أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الليبرالية السياسية حل استراتيجي للحراك














المزيد.....

الليبرالية السياسية حل استراتيجي للحراك


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في كل تطوّر أو تحوّل يطرأ على أحداث الحراك في الكويت، تصعد إلى سطح الساحة السياسية نبرة التحذير من الأفراد والمجاميع المناهضة للحريات ولحقوق الإنسان، مؤكدة ضرورة "تنظيف" الحراك من أعدائه، إن صح التعبير. جاء آخر تلك التحذيرات خلال الأحداث المرتبطة بالحكم بالسجن سنتين على الرمز الأبرز في الحراك مسلم البراك، حيث تعالت الأصوات بصورة بارزة هذه المرة، داعية إلى معالجة الحراك لسلبياته، متسائلة: كيف للحراك أن يرفع شعار الحكومة الشعبية ويطالب بالتغيير وصولا إلى إدارة الشعب لنفسه انطلاقا من آلية الديموقراطية، فيما العديد من أفراد الحراك وبعض تجمعاته يعارض مفاهيم الحرية والتعددية واحترام حقوق الإنسان التي تحتاجها مرحلة ما بعد التغيير أو مرحلة الديموقراطية الحقيقية؟ كما تساءلت عن الهدف من سجن الشباب انطلاقا من دفاعهم عما يعزّز مفهوم النقد ويكرّس حرية التعبير، فيما الكثير ممن ينتمون إلى الحراك هم أعداء النقد وأعداء حرية التعبير؟



إن تلك الأسئلة مشروعة، وتحتاج إلى إجابات واضحة وشفافة، لتتم من خلالها معالجة بعض المثالب الأساسية والضرورية الموجودة في الحراك، خاصة تجاه تحقيق شعار الحكومة الشعبية أو حكومة إدارة الشعب لنفسه. فهذا الشعار يستند إلى مجموعة واسعة من القيم الحديثة التي تنظّم مناحي الحياة كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وأظن بأن هناك ضرورة لوجود مفهوم استراتيجي يستطيع أن يكون مدخلا لتلك المعالجة، إذ - باعتقادي - من دونه سيكون الحراك أمام معضلة ادّعى أفراده باستمرار بأنها سبب تراجع التنمية في الكويت. وترتكز هذه المعضلة على مفردة "الهيمنة"، أي هيمنة جهة واحدة على مجمل الحياة السياسية في البلاد.



وهنا لابد من الإشارة إلى أن مفهوم "الهيمنة" له علاقة وطيدة بتراجع مفهوم حرية التعبير وبتضرّر مبدأ احترام حقوق الإنسان وبانتكاس العملية الديموقراطية برمّتها.



يتمثّل المفهوم الاستراتيجي الذي تمت الإشارة إليه، في عبارة "احترام التنوع"، وفي حق الجميع في الحياة وفي التعبير عن آرائهم وحقوقهم، أي مايسمى بـ"الفهم الليبرالي للحياة السياسية"، وهي عبارة تقع في مقابل مفهوم "الهيمنة" الذي يعني أن يكون لجهة واحدة القول الفصل دائما في مختلف الأمور. في حين سيساهم "التنوع" في التأسيس لواقع سياسي/ ثقافي جديد، يتم بالضرورة من خلاله الاعتراف بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لجميع المكونات التي يتشكل منها المجتمع الكويتي، وسيتم التركيز بشكل خاص على الدفاع عن حقوق الأقليات المنتمية لتلك المكونات. وهذا الواقع المتنوع سيكون عاملا رئيسا في معالجة مثالب الهيمنة.



فالحراك لا يهدف إلى تغيير صور الهيمنة من تلك القديمة إلى أخرى جديدة، بل لابد أن يهدف إلى إلغاء الهيمنة وإنشاء واقع سياسي وآخر اقتصادي وثالت اجتماعي جديد يكون التعايش والتعدّد والتنوّع واحترام الآخر أبرز عناوينه. فإيمان الأفراد والمجاميع المنتمية إلى الحراك بالتنوع، هو مقدمة ضرورية لمعالجة السلبيات التي يعتقد العديدون في الحراك بأنها تنتمي إلى مرحلة ما قبل الحكومة الشعبية. ويأتي على رأس تلك المعالجات، المداراة مع الآخر.



لقد اعتقد البعض من أنصار الحراك بأن الوصول إلى مرحلة الديموقراطية الحقيقية، القائمة على إدارة الشعب لنفسه وفق ضوابط احترام الحقوق والحريات، هو بمنزلة وصفة طبية يأخذ المريض جرعاتها الدوائية لساعات أو لأيام معدودة ثم تُعالج علّته. لكن الأمر بالنسبة لأمراض المجتمع، وخاصة لمشكلته المتعلقة بتحقيق الديموقراطية، ليس كذلك. فعلاج علاّت المجتمع يحتاج إلى وصفات استراتيجية، تتفاعل من خلاله مكونات اجتماعية عديدة مع بعضها خلال فترة زمنية طويلة لكي تصل إلى نتيجة معينة.



والليبرالية السياسية، باعتبارها وصفة لاحترام التنوّع والتعايش بين جميع مكونات المجتمع، ستصل إلى مبتغاها في ظل تلك الفترة الزمنية وفق ما يسمى بالآلية التراكمية، أي بعد أن يتعرض الأفراد الساعون إلى تغيير الوضع باتجاه تحقيق الديموقراطية الحقيقية، إلى ظروف عصيبة تهيمن على حقوقهم وحرياتهم. بعبارة أخرى، لا يمكن لمن يئنّ من الهيمنة والإنفراد بالقرار وإلغاء الآخر وانتهاك حقوق الإنسان وتقييد حرية التعبير، أن يسعى إلى تحقيق واقع جديد مغاير وفق أهداف ومفاهيم تعيد كل تلك الأنّات مرة أخرى. فالتراكم ليس هدفه العودة إلى الوضع القديم، بل هدفه اعتبار القديم حالة مرضية يجب معالجتها والوصول إلى واقع جديد يسيطر عليه التنوع والتعايش واحترام الحقوق والحريات.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -شارلي-.. توصيفنا وتوصيفهم
- -بيغيدا-...
- السؤال -خط أحمر-
- لماذا تجبرون الناس على دخول الجنة؟
- كيف يُقدِم المتديّنون على ارتكاب جرائمهم؟
- هل الحرية صنم يجب كسره؟
- الفقه.. والنظام المدني
- الفقه.. والحقوق المدنية
- المثقف.. -نائب- عن الأمة
- كيف نصنع التغيير؟
- تمنّيتها من مسلّم.. ولكن
- أي إصلاح؟
- عبث لا جدوى منه
- هل الدستور الكويتي بحاجة إلى تغيير؟
- تناقضات المجتمع.. ومسؤولية المثقف
- الإقصاء لمعالجة -الإقصاء-؟
- الشيعة.. وحزب الله.. والصراع السوري
- لا تنهزمي.. أمام -السلطة-
- إلى متى -تسجد- المرأة؟
- الثائر.. حينما يَنتقِد الثورة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر السلطان - الليبرالية السياسية حل استراتيجي للحراك