أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل جعفر عبد الرضا - داعش والمال والعولمة















المزيد.....


داعش والمال والعولمة


نبيل جعفر عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 10:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


داعش هى اختصار لتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام
والاختصار كألتالى
د : الدولة
أ : الاسلامية
ع : العراق
ش : الشام
في شهر آذار من العام 2009 أطلق سراح آلاف المعتقلين من معسكر "بوكا"، الواقع قرب الحدود مع الكويت والذي يحتجز فيه بعض أشدّ متشدّدي حرب العراق تطرّفاً ،. فهذا المعسكر صار يمثل اليوم الفصل الافتتاحي في تاريخ ما يسمى "داعش", حيث أن العديد من زعماء هذا التنظيم بمن فيهم أبو بكر البغدادي كانوا معتقلين فيه ولعله كان نقطة التقائهم أصلاً ببعضهم. فبناء على ما يقوله آمرو السجن السابقون والمحللون والجنود أن معسكر بوكا قد هيأ محيطاً فريداً لجرّ السجناء إلى الفكر المتطرّف وجرّ نزلاء آخرين إلى التعاون، وأن دوره كان تكوينياً في نشوء وتطوّر أقوى منظمة متشدّدة في يومنا.
تقول مجموعة "سوفان"، وهي منظمة تعنى بتحليل الجماعات الإرهابية: ان تسعة من كبار قادة "داعش" كانوا معتقلين في "بوكا". فعدا البغدادي نفسه، الذي أمضى خمس سنوات في بوكا، هناك الزعيم الثاني للتنظيم، واسمه أبو مسلم التركماني، وكذلك أحد كبار المسؤولين العسكريين الملقّب بحجي بكر (وهو مسجل الآن في عداد القتلى) وزعيم مجموعة المقاتلين الأجانب الملقّب أبو قاسم. أن الفترة التي قضوها في السجن عمّقت تطرّفهم ووفّرت لهم الفرص لتوسيع أعداد أتباعهم. ".هكذا نهض "داعش" من رماد ما كان السجناء السابقون يطلقون عليه تسمية "مدرسة القاعدة". يقول تقرير لصحيفة واشنطن بوست ان هؤلاء السجناء عندما أطلق سراحهم في 2009 عادوا إلى بغداد وهم يتحدثون في أمرين: التطرّف والانتقام.
«داعش» ليست منظمة إرهابية فقط، بل هي فكرة خبيثة. الآيديولوجيا التي قامت عليها «داعش» هي نفسها التي قامت عليها «القاعدة» . ولا يمكن هزيمة فكرة خبيثة باستخدام التحالفات العسكرية فقط. لعل هذا الفكر الخبيث وما سينتج عنه هو أسوأ ما سيواجهه العالم خلال السنوات العشر المقبلة. هناك فكر جاهز ومعلب وله صبغة دينية، يمكن أن تأخذه أي منظمة إرهابية، وتحشد له آلاف الشباب اليائس أو الحاقد أو الغاضب، وتضرب به أسس الحضارة والمدنية والإنسانية. أن هذا الفكر الخبيث الذي قامت عليه «القاعدة» بأدواتها البدائية من كهوف أفغانستان واستطاعت أن تزعزع به أمن العالم وتقلق راحته هو الفكر نفسه الذي تقوم عليه «داعش» اليوم، وتستند في تنفيذه إلى أدوات تكنولوجية متقدمة وموارد مالية ضخمة ومساحة جغرافية هائلة ومشاركة قتالية واسعة من مختلف مناطق العالم

العالم مر عليه في تاريخه الحديث والقديم من هم أسوأ من «داعش» وأخواتها وانتهى بهم الأمر في صفحات التاريخ السوداء. لعل إحدى حسنات «داعش» وإيجابياتها أنها وحدت العالم، وجمعت الأضداد، وجعلت الجميع يضع خلافاته جانبا ليواجه هذا الخطر المتنام
أظهرت لنا أزمة «داعش» مدى الترابط الأمني بين مختلف دول العالم. لا يمكن لأي سياسي يعيش في أي مكان في العالم أن يتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، فحتى لو كان بعيدا عن النيران فستصله حرارتها لأن الحدود الحقيقية بين دول العالم سقطت، والحواجز ألغيت، وإلا فكيف يمكن أن نفسر قدرة هذا التنظيم الذي لم يتعد عمره العشر سنوات على استقطاب مقاتلين من 81 دولة حول العالم، وحشد أكثر من 30 ألف مقاتل مستعدين للموت ولارتكاب أبشع أنواع الفظائع والقتل التي شهدها العالم في العقود الأخيرة؟
لقد أثبتت «داعش» أن العالم أصبح اليوم أكثر عولمة من أي وقت مضى. «داعش» منظمة إرهابية بربرية وحشية لا تمثل الإسلام، ولا تمثل أيضا الحد الأدنى من الانسانية

