أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحنفي - سأغادر...














المزيد.....

سأغادر...


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 12:47
المحور: الادب والفن
    


لا أعلم إلى أين...
ولكني سأغادر...
لأفرغ كل المكان...
لأخلي كل الزمان...
مما يصدر عني...
مما ليس مرغوبا فيه...
مما لا يحتمل...
من دهاقنة أشكال النفاق...
إنني لا أحمل نفسي ما لا تحتمل...
رغبة في أن تصير حرة...
ولا أحمل الغير ما لا يحتمل...
رغبة في أن يعيش حريته...
***
فما لهذا الشعور يضايقني...
يؤزم نفسي كلما باغتني...
يفقدني حريتي...
وأصير مستعبدا...
لا أملك أية قدرة...
على تحرير نفسي...
من بؤس الخوف...
من مضايقة غيري...
فما أكتبه...
لا أدرك أني...
بكتابته أضايق غيري...
وما أرصده من خلال الكتابات...
أراه ضرورة...
لتوضيح الرؤى...
لا للنيل من الغير...
ممن لا يتصف...
بما أرصده...
وما أتمناه...
أن يصير من يتصف...
بما أرصده...
ممارسا لنقد ذاته...
حتى يتراجع...
عن انتهازيته...
عن السلوكات البئيسة...
ليصير إنسانا يتنزه...
على فعل مالا يقبل فعله...
في واقعنا...
في واقع الشعب البئيس...
اليتأذى من سلوكات الأفراد...
من تدمير الذات بالسلوكات البئيسة...
***
وإن كنت أحلم...
بما لم أقله بعد...
فأنا لا أتوقف عن القول...
حتى أخرج...
كل ما أفكر فيه...
كل ما لم أقله بعد...
لأبرئ فكري...
لأبرئ قولي...
لأبرئ نفسي...
من الصمت الرهيب...
اليعتبر...
مؤامرة في حق الشعب...
سلوكا فيه خيانة...
لمعاناة العمال في كل المعامل...
في كل المناجم...
في كل المزارع...
الينتجون الخيرات بدون حقوق...
الساهمون في تكديس الثروات...
في جيوب المترفين...
اليشتغلون من أجل العيش الكريم...
اللا يتحقق...
***
وأنا لا أستطيع...
خيانة الشعب العزيز...
خيانة كل العمال الأجراء...
خيانة باقي الكادحين...
خيانة معنى الإنسان...
مما يلزمني بالاستمرار...
في احتضان الشعب / العمال / الأجراء...
في احتضان الإنسان...
في احتضان نفسي...
حتى لا أتناقض...
مع معنى الإنسان...
مع معنى التضحية...
***
وأنا حين أغادر...
لا أغادر نفسي...
سأبقى حبيسا في فكرتي...
لا أغادرها...
إلى حيث شاء من يهوى السكوت...
من يهوى تكسير القلم...
من يهوى تقطيع الورق...
من يهوى تعطيل الحواسيب...
حتى لا ينفضح...
حتى لا تصير ممارسته منتقدة...
حتى لا يصير مثالا للفساد...
***
فها أنت يا وطني...
التعلمني الصدق حين أحبك...
وحين أعشق منك الإباء...
يريدون مني الكلام...
لا يعبأون بما أقوله...
لا يدركون أن الكلام...
تعبير عن واقع...
صار منه الفساد جزءا...
والفساد ملتصق بكل السلوكات...
بمجرى العلاقات البئيسة...
بكل الكلام المنمق...
اليراود فكر النفاق المروج...
في واقعنا...
وفي كل المجالات الندية...
وأنا يا وطني...
لا أتمالك نفسي...
لا استطيع إنتاج النفاق...
لا أستطيع تدبيج كلام النفاق...
لا أستطيع بناء قصور النفاق...
لان النفاق كلام معسول...
والكلام المعسول مسموم...
وما كان مسموما...
يقتل مستهلكه...
***
فلماذا يا وطني تبيح النفاق؟...
تجعله لنهب الثروات وسيلة؟...
لتكديس المنهوب منها فضيلة؟...
لتحويل الناهبين إلى عملاء...
للحاكمين في كل أرجاء الوطن؟...
للرأسمال في كل العالم؟...
لإنتاج التخلف فيك يا وطني؟...
وفي كل العالم؟...
لإبقاء الشعب فقيرا؟...
لتعميق واقع الفقراء؟...
لإذلال الكادحين فيك؟...
لتشغيل العمال بدون حقوق؟...
لتحقيق المزيد من الثروات؟...
لتصير الثروات أكواما؟...
من عقاراتك يا وطني؟...
أموالا بدون حساب...
لا يعادلها إلا تعميق البؤس الرديء؟...
إلا تعميق فقر الكادحين...
اللا ملاذ لهم...
إلاك يا وطني...
فهل نتقدم؟...
وهل نتخلف؟...
ونحن نعاني...
من البؤس...
من جوع الفقراء...
من انتشار المراض بدون علاج...
في صفوف الفقراء...
من انتشار العطالة...
بين الخريجين من كل المدارس...
من الجامعات...
ودولتنا / حكومتنا...
لا تعير الأمر اهتماما...
تزيد الطين بلة...
ترفع كل الأسعار...
تقتل فينا الإرادة...
لحفظ كرامتنا...
تدفعنا...
إلى الارتماء في أحضان التخلف...
***
فهل تقبل مني...
أن لا أتكلم؟...
يا وطني...
أن لا افضح عمق النفاق؟...
أن لا أجعل من يقرأني...
يتساءل؟...
لماذا صار النفاق وسيلة...
لتكديس الثروات؟...

***
محمد الحنفي

***
ابن جرير في 20 / 05 / 2015



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعرة أنت لا كالشواعر...
- علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع الم ...
- قصيدة عبدو...
- علاقة الريع التنظيمي بالفساد التنظيمي وبإفساد العلاقة مع الم ...
- المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في ...
- هذي أنت يا كادحة...
- المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في ...
- المناضل المثال والمناضل الانتهازي أو جدلية البناء والهدم في ...
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....8
- ليتني أستمد الجرأة...
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....7
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....6
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....5
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....4
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....3
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....2
- المرأة: الواقع الحقوقي / الآفاق.....1
- بين المهدي وعمر...
- بيان الهجوم...
- حفلة الحضور...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الحنفي - سأغادر...