أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - من يقنعنا بالعثمانية الجديدة عليه أن يبرر لنا وحشية العثمانية القديمة















المزيد.....

من يقنعنا بالعثمانية الجديدة عليه أن يبرر لنا وحشية العثمانية القديمة


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كارل ماركس قال ذات يوم : "ان البرجوازية تخلق حفار قبرها بيدها" (اي تخلق البروليتاريا)... اي انه لا يمكن وجود النظام الرأسمالي، والطبقة البرجوازية فيه، الا بوجود البروليتاريا اي الطبقة العاملة فيه.......والبرجوازية لا تخلق فقط "حفار قبرها" بل وتخلق له "الفأس" الذي سيحفر لها به قبرها..... لا يختلف اثنان أن الرأسمالية والاستعمار والامبريالية تستخدم الاعلام والاتصالات والمواصلات من اجل مصالحها ومن اجل التضليل والديما جوجية.... على صعيد أخر الاعلام والاتصالات والمواصلات سلاح ذو حدين، ويمكن ان يستخدم ضد الرأسمالية والاستعمار والامبريالية، اذا وقع بأيدي اعدائها...... والرأسمالية والاستعمار والامبريالية لا تستطيع، بحكم وجودها، ان تلغي الاعلام والاتصالات والمواصلات..... وفي وقت مضى استخدم الثوريون الروس وجود المطبعة والسكك الحديدية، لاصدار اول جريدة ثورية وتوزيعها في كافة ارجاء روسيا القيصرية، وسموا تلك الجريدة "ايسكرا" (الشرارة) وقال لينين زعيم الثورة الروسية "من الشرارة ينطلق اللهيب".....لقد كان بامكان القيصرية الروسية اعتقال واعدام المئات والالوف من الثوريين الروس، ولكنه لم يكن بامكانها الغاء صناعة الطباعة وصناعة السكك الحديد..... واليوم يتقدم الاعلام والاتصالات والمواصلات بشكل لا سابق له في التاريخ، ويتحول الى اعصار حقيقي سيساعد على جرف الرأسمالية والاستعمار والامبريالية التي اوجدته كسلعة.... لقد ولى الى غير رجعة الزمن الذي كانت فيه امريكا تستطيع ان تقتل 112 مليون هندي احمر في غفلة عن العالم.... لقد لطخت دماء اطفال وتدحرجت رؤوس الاطفال واشلاؤهم المقطعة في بيوت مليارات الناس في الكرة الارضية على يد الامريكان واليهود ، ولم يعد بامكان مجرم محترف مثل شمعون بيريز واسياده الامريكان ان يدافعوا عن انفسهم..... ولم يعد بامكان الانظمة العميلة ان تدافع عنهم ولهذا فهم يزجون الان في الميدان احد احتياطيهم الاستراتيجي الرئيس وهو "العثمانية الجديدة"....

لذلك يبزغ دور" النظام التركي، باردوغان وبدون اردوغان.... لأنه له دور مرسوم من ضمن خطة التآمر الامبريالي ـ الصهيوني العالمي لاجهاض المعارضة فى كل مكان فى الشرق الاوسط وضربها وحرفها واحتوائها، تبعا للظروف القائمة...... الغريب أننا نرى رموزا وكتابا كبار يقعون فى الفخ ويكيلون المديح لأردوغان وهو واحد من أحفاد الامبراطورية العثمانية الغاشمة الظالمة ...هل يعقل ان يقوم كتاب ومفكرون وطنيون وقوميون وتقدميون باستخدام دماء الاطفال ويتاجرون بها لتبرئة "الامبراطورية العثمانية" من جرائمها التاريخية، ولفتح الطريق امام "العثمانية الجديدة" (التي لا تعدو كونها "خلطة خبيثة": اتاتوركيةـ اسلاموية) للعب دورها المشبوه على الساحة العربية الاسلامية، لاستكمال سياسة الهيمنة الامبريالية ـ الصهيونية على الشرق العربي ـ الاسلامي، بوجه "اسلاموي حديث"،.....

