أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟















المزيد.....

الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟


هاشم عبد الرحمن تكروري

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 5 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟
...هي ليست بكلمة عامية، أو دون المستوى الذي يليق بمستوى الكتابة، بل هي كلمة فصحى تُعبر عن معناها وفحواها وما تُوحِي به، ولم أجد ما يُعبر عن الحال مثلها، فهي لغةً واصطلاحاً تُعّبر عن نفس المعنى، وهو إسم مبالغة من خِراء بمعنى: الغائط ، وما يطرحه الجهاز الهضميّ من فضلات الطعام سواء من الجوف أو من الشرج، والإسْتِخراء هو لَفظ الفضلات مع ما يرافقه من اشمئزاز بالنفس، يصوره العقل بسبب دناءة المُراد من المعنى، المُنعكس من المشهد، وعندما نستخدمها في سياق العنوان تصبح بمعنى: اشمئزاز العالم من العرب والنظر إليهم بنظرة دونية تُعبر عن عدم الاحترام، والقرف ممّا هم فيه، والتعامل معهم بدونية وعدم مساواة ،وبعد هذا التعريف المُبسط آن لنا أن نقول لماذا هذا الإستخراء؟
إنَّ الناظر لحال العرب يرى هول المشهد من مقام العرب اليوم بين الأمم، وبين ما يجب أن يكون، فبمراجعة تاريخية؛وحضارية؛ وجغرافية؛ واقتصادية؛ وسياسية يظهر لنا سبب هذا الحال، فالعرب تاريخياً من أعرق الشعوب على وجه الأرض فتاريخهم يمتد عميقاً في جذور الحضارة الإنسانية والبشرية، وعاداتهم وتقاليدهم تمتد راسخة في الأرض ولغتهم هي من اللغات القليلة الحية على وجه الأرض منذ آلاف السنين ، ولقد دان لهم الغرب والشرق في عصر الرسالة المحمدية واستمرت هذه السيادة حتى بداية القرن التاسع عشر ، وقد راكمت إرثاً تاريخياً يصلح لان يكون رافعة للحضارات البشرية بأكملها، أمّا موقعهم الجغرافي فهو بمثابة قلب العالم القديم والحديث معاً، روحياً فهو: مهبط الوحي، وموطن الديانات السماوية الثلاث، ومادياً فهو يصل بين قارات العالم الأساسية " أسيا؛ إفريقيا؛أوروبا" بحيث يشكل محور لا يمكن الاستغناء عنه للتواصل بين سكان هذه القارات، كما أنه يشرف على محيطات وبحار العالم الرئيسة، ومن خلال مضائقه تمر مجمل حركة التجارة بين دول العالم، من قناة السويس ومضيق جبل طارق وغيرها، كذلك فإن موقعه الإستراتيجي ونسبة سطوع الشمس على مساحة كبيرة تجعل منه مصدر رئيس للطاقة الشمسية في المستقبل، والتي من المتوقع لها أن تشكل بديلاً لكثير من مصادر الطاقة الأحفورية التي تتعرض لاستهلاك جائر ينبئ بنضوبها في السنوات القادمة ، ومن ناحية اقتصادية فالوطن العربي يتربع على قمة تجارة النفط والغاز العالميين ،والذي لا غنى للعالم أجمع عنهما، كما أنه يحتوي على موارد معدنية هائلة مثل: الحديد والفوسفات واليورانيوم والنحاس والكوبالت وخامات الألمنيوم والذهب ،مّما يجعله محرك أساسي في العالم لهذه التجارة، ناهيك عن الثروة السمكية التي تحويها البحار المحيطة به، بالإضافة للثروة الحيوانية الهائلة في ربوعه، كما أنه يحتوي على أراضٍ صالحة للزراعة، والتي وفي حال استغلالها لجعلت منه سلة الغذاء الرئيسة في العالم،فما ذكر سابقاً يجعل من الوطن العربي قاطرة تقود العالم بأجمعه، وكذلك يجعله محط أنظار الطامعين الذين لا يدخرون جهداً للسيطرة عليه والتمتع بما يحتويه من ثروات ومقدرات ؛ ولهذا قامت الحملات للسيطرة عليه منذ قديم الزمان، فمن الجيوش الفرعونية والبابلية والرومانية إلى الحملات الصليبية المتواصلة ،والتي كان ظاهرها ديني وباطنها اقتصادي للسيطرة عليه ، وفي العصور الحديثة بذلت القوى العالمية الجديدة جهدها لتفتيته من خلال القضاء على وحدته وتقطيع أوصاله إلى دول ودويلات، وبناء أنظمة عميلة تدين بالولاء للغرب، و أيجاد جسم غريب في مركز القلب منه "إسرائيل" لتسهيل السيطرة عليه ونهب خيراته ومقدراته، فنجحت في ذلك أيما نجاح، فأصبحت الدول العربية في مؤخرة الركب العالمي واستنزفت مقدراتها، فنفطها يباع بأبخس الأثمان، وتسيطر على إنتاجه مجموعة من الشركات العالمية بنسب تتجاوز 51%، وغازها يباع بأسعار تكاد لا تغطي تكاليف إنتاجه، ومواردها المعدنية تباع بصورتها الخام مثل الفوسفات والحديد واليورانيوم وخامات الألمنيوم وغيرها بحفنة من الدولارات، وأهملت الأرض الزراعية فأصبحت بور لا تقوى على إنتاج شيء، واستغلت مياهه الإقليمية من شركات الصيد الدولية، والتعليم أصبح في الحضيض ، فنسبة الأمية في بعض الدول العربية تتجاوز60%، وفي الترتيب العالمي لأفضل ألف جامعة في العالم تكاد لا تجد جامعة أو اثنتين من الجامعات العربية، والمساهمة في الإنتاج العلمي والبحثي أقل من0.01% من النتاج العالمي، والمحتوى الأدبي والعلمي والتكنولوجي باللغة العربية يكاد لا يصل إلى 1% من المحتوى العالمي ،أمّا في القطاع الصناعي ورغم كل الإمكانيات فإن الصناعة العربية لا تتجاوز بأحسن أحوالها بعض الصناعات الاستهلاكية والقليل القليل من الصناعات المنتجة في القطاعات التكنولوجية والثقيلة والحيوية والطبية، وفي المجال السياسي فإن العرب مهزلة للأمم وحقوقهم منتزعة وشرفهم مُداس، وأرضهم مباحة للبعيد والقريب وصوتهم غير مسموع ، وعند رؤية هذا الواقع نعلم لماذا هذا الإستخراء للعرب، لا شك أن ما يتمتع به من إمكانات جعلت العالم يتداعى عليه كما يتداعى الأكلة على قصعتهم، ولكن من سهّل هذه القصعة لتكون وجبة سائغة للآكلين، ...إن الغرب وفي طريقه لفعل ذلك لم يستطع أن يفعل شيئاً على مدى طويل من الزمن، إلاّ من بعد ما أوجد طغمة حاكمة في كل دولة من الدول العربية تعمل لصالح المستعمر مقابل مصالحها الذاتية ، وهذه الطغمة عملت على تمكين الغرب من السيطرة على مقدرات الأمة ونهب ثرواتها وجعل الأرض العربية بمثابة قاعدة عسكرية للغرب يصول ويجول بها بلا رادع ولا سؤال، يقتل ويبطش ويدمر تحت مُسمّى القضاء على الإرهاب، كما أنها -أي هذه الطغمة -عملت على إيجاد طبقة واسعة من المنتفعين، والتي تحرص على إبقاء الوضع على ما هو عليه تحقيقاً لمصالحها وخدمة لأسيادها، وهي على استعداد لبيع الوطن والمواطن لمن يساعد على بقائها وللحفاظ على مكاسبها، هذا ما سهّل للعالم المتنمر في الغرب على استخرائنا ونهب ثرواتنا واستباحة أرضنا وعرضنا ، وللخروج من هذا الواقع المزري يجب على الأمة العربية أن تستيقظ وتلفظ هذه الطغمة وأعوانها المنتفعين، وإيجاد نخبة سياسية همّها همّ الوطن ومصلحتها الشخصية هي خدمة الوطن ، وجعل الوحدة بين الأقطار العربية هدف بالغ الأهمية ، من هنا نعود لقيادة الأمم ونصبح امة قائدة بدلاً من أن تكون مقيودة، وتعود لنا حقوقنا ومواردنا وعزتنا ومكانتنا بين الأمم، وتعود هذه الأمة لتقود ركب التقدم العلمي والحضاري والإنساني .



