|
عبدالكلام وعقده النفسية
غاده جمشير
الحوار المتمدن-العدد: 1330 - 2005 / 9 / 27 - 11:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كثير هم الذين يتخذون الاسلام مطية للوصول الى غايتهم واهدافهم في بلادنا العربية، وكثير هم الذين يتباكون عن اطلاله بحجة ان الناس ما عادوا متمسكين به، ويذرفون دموع التماسيح على ضياع تعاليمه، وليس في قلوبهم ذرة من الخوف على هذا الدين وتعاليمه السمحة والامثلة لا تعد ولا تحصى في بلاد العرب والمسلمين. انك حين تتأمل سلوكيات بعض هؤلاء وتنظر الى اعمالهم وافعالهم وتعرضها على الشرع فإنك ستجد بونا شاسعا بين اخلاقيات هذا الدين وبين اخلاق هذه الجماعة، فإنه لا يخفى على احد كيف اتخذ ذوو النفوس المريضة هنا وهناك ممن تنتمي الى فكر تعصبي مقيت، المنابر - ذات القدسية - لترويج حملاتها الدعائية للانتخابات وشراء الاصوات تدعمها الجمعيات التي تتحصل على اموالها من تبرعات المواطنين »الغلابى« تحت خانة »اخرى« »ضع علامة صح امام احدى هذه الخانات، مساعدة فقراء، ايتام، زكاة، تدريس القرآن وتجويده، اخرى« لا نعرف مصير الاموال التي في خانة »اخرى« كلمة يجب ان تشطب لانها فضفاضة فقد تعني ان يتبرع المواطن لشراء بشت مذهب لرئيس الجمعية، او زيادة مخصصاته في السفر، او دعمه في الانتخابات النيابية او البلدية. وكيف ايضا اتخذ بعض المرشحين في البلاد العربية والاسلامية حمل المصحف كدعاية للترويج، وكأن آيات الله تباع وتشترى، وقد حذرنا المولى سبحانه من ذلك فقال: »ان الذين يشترون بآيات الله وأيمانهم ثمناً قليلاً... الآية«. هذا كله لعب وضحك على مشاعر الناس البسطاء في بلاد المسلمين واستعطافهم بأن ممثلهم هو رجل تقي يخاف الله ويخشاه. كما رأينا ايضا من يقوم في كثير من المناطق والبلدان بتوزيع المواد الغذائية »رز - سكر وغيرها« مجانا، رياء وسمعة، كي يحسن الناس الثناء عليه بأنه من اهل الكرم والاحسان وانه ينفق كحاتم الطائي في سخائه وكأنه تغذى ورضع من لبان كرمه، وما عهده الناس قبل ذلك يتبرع بـ »٠٠١« فلس لفقير، بل ان يده مغلولة الى عنقه، واذا احسن الى الناس ما زاد على ان قال لهم »جزاك الله خيرا« هذا التيار الفكري المتشدد لا يزال يعبث بفكره في مجتمعنا العربي ويبث افكاره على هذا المجتمع الواسع والغريب ان هذا الفكر بدأ يتسلل لوذا، حتى تمكن من الوصول الى منصب القضاء في اكثر من بلد عربي وهو غير مستحق لهذا المنصب، وغدا - لا سمح الله - ان ترك الامر لهم هكذا في وطننا العربي فإنهم سيتمكنون من مناصب اعلى، وبالتالي سيكون لهم تأثير اكبر، فالواجب سد ابواب الفتنة، واحكام اغلاق النوافذ التي تهب منها رياح الجهل والغطرسة، ولا نكتفي بذلك بل لابد من قهرهم لادخالهم لبيت الطاعة وكبح جماح الغرور، وترويض افكارهم المتزمتة، لاعادتهم الى منهج اهل الفكر والعقل السليم الذي كان لنا سابقا في بلاد المسلمين. ان هذه الفئة في وطننا العربي لازالت تعيش وفي رأسها الفكر الطالباني، ويستفرخ فيها المبادئ الطالبانية، التي يسيطر عليها فكر التخلف والرجعية وعدم احترام حقوق المرأة التي هي من اسباب نهوض المجتمع وبروزه، متناسين مبادئ الاسلام وتعاليمه السمحة في احترام المرأة كإنسانة لها الحرية والعيش الكريم، والغريب في هذا الامر ان هذا الفكر الطالباني له وجود في مجتمعنا وفي اماكن حساسة بدأ يدب هذا الفكر حتى تمكن من الوصول الى هذه الاماكن ليبث افكاره الهدامة، ويدلس على العامة من المسلمين في البلاد العربية جمعاء، ويفتي لهم بما يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة، ويأتي بفتاوى وفق هواه ومزاجه ضاربا اقوال اهل العلم المعتبرين عرض الحائط، لانه بلغ رتبة اجتهادية عالية، لذلك يصنع ما يحلو له وكأنه طفل مرفوع عنه القلم، يصلي بالناس العيد بخطبة واحدة، وبعد غد - ربما - لا يرى بأسا بترك خطبة الجمعة والاقتصار على الصلاة فقط، تلاعب بغير علم ولا بينة دون اعتبار الشرع والاعراف، وما اجمع عليه اهل العلم، فكر طالباني لا نريده ان يتقوقع في مؤسساتنا العربية الشرعية، فاليوم يهدم حكما معتبرا شرعا وغدا سيهدم اسرا وعائلات عربية كثيرة اذا استمر في قضائه. هؤلاء الطالبانيون وتابعوهم يحكمون عقولهم الهدامة في التشريع، ويتكلمون بلا علم ولا هدى ولا كتاب مبين، حتى الشهادات الاكاديمية مطعون في صحتها، فها هم بعض الطالبانيين في بلادنا العربية يحصلون على شهادة من احدى الدول الآسيوية مدفوعة الثمن والأجر، بل ان بعضهم حصل على شهادة الماجستير وهو لم يحصل على درجة البكالوريوس، تلاعب في الدين، وتلاعب بمشاعر الناس واستعطافهم بنبراتهم المصطنعة وجرهم في النهاية الى الهاوية. اذا لم نضع بلادنا العربية والاسلامية حدا لهؤلاء فإنهم سيستبيحون كل شيء وسيعطون لانفسهم الشرعية بأن يحكموا الارض باسم الاله جل في علاه لانهم هم المستخلفون في الارض. حكايات ومآس كثيرة يكد ويتعب القلم بكرها، ولكن آهات الناس وزفراتهم هي التي تدفعهم للكتابة، لابد لبلادنا العربية ان تضع حدا لتجاوز هؤلاء قبل ان يستفحل الخطر، ويتطاير الشرار، فاليوم فساد وغدا هلاك ودمار.
#غاده_جمشير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوجه الآخر للقضاء
-
لا لتسييس القضاء الشرعي
-
لن أتنازل عن المبادئ التي أنادي بها منذ العام 2001
-
رأي القوى النسائية الشعبية ضروري في -الأحوال الشخصية-
المزيد.....
-
فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا
...
-
احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت
...
-
-مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت
...
-
اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف
...
-
تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
-
اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
-
غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما
...
-
-إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت-
...
-
الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور
...
-
القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|