أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - بارانويا الحاله الإسلاميه














المزيد.....

بارانويا الحاله الإسلاميه


ماجد مغامس
مهندس مهتم بالدراسات الإنسانية والدينية

(Maged Moghames)


الحوار المتمدن-العدد: 4809 - 2015 / 5 / 17 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البارانويا " Paranoia" , أو ما تم التعارف عليه بالعربيه بجنون الإرتياب او هذاء الاضطهاد, هو حاله نفسيه تتلخص بقناعة وهميه لدى المصاب بأنه عرضه للاضطهاد من الآخرين وأن هذا الاضطهاد نابع من تميزه عليهم. وتتلخص العوارض لدى المصاب بالبارانويا باعتقاده الراسخ ً بتعرضه للاضطهاد " نظرية المؤامره" وبالتالي تفسير سلوك الآخرين بناء على هذا الاعتقاد. كما انه دائم التشبت برأيه مهما كانت الادله المطروحه امامه ومهما اضهر الاخرون حسن النوايا. فهو لا يتقبل النقد ولا التوجيه ويتخذ مواقف عنيفه تجاه ذلك ويصنف صاحب الرأي المعارض على أنه عدو له. من هنا يصعب الحوار مع المصاب لرفضه النقد ولبحثه الدائم عن الدوافع الخفيه وراء اراء الاخرين.
اذا نظرنا الى تعاطينا كأمه اسلاميه مع الغير نجد انه تعاطي يتصف بالبارانويا بامتياز. فنحن لدينا شعور راسخ بالتفوق على غيرنا من الامم وبالتالي فإن كل ما يصدر من الغير يأتي من باب ما يسمى " الحمله الشرسه" على الإسلام. فالموضه يتم وضعها من الغرب من اجل الوصول لإنحراف الشباب العربي, والياهو مؤسسه صهيونيه لمجرد أن اسمها يشبه اسم الرب العبراني ( ياهويه), حتى ان بطولة كأس العالم هي من تصميم اللوبي الصهيو-امريكي لاغواء الشباب العربي.
بالاضافة لذلك فاننا نتميز بتحيز شديد أعمى للرأي الديني لا يقبل نقدا ولا رأيا معارضا حتى لو قدمت الأدله المضاده. فكيف يقبل من يتصف بهذه الحاله رأيا من " عدو" يهدف الى دماره؟. فهو لا يؤمن بحسن نية الطرف الاخر ويبقى دائما يفكر بالدوافع الخفيه خلف ما يقوله ويكتبه ويقدمه الغير. من هنا يفترض دائما نية الهجوم على الإسلام من قبل الغير وبالتالي يحضر اسلحته العنفوانيه ( سواء اللفظيه او الماديه) ضده. من هنا ينصب المسلم نفسه مفتيا وقاضيا وشرطيا وحاكما ويبدأ باطلاق الاحكام على الغير, تلك التي حفظها من بعض النصوص التكفيريه مثل (مدلس, مخرص, مبتدع, منافق, افاك) وغيرها من الاحكام التي ربما لا يدري معناها الاصطلاحي او الفرق بينها.
من أين جاءت هذه الحاله الإسلاميه؟
ربما تعزى هذه الحاله الى تأويلات ( واشدد هنا على كلمة تأويلات) بعض النصوص الإسلاميه المقدسه بطريقه اوجدت مناخا خصبا لاذكاء حالة البارانويا لدى الأمه الإسلاميه. ومن ذلك تأويلات لايات قرآنيه تعزز الشعور بالأفضليه والتميز عن الامم الأخرى مثل:
- "كنتم خير امة اخرجت للناس" (ال عمران 110) .....
- " افنجعل المسلمين كالمجرمين" (القلم 35).....
- " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونو شهداء على الناس" (البقره 143).
وكذلك لاحاديث نبويه بنفس الاتجاه مثل:
- "إنكم وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" (رواه الترمذي وقال حديث حسن) ....
- " نُكمل يوم القيامة سبعين أمة نحن آخرها وخيرُها"( صححه الألباني) ....
- "فُضِّلنا على النَّاس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض مسجداً وتربتها طهوراً، وأعطيت آخر سورة البقرة فهن من كنز تحت العرش" (صحيح مسلم) ....
- ""خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام." (صحيح البخاري).
يقترن هذا الخطاب بتأويلات لآيات اخرى وضعت – هذه التأويلات- المسلم في علاقه عدائيه مع الغير, مثل "لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنو اليهود والذين اشركوا" (المائده 82) ....... " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصاري حتى تتبع ملتهم" البقره (120). هذا التزاوج بين احساس التميز والشعور بالعدائيه مع الغير هو الجوهو المؤسس للبارانويا ومن هنا جاءت كمظهر مميز للأمه الإسلاميه.
قد يقول قائل أن الشعور بالتميز ورفض الغير يميز الأديان الأخرى ايضا ولا ينحصر فقط بالإسلام. نقول نعم, فأية ايديولوجيه تزعم أنها تمتلك الحقيقه لا بد بالضروره ان تشعر بالتفوق على غيرها والعدائيه من غيرها, وهذا هو حال الأديان السماويه ولكن بنسب متفتاوته. هذه النسبيه هي التي تجعل اهل المسيحيه – بالمقارنه مع النصوص الوارده أعلاه وغيرها- يتفاخرون بما ورد على لسان عيسى في الانجيل إذ قال: "أحبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم" ( إنجيل متى – الإصحاح الخامس 44-45).
مصداقا لمنطوق ومفهوم هذا المقال, انا مستعد نفسيا وفسيولوجيا لوابل من غارات العنف بشتى الوسائل.. والله المستعان.


خدمة جديدة - مهم جدا
لتجديد معلومات موقعكم الفرعي ( الصورة، النبذة وألوان ) بشكل أوتوماتيكي
نرجو استخدام الرابط التالي, يعتذر الحوار المتمدن على تلبية طلبات التجديد المرسلة بالبريد الالكتروني
http://www.ahewar.org/guest/SendMsg.asp?id=



#ماجد_مغامس (هاشتاغ)       Maged_Moghames#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوانب التشريع فيما ورد عن الرسول
- -قل يا ابا الوليد اسمع- - أم - اتيتكم بالذبح-
- في الصباح: فنجان معرفه أم وليمة قينات؟؟؟
- الخطاب الديني وثقافة التخويف: الى متى؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد مغامس - بارانويا الحاله الإسلاميه