أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المنعم عبد العظيم - هذه امكم يابنى ماء السماء















المزيد.....

هذه امكم يابنى ماء السماء


عبد المنعم عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 22:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هاجر المصرية
كتب ـ عبدالمنعم عبدالعظيم
من مكة المكرمة حيث تهفوا القلوب إلى أم القرى أطهر ملتقى وأقدس وأشرف بقاع الدنيا، حيث يعانق ضيوف الرحمن هذا الثرى الطيب وبين التلبية والطواف والوقوف تواضعا لعظمة الحي الذي لا يموت وإذعانا للقوي الجبار صاحب الملك والملكوت سعيا إلى مغفرة الرحمن الرحيم في متجر عبادته وعند موعد مغفرته، كما يقول الإمام على كرم الله وجهه، تشدنا على البعد أصداء ذكريات سامية كثيرة ارتبطت بهذا المكان الطيب الطاهر وظل عبق أريجها وعبير شذاها يطل من عليائه ويغمر الأرض بالحب والأمل والرحمة والنور ويجمعها بالإيمان والتقوى ويغذيها بالذكر الحسن.
في هذه البقعة الطيبة الطاهرة المطهرة الآمنة الوادعة المطمئنة الذاكرة التي تملأ القلوب أمنا وطمأنينة وتقوى فيها وشائج الإيمان وتجمع شتاتها على هدي الخالق البارئ المنان، وكأني انظر وسط الألوف المؤلفة الذين ارتفعت نجوى قلوبهم إلى عنان السماء عازفة عن كل دنايا النفوس متفوقة على ضعفها تاركة زخارف الدنيا خلف ظهرها لتعيش الفطرة على سجيتها محلقة في ملكوت القدوس السلام العدل مالك الملك سبحانه هاتفة بكل الجوارح ومن عمق أعماق القلوب
{لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إن الحمد والنعمة لك والملك.}
، تشدنى ذاكرة التاريخ بعيدا.
أنظر في هذا المكان الرحب الذي لا تجد فيه موضعا لقدم، إلى زمن كان فيه هذا الوادي قاحلا قفرا أجدب، وامرأة من مصر ارتوت من سلسبيل نيلها الرقراق فلم تعاني ولم تقاسي فى أرضها الخضراء المعطاء عنت الحياة وشقاوة العيش، أتت من أرض رحبة رغده فأكسبتها مصريتها، نضرة وصفاء، ومنحتها روح الحب والأمل والعطاء بالرغم من كونها أمة وقد أكد عديد من المفسرين أنها كانت من بنات الملوك وكانت أسيرة حرب فى بلاط فرعون، أهداها لسارة ولهذا قصة تروى
ان خليل الله ابراهيم عندما حدث جدب في ارض كنعان وجوع قرر الهجرة الى مصرحيث الرخاء ورغد العيش ولين المقام والامن والعدل والسلام وقبل ان يدخل مصر قال لا مراته اعلم انك امرأة حسنة المنظر فيكون اذا راك المصريون ان يقولوا هذه امرأته قبفتكوا بى او يستبقونك قولى انك اختى ليكون لى خير بسييك وتحيا نفسى من اجلك
وجاء فى المشينا اهم المراجع الاسرائيلية بعد التوارة ان ابراهيم خاف على فرعون من الفتنة من جمال سارة الباهر فحملها في تابوت وهم يعبرون تخوم الديار وسأله عمال المكوس عما في التابوت فأنباهم انه شعير قالوا بل نأخذ المكس على انه قمح قال خذوا ما تشاؤون فعادوا يطلبوا الضريبة على بهار فأجابهم الى ما طلبوا فارتابوا فيما يخفيه فطلبوا المكوس على ماقى الصندوق ذهبا فقبل فحيرهم قيولة وخامرهم شك كبير ففتحوا التابوت عنوة فاذا بالنور يفيض من وجه سارة حتى عم الديار
كان خوف الخليل يرجع الى خلل في اخلاقيات العبرانيين لا المصريين الذين كانت حضارتهم ارقى واخلاقياتهم اكثر سموا
قال ابراهيم لسارة ان الجبار ان يعلم انك امرأتي بغلبنى عليك فان سالك فأجيبه انك اختى
فلما دخل مصر راها بعض اهل فرعون وقالوا له لقد قدم ارضك امرأة لا ينبغى ان تكون الا لك فارسل اليها واتى بها فقام ابراهيم الى الصلاة فلما دخلت عليه لم يتمالك نفسه و مد بده اليها فقبضت يده قبضة شديدة فقال لها ادعى الله ان يطلق يدى ولا اضرك ففعلت فعاود مد يدة فقبضت قبضة اشد فقال لها مثل ذلك فعاد فقبضت يدة قبضة اشد
فدعى الذى جاء بها وقال له انك أتيتني بشيطان ولم تأتني بإنسان فأخرجها من ارضى واعطاها هاجر
فاقيلت تمشى فلما راها ابراهيم قال ما هيم قالت كف الله يد الجبار واخدمني خادما قال ابو هريرة تلك هى امكم يابنى ماء السماء
لم يكد فرعون بعلم علاقة ابراهيم عليه السلام يسارة حنى ردها معتذرا عما اوشك ان يقع فيه بدون علم
وهاجر او هاقر وها تعنى زهرة اللوتس وجر ارض
كان المصريون يقدرون الحرمات ويحترموها كجزء من اخلاقياتهم ومقدساتهم
فأهدتها سارة إلى زوجها إبراهيم الخليل عليه السلام علها لتسري عنه إحساسه بالحرمان من الولد وقد كانت له سكنا ففجرت رجولته وأينعت خصوبته، فأثمرت ابنها إسماعيل عليه السلام، فعاد للرجل بشره وهناءة، وهدأت نفسه بعد طول انتظار للخلفة.
ولكن هذا فجر أيضا كل كوامن الغيرة في زوجته، ولها عذرها كأنثى حرمت من العطاء وبلغت عمرا تفقد فيه المرأة الرجاء، فحلفت ان يقطع من جسد هاجرا ثلاثة اجزاء فثقيوا اذنيها فلبست فيهما قرطا فازدادت جمالا وكانت اول امرأة تتحلى بقرط وقطعوا البظر من مكان العفة فكانت اول امرأة تختتن فازدادت نضرة وكانت سارة تتجسس خطاها فلبست ثوبا جرارا ليمحى اثرها وازدادت سارة غيرة فأقسمت ألا يؤويها وتلك المصرية سقف في أرض كنعان.
وغالبت الشيخ فغلبته، فسار بزوجته هاجر ووليدها في الفيافي والقفار حتى ذلك المكان بوادٍ غير ذي زرع عند تلك الربوة الحمراء حيث أطلال البيت العتيق.
هناك ترك امرأته ووليدها لا تملك غير سقاء ماء وجراب تمر، وهرول الرجل راجعا تغلبه دموعه، فلم يملك غير التوسل إلى رب العزة الرزاق الكريم داعيا {ربنا أني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا إنك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شىء في الأرض ولا السماء.}
واستأنف المسير عائدا يدوس لواعج قلبه إرضاء لغرور زوجته العبرانية، وفي قلبه اطمئنان أن الله لن يضيع أسرته المسكينة في هذا التيه.
نعود إلى تلك البرية المقفرة القاحلة في الوادي الأجرد بين الصخور الكالحة والجبال الغبراء وامرأة من مصر وطفل يتلوي من الجوع والعطش بعد أن نفد الزاد القليل.
امرأة لا تملك غير الجزع والدموع، يعلو صراخ الصغير فيكسب صداه الملتاع المكان رعبا ووحشة، ماذا تصنع امرأة وحيده في هذا الهول؟
تجري إلى جبل الصفا تتسنمه علها تجد على البعد ما يبدد وحشتها ويقرب الأمل فلم يجاوبها غير الصمت والفراغ.
تهرول إلى جبل المروة تسعى سعى المكدود اليائس، ولم تلبث تحاول مرة أخرى تسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط حتى أخذ منها التعب واليأس مأخذا فجلست تحتضن صغيرها تنتظر الفاجعة مع لهاث أنفاسه الظامئة الجائعة يتمزق القلب ويتهرئ الكبد.
وما لبثت أن بدأت الحياة تخفت أناتها، وهي تتهاوى على الرمال مستسلمة لقدرها تودع الحياة رويدا رويدا ولم يبق لها ولصغيرها غير عدة أنفاس، وفجأة يحوم طائر حول المكان ويحط على بقعة هناك تنظر إليه بعين قارب بريقها أن ينطفىء ويختفي منها الضياء، ربما كان حلما، وينقر الطائر الأرض بمنقاره فيتفجر ماء زمزم فتهرع السيدة هاجر بقوة الأمل تسرى في كيانها الحياة تروي الوليد وترتوي ويرتوي أيضا الوادي الأجرد وتدب فيه الحياة وتتحقق دعوة الشيخ فتهوي أفئدة من الناس إليهم من كل صوب وحدب.
وتشاء إرادة الحي الذي لا يموت لهذا الطفل إسماعيل عليه السلام أن يحمل حفيدة محمد بن عبدالله عليه السلام خاتم الرسالات السماوية ومصباح الهدى وتتبدد ظلمات الجاهلية ويسطع نور الهداية.
ويحمل إسماعيل عليه السلام مع أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام رسالة السماء والحكمة الإلهية التي شاء الله سبحانه وتعالى لها أن تتحقق من هذه الرحلة المقدسة إلى هذا المكان.
{وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر. قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير إذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم.} صدق الله العظيم.
حقا {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا. ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.}
هذه أمكم هاجر يا أهل مصر هجرت العمران إلى الخراب، فاستطاعت أن تخلق بإذن الله في هذا المكان ما جعله قبلة الحجيج ومحل العابدين ومحط المستغفرين ومتابة الخاطئين وطريق السالكين ومنسك المسلمين وبيت الله الحرام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها في يوم الدين. لقد اختارت هاجر لابنها اسماعيل زوجة من مصر لتكون ام العرب
عبدالمنعم عبدالعظيم محمد
مدير مركز دراسات تراث الصعيد
الأقصر (مصر)



