علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4689 - 2015 / 1 / 12 - 19:19
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
في بلدان كبيرة بكل شيء مثل ألمانيا والسويد وغيرهم ... كبيرة بالإنسان والقانون والحرية والسلام والنقاء والثقافة والأدب والفن والعلم والفكر والفلسفة والتربية والإبداع ... لا يمكن الفصل بين الحكومات والمؤسسات و الشعب ... ولا مكان لتصنيع الإرهاب فيها ... أما مصانع الإرهاب الحقيقية ... فمقراتها معروفة ... إنها في البلدان ذات النظم الإسلاموية ... العسكريتاريّة ... الدكتاتورية ... اللاوطنية ... ذات الجوهر البرجوازي البيروقراطي الطفيلي المشوه ... سواء في بلدان العالم الثالث ... أو في بعض البلدان الشرقية ... و المسماة اشتراكية ...
بين البلدان "الرأسمالية الشريفة" مثل ألمانيا وفرنسا والسويد والدنماك ... والبلدان ذات النظم العسكريتارية الشمولية الوقحة المنتجة والممولة للإرهاب النظري والتطبيقي ... فرق حضاري قد يصل إلى حوالي مئتي سنة تطور ... وهنا أرجو ملاحظة أنني استخدمت الواحدة "تطور" ... وكل سنة تطور تعادل خمسة سنوات زمنية وفقط في حالة توفر الشروط المناسبة ...
من أكبر فظائع الإرهاب هو الإرهاب الفكري والاعتداء على الكلمة ... حتى أن المحاولات المقصودة لإنشاء مقارنات ساذجة بين ألمانيا على سبيل المثال و سوريا على سبيل المثال أيضاً ... هو بمحتواه ... حالة إرهابية ... تحمل في طياتها ... الفوقية والأنانية والإساءة النفسية المباشرة وغير المباشرة للآخر ... ولهذا فإن تحاشي الحديث مع الأصدقاء والصديقات ... والإشارة بشكلٍ قريب أو بعيد ... إلى الجماليات الحياتية على كافة الصعد والمعايير... التي يعيشها القاطن أو القاطنة في هذه البلدان ... هو في حد ذاته محاولة لمحاربة الإرهاب النفسي ...
والإرهاب هو فكر شامل إرادوي ممنهج للنظام القائم ... تبنته الأنظمة الاشتراكية العفنة عدوة الإنسان الحر والمختلف ... وقامت بتصديره لحلفاء معسكرها ... والإرهاب لا يشمل فقط عمليات الاغتيال والخطف والتفجير والتعذيب ... وإنما يمتد بوقاحته إلى فتح الرسائل والتنصت ... إلى قمع الطفل والمرأة ... إلى الأذية النفسية ... إلى الاعتقالات ... إلى الاعتداءات الشخصية .... إلى هدر الكرامة ... وإلى العقود المبرمة مع الأشخاص والمؤسسات .... إلى و إلى .....
أما أن تكون مقرات "الإخوان المسلمين" ومقرات الكثير من التنظيمات من كل بقاع الأرض ... وعلى اختلاف منابتها ومشاربها ومناهجها ... موجودة في ألمانيا و فرنسا وغيرهم ... كما يحاول البعض أن يستخدمه كمأخذ ضد هذه البلدان ... فهذا أمر آخر ... مرّده بالدرجة الأولى ... إلى محتوى الدستور العلماني الإنساني الديمقراطي والمتفق عليه بصورة شرعية ... والذي يكفل سلامة الإنسان وحقه بالوجود ....
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