أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن















المزيد.....

فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:23
المحور: الادب والفن
    


حصل مؤخرا الفنان خالد أبو النجا علي جائزة أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الدورة ال ٣-;-٦-;-، وكان من الجدير بالذكر أن يشار إلى واحد من أهم اعماله السينمائية فى الآونة الأخيرة، وواحد من أهم أدواره التى قدمها على الإطلاق، والتى بالفعل أجدها أنها كانت بداية لتقدم أعمق فى قدراته الإبداعية، وهو فيلم فيلا 69، خاصة وان هذا الفيلم يلامس بقعة ضوء تكشف واقعنا الذى أصبح مستمر.

***************************************

فى أوقات متقاربة نسمع خبر هدم فيلا اثرى لبناء مبنى جديد، وكذلك الشكاوى من انحدار الذوق العام وتدهور الأخلاقيات، وجمود الحس الانسانى اجتماعيا شيئا فشيئا، وفى فيلم فيلا 69 تم التحدث عن كل من هذا وذاك، بتفاصيل إنسانية راقية التعبير، مضفرا إياهم فى تناغم معبرا عن حال المجتمع الآن.

حيث يعرض الفيلم حياة شخص متقدم فى السن يقطن بإحدى الفيلات القديمة، حزين، وحيد باختياره، بعد أحداث يشار إليها من بعيد قادته إلى الوحدة إجبارا، يعلم هذا الشخص انه سينهزم جسده قريبا بعد صراع من المرض، بعد أن صارعت أيامه مع بشر خذلوه، فقرر أن يواجهه دون مقاومة وحيدا عن باقى البشر قدر ما استطاع، وفى رحلة أيامه الأخيرة المتألمة، اقترب منه ما لم يتوقع الحميمية منهم، وفيها تمر أحداث تكشف كيف كان هذا الشخص يرصد تدهور المجتمع فى بوتقة من الأخلاقيات والإنتاج البشرى، التائهان فى واقع قبيح، هذا الشخص هو "حسين" الذى قام باداؤه الفنان خالد أبو النجا.

وقد ربط الفيلم بين قيمة الإنسان والفن والأثر بعَصَب الأخلاق، فحين تدهورت الأخلاق فى المجتمع ظهرت نتائجها على السلوك الاجتماعى، والتى جاء انعكاسها على انطباعات "حسين" عما يدور حوله من تغيرات مجتمعية متدهورة، متضحة فى تصرفات أخته غير الأمينة على موروثهم العائلى، وهذا قد تحدث عنه الفيلم انه مسلك أصبح من شيم إنسان مجتمع هذا الزمن، وهو هدم القديم وإعادة بناء جديد بما يفيد مصالحه الشخصية، ضارا به قيمة المكان الأثرية وموروثه الشكلى والجوهرى، وأضاف الفيلم إشارة منه إلى تأثيره على الذوق العام، مارا بانحدار هذا الذوق فنيا سواء على المستوى الموسيقى والغنائي والشعري، بل وحتى على الإحساس فى كل منهم.

وكان للمخرج رؤيته الخاصة فى تجسيد حالة الفيلم، فقد تقدم الإخراج بعرض القضية الصاخبة المشاعر بتعبيرات هادئة، لم يتوقعها المشاهد إنما أرى انه قد يحتاجها بالفعل، كما تجنب النص تكرار الكلمات، وابتعد عن المغالاة فى الألفاظ والتعبيرات، وقدم توازنا مع الإخراج فى تجسيد نفسية المْشَاهِد، وانعكاسها على المُشاهد.

حتى أن الصمت كان موظفا بحنكة دون ان يُضفى ملل على المتلقى، فقد كان عبارة عن توفير فرصة مع كل ثوانى صمت، فى نقلات بين الجمل وبين المَشاهد، لاعطاء مساحة تنفس لكل من العقل والقلب، بما قد تم تعايش معه المُشاهد فى أعماق نفوس شخصيات العمل، وقد ساعد على هذا جليا الموسيقى التصويرية التى عملت على هضم الُشاهد لمشاعر وأحداث صاخبة التأثير، إنما بطريقة هادئة تتماشى مع هدوء الكاميرا ودرجات ألوان الصورة.

وفى النهاية نجد أن هذا ال"حسين" ما هو إلا تجسيد لما تبقى من إنسانيات فى مجتمعنا، بما أصبحت عليه من عدوانية وبما تتملكه من شعور طيب وإحساس، لا تستطيع البوح بهما فى اغلب الأحيان، فقد صنعت تلك البواقى الإنسانية فينا لنفسها سياجا من العنف ليحميها، حتى تموت برحيل عن عالمها الاجتماعى فى سلام، ولم يكن هذا الانطلاق نحو المشيب، سوى تدهور صحتنا الآدمية التى غدت فى تقوقع على وجودها، مع قبولها للاندثار بصمت فى دواخلنا!، وفى معرفته بخبر اقتراب نهايته حيث مرضه القائد لوفاته، كان اقرب تعبيرا عن احباطات إنسان مجتمعنا.

أما نهايته فكانت انبعاث روحه من طاقة أمل، جعلته وكأنه يرى الحياة بعيون جديدة، والشوارع بعيونه القديمة، حيث كان منفذ هذا المشيب الحزين إلى الأمل، هو الإطلالة من نافذة الشباب بعد عقد الصلح معها، وبعد حدوث توافق بين الطرفين، كان شعاع الأمل والرضا الذى أشار إليه الفيلم فى النهاية، حيث تمكن الشباب من اصلاح ما تشوه فى ماضينا وما فسد فى حاضرهم، فهو بالتأكيد الحل الأمثل لواقع مدقع المشاكل وحياة فى أيام الموت.

وقد عبَّر هذا الدور عن مدى نضوج الفنان خالد أبو النجا الفنى، فهو لم يؤدى الدور كمتمرس، بل كحكيم فى التعبير عن مُسِّن فى حالة نفسية مزاجية ومرضية خاصة، مدروسة فى تعابير لغة الجسد، وخطواته، ودرجة ميل الظهر فى ارتخاء فقراته قليلا إلى الأمام، وحدود نبرة الصوت التى برغم عنف شخصيته، إلا انه لم ليلجا فى التعبير عن هذا العنف إلى صخب فى النبرات، إنما امسك بها فى حيز معين صنعه لنفسه ليتحرك بتعبيراته الصوتية فيه، ماعدا المَشاهد التى ألزمت بالصراخ حسب تقييد النص، وهذا كان ما أثرى قيمة أداؤه فى تعابير الوجه.

وقد حصد فيلم "فيلا 69" على العديد من الجوائز، منها على سبيل المثال وليس الحصر، خمسة جوائز من الدورة ال40 من مهرجان جمعية الفيلم، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم من أعضاء الجمعية والجمهور, وجائزة العمل الأول