#عبد_المنعم_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهرجان السينما المصرية الاورؤيبة
- هل تزوجت السيدة مريم من يوسف النجار
- الاقصر فى حياة شاعر الكرنك احمد فتحى
- بعد اعلان حركة القتال النوبية كتالة
- محطات رى الغريرة واالرزيقات
- الصعيدى العنيد عبداللطيف ابو رجيلة
- افتتاح مقبرة مرينبتاح
- هيموروس يقتبس رائعته الالياذة من اصول مصرية
- الحلقة الثانية من التراث الذى اغتالوه فى الاقصر
- التراث الذى اغتالوه فى الاقصر
- قراءة فى ملف الاخوان المسلمين
- ديمقراطية العسكر
- موزار يعزف على نايه السحرى فى بيت رب الارباب امون يالاقصر
- عندما كان شرب القهوة جريمة
- قلبى مع حمدين صباحى
- سرقة سجل الملوك من معبد الكرنك
- البابا شنودة زجالا وشاعرا شعبيا
- البابا شنودة الشاعر الرومانسى
- lمن يعيد دائرة الابراج الفلكية لمعبد دندرة
- التمساح سوبك الوحش ا الذى قدسه الفراعنة


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد المنعم عبد العظيم - هذه امكم يابنى ماء السماء