واحدة من مشكلاتنا

نادر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4696 - 2015 / 1 / 21 - 00:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

قال لي. صديق شاعر من بلد عربي محافظ ومغلق ..كل الكتب المعروضة في واجهات مكتبات بلده.هي ردود على كتب ممنوعة" لانراها وﻻ-;-نقرأها أبدأ"..كان هذا في النصف اﻷ-;-ول من تسعينيات المئوية الماضية.أثناء المشكلة التي أثيرت حول رواية سلمان رشدي وأهدر دمه بسببها..وأثناء ذلك كان قد مر على رصيفي دكتور في جامعة دمشق -يدرس الفلسفة- مع عدد من تلامذته.وكنت قد قرأت له قبل أيام مقالة يهاجم فيها رواية سلمان رشدي وكنت أعرف أن الرواية غير متوفرة ولم يقرأها أحدا بعد لا في سوريا ولا في العالم العربي. فتخابثت معه قليلا امام تلامذته.وقلت له بما معناه كيف لدكتور فلسفة أن يتورط في اﻹ-;-نسياق مع السائد وشبك يديه في الدبكة العرمرمية دون أن يقرأ الرواية أصلا.وقلت له أن المتدينين لم يقرأوا يومأ نصأ..قيل لهم أنه يتعرض للدين ...كانو دائمأ يكتفون بآراء شيوخهم. وفي أحسن اﻷ-;-حوال يقرأون فقرة واحدة تم رسم خط أحمر تحتها.....وأضفت أنني لست ضد ماقاله في المقال من إدانة لرواية رشدي وإنما على المثقف أن لايتورط في اﻷ-;-حكام المسبقة الجاهزة الجمعية..عليه أن يتفحص هو اﻷ-;-شياء ويرينا وجهة نظره الخاصة وإﻻ-;- ماذا يعني أنه مثقفأ..مالفت انتباهي أن تلامذته هم الذين تنطحوا لمواجهتي والدفاع عن غلط الدكتور فيما هو كان أكثر تفهمأ منهم وتواضعأ..
المشكلة أن هذه المسألة تتكرر في كل مشهد من مشاهد حياتنا فاالذي يعتقد أنه متحرر من اﻷ-;-حكام الدينية مثلا نراه متورطا في سلسلة أخرى من اﻷ-;-حكام اﻷ-;-جتماعية ..اﻷ-;-خلاقية وغيرها على اﻵ-;-خرين الذين حوله ...
وفي الحقيقة فان أسوأ مافي أﻷ-;-مر أن قوى سياسية وأحزاب وسلطات وأنظمة وجماعات كانت دائما تستغل خصلة النقص هذه عند الجميع وتلفق التهم ضد معارضيها..وتحيلهم الى أحكام المجتمع .
أثر صدور روايتي أوراق الغريب .-تتحدث عن كهل فلسطيني عاش معظم حياته في الغرب يعود الى مخيمه عين الحلوة في لبنان ويعيش جملة من المقاربات والتناظرات المخيالية بين واقع المخيم وواقع الغرب..-
مررت ذات يوم على صحيفة حكومية كعادتي أحيانا ..وما أن دخلت من باب غرفة محرري الثقافة حتى تناولني أحدهم بالقدح مباشرة وكان قد كتب مادة في الجريدة عن الرواية يتهمني فيها بالاباحية والعمالة...قال لي على مسمع الحاضرين أنه لم يتوقع في حياته أن فلسطينيأ يمكن أن يكون امبرياليأ... قلت كنوع من رد الفعل.. أن الفلسطيني أصلأ يجب أن يكون امبريالي.. فراح يكيل لي اﻹ-;-تهامات المبطنة بالشتام.- والمشكلة أنني متهم باستخدام يدي وكنت حالف يمين بعدم استخدامها تحت أي ظرف. مع هؤلاء السفلة-..طبعأ كان يمكن أن أنحني له لو كان صادقا ويعبر عن قناعة حقيقية.. لكنني كنت أعرف أنه يتبع روائيأ فلسطينيأ..هو أول من "مسك "الرواية ووضع خطوطأ حمراء تحت فقرات منها وراح يقرأها لعدد من الكتاب المتدينين.والنافذين في السلطة. وبعد أن "ألبهم".".وشح "علي بعض حشراته من نمط هذا الصحفي التافه
على هذا النحو ياسادة أبدنا ونبيد بعضنا بعضافي هذه المنطقة مرة بنوايا حسنة ومرة بنوايا سيئة وغالبا بسبب انصياعنا للأحكام التي نجد أيضأ.. وأيضأ كثيرأ ..أنها.تدغدغ رغباتنا في الدفاع عن النفس. وتملكنا إدانات ضد آخرين يعيشون بين ظهرانينا..

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل