أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: سافرة والسجناء














المزيد.....

تغريدة الاربعاء: سافرة والسجناء


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 15:44
المحور: المجتمع المدني
    


في العراق أديبات مبدعات كثيرات، منهن سافرة جميل حافظ التي ولدت أوائل ثلاثينات القرن الراحل، وتخرجت في قسم اللغة العربية ـ كلية الاداب عام 1956 وكان معها من الطلبة مظفر النواب، غائب طعمة فرمان، مدني صالح وسليم البصري، وكان تخرجها بعد ست سنوات من الدراسة لأنها حكمت بالسجن وفصلوها لاشتراكها في انتفاضة 52 المجيدة، ولم تتعين لأن ليس لديها شهادة (حسن سلوك) اذ سلوكها معارض للنظام، ومن خلال مشاركتها في الانتفاضة ومن خلال سجنها تعرفت على الحزب الشيوعي فانتمت اليه والى الرابطة الزاهرة.
ولأنها لم تتعين فقد امتهنت الصحافة في جريدتي "الاخبار" والبلاد"، وفي "الاخبار" نشرت عام 1957 أول قصة لها وإسمها (دمى وأطفال)، وما ان أشرقت شمس 14 تموز 1958 الغامرة حتى صارت سكرتيرة عامة لرابطة المرأة التي كانت رئيستها ـ آنذاك ـ د. نزيهة الدليمي.
وفي شباط 1963، عندما غطت سماءنا غيوم سود قاتمة حابسة، اعتقل الغرباء في سادس يوم من أيام المحنة، القاصة سافرة مع زوجها البطل الشعبي "محمد حسين أبو العيس"، ليكون مقامها تعذيبا في سطح قصر النهاية فيما اودع زوجها في سراديب القصر ذاته، وبين فينة وأخرى كان السادة الجلادون يأتون بالزوج "أبو العيس" ويعذبونه أمام زوجته "سافرة" عسى أن ينهار أحدهما، وعندما يستشهد ابن المعتقلة الحامل "أم فاضل" يجيئون بسافرة ويربطونها مع الميت، ترى من يستطيع النظر الى الميت، أي ميت، ناهيك عن ربطه معه؟
ومن قصر النهاية تؤخذ سافرة الى ملعب الكرخ الذي صار معتقلا بفضل الحرس القومي الشهم، ومن هناك تسمع مع رفيقاتها بحركة البطل الاسطوري "حسن سريع"، ثم ينقلونها الى الملعب الاولمبي، ياه، أهذه كلها ملاعب أم مدافن؟ ويتدخل الزعيم السوفيتي "خروتشوف" فيخفف حكم الاعدام عن "سافرة" الى السجن ليودعوها سجن النساء، وكان لوالدتها الحاجة "عائشة عبد الفتاح" دور تحملته اذ وقفت عاما ولم تجلس الا وابنتها معها في البيت باقامة اجبارية ضافية.
سافرة جميل حافظ، الان في قيادة اتحاد أدباء العراق، ولم أتعجب أن أحد زملائنا لم يختر لها قصة في كتابه (مختارات من القصة العراقية الحديثة)، مع اختياره نصين لنفسه ولشقيقه. لم أتعجب، ولكني تعجبت واستغربت من مؤسسة السجناء السياسيين التي تنتظر دليلا من هذه السافرة بالسيرة المجيدة والتاريخ المشرف والاسم اللطيف حتى تثبت أنها من ضحايا 1963، على الرغم من أن الجواهري دوّن اعتقالها، فهل لواحد أو لواحدة من السجناء كلهمو شهادة كالتي لها، اذ قال عنها في خريدته "سلاماً .. إلى أطياف الشهداء الخالدين"، التي مطلعها:
سلاماً وفي يقظتي والمنام ... وفي كل ساع ٍ وفي كل عام ِ
حتى يقول، وهو شاعر العرب الاكبر:
و"سافرة" ستربِّ النسورا ... توفي أبا "العيس" فيهم نذورا



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الاربعاء: النمور
- تغريدة الاربعاء: الشياطين
- تغريدة الاربعاء: سلطان
- تغريدة الاربعاء: -الاطلال- .. عراقية
- تغريدة الأربعاء: الحب هالحرفين
- تغريدة الاربعاء: الى متى يا بغداد؟
- تغريدة الأربعاء: دم في الشوارع
- تغريدة الاربعاء: الذئب وعيون بعشيقة
- تغريدة الاربعاء: الولاية الثابتة
- تغريدة الاربعاء: سلامة الرؤساء
- تغريدة الاربعاء: العريف
- تغريدة الاربعاء: يا ضوه ولاياتنا
- تغريدة الاربعاء: حكمة الحصيني
- تغريدة الاربعاء: عليجة من قمر
- تغريدة الاربعاء: ما هي أحلامك؟
- تغريدة الاربعاء: عن الانتخابات الاسرائيلية
- تغريدة الاربعاء: (العراقية) العراقية
- تغريدة الاربعاء: ما يصيرون أوادم
- تغريدة الاربعاء: بعير الحكومة
- تغريدة الاربعاء: الخازوق العراقي


المزيد.....




- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: سافرة والسجناء