أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - روسيا .... بين عهدين ... (1-2 )















المزيد.....

روسيا .... بين عهدين ... (1-2 )


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4699 - 2015 / 1 / 24 - 23:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



شعارات اصلاح الاشتراكية تحت عنوان البيروسترويكا 1985 – 1989 لم تكن إلا ستارا لتمرير مؤامرة تصفيتها وتحطيم الآمال ولو الى حين بأن ليس للاشتراكية أي حظ من النجاح. لقد كانت سلاح دمار شامل ضد روسيا الاشتراكية بصورة خاصة لكونها مركز الاشتراكية الأولى ومركز دعم الحركات العمالية في العالم. الاعلان عن البيروسترويكا والضجيج الاعلامي الذي رافقها في الغرب والشرق كان اشارة البدء بارساء الرأسمالية في روسيا والزج بها في أتون صراع المصالح والتناقضات الاجتماعية التي قادت الى عدم المساواة والانهيار الاجتماعي واعادتها الى واقع شبيه بذلك الذي تحررت منه في اوكتوبر عام 1917.

أرقام الثروة والدخل في روسيا اليوم تعطينا لمحة عن الكارثة الاجتماعية التي نتجت عن تدمير الاتحاد السوفييتي. فالنظام الصحي والتعليمي قد تم تدميرهما تقريبا وهناك نقص صارخ في الاختصاصات المهنية في كل المجالات وقد تردت البنية التحتية في البلاد بشكل كارثي مسببة الحوادث والحرائق وموت الآلاف وتحطيم حياة عشرات الالاف من الناس خلال ربع القرن الماضي وأدت الى تناقص خطير للسكان. فمنذ عام 1991 تناقص عدد السكان بحوالي 5 ملايين مواطن منهم حوالي مليون ماتوا بسبب الانتحار. فمعدل الانتحار بين الشباب الروس هو الاعلى في العالم. فبحسب الأمم المتحدة ان 22 من كل مائة ألف من الشباب الروس ينهون حياتهم انتحارا مقارنة بـ 7 فقط عالميا. وبحسب الأمم المتحدة سيتناقص عدد سكان روسيا من 143 مليون حاليا الى 121 – 133 في عام 2025.

وتعكس احصاءات البنك السويسري Credit Swiss Bank لعام 2013عن توزيع الدخل والثروة في روسيا الى تراجع مخيف في الحالة الاقتصادية والاجتماعية والصحية للمواطنين والطبقة العاملة خاصة. أما الأقلية الحاكمة والدائرة المحيطة بها فتزداد ثراء وكأن كل شيئ على مايرام. حيث تبين أرقام سجلات البنك أن 35 % من ثروة البلاد تتركز في أيدي 110 اشخاص من مجموع السكان البالغ عددهم 143 مليون نسمة. وبناء على هذا النمط من توزيع الدخل الوطني يعتبر البنك أن روسيا الحالية من بين الأعلى في العالم في مستوى التفاوت الصارخ في الثروة بين مواطنيها حيث 1% فقط من السكان يحوز على 71% من ثروة الشعب الروسي. وان 0,1 % من الروس يملكون بين 100ألف وواحد مليون دولارا. وعند البحث عن بلد كيف يحصل الناس فيه على الثروة لن تجد مثل روسيا.

لم يكن في روسيا السوفييتية مليونيرا واحدا قبل عام 2000 ، لكن في عام 2003 أي خلال ثلاث سنوات من الرأسمالية تحت حكم يلتسين أصبح لروسيا 17 بليونيرا. وفي عام 2008 ارتفع رقم البليونيرات الى 87 و بعد الأزمة الاقتصادية العالمية 2008 – 2009 ارتفع العدد الى 110 ثم في عام 2014 قفز الرقم الى 112 بليونيرا. وبالمقارنة بدول مضى على رأسماليتها عدة قرون كبريطانيا العظمى وهي أقدم رأسمالية في التاريخ وأكبر سارق لثروات الشعوب التي استعمرتها حول العالم فيوجد فيها 47 بليونيرا فقط. أما رقم أصحاب الملايين في روسيا فيشير الى صورة أكثر مأسوية عن طبيعة توزيع الدخل والثروة ما بعد الاشتراكية ، حيث بلغ عدد أصحاب الملايين عام 2014 فقط 213000 الف مليونيرا. واذا علمت عزيزي القارئ ان في ألمانيا رابع اقتصاد في العالم وثاني أكبر دولة في صادرات السلع في العالم يبلغ رقم أصحاب الملايين فيها 386000 الفا ، وفي بريطانيا 513000 ألفا ، وفي فرنسا 274000 الفا. أما في العاصمة موسكو وحدها فيوجد 101000 مليونيرا ، بينما في لندن وهي ثاني أكبر مركز للنشاط المالي العالمي ففيها 281000 الفا فقط . فمن أين جاء هؤلاء البليونيرات والمليونيرات بتلك الثروات الطائلة ..؟ أهناك نشاط اقتصادي صناعي أو زراعي أو خدمي يدر هذا الكم الهائل من بلايين الدولارات غير سرقة ثروات الشعب الروسي وأملاك الدولة الاشتراكية السابقة..؟؟

