أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - تقديس الصحابه وقطع البلعوم !!!














المزيد.....

تقديس الصحابه وقطع البلعوم !!!


ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)


الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 19:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: "حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم وعائين. فأما أحدهما فبثثته ( نشرته)، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم." ومعنى الحديث بلا خلاف أن نصف الأحاديث التي حفظها أبو هريرة من النبي محمد قد أخفاها حتى لا تكون سبباً في قتله. وهذا يعني بالضرورة أن جزءاً من الدين الذي حفظه أبو هريرة من النبي محمد مباشرة قد اختفى إلى غير رجعة.

لن ندخل هنا في جدلية التشكيك في صحة البخاري والتشكيك في نزاهة أبي هريرة لكي لا يتم إتهامنا بأننا من الزنادقه أو الكفره أو الخراصين أو المدلسين، إلى غير ذلك من الأحكام التي تصدر من كل من نصب نفسه قاضياً بأسم الإسلام!!!! فكمثل حالات كثيره مما تسميه المصادر الاسلاميه "هجوماً على الإسلام," ردت هذه المصادر على هذه " الهجمه." والغريب أنه ليس هناك إتفاق بين هذه المصادر في " الرد" على ذلك. فمن هذه المصادر من ضعٍّف الحديث، وبالتالي طعن بصحة البخاري، ومنها من دفع بأن " الوعاء" الذي أخفاه أبو هريرة هو ما يتعلق فقط " بالفتن والملاحم وأشراط الساعه ... فقد آثر أن لا يذكر الكثير منه حتى لا يكون فتنة لسامعه." وهنا تستوقفنا نقطتان. أولا: هل دخل " حماة السّنة" في عقل أبي هريرة بعد اكثر من ألف عام ليلعموا ما كان بداخله؟ ثانياً: لا يتفق أن تستدعي أخبار أشراط الساعه والفتن والملاحم الغضب الشديد ليصل الأمر لقطع بلعوم ( عنق) أبي هريرة علماً بأنه نقل إلينا كثير من الأحاديث عن أشراط الساعه والفتن. اللامنطقيه في التبرير واضحه للعيان!!!!

عموماً، سنتفق جدلأ مع " حماة السّنة" ونقول نعم إن أبا هريرة أخفى أِشراط الساعه وأخبار الفتن والملاحم خشية على نفسه من القتل وهذا مبرّر له. وهنا تسترعينا مجموعة من التساؤلات:

1- الصحابي كان مستعداً للجهاد بالسيف والموت في سبيل "إعلاء كلمة الحق"، فلماذا الخوف من الموت هنا في سبيل نشر أحاديث "الحبيب المصطفى" ؟؟؟!!
2- أليس في موقف أبي هريرة تناقضاً مع دعوة النبي لقول الحق ونشر الإسلام بما ورد في البخاري نفسه من قول النبي " بلغو عني ولو آيه" ؟؟!!!
3- الا يتناقض ذلك مع فحوى الحديث الذي رواه أبو هريرة نفسه وصححه أهل الحديث " من كتم علمأ ألجمه الله لجاماً من نار يوم القيامه" ؟؟
4- الا يعطي ذلك فرماناً لكل مسلم أن يخفي الحق وآيات الله ورسوله تحت ذريعة الخوف من القتل؟؟
5- أليس ذلك شبيهأ بالتقية التي ينتقدها أهل "السّنة والجماعه" عند "الشيعه"؟
6- السؤال الأهم، ويعيداً عن أبي هريرة ذاته، الا يشكل مضمون الحديث نفيأ قاطعاً لإسطورة "تقديس الصحابه" التي ورثنا إياها الكهنوت الديني؟

لنفصل في هذا السؤال الأخير قليلاً. البخاري هنا – وبشكل واضح - يخبرنا نقلاً عن أبي هريرة أن هنالك من الصحابه من كان سيقتل صحابيأ آخر بقدر أبي هريرة إذا لم يناسبه ما نقلة عن النبي ولو كان حقاً, ولذلك أخفى أبو هريرة هذا الحق خوفأ من أن يقتل. وهنا وإن كان الحق واجب الإخفاء تبقى حقيقة أن هناك من الصحابه من كان سيعترض ويقتل ابا هريرة إذا أغضبه حديث نقل عن النبي. بالتأكيد سيتفق معي القارئ أن هذا ليس بجديد، فموقعة الجمل وصفين أكبر شاهدين على ذلك. ولكن وجبت الإشارة إلى دليل آخر لنقض "قدسية الصحابه" مما لم يتنبه له البعض.

قد يرّد بعض " حماة السّنة" على ذلك بأن خشية أبي هريرة كانت من المنافقين من الصحابة والتابعين تحديداً وليس عموم الصحابه. فنقول هذا إقرار واضح أنه كان من بين الصحابة منافقين مصداقأ لقوله تعالى (مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ). ولكن يأتي الرد من " حماة السّنة" من خلال البخاري نفسه بأن هولاء المنافقين " لم يبق منهم إلا اربعه, أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده." فنعود هنا لنتسائل: وهل كان أبو هريرة يخشى من أربعة فقط، أحدهم شيخ كبير؟؟!!!

إذن نحن هنا أمام خيارين... الخيار الأول هو أن نقٍر فعلا أنه كان هناك من بين الصحابه والتابعين منافقين كثر خشي منهم أبو هريرة أن يقتلوه لمجرد أن أحاديثا من النبي أقضت مضجعهم. والخيار الثاني أن نقول أن من خشي منهم أبو هريرة هم من صلب الصحابة أنفسهم من غير المنافقين مصداقأ لما رواه البخاري بأنه لم يكن من المنافقين إلا أربعه. في كلتا الحالتين ضرب واضح لأسطورة "تقديس الصحابه" من صلب "ثاني أصح كتاب بعد القرآن."

في النهايه نقول، هذا المقال ليس طعناً في الصحابه، ولكنه إضافة أخرى للكثير من الدلائل التي تشير لبشريتهم ونفيٌ للشرك الأصغر المتمثل في تقديسهم وتنزيههم كما ورثنا ذلك عن الكهنوت الديني. فالصحابه والتابعين لم يقتتلوا فقط في موقعه الجمل وصفين وكانوا على وشك الأقتتال في حادثة السقيفه وغيرها, بل كانو _ وبشهادة أبي هريرة وتصديق البخاري – على إستعداد للقتل إذا لم يناسبهم ما ورد إليهم من صلب حديث النبي محمد. فكيف أقدس مثل هذا النموذج؟؟؟!!!


**التعليقات لمن يرغب على صفحتي على الفيسبوك
https://www.facebook.com/majid.mgamis



#ماجد_مغامس (هاشتاغ)       Maged_Moghames#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كلمة سواء- في حوار الأديان
- سلطوية الأستاذ الجامعي
- بلاغات البخاري غير الصحيحه
- تقاطعات بين الزردشتيه والإسلام
- (أصحابي أمنة لأُمَّتي): حادثة السقيفه وجدال السلطه
- غير الصحيح من صحيح البخاري
- بارانويا الحاله الإسلاميه
- جوانب التشريع فيما ورد عن الرسول
- -قل يا ابا الوليد اسمع- - أم - اتيتكم بالذبح-
- في الصباح: فنجان معرفه أم وليمة قينات؟؟؟
- الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - تقديس الصحابه وقطع البلعوم !!!