أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - خفافيش الظلام تحاول غلق نافذة النور في اتحاد أدباء العراق














المزيد.....

خفافيش الظلام تحاول غلق نافذة النور في اتحاد أدباء العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4844 - 2015 / 6 / 21 - 15:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الاعتداء على الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق اعتداء على الثقافة والعلم وعلى المعرفة والمثقفين ولا تفسير له إلا تفسير واحد هو أن هؤلاء الخفافيش لم يتحركوا بمعزل عن أسيادهم القابعين في دهاليز الطائفية والرجعية الذين يستغلون أية فرصة لإعاقة عملية التقدم في المجتمع العراقي وجعل المواطنين كإمعات بدون وعي اجتماعي يجعلهم قادرين ليس فقط على التفسير بل إيجاد الطرق العملية لمعالجة الخلل والتخلف ونبذ من يريد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بإحكام دينية سلفية أو أصولية أو طائفية رجعية الفكر والتفسير، هؤلاء الأسياد المتمتعين بخيرات العراق بدون أي مسوغ قانوني أو أخلاقي هم من أوعز لخفافيش الظلام لغلق نافذة النور التي تطل على العقل الإنساني متصورين بان العنف والإرهاب والتهديد بالقتل سوف يجيز لهم الانتصار على التقدم والديمقراطية ولكن هيهات لان العبرة التي لم يستفيدوا منها هي نظام البعث الفاسد وأسلافهم القريبين والبعيدين الذين أصبحوا نفايات في مزبلة التاريخ ومسبة لألسن المواطنين.
لقد تناقلت وسائل الإعلام الاعتداء على مبنى اتحاد أدباء العراق في ساحة الأندلس مساء الأربعاء 17 / 6 / 2015 من قبل ميلشيات مسلحة تقدر بـ ( 50 ) شخصاً يرتدون الملابس السوداء وعلى ما يبدو أن مهمتهم مرسومة مقدماً من قبل عقول وسخة مملوءة بالحقد والكراهية لكل ما هو متنور وكل ما هو ثقافي حضاري يؤمن بالإنسان وقيمته، هي ليست المرة الأولى التي يتوجه هؤلاء الأوباش قطاعي طريق الثقافة بالاعتداء على رمز ثقافي يجمع مئات من المثقفين والأكاديميين والكتاب والشعراء همهم بناء صرح ثقافي تقدمي لتطوير الوعي الاجتماعي وجعل الثقافة التنويرية مصباحاً لبناء البلاد وخدمة المواطنين وبخاصة الطبقات المستَغَلة، في تصورنا وتصور أكثرية المثقفين المؤمنين بالإنسان كأعلى قيمة أن هذا الاعتداء عبارة عن حلقة من حلقات السلسلة الإرهابية التي لا تختلف عن تلك السلسلة الميليشياوية التي تقتل وتختطف المواطن البريء بغض النظر عن دينيه وقوميته وعرقه فالتدمير هو الهدف القريب والبعيد بالنسبة للمتطرفين الإرهابيين، الإرهاب التكفيري وإرهاب أصحاب الملابس السوداء والرشاشات والأسلحة الخفيفة هم جميعاً في سلة واحدة وحلقات في سلسلة من الجريمة المعادية للشعب العراقي.
لقد تناول بحق بيان الاتحاد العام موضوع " هذا الاعتداء المخالف لكل تقاليد المجتمع الديمقراطي فانه يكشف عن المخاطر التي تهدد في المستقبل حياة وسلامة جميع العاملين في الاتحادات والنقابات الثقافية والإعلامية وبقية منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وروابط المرأة " وهو في عرف القيم الدينية الصحيحة والإنسانية النبيلة جريمة لا يمكن السكوت عليها وقد ذكر بيان الاتحاد العام بكل صراحة أن "مجموعة مسلحة يقدر عددها بخمسين شخصا يرتدون ملابس عسكرية سوداء وتقلهم سيارات مدنية، قامت بغلق الشارع الرئيسي الذي يقع فيه مقره، واقتحمت البوابة الرئيسة للاتحاد لكون البوابة الثانية مقفلة لغلق النادي الاجتماعي منذ أيام احتراما لشعائر شهر رمضان الكريم". هذه المجموعة التي كان المفروض بأسيادهم وهم بالتأكيد لهم ضلع في المسؤولية وبهم أن يتوجهوا لقتال داعش الإرهاب لا أن يختبئوا بالملابس العسكرية