بجميع المقاييس وعلى كافة الأصعدة، نجح تنظيم "داعش" في اكتساب صفة العولمة بشقيها المتميزين:
1- المعاملة الوطنية
2- وحق الدولة الأولى بالرعاية.

جاء التزام "داعش" بمبدأ المعاملة الوطنية في القتل والتشريد والتنكيل لكل من يقف في طريقها دون تمييز بين الأديان، وأرسى قواعد حق الدولة الأولى برعاية الإرهاب في جميع دول العالم دون خلط بين الأوطان. ولم يبق لاكتساب عضوية "داعش" في النظام العالمي الجديد سوى تسجيل شهرتها غير الأخلاقية في سجلات حقوق الملكية الفكرية كأفضل مثل عرفه التاريخ في الفوضى الخلاقة، وتوثيق مكانته غير الإنسانية كأكثر المنظمات عولمةً للإرهاب على وجه القرية الكونية.
كما نجح "داعش" في تطبيق قواعد العولمة بعنصريها الأساسيين: الرأسمالية والتعددية، ليصبح "داعش" أغنى جماعة إرهابية في العالم بعد استيلائها على شمال غرب العراق وسيطرتها على أصول 425 مليون دولار أميركي من البنك المركزي بالموصل. هذا في الوقت الذي انخفضت فيه هذه الأصول إلى 300 مليون دولار لدى "حركة طالبان"، و100 مليون دولار لدى "حركة الشباب الصومالية"، و55 مليون دولار في جعبة "تنظيم القاعدة"، وارتفعت أسهم المنظمات الإرهابية في البورصات العالمية بسبب هذه الأصول، لتتصدر أخبارها مقدمة عناوين الفضائيات وواجهة الصحف والمجلات.
وفي العولمة التعددية، حقق "داعش" ما لم يحققه العديد من التحالفات الاستراتيجية، فازداد عدد مقاتلي "داعش" إلى أكثر من 30000 مقاتل، ينتمون إلى 81 دولة حول العالم، منهم 15000 مقاتل اجنبي . وتفوقوا بذلك على المنظمات الإرهابية الأخرى، حيث لا تزيد هذه التعددية على 7 دول في "حركة طالبان"، و8 دول في "تنظيم القاعدة"، ولم يكتف "داعش" بحشد أنصاره الإرهابيين من مختلف أرجاء المعمورة، بل حدد شروط عضويتهم في ميدان العولمة التعددية ليكونوا جميعاً من قطعان الغاب وقطاع الطرق وأنصاف البشر.
واليوم جاء "داعش" ليؤكد لنا أن مفهومه الملتوي للعولمة لا يقتصر على الرأسمالية والتعددية فقط، بل يمتد ليشمل كافة الجوانب الاجتماعية والفكرية والبيئية. فعلى المستوى الاجتماعي أطلق "داعش" فتاوى جهاد النكاح، التي أصبحت من أبرز مظاهر العولمة الملتوية، لكونها تجعل من شعوب العالَم أُسرةً واحدةً، في إطار عقد نكاح موَّحد ومتعةٍ فريدة تحت سقف واحد. هنا تميزت عولمة "داعش" عن النظام العالمي الجديد، وسبقت الدول المتقدمة والنامية معاً في تعزيز الروابط المتزايدة بين كافة الشعوب وعلى مختلف الأصعدة، تأكيداً لمواقف الإرهاب الدولي، الذي ينادي بأن العولمة ليست مجرد قضية اقتصادية، بل هي مفهوم ثقافي تذوب في أحكامها مقومات المجتمع.
وعلى المستوى الفكري أكد "داعش" أن مفهومه الملتوي للعولمة يشمل السيطرة على العالم بالأفكار الهدَّامة والهيمنة على الشعوب بالفتاوى الضالة، لما تحتويه من أساليب محكمة تؤدي إلى مَحْو الهُوية ونزع الخصوصية وزج الشباب في النزاعات الطائفية للتضحِية بأرواحهم كسباً لمقام الجنّة. لذا تمكنت الجماعات الإرهابية من ترويج أفكارها وفتاواها وتعظيم خسائر البشرية بشكْلٍ عام والمسلمين بشكل خاص، فأبادت في أفغانستان والصومال وسورية والعراق ونيجيريا أكثر من540 الف مسلم خلال 7 سنوات. وغدت هذه الأرقام شهادة إنجاز على جبين "داعش" وغيره من العصابات التي أزهقت 65 ضعف عدد الشهداء المسلمين في حروب العالم العربي مع إسرائيل خلال نصف قرن،.
وعلى المستوى البيئي، حولت عولمة "داعش" المواقف الدينية كلها إلى مناسبات دنيوية، وتفْريغ محتواها من القِيَم والنظُم والتشريعات، وإغراق بيئتنا العربية بالفتن والنزاعات والغزوات لخدمة مصالح الأعداء ودعم فلول البغي والبهتان. ولتعزيز مبادئ عولمته البيئية، لجأ "داعش" إلى استباحة مصالح شعوبنا الوطنية وأتلف ثقافتنا القومية وقوض معتقداتنا الدينية، مما أدى إلى استبدال البيئة الإنسانية بالفوضى الهمجية، وإزالة كافة الحواجز الثقافية لإثارة النعرات الطائفية، فانشغلنا بأدبيات "داعش" الإرهابية لتتفاقم مشاكلنا وتتعاظم مصائبنا ونتناسى أعداءنا..
من الواضح أن جميع الحركات المتطرفة والأصولية والجهادية استطاعت أن تستخدم جميع منتجات العصر لضرب العصر، وجميع منتجات الحداثة لضرب الحداثة، وهي لا تجد غضاضة في استخدام فضاءات العولمة والاتصال من أجل العدوان على العالم. هذا التجنيد الممنهج على الإنترنت هو استخدام عكسي لهدف التقنية، ومثل ذلك يصح على موضوع التواصل إذ تستخدم أحدث أساليب التواصل لغرض الفصل بين البشر وجعلهم في حرب دائمة، ليكون الجميع عدو الجميع، ويصبح الكون غابة موحشة لا يقر فيها أحد ولا يترعرع فيها نبت. لقد شكل نموذج «داعش» أحدث الصيحات والموضات الإرهابية، لقد كان نموذجا مدويا في كارثيته!

ثروة «داعش» تأتي من مصادر دخل مختلفة ومعظمها جُمع محليا داخل العراق وسوريا. ولا شك أن التنظيم أخذ الكثير من العبر من أخطاء مؤسسته الأم - «القاعدة». فقد أظهرت الوثائق أن التنظيم المتطرف لم يعتمد بشكل كبير على التبرعات متجنبا بذلك انقطاع موارده حال استهداف شبكات تمويله. بل فضل التوجه نحو تهريب النفط إلى بلدان أخرى في المنطقة ونحو الابتزاز وفرض الضرائب خاصة على الأقليات غير المسلمة، ومؤخرا بيع ممتلكات سكان الموصل.
اولا : : النفط
يبقى إنتاج النفط أكبر مصدر للدخل يعتمد عليه تنظيم داعش كان إجمالي إنتاج الطاقة يزيد على 30.000 برميل يوميا في دير الزور وحدها في سوريا، «تبيع الجماعة النفط لمن يقوم بشرائه»،. فعملاء «داعش» كثيرون إن كان في سوريا وتركيا وإقليم كردستان العراق ، يقول “بول ستيفان” المتخصص في شئون الشرق الأوسط في جامعة جورج تاون في واشنطن :داعش تنمو في المنطقة الأغنى بالغاز و النفط والتجارة وليست في صحاري أفغانستان . وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن أعظم انتصار مالي لداعش عندما استولت على مدينة الموصل العراقية ونهبت بنوك المدينة ، فقد استولت على نحو 240 مليون جنيه استرليني ، وهي تسيطر أيضا على خمسة حقول للنفط أي تحصل على 1.8 مليون جنيه يوميا كإرادات ، بالإضافة إلى تهريب النفط عبر الحدود إلى تركيا .
النفط التي تسيطر عليه داعش، سواء في العراق أو سوريا، يجري بيعه النفط بأسعار بخسة للغاية، وفي الغالب يجري شحن النفط الداعشي إلى تركيا عبر أراضي إقليم كردستان». من دون أن يوضح ما إذا كانت السلطات الكردية على علم بهذا الموضوع أم لا، لكنه يوضح قائلا: «الصهاريج تخرج معا من كركوك إلى تركيا، وليس من السهولة التفريق بين صهاريج النفط المبيع قانونيا أو النفط الداعشي. ومنذ أكثر من شهرين تحاصر عناصر «داعش» مصفاة نفط بيجي شمال بغداد، وهي المصفاة الحيوية التي تزود العاصمة العراقية ومناطق أخرى بالوقود الذي يأتي مباشرة من حقول نفط كركوك، لهذا يخطط تنظيم داعش لعمليتين كبيرتين، الأولى هي الاستيلاء ولو على جزء من آبار نفط كركوك الغنية، والثانية السيطرة على مصفاة نفط بيجي لتكتمل دورة استخراج النفط وتصفيته والتجارة به، فالنفط كما هو معروف أهم وسائل تمويل «داعش».يقول الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حمت قوات البيشمركة الكردية محافظة كركوك من احتلال (داعش) لها على غرار احتلاله لمحافظة نينوى»، منبها إلى أنه «لو سيطر (داعش) على كركوك لكانت حدثت مصيبة كبرى للناس؛ للعرب والأكراد والتركمان، وكان سيطر على منابع النفط وأنبوب التصدير الذي يعبر من خلاله نصف مليون برميل يوميا إلى تركيا و300 ألف برميل يوميا إلى بيجي، وكان هذا هدفهم، السيطرة على كركوك ومصفاة بيجي لتكون منابع النفط والمصفاة بأيديهم . يقول شلال عبدول، قائمقام طوزخورماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين أن «مسلحي (داعش) يهربون النفط الخام العراقي في الصهاريج»، مشيرا إلى أن «عشرات الصهاريج تمر من خلال أو بالقرب من قضاء طوزخورماتو محملة بالنفط الخام باتجاه إقليم كردستان أو تسلك طرقا ترابية باتجاه غرب العراق».
وقال إن «الجماعات المسلحة و(داعش) يسرقون النفط الخام من آبار نفط قرب سلسلة جبال حمرين، وكذلك هناك آبار نفط تبعد 35 كيلومترا غرب طوزخورماتو»، مشيرا إلى أن «هذه المناطق لا تقع تحت سيطرة الحكومة أو القوات العسكرية.. وقسم كبير منها، منذ التاسع من يونيو (حزيران) أي بعد سقوط محافظة نينوى، يقع تحت سيطرة (داعش)».
وأضاف قائمقام قضاء طوزخورماتو أن «هناك ما بين 50 إلى 100 صهريج تعبر من خلال القضاء أو نرصدها من بعيد، حيث يتخذ السائقون طرقا ترابية غير معبدة بعيدة عن سيطرة الأجهزة الأمنية أو قوات البيشمركة». وقال إن «قوات البيشمركة التي تسيطر على القضاء استطاعت أن تحجز أكثر من 50 صهريجا محملة بالنفط الخام المسروق، وقد أمر وزير البيشمركة السابق جعفر الشيخ مصطفى، بإحالة السائقين إلى القضاء ومصادرة النفط المسروق، إلا أن تدخلات كثيرة من جهات عدة، بالإضافة إلى أن الأوضاع الأمنية في القضاء وعدم انتظام الدوائر الحكومية، أدت إلى غلق المحاكم التي تنظر في قضايا هؤلاء السائقين، وقد أخلي سبيلهم». وأوضح عبدول أن «حجم ما يحمل في الصهريج الواحد هو ما بين 30 إلى 36 ألف لتر مكعب، ويبلغ سعر هذه الحمولة ما بين 10 آلاف إلى 14 ألف دولار أميركي»، مشيرا إلى أن «(داعش) يسرقون غالبية النفط الخام من أنبوب النفط الذي يغذي مصفاة بيجي ومن مناطق أخرى يمتد فيها الأنبوب أو حتى من أنابيب التصدير».
اما سعر البرميل الواحد من نفط (داعش) يتراوح بين 10 و12 دولارا، بينما يبيعه الوسيط أو التاجر بسعر 25 إلى 30 دولارا للبرميل الواحد، وأجرة سائق الصهريج تبلغ في أحيان كثيرة 50 دولارا يوميا، فإذا تأخر 3 أيام مثلا وهو في مكانه فالأجرة ستبلغ 150 دولارا، بينما الأجور تنخفض إذا جرى إرسال النفط إلى تركيا أو إيران أو روسيا؛ كون المسافة معروفة وتستغرق ما بين 3 أيام وأسبوع، وهذا يعتمد على طبيعة الظروف الأمنية وتشديدات الحدود».

ثانيا : الضرائب
ومصادر الدخل الأخرى التي تعتمد عليها الجماعة المتطرفة تشمل الابتزاز من عمليات الخطف وتحصيل الضرائب في المدن الكبرى وكذلك على محاور الطرق الرئيسة.
فقد أفادت تقارير صحافية كثيرة أن الضرائب التي تفرضها المنظمات المتطرفة على سائقي الشاحنات في العراق أو على طول الحدود العراقية تتراوح بين 200 إلى 300 دولار أميركي. كما تفرض الضرائب على الشركات في المدن الكبرى . يشير مجلس العلاقات الدولية بأنه وفي عام 2013، عندما كانت مدينة الموصل تحت سيطرة العراق، كان تنظيم "داعش" يحصل على ثمانية ملايين دولار شهرياً من خلال سلب الأموال وفرض الضرائب على أصحاب الأعمال المحليين، ومع إحكام التنظيم سيطرته على مناطق واسعة من العراق يتوقع بأن يتضاعف هذا المبلغ، كما ظهرت تقارير أشارت إلى أن التنظيم يقتطع جزءاً من المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ثالثا : الايجارات
وجد تنظيم “داعش” الارهابي نفسه فجأة وريثاً غير شرعي للآلاف من الأملاك غير المنقولة قوامها مساكن وأراض سكنية وزراعية، ومشاريع صناعية وتجارية في مختلف أنحاء نينوى،
بعدما أحكم داعش قبضته على الموصل مطلع حزيران”يونيو”آلت إليه ممتلكات عامة وخاصة ضمها إلى ما أسماه”بيت المال”ضمن خلافة ولاية نينوى التي أعلنها لتضخيم سلطته أمام المواطنين وإجبارهم على الرضوخ له.
وعملياً فإن داعش صار بديلاً عن بلدية الموصل في جباية بدَّلات الإيجار عن العقارات التي قوامها منطقتان صناعيتان في جانبي المدينة تضمان أكثر من 5000 محلاً وورشة صناعية، مع الآلاف من العقارات الأخرى في مختلف مناطق المدينة بينها مشاريع صناعية وعمارات تجارية ومشاريع سياحية في منطقة غابات الموصل..
هذا فضلا عن إيجارات الممتلكات المصادرة من الأشخاص الذين يصنفهم «داعش» أعدائه.
ويفيد الموقع الإلكتروني لصحيفة «نقاش» أن الجماعة تقوم بجمع الإيجارات، وتتصرف تماما مثل سلطة بلدية الموصل وتحصل الكثير من الإيجارات من 2 من المناطق التجارية الكبيرة على جانبي الموصل. ويقدر أن ثمة ما يزيد على 5.000 شركة تجارية في هذه المناطق. يجمع «داعش» الإيجارات أيضا من أجزاء أخرى من المدينة - بما في ذلك المشاريع الصناعية في أماكن عدة أخرى وحتى من المرافق السياحية في مناطق الموصل. معظم هذه الممتلكات كان ملكا للسكان المحليين الذين فروا أو أولئك الذين أجبروا على الخروج وصودرت ممتلكاتهم من قبل «داعش». تشمل هذه الممتلكات منازل وشركات عائدة لسكان مسيحيين، وممتلكات للمسلمين الشيعة والشبك، وبعض منهم من المسلمين السنة، فضلا عن أفراد من الجيش العراقي والشرطة والمسؤولين الحكوميين والسياسيين والقضاة والمدعين العامين.
رابعا : بيع العقارات والآثار
ومن المعروف أيضا أن الجماعة قد استولت على الإيرادات التابعة للوقف السني في نينوى. وذكرت صحيفة نقاش أن «داعش» يخطط الآن لبيع بعض من تلك العقارات في مزاد علني.
وهي تقدر بمئآت الدور السكنية المستقلة أو الملحقة بالجوامع والمساجد، فضلاً عن العمارات والمحال التجارية في عموم مدينة الموصل وأطرافها.
فضلا عن ذلك فان الكنوز الاثرية التي وضع «داعش» يده عليها اصبحت احد المصادر المهمة للثروة الطائلة التي يمتلكها.
خامسا : الابتزاز
