أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الجغرافيا والفيلم الهندي














المزيد.....

الجغرافيا والفيلم الهندي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 12:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




ينشر شهر مايو في مدينة طنجة مناخا هادئا لا يودع ربيع ولا يستقبل صيف ، حيث يتهيآ الناس لمجيء أيام قادمة تكون فيها رياح الشرجي القادمة برطوبتها الثقيلة من جهة البحر والمحيط فيتبدل مزاج الناس وتصبح خواطرهم الجغرافية عن ليل مدينتهم خانقة فلا يتحملوا ذلك ويفضل بعضهم الذهاب الى تطوان الى القصر الكبير والأكثر قدرة في المال يحمل حقائبه الى مراكش أو الرباط .
دائما عندما يحط طائري في مدينة ما يعود به حنينه الى المهنة والاختصاص الذي كان يسترزق منه ، عندما كنت معلم جغرافيا في مدرسة نائية في ريف الأهوار ، هذه المهنة الجميلة التي تؤدي فيها دورا تبشرياً إذ تفتح امام صغار نوافذ دهشة تخيل المدن لم يروا من العالم سوى وجوه اصدقاءهم والدواب السارحة وغناء رجال القوارب ونهار يكون فيه السمك مختبأ تحت القصب لا تمسكه سوى الفالة ، وعندما تأسست المدرسة هنا ، أتت اليهم معارف اخرى عن عوالم يشاهدونها بين الكلمات او في وسائل الايضاح ، وحين صحبتهم بسفرة مدرسية الى مدينة اور الاثرية امتلكوا الذهول وصار تعلقهم بالجغرافيا اكثر من اي درس آخر حين قمت بعمل جنوني لم يقم به اي معلم آخر عندما تحملت نفقات تذاكر دخول ثمان تلاميذ الى سينما الاندلس الشتوي في عرض الجمعة الصباحي وكان العرض وقتها فيلما هنديا شهريا يسمى ( سنكام ).
من لحظتها تغير شكل العالم في الرؤوس الصغيرة ، وصار البعض منهم يعتقد أن الجنة هي شاشة السينما ، وان الطيران الى السماء هو ركوب سيارة الفولفو الخشبية والتجول فيها بشوارع الناصرية.
لقد بدأت الجغرافيا تغير في شكل الاحساس والذائقة ، مثلما يغير الشرجي الجغرافي في طنجة طبائع الناس ولكن شرجي الاهوار لا يغير في طبائعهم شيئا ، ربما لأن تطوان أو مراكش ليست قريبة منهم حتى يذهبوا ليحتموا بمناخهما .
هذا التغير الجغرافي في ذاكرة الاطفال اصبح مصيبة اشتكى فيها الاباء من أن ابناءهم قد تغيرت طباعهم بعد تلك السفر المدرسية حتى ان احد الاباء أتى يوما ليقابل المدير في شكوى ان ولده ( ريحان) صار يغني بالهندي ولم يفهموا منه شيئا .
كتم المدير ضحكته في بطنه وقال للرجل :لاعليك يا ابا ريحان سأعالج الأمر واعيده اليك وهو يغني بالطور المحمداوي.
وحين تحرينا عن الامر وجدنا أن ريحان في حضوره للفيلم حفظ مقاطع من تلك الاغنية التي يؤديها بطل الفيلم راج كابور وهو فوق الشجرة فيما بطلة الفيلم فاجنتي مالا تسبح في النهر وهي لا تعلم . واتذكر كان مطلع الاغنية يقول ( ميري مرتي كمنا ..ميري مرتي كمنا ...)
وتلك الاغنية كانت اول اغنية يؤديها طفل من الاهوار في اول حفل تقيمه مدرستنا بمناسبة ثورة 14 تموز .
تعود الاب على تعلق ولده ، واقتنع انه سينساها ذات يوم .
لكن ولده ريحان خيب ظن الأب ولم ينسى الاغنية ، بل ذهب ليفتش عنها في بلدها ليحفظها كاملة وذلك يوم كبر الولد ومات والده وتطوع في البحرية وذهب في دورة عسكرية الى (مومباي ) وهناك استطاع ان يسمع الاغنية كاملة ويحفظها ويعرف معناها ويهديها الى روح ابيه حين اداها كاملة امام رفاقه في الدورة في قاعة هجوعهم بعد التدريب...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش


المزيد.....




- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- إسرائيل تتأهل إلى نهائي مسابقة يوروفيجن الأوروبية رغم احتجاج ...
- شاهد: فاجعة في سان بطرسبرغ.. حافلة تسقط من جسر إلى نهر وتخلف ...
- المساعدات الأوروبية للبنان .. -رشوة- لصد الهجرة قد تُحدث الع ...
- بوتين يوقع مرسوما بتعيين ميخائيل ميشوستين رئيسا للحكومة الرو ...
- -صليات من الكاتيوشا وهجومات بأسلحة متنوعة-.. -حزب الله- اللب ...
- بالفيديو.. -القسام- تستهدف جنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرقي ...
- سوريا..تصفية إرهابي من -داعش- حاول تفجير نفسه والقبض على آخر ...
- حماس: في ضوء رفض نتنياهو ورقة الوسطاء والهجوم على رفح سيتم إ ...
- كتائب القسام تقصف مجددا مدينة بئر السبع بعدد من الصواريخ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الجغرافيا والفيلم الهندي