أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إيمان البستاني - قاررورة العسل في الموصل














المزيد.....

قاررورة العسل في الموصل


إيمان البستاني

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 09:22
المحور: سيرة ذاتية
    



من خصائص رحلتنا المكوكية الصيفية من بغداد الى شمال العراق وقوفاً في مدينة الموصل لزيارة الجدات والعمات والخالات , بعيدا عن هدفها النبيل في الفرار من حر وسموم بغداد في آبها اللهاب
انها تمتاز بالاثارة والتشويق في جزئها الخاص بمكوثنا اسبوعاً في الموصل , لما ينقل الينا من الجيل الثاني من ابناء وبنات العمات والخالات ماحدث طيلة عام , مع الوقوف اكثر عند الغريب من الاحداث والمغالاة في السرد والتسابق فيما بينهم لنقل الحدث , حتى كنت أظنهم ينتمون لعالم مختلف عني , جيل يقدس الخزعبلات والعيش على التفاصيل , و ظننتُ ايضاً ان هذه الجوقة من الحكواتية لو وجدوا انفسهم في بغداد بنسق حياتها لأختنقوا وماتوا بعد ثلاثة ايام
كانت تلك السنة أحد سنوات السبعينات , وكان مهرجان الربيع في تلك السنة قد أنقضى وفات , ولكنه يحمل حدث غريباً نوعاَ ما , كان من نقل الينا الحدث هم الجيل الاول نفسه بعد ان تراجع الجيل الثاني لأهمية ما سيتم سرده , كانوا المتحدثين ازواج العمات والخالات وبعض من الاقارب

كانوا جميعهم يتكلمون بوقت واحد , منفعلين حد الدهشة التي سرت عدوتها الينا ايضاً وهم يصفون كيف ان مهرجان أم الربيعين حمل لهم زيارة أثنتين من الممثلات المصريات , ( قارورة العسل ) ليلى طاهر , والثانية اعتقد والعهدة على الذاكرة انها ( لبلبة ) , التي لا تقارن طبعاً بزميلتها في الزيارة
لذا كانت القارورة هي محور الحديث كله , وكيف أكرمها المسؤولون عن المهرجان بزيارات لمواقع آثارية وتاريخية انتهت باصطحابها لسوق الصاغة الشهير
وكان احد المتحدثين الينا من الاقارب ويعمل صائغاً في ذلك السوق مما جعله يتولى دفة الحديث فبدا منتشي بجلسته وزادت طلباته من اقداح الشاي ولم يكن يطفئ سيكارته حتى يشعل الثانية متلكأً بين كل حركة ليستهلك مخزون صبرنا وحتى نسمعه كلمة ( ديلا بقى)
كان في بداية كل مقطع يستخدم التعبير ( يول يابا ) دليل اهمية ما يتحدث به وفداحة مايأتي بعد هذا التعبير او لتهويل أمر عادي
قال بأن الزائرتين كانا يمشين معاً مرتديات نظارات شمسية ليس لحجب اشعة الشمس بل لحجب بريق ولمعان الذهب الذي يأخذ العيون والعقل
وكانت القارورة بنت أم القارورة ترتدي ثوباً بدون اكمام وكانت تلمع مثل الذهب
وقد قاموا الصاغة بالسوق بالتباري في اكرامها بهدايا ذهبية للذكرى وبقوا يمشون خلفها تاركين محلاتهم بيد الصناع
وهذه شيمة العراقي بأكرام ضيفه ان نزل في بصرته او موصله
طبعاً هذه الجلسة كانت وسط وجوم وصمت وحنق نساء الدار , كان شعور الغيرة يرفرف في الجلسة كغيمة مثقلة حتى اندلقت برذاذ الكلام من احداهن عندما قال المتحدث بعد ان صفق بيديه والتفت ذات اليمين والشمال لاستقراء مستوى الدهشة , ( يول يابا ....اول مرة نغشع (مغا لونها وردي
انهالت عليه زوجته بقصف معادي بالكلام ...مما جعله ينهي الجلسة لصالح الرجال عندما قال ( غماد بغاسكم ...اي من جت لمن غاحت ليلى طاهر ولا وحدي منكم نامت بلا دموع )
لا اعرف كيف هم ناموا الازواج ليلتها بعد ان طردوا عقاباً لمهرجان أم الربيعين تلك السنة
في أمان الله



#إيمان_البستاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعطوني عنوان
- أنا الخروف الاسود
- واقعة حفلة أم كلثوم في باريس
- لو خَيّرني ألله
- بئر الحداثة - هكذا إرتويت منه
- ماناو توباباو - قصة لوحة
- نهى الراضي...القمر الخزفي
- نوستوس حكاية شارع في بغداد
- ديوان ريكان ابراهيم بجزئيه - هكذا وجدته


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - إيمان البستاني - قاررورة العسل في الموصل