تماما كما كان الفتح العثماني القديم للبلاد العربية تعويضا عن فشل الحملات الصليبية في زمانها، واستكمالا لتلك الحملات الصليبية تحت اعلام وفتاوى "اسلامية"، هي اعلام سلاطين بني عثمان، الحلفاء التاريخيين بل والادوات بيد "ابناء عمومتهم" اليهود الخزر، الذين لجأوا الى اسطنبول بعد ان دمر الروس "مملكة الخزر اليهودية" في حوض بحر قزوين، والذين ـ اي اليهود الخزر ـ هم الذين يحكمون اسرائيل اليوم، وهم ما يسمى اليهود الغربيين ـ الاشكنازيم؟ ...لقد كان المتمولون اليهود يضطلعون بدور مفاتيح "الباب العالي" العثماني؛ وحينما تخلخلت مفاصل ذلك "الباب" ركبوا "جمعية الاتحاد والترقي" وحركة "تركيا الفتاة"، ثم جاؤوا بالاتاتوركية الموالية على المكشوف للغرب الاستعماري.... ولما تخلخلت الاتاتوركية في المرحلة الاخيرة، وبدأ المد الشعبي الاسلامي المعادي للغرب الاستعماري واسرائيل في تركيا، عمد "اللوبي اليهودي" في تركيا الى تلميع مجموعة "اسلاموية مودرن" بقيادة رجب طيب اردوغان وعبدالله غـُل، والعمل للتوفيق بينها وبين الاتاتوركية التقليدية.....

فهل قضيتنا الوطنية الان هي قضية "عثمانية جديدة"؟ هي قضية "محمد الفاتح" وبعث الامبراطورية العثمانية تحت الوصاية الاميركية والشراكة اليهودية ـ الصهيونية؟...أليس هذا هو "الشرق الاوسط الكبير الجديد" الذي تريده الادارة الاميركية؛ بعد ان سقطت معادلة سايكس ـ بيكو: اي معادلة الدعم المتبادل بين اسرائيل والانظمة القطرية العربية؛ فتعمل اميركا الان على ادخال تركيا "الاسلاموية" في اللعبة ذاتها، لحماية اسرائيل من المقاومة، من جهة، وحماية الانظمة العربية من السقوط، من جهة ثانية، عن طريق اشراك تركيا "الاسلاموية الجديدة" و"المتعاطفة ظاهريا وكلاميا مع العرب" في نظام امني جديد في المنطقة، "تقبله الجماهير العربية ذاتها"، يمنع "التعدي" على اسرائيل، بحجة منع تعديات اسرائيل، ويحافظ على الانظمة العربية الموالية للغرب الامبريالي، بحجة المحافظة على "السلام" و"الاستقرار" و"الدمقراطية" في الشرق الاوسط الكبير؟ ....

اذا كان رجب طيب اردوغان صادقا في موقفه الانساني ضد الوحشية الصهيونية، فليتفضل و"يكمل معروفه" ويعترف بالمجازر والمظالم التي انزلتها تركيا العثمانية والاتاتوركية والاردوغانية، بالارمن واليونانيين وشعوب البلقان والاكراد والاشوريين والمسيحيين والشيعة والمسلمين السنة العروبيين العرب؛ إلى جانب الوساطة التركية بين سوريا واسرائيل (لاجل الجولان) ليتفضل السيد اردوغان وليعد لواء الاسكندرون السليب الى سوريا، وليتفضل وليوقف الظلم والقهر المستمر ضد الشعب الكردي بحجة مكافحة "ارهاب الـPKK"؛ وليتفضل وليعد ملايين الارمن واليونانيين والاكراد والعرب الى بيوتهم واملاكهم واراضيهم الاصلية، وليتفضل وليعترف بحق تقرير المصير للشعب الكردي، وغير ذلك من المستحقات التاريخية والراهنة على تركيا من اول عثماني حتى اخر اتاتوركي واردوغاني.....

