية الشيعية ،وان اردنا تلطيفه ،نقول ان الصراع السني الشيعي في منطقتنا حقيقة قائمة ، وان الثورة الايرانية التي افضت الى قيام الجمهورية الاسلامية وشعارات تصدير الثورة ، والهلع الذي اصاب الدول الخليجية والحكم السني في العراق حينذاك ، والخوف من سقوط العروش المتهالكة ، اجج الصراع الشيعي السني وافضى الى حرب عربية – ايرانية ، عرفت بالحرب العراقية الايرانية واستمرت لثمانية اعوام ، برهنت ايران خلالها ، رغم الدعم الغربي اللامحدود للمعسكر السني ، نجاحها في التمسك ببرنامجها السياسي . وعاد منها نظام صدام حسين ، رأس رمح العرب السنة في محاربة الشيعة ، خائبا ومقهورا .
ونظرا الى ان ايران ، وكلما اراد الغرب الحاق الهزيمة بنظامها ، شددّت من لهجتها الثورية وتحدّت الغرب وهددّت اسرائيل بالزوال . وبوتيرة سريعة ضاعفت امريكا والدول الغربية من دعمها لدول الخليج السنية وحركات الاخوان المسلمين واحتظنت دعاة السنة المتطرفين على اراضيها واقامت لهم مراكز ارشاد وافتاء . وكان الربيع العربي ووصول الحركات الاسلامية السنية الى الحكم في مصر وتونس احدى ثمار الدعم الغربي للاسلام السياسي السني في مواجهة ايران الشيعية .
فما الذي حصل حتى يتراجع الغرب عن سياسته الشرق اوسطية السابقة ، ونظرته الى الصراع العربي السني – والايراني الشيعي ؟ لن ندخل التفاصيل وسنكتفي بتوضيح الخطوط العريضة وحسب . ونقول :
بقدر ما كان الغرب يرغب في وجود معسكر سني معتدل تقوده السعودية وتركيا وقطرلكبح جماح الشيعة ، المتطرفون برؤية غربية ، وبزعامة ايران، المتهمة لدى الغرب بدعم الارهاب .ازداد تطرّف السنة وانجبت دور الافتاء الخليجية الرسمية ارهابيين مثل اسامة بن لادن وتنظيمه ( القاعدة ) الارهابي الذي ارتكب جريمة 11 سبتمبر التي لا ينساها الامريكييون ابدا، ومن ثم انجبت تنظيمات مرعبة تتخذ من الارهاب والعنف ديدنا لها مثل تنظيم داعش والنصرة وغيرها ، واختصرت ابداعات الفكر السلفي السعودي على شرعنة القتل والسبي وجهاد النكاح واسترقاق البشر ومعاداة خلق الله جميعا بتكفيرهم والادعاء بانهم اهل النار . وما حدث في تونس اخيرا من استهداف الغربيين ومقتل عشرة بريطانيين على يد داعش ، اعادت صورة 11 سبتمبر ومترو لندن وتفجيرات مدريد الى ذاكرة الاوربيين والامريكيين.
ما حدث يوم الثالث عشر من يوليو الماضي ، تفسّره جريدة ( الاندبندت البريطانية ) بالقول : تعبت امريكا من حكام الخليج وانظمتهم الولّودة للارهاب والبطش وتنظيمات عطشى للدم ورجال ونساء من كل فج ياتون وهمّهم ان يكونوا ناكحين وناكحات .
ما نفهم من الاندبندت وغيرها من التعليقات الغربية ، ان الولايات المتحدة والدول الغربية عامة سئمت عمل هذه التنظيمات السنية والفتاوي الماجنة التي تصدر عن بعض ( مشايخ الخليج ) وعن سياسات حكام الخليج الرامية الى غضّ النظر عن اي شئ لا يهدد بقائهم في السلطة . ويئست هذه الدول من نتائج الربيع العربي بعد عدم تمكن الاخوان من البقاء في السلطة في مصر لاكثر من عام ، وانها باتت تفضل حكم بشار الاسد على حكم النصرة او داعش . وان المفهوم الغربي او التفسير الغربي لنشوء تنظيمات ارهابية سنية لم يعد يفصل بينها وبين الكثير من السنة الذين يحتظنون ويدعمون هذه التنظيمات ويروجون لها . او على الاقل يتقبلونها برحب وسعة .
الاهم من كل ذلك تشير الاتفاقية النووية ان الجمهورية الاسلامية في ايران اقل خطرا على مصالح الغرب وعلى مواطني الغرب من تنظيمات متطرفة سنية تخرج من رحم المؤسسات السنية الدينية في السعودية ودول الخليج الاخرى . وان ايران مرشحة ان تسترد دورها السابق ، والذي كانت تلعبه في سبعينات القرن الماضي .
ما يخصنا في اقليم كردستان وفي العراق ايضا ، وفي حالة سير الاتفاقية بانسيابية ، علينا ان نستوعب ان الدور الايراني سيتعاظم على حساب الدور التركي والخليجي ، وان هذه الدول الاخيرة ، وحتى في حالة رغبتها ، لن تتمكن من دعم كيان كردي مستقل حاليا او في المستقبل المنظور، وان ايران ستلعب ادوارا حاسمة ويجب رسم العلاقات معها من جديد وكسب صداقتها . كما ان التفاهم وحل المشاكل بالحوار مع حكومة بغداد الشيعية اصبح اكثر لزاما .
داخليا في كردستان ، نعتقد ان ازمة رئاسة الاقليم قد تتعقد اكثر ، قد لا تبدي الاطراف الكردستانية التي يقال ان للجمهورية الاسلامية نفوذ عليها ، المرونة الكافية للتوصل الى وفاق وطني باختيار رئيس للاقليم . وبالمقابل لن يكون سهلا لوّي ذراع الحزب الديمقراطي الكردستاني وفرض الامور عليه .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يصدّ العاصفة عن اقليم كردستان ؟
- كوبانى ..في مائة يوم اسقطت اكذوبة استمرت لمائة عام
- اخشى ان يكون الحرس الوطني نسخة اخرى من داعش
- نعم اعتذر وباصرار
- للتشويش على انتصارات البيشمركة.. المالكي يعود الى عربدته
- سعدي يوسف ...
- الى الوراء درّ ، من اعطى هذا الايعاز لداعش
- عذرا سميح قاسم
- من يشنق المالكي في العيد القادم ؟
- كردستان على مرمى النيران ومن واجب الجميع الدفاع عنها
- صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم
- الحكومة الاتحادية ستخسر القضية امام محكمة تكساس
- تمزّق العراق والسلاح الروسي لن يجديه نفعا
- آغاى نجاح محمد علي : التضليل لن يفيد سيّدك المالكي
- دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد
- مطلوب كردي تافه لرئاسة العراق
- الطالباني في كردستان .. مرحبا به ولكن
- تركيا الحديثة او تركيا الاتحادية عضو الاتحاد الاوربي
- الرجل فقد صوابه .. انه يهذي
- دعوا المالكي يسير بهذه الدولة نحو حتفها


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيلي امين علي - الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة