أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد














المزيد.....

امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد


فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري

(Fayad Fakheraldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 1309 - 2005 / 9 / 6 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الحوادث الكثيرة التي برزت في المشهد العراقي، استوقفني حادثتان تعبران عن الحرب المعلنة على العراق بدون (رتوش) إعلامية!!
امرأتان، أميركية وأخرى إيطالية..
(جيسكا لنش).. مجندة من المارينز الأميركي في العراق، (أسرت) ذات يوم على يد (الإرهابيين).. بعد مقاومة عنيدة منها.. ثم حررها رفاقها بعملية بطولية غامضة، لتعود جيسكا إلى واشنطن مكللة بكل تيجان النصر والتحدي.. وتطل على الشعب الأميركي مقعدة على كرسي متحرك، تدمع عيناها حين تتحدث عن الأمة الأميركية، فتدمع معها عشرات الملايين من عيون الشعب الأميركي..
جوليانا سيغرينا.. صحفية إيطالية اختطفت من قبل (الإرهابيين) أيضاً، وأطلق سراحها بعد مفاوضات طويلة، إلا أن القوات الأميركية تطلق النار على سيارتها قبل أن تصل إلى مطار بغداد بسبعمئة متر، وهي عائدة إلى روما فتصيبها بجراح خطيرة وتردي ضابطاً إيطالياً برفقتها قتيلاً بعد أن تكوم بجسده فوقها لحمايتها من رصاص المارينز الأميركي..
كلا الحادثتين تحملان حقيقة كبيرة، تختفي بين التفاصيل، لتغور عميقاً فيما يسمى النظام العالمي الجديد..
جيسكا لنش بعد أسابيع من الحديث البطولي عنها وعن (المارينز ـ السوبر)، تتحدث صحيفة (الواشنطن بوست) ومراسلي الـ BBC في العراق، أن جيسكا كانت قد تعرضت لحادث سير ورقدت في مشفى عراقي حتى شفيت، وبعلم المخابرات العسكرية الأميركية التي أخفت هذا الخبر إعلامياً ثم اخترعت قصة تحريرها (البطولية) في عز هزائم الأميركان على يد المقاومة العراقية..
(جوليانا سيغرينا) حفلت جعبتها بالكثير من الأسرار والحقائق، طيلة فترة أسرها، وقبل ذلك من خلال عملها الميداني إعلامياً في جميع المناطق العراقية التي يجتاحها الخطر والخوف والخطف والتفجيرات.. والقتل.
وسيغرينا بين الخاطفين (الإرهابيين) والمحررين (الأميركان).. انحازت إلى خاطفيها: (لم أتعرض خلال مدة الاختطاف لأي أذى نفسي أو جسدي.. كانوا شرفاء وأخلاقيين.. إنهم أصحاب قضية)!!
ونددت بادعاءات التحرير والديمقراطية وحقوق الإنسان والحرب على الإرهاب التي تطلقها قوات الاحتلال: (لقد حذرني الخاطفون من أن المارينز لن يسمح لي بالخروج حية من العراق.. وأنهم يطاردون الحقيقة، في سبيل قتلها ودفنها في العراق.. لتختفي معها خريطة المصالح الأميركية، والوحشية الأميركية وحجم الإبادة الجماعية التي تمارسها في العراق..
وفي أحد الردود الأميركية (العجيبة) لتبرير إطلاق النار على سيغرينا: أن إطلاق النار كان خطأ ولو أراد المارينز قتل سيغرينا لكان استأجر مرتزقة عراقيين لذلك؟!!
هو تبرير ضعيف.. إنما هو اعتراف قوي وكبير وخطير، أن المارينز يستأجر مرتزقة للقيام بتفجيرات ومذابح، ولن يكون الأمر صعباً على فهم حقيقة الكثير من المجازر بعد هذا الاعتراف.. خصوصاً التفجيرات التي طالت جوامع وحسينيات.. وكنائس أيضاً!!
الغريب في قصة سيغرينا، أنه قد توترت العلاقات بين أيطاليا وأميركا بعد تلك الحادثة، وبيرلسكوني (رئيس وزراء إيطاليا وعراب مافيا تمتد بين واشنطن وروما، هدد آنذاك بسحب القوات الإيطالية من العراق، وبتقديم استقالته بعد ضغط شعبي كبير، إلا أنه بعد أيام تراجع عن كلا الفكرتين.. وسكت العالم أجمع عن جوليانا سيغرينا.. حتى اليوم!!
(جوليانا) الصحفية الجميلة، والجريئة.. تحمل أسراراً وحقائق لا يعلمها أحد، دفنت مع دفن قصتها تحت تواطؤ النظام العالمي الجديد، ووراء كواليس الامتداد الأخطبوطي للمخابرات الأميركية في إيطاليا وأوروبا وبقاع العالم أجمع.
(جيسكا لانش) ظلت ترمز إلى البطولة الأميركية عبر جغرافية العالم الذي تجتاحه أميركا بـ(الديمقراطية والحريات والحرب على الإرهاب)!!
والأهم بهوليوود التي تنتج هذه الأيام فيلماً بعنوان (جيسكا لانش) قُدمت له كل تسهيلات وزارة الدفاع الأميركية، وفُتح (مزراب) المال السياسي على أوسعه في سبيل (جيسكا) التي تعرضت لحادث سير في العراق.. ليس إلا!!
تحية إلى سيغرينا بدءاً من لوركا وماياكوفسكي وتشي غيفارا وفرج الله الحلو وجان جينه وكمال عدوان وناجي العلي والشيخ ياسين وحسن نصر الله والمقاومة العراقية..
سيغرينا ستبقين ضمير العالم الذي يرفض عجلة الكذب الأميركي..
جيسكا لانش.. هنيئاً لك بدموع العلم الأميركي ونياشين هوليوود المصنوعة من ورق مقوى وكرتون.. وأكذوبة تتكرر من سايغون إلى بيروت إلى كابول.. إلى بغداد.



#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)       Fayad_Fakheraldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنتقدوا النظام السوري في لبنان حتى لا يغتالكم - الشرق الأ ...
- مصباح -علي بابا-.. والديموقراطية!!
- فيدرالية.. ومن بعدي الشيطان!!


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فخر الدين فياض - امرأتان.. في ظل النظام العالمي الجديد