ان الجراح العميقة التي حفرتها الوحشية العثمانية في الماضي في ضمير الانسان العربي، لم تدفعه الى التخلي عن انسانيته.....حينما سقطت الامبراطورية العثمانية في اواخر الحرب العالمية الاولى، فر الباشوات والضباط الكبار الى حيث يمكنهم الاستمتاع بأموالهم ومحظياتهم، وتركوا الضباط الصغار والجنود الاتراك العاديين "يدبرون رأسهم"، وان هؤلاء المساكين هاموا على وجوههم في المدن والقرى العربية يستجدون كسرة خبز وشربة ماء.... فكان الناس العاديون، الذين سبق لهم ان ذاقوا الامرين على ايدي تركيا العثمانية، لا يواجهونهم بالشماتة والتشفي والانتقام، بل كانوا يشفقون عليهم ويطعمونهم ويساعدونهم على العودة الى اهاليهم. ....وعلى العكس من ذلك فإن قسما كبيرا من اليهود العاديين المضللين، الذين سبق وتعرض اهاليهم الشيوعيين والتقدميين غير الصهيونيين، للاضطهاد على ايدي النازيين؛ هؤلاء وبكل اسف فقدوا انسانيتهم، وانتقلوا الى المواقع "الصهيونية" وتحولوا هم انفسهم الى "وحوش بشرية" يطبقون على الفلسطينيين والعرب ما طبقه النازيون على اهاليهم.....

لذلك الجراح العميقة التي تحفرها الوحشية العثمانية في الضمير الانساني للعرب ، لا ينبغي البتة ان تقودنا للتدهور الى حضيض المستوى الصهيوني والهتلري و"العثماني"، بل بالعكس ينبغي ان تدفعنا الى العمل لرفع التركي العادي من حضيض "العثمانية" الى الموقف الانساني الحقيقي......
اما الاضطلاع بدور "عثماني جديد" في المسرحية الشيطانية الامبريالية ـ الصهيونية، فلن يختلف عن دور شعار "كلنا فدائيون!" للراحل الملك حسين بن طلال في 1968، وعن قيام صدام حسين بكتابة عبارة "الله اكبر" على العلم العراقي، لمواجهة الثورة الاسلامية في ايران، وعن "دموع السنيورة" في الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006 أو "الوقفة الدافوسية" لرجب طيب اردوغان،التى كانت دور " عثماني جديد" في تمثيلية الشيطان الامريكي.....

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى واستراتيجى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية تحليلية لعملية إغتيال النائب العام المصرى
- مشكلة مدرسة الاسكندرية للغات ونظرية العجلة(Bicycle Theory)
- الإرهاب الشيعى فى العراق
- مدرسة الاسكندرية للغات كلاكيت تانى مرة
- رجال الأعمال فى مواجهة الدولة
- خطاب غرام إلى حبيبتى فى عيد ميلادها
- مسئول سيادى كبير هو من يقف خلف مشاكل الاسكندرية للغات
- اتركى أفلاكك وارحلى
- داعش هى علاج بالصدمة لنشر الخصخصة ورأسمالية الكوارث
- فى عيد ميلادى
- هل إيران قادرة على خوض حرب أو مواجهة عسكرية
- ازرعوا شتلة الديمقراطية فى عقول ووجدان الشعوب العربية أولا
- من الذى سيخلف بشار الأسد؟!!
- آه يابلد ياللى العدل فيك اسم شركة
- غيروا فكرتكم عن إيران الدولة
- العشق الممنوع بين إيران واسرائيل
- الفنان ( تاد ) ضد الممكن والمستحيل والمعتاد
- فتاوى التخلف والإستلاب
- صوتك ذاكرتي
- ما لا تعرفه عن خرافة صلاح الدين الأيوبى


المزيد.....




- إلى ألوان الشفق القطبي.. العاصفة الشمسية النادرة قد تشكل -خط ...
- بوابة تنقل الناس من نيويورك إلى دبلن بلحظة.. شاهد ما يقدمه ه ...
- فستان شفاف جدًا يستحضر زمن الستينيات.. شاهد إطلالة إيل فانين ...
- قصص مؤلمة في كل ركن.. شاهد ما رصدته CNN داخل مستشفى في قطر ي ...
- باريس تطالب إسرائيل بالوقف الفوري لعملية رفح
- الخطاب المثير للانقسام في حملة مودي الانتخابية يثير تساؤلات ...
- تأثيرات تغير المناخ باتت تهدد تعليم ملايين الأطفال في العالم ...
- البرلمان التركي يناقش مشروع قانون لمكافحة التجسس على خلفية ن ...
- بوتين يهنئ أهالي دونيتسك ولوغانسك بالذكرى الـ10 لإعلان جمهور ...
- شركة روسية تصنع قوارب مخصصة لقوات إنفاذ القانون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - من يقنعنا بالعثمانية الجديدة عليه أن يبرر لنا وحشية العثمانية القديمة