تقوم "داعش" بتحصيل الأموال بتكتيكات مألوفة لمنظمات المافيا أكثر منها لجماعات جهادية ثورية، إذ قال مراسل "The Daily Beast" جوش روجين، لـ CNN بأن التنظيم يمتاز "بالحصول على أمواله من خلال نشاطات جمع تبرعات إرهابية (مثل) الخطف والسرقة والسطو، ولهم معاملات بالاتجار بالمخدرات، ومخططات لغسيل الأموال، إذ اختطفت أعداد كبيرة من المواطنين الأتراك والهنود خلال الأسبوع الماضي، بعد تغلغل "داعش" في مناطق واسعة شمال غرب العراق.
سادسا : التبرعات
أشار مراسل "The Daily Beast" جوش روجين، في تقارير إلى أن "داعش" حصلت على تمويل من خلال جهات ثرية خاصة تعيش في الكويت وقطر والسعودية، وهي دول تعتبرها أمريكا حلفاء لها، وقال روجين لـ CNNإنه وفي الوقت الذي رفض فيه المسؤولون الحكوميون في هذه الدول أي ارتباط مباشر بتمويل هذا التنظيم، إلا أنه أضاف بأن العديد من المسؤولين كانوا على علم بالتبرعات غير المباشرة لكنهم اختاروا تجاهلها. كما أن حركة "داعش" نشرت تقريراً لنشاطاتها (أبرزت فيه نجاح عملياتها وتوسع نطاق نفوذها)، في خطوة أشار إليها محللون في مركز "Institute of War" بأنها محاولة لإظهار قدرات الحركة للمتبرعين المتعاطفين مع قضيتها.
سابعا : غنائم الحرب
كسب مقاتلو "داعش" كثيراً من سيطرتهم على الموصل، التي تعتبر ثاني أكبر المدن العراقية في بداية يونيو/حزيران، إذ سطت الحركة على البنك المركزي وغيرها من المراكز المالية في المدينة، وحصلت على مبلغ كبير من الأموال قدرت لتساوي 430 مليون دولار. ووفقاً لبعض الحسابات، فإن هذا المبلغ ساعد في بلوغ الحركة ميزانية تساوي ملياري دولار، وهو مبلغ لم تملكه أي من الحركات الأخرى مثل القاعدة أو طالبان، يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه مدونة "The Money Jihad" إلى أن "داعش" تملك حالياً ميزانية أكبر من بعض الدول مثل تونجا وكيريباتي.
. وزارة التجارة العراقية تقول باستيلاء التنظيم على أكثر من مليون طن قمحاً، خمس خزين الصوامع، وحاجة العراق بحسب وزارة الزراعة الأمريكية 5 .6 ملايين طن يستورد العراق نصفها . وفي تصرفه مزارعون ورعاة الماشية .. وتقول منظمة "فاو" أن 40 في المئة من أراضي العراق الخصبة باتت في قبضة التنظيم . كما يقوم داعش ببيع الايزيديات التي يعدهن من غنائم الحرب اذ تنشط سوق بيع الايزيديات وبثمن قدره عشرة آلاف دولار لكل امرأة .



#نبيل_جعفر_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكالية الخلاف بين سومو وكومو
- الاحتلال والفساد --- دراسة حالة العراق
- لماذا لا تأخذ البصرة إستحقاقها من موازنة البترودولار
- الموازنة الاتحادية في العراق لعام 2013
- سياسات تطوير القدرة التنافسية للاقتصاد العراقي
- الآفاق المستقبلية لمناخ الاستثمار في العراق
- السياسات المقترحة لجذب الاستثمار في العراق
- بعض مؤشرات مناخ الاستثمار في العراق
- عوائق الاستثمار في العراق
- دبي من التخلف إلى الثراء
- البيئة الاستثمارية في كردستان
- دور السياحة الدينية في تنمية الاقتصاد العراقي
- دور السياحة في تنويع مصادر الدخل في العراق
- المشاريع الصغيرة في العراق
- متطلبات إصلاح القطاع المصرفي في العراق
- نحو ستراتيجية جديدة لاصلاح الاقتصاد العراقي
- دور الدولة في الاقتصاد العراقي
- العناصر الجاذبة للاستثمار في البصرة
- آفاق تحسين مناخ الاستثمار في البصرة
- عمل الاطفال في الشوارع


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل جعفر عبد الرضا - داعش والمال والعولمة