السوداء وكأنهم فراريج الدجاج ليعتدوا على الأبرياء من الناس وان يدنسوا بأقدامهم وبساطليهم القذرة قدسية جزء كبير من الثقافة العراقية، وان يكونوا ذوي حمية ووطنية في هذه الظروف الصعبة التي أصبح العراق فيها كساحة فوضى للقتل والقتال، للتدمير والخراب، للهجرة والتهجير، للفقر وتحت الفقر بطبقات ، للفساد واللصوصية (بهذه المناسبة نعلن أن مؤسسة ( Verisk Maplecroft ) " نشرت تقريرا حول حجم الفساد واعتبرت 10 دولة في قمة الفساد وحل العراق سادسا) للمافيا والميليشيات ، للإرهاب والتفجيرات، هؤلاء الخفافيش الذين أغلقوا الطرق وهاجموا عمال بنغال وحراس لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يحرسون المبنى من الإرهاب والمافيا الطائفية وهذا يعني أن لهؤلاء داعم مسؤول يسند ظهرهم..
على الحكومة العراقية ورئيس الوزراء وبالذات وزارة الداخلية والمؤسسة الأمنية أن تسارع بالكشف عن هواياتهم وهم بالتأكيد معروفين الصفة والانتماء
إن الاحتجاجات الواسعة والادانات المباشرة وفي مقدمتها شجب وإدانة الاعتداء من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي أكد " نشجب قيام مسلحين مجهولين بالاعتداء على مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب"، وقد أعلن عن تضامنه مع "الأدباء والفنانين والمثقفين العراقيين كافة"، كما شجب وادان البعض من المسؤولين الحكوميين الثانويين و العديد من الكتل السياسية والشخصيات الوطنية والمثقفين الوطنين ومنظمات المجتمع المدني عامل ايجابي في طريق فضح هذا التطرف المافيوي، إلا أن ما يحز في النفس صمت رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الثقافة فريال راوندوزي والبعض من الوزراء فضلاً عن أحزاب الإسلام السياسي التي تشارك في قيادة السلطة وهم جزء منها، لان هؤلاء الخفافيش الظلاميين لم يراعوا ولم يحترموا الدولة وقوانينها لان الموضوع لو كان يمسهم لقلبوا الدنيا ولن يقعدوها، حيث كان من المفروض ليس الإعلان عن الإدانة والشجب فحسب بل التوجه لإجراء تحقيق فوري وسريع لمعرفة هذه العصابة المافوية ومن هم المسؤولين عنها، لا بد من استمرار حملة الشجب والإدانة والمطالبة لكشف حقيقة كشف حقيقة خفافيش الظلام لأنهم وبكل تأكيد سوف يكررون فعلتهم وجريمتهم في مكان آخر ليهاجموا نوافذ النور التي مازالت تضيء الطريق بالرغم من العقلية الظلامية المتخلفة دينياً ودنيوياً.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعي محموم لتغليب الطائفية على الوطنية
- مأساة النازحين والمهجرين والباقين مزدوجة
- مدن ترحل في العزلة
- هل يدرك بعضهم معنى المفهوم الأمريكي - فك الارتباط ؟!-
- العظة من الأحداث دليل لفهم الواقع واستشراف المستقبل
- هل نحتاج إلى شعار لمجرد شعار أم عمل جامع؟
- لتظهر الحقيقة بظهور التقرير في قضية سقوط الموصل !
- مصيبة إعادة تسليح داعش من قبل الجيش العراقي
- الهلال الشيعي والمخاطر المحدقة حول وحدة العراق
- تجيير فلسفة النقد الديني لتجريح المشاعر الإنسانية
- جاءوا في عهدتهم غبار القنب الهندي
- الدولة الكردية بين الحقيقة والحلم...!
- هل تقسيم العراق هو الحل للأزمة السياسية والطائفية؟
- الإسراع في عقد مؤتمر المصالحة الوطنية ضرورة وطنية ملحة
- الايجابية في المفاوضات للحلول السلمية ولكبح التدخلات
- شواهد حيّة تفند التصريحات المموهة غير الفطينة!
- غول الفساد شريك لغول الإرهاب والميليشيات
- متى يرى النور قانون الأحزاب في العراق؟
- اللجنة التحقيقية البرلمانية مطالبة بإظهار حقيقة سقوط الموصل
- دمشق حلم الحالمين


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - خفافيش الظلام تحاول غلق نافذة النور في اتحاد أدباء العراق