#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة نثريات السجن(10)، حياة جديدة
- سلسلة نثريات السجن(9)، ثورتي
- -إنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ ... وَظُهُورَ الْقَلَمِ-
- سلسلة نثريات السجن(8)،مشهد درامي
- صناعة الأعداء
- سلسلة نثريات السجن(7)، معادلة بسيطة
- إن مشيئة العبد تتناسق تناسقا كليا مع مشيئة الرب
- سلسلة نثريات السجن(6)، أخي سلام أرسله إليك
- المُسْتَهْبِلونَ والمُسْتَهْبَلِينْ
- مسرحية تحقيقي في بيتح تكفا
- حساب أسير
- أُقتل، فالثمن أسف !
- شعب
- سلسلة نثريات السجن(5)، حلف مدى الزمان
- سلسلة نثريات السجن(4)، امرأة
- ما بين مبدأ -اللايقين لهايزنبيرغ- و-فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِع ...
- نثريات السجن(3)، يوم اعتقالي
- المُدَبِرْ أم المُدِيرْ
- سلسلة نثريات السجن(2) احترقت أيامي
- سلسة نثريات السجن(1) ،حياة بلا عنوان


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاشم عبد الرحمن تكروري - الإسْتِخْرَاءْ العالمي للعرب؛ لماذا؟