في مقال للكاتب الروسي واستاذ العلوم السياسية ازرابيل ساميف يذكر فيه ان نسبة أولئك الذين لا يملكون إلا القليل فيشكلون نسبة 40,2% في الريف أما في المدينة فيبلغون 59،7% وقد تزايد الفقر في فترة الأزمة الاقتصادية 2008 – 2009 بينما زادت ثروات أصحاب البلايين. فبصرف النظر عن مدى معاناة الفقراء الروس فقد كثفت الأقلية الثرية من استغلالها لتلك الأزمة بتشديدها الضغوط على الطبقة العاملة والكادحين الآخرين باعادة توزيع الدخل من الأسفل الى الأعلى. وبحسب البنك السويسري فان ثروات البليونيرات قد ارتفعت من 30 % الى 35% في عام 2012. ومنذ عام 2007 تناقص متوسط حيازة الثروة للبالغين من مواطني روسيا ، فبعد أن كانت 14000 دولارا أمريكيا عام 2007 هبطت الى 11900 دولارا عام 2014 ان متوسط الحيازة بعد استبعاد دخل الاقلية الثرية فان المتوسط العام للحيازة ينخفض الى حدود الكفاف.

النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي كما في دول شرقي ووسط أوربا لم ينهار ولم يفشل ، بل حاولوا الدفع به الى الفشل قبل أن يطيحوا به بالتآمر عليه من داخله وبتنسيق ودعم ورعاية أمريكية. كانت الاشتراكية تتقدم بنجاح رغم الحصار الاقتصادي المفروض عليها خلال الحرب الباردة التي صاغها نهاية الاربعينيات الرئيسان الأمريكي ترومان والبريطاني شرشيل. وقد لعب الاعلام المعادي الموجه من قبل الغرب لتشويه صورة الاشتراكية ليس فقط في المجتمعات الغربية ، بل في المجتمعات الاشتراكية ذاتها طوال فترة الحرب الباردة. وقد عمدت سياسة الحرب الباردة التي اصطنعتها الدول الرأسمالية بضغوط أمريكية الى الابقاء على الدولة السوفييتية رهينة لهاجس خطر الحرب لأطول فترة ممكنة بعد الحرب العالمية الثانية. وكان الهدف اجبار الدول الاشتراكية على تخصيص أقصى ما يمكن من مواردها للتسلح على حساب مستوى المعيشة لعامة الشعب. ونتذكر جيدا شحة السلع الاستهلاكية الضرورية المتاحة للفرد السوفييتي طوال فترة الحرب الباردة. وقد زاد من مفاقمتها الاجراءات المشددة التي فرضت على التجارة في التكنولوجيا الحديثة ما يكذب الادعاءات باحترام الدول الرأسمالية لمبادئ حرية التجارة والمنافسة واقتصاد السوق الحرة السائدة في العالم. لقد سعت الدول الرأسمالية بكل السبل للايحاء بأن الاشتراكية غير قابلة للحياة بدليل تخلفها في توفير السلع الاستهلاكية على غرار ماهو سائد ومبتذل في الدول الرأسمالية.
علي الأسدي - يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقوبات الامريكية ... أداة استعمارية قديمة ... ( الأخير)
- العقوبات الأمريكية ... أداة استعمارية قديمة .... (1)
- هل ينجح الأمريكيون ... باسقاط بوتين ...؟؟
- أوهام أوباما .. عن حلفائه العرب والترك...؟؟
- من بول بوت ... الى داعش....!!!
- الحاجة الى كورباجيف جديد ... لتفكيك روسيا ..؟؟
- قتال داعش ليس حلا .. لنجرب التفاوض معها...؟؟
- العلاقات الأمريكية – الروسية وموضوع أوكرانيا...؟؟
- جدار برلين .. ذكرى بائسة ... لحدث نشاز ...،،،
- اعتراف السويد ... بدولة فلسطين ...؟؟
- العراق ... في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ... ؟؟
- ثورة أكتوبر ... في ذكراها السابعة والتسعين...
- الطريق ... الى الاستقرار في العراق...؟؟
- ارفعوا أصواتكم ...لانقاذ أهالي كوباني ..
- كوبا الاشتراكية ... في ذكراها السادسة والخمسون
- هدية أوباما ....للعراق في أعياد الميلاد ... ؟؟
- من يقف ... وراء قيام داعش ...؟؟
- ماذا لو فشل الأمريكيون ... في تدمير داعش ..؟؟
- خطتان ... للقضاء على داعش ...؟؟
- كردستان ... جبهة أمامية لحروب بالنيابة...؟؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - روسيا .... بين عهدين ... (1-2 )