أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - عشتاري العراقية -3-














المزيد.....

عشتاري العراقية -3-


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 4832 - 2015 / 6 / 9 - 16:41
المحور: الادب والفن
    



المرأة جنون، أما ان تعبدها فتنعم أو تنكرها فتعيش الجحيم
المراة نون الكون

كانت تترنح بين ذراعي وتكاد تهوى كلما قطعنا عدة أمتار، وتقبّلني في كل ناحية تصلها شفتاها، مشينا مشياً مبعثراً على المسالك الضيقة خافتة الإنارة، وقبلاتها المبعثرة تقدح حواسي، أهبط بوجهي نحو عنقها بين الخطوة والخطوة لأعبَّ من عبقها الفائح. خلف الباب انهارت بين ذراعي غافيةً مثل طفلةٍ. حملتها إلى السرير. وضعتها بأناة. عدلتُ طولها الممدود واضعاً وسادة الريش تحت رأسها، فأنبسط شعرها الفاحم الكثيف مغطياً نصف الوسادة المشتركة. وحرتُ ماذا أفعل؟!. وقفت جوارها، كانت تغفو مثل ملاك، منذ تلك اللحظة أيقنت بخواء روحي دونها، فهجمت علي الهواجس، أنا شبه الممسوس أصلاً، فماذا لو سممها الخمر التي عبت منه زجاجاتٍ ثلاثة هي التي لم تذق طعمه من قبل؟.. ماذا لو فقدتها إلى الأبد؟!. سيظل ينتابني مثل هذا الشعور وأنا أتخيلهم يقبضون عليها أيام اختفائي، أو تخترق جسدها شظية أو طلقة بين الثوار في الجبل. سأرتعد كاتماً خوفي بصمتٍ، يتلاشى هذا الشعور حينما أقلبها بأصابعي متأكداً من وجودها الفيزيقي جواري في الغرف المعتمة ويوم الجبل، حملقتُ بفزع نحو طولها المسفوح الهامد على سرير الفندق حتى خيل إليّ أن صدرها المشدود بالثوب لا حركة فيه. بركتُ على ركبتي جوار السرير مقرباً أذني من موضع قلبها اللابد تحت ربوة النهد الأيسر الصغير المضغوط بالثوب. أصغيتُ إلى بوابة كونها المخفي مستمتعاً بضجيج أحشائها العذب والذي سأدمن عليه في الأيام اللاحقة، سأنصتْ إلى نبضها كل ليلة قبل خلودنا إلى الغفوة، ستنعتني بالطفل تارة والمجنون في أخرى، لم أكف عن العادة تلك حتى خريف العمر. أمارسها بنفس الروح منفصلاً عن التفاصيل الموجعة، ومنصتاً لتأريخ النبضات ذاتها التي لم تستدير وتلبس غير ثوبها كما نفعل نحن أيام الشجار المثار لأتفه الأسباب حتى أنني أظل في حيرة دائمة من الكيفية التي يتطور فيها حوار يومي عادي إلى شجار وعراك وصد في الفراش يستمر أياماً وتلبك في الوجوه لا يحله سوى تماس الجسدين في الليل بأنفاق الغفوة المحتشدة بتاريخ الجسد الذي يبدو أحياناً وكأنه مستقلٌ تماماً عما يجري في بحر النهار، فتنهل الأجساد من بعضها في لحظة لا هي بالنوم ولا هي بالصحو.. لحظة قائمة بينهما أيقنت من فرادتها وضرورتها لدوام عشرة طويلة، دون لحظة التواصل الذي يجرى على حافة النوم سيصيب العلاقة بين الجنسين خراباً مبكراً.
لن أفوت أيام الصفاء في خريف العمر دون الهبوط بصفحة وجهي الناضحة خجلاً من استغراب ملامحها الحيادية شاعراً بأنها تعدني ممثلاً رديئاً، أتحمل ثقل قسماتها الباردة لأخوض في ضجيجها وهو يملأ مسمعي بدفقه الحار البري البريء والمختلف عن تصلب القسمات المنتظرة المتلكئة عن الذهاب معي ذهاب نحو الذروة المعتادة، والمتضايقة من حركاتي الصبيانية.
ـ هل كنت أحاول مسك طعم وروح وأصوات تلك الأيام المتلاشية؟!.
ـ أما زالت ذلك الطفل الحالم بظل جدار؟!.
قلتُ لنفسي:
ـ الثوب ضيق يكتم أنفاسها!.
أدرتها جانباً، كانت طيعة بين ذراعيّ، بحثتُ عن سحابة الفستان، فواجهني ظهرها العاري حد النصف، الناحل بحيث أستطيع عدَّ أضلعه اللينة المتموجة تحت البشرة السمراء المطلية بالزيت، جعلتُ ألهث مأخوذاً وأصابعي المرتجفة تمسك بنتوء السحابة الصغير، أنزلته بهدوء مليماً، مليماً محملقاً بمهبط الخاصرة النابضة وطرفي فستانها الترابي يتباعدان حتى ربوتي الردفين المهلكين اللتين ستذيقانني الويل لاحقاً، سحبتها وكأنني أمسّ بكفيَّ المفتوحين إناءً زجاجياً شفافاً، صارت على ظهرها وتوسط جسدها السرير، فأصبح تنفسها يسيراً وسدرت ملامحها في عمق الغفوة الهانئة.



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتاري العراقية -2-
- عن رحيل صديقي الروائي والكاتب المصري فؤاد قنديل
- عشتاري العراقية -1-
- ليس ثمة عدالة في العالم
- أصدقاء ورفاق التجربة 2- المستشار السياسي -ياسرالمندلاوي-
- أنت ميت يا إلهي
- درويش المحبة*
- طرف من مشهد الإعدام -رؤيا الغائب *
- نماذج مدعي الثقافة والمعارضة زمن سلطة الطوائف -الفأر -
- كوابيس التخفي زمن الدكتاتور
- الإنسان الحقيقي لا يخشى من الصدق وعرض تجاربه
- مشاهدات من زيارتي الأولى إلى العراق 2004 2- المثقف العراقي ا ...
- مشاهد من زيارتي الأولى للعراق 2004 1- المثقف العراقي الجديد
- السرد العراقي وتطوره التاريخي 2- الرواية
- السرد العراقي وتطوره التاريخي: 1- القصة القصيرة
- 2- ضد الحرب وحتى العادلة
- الطيران الأخير
- 1-ضد الحرب حتى العادلة (مشهد الزوجة العراقية عند مقتل زوجها)
- أصدقائي الأدباء 1- شاكرالأنباري
- باب الظلام


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - عشتاري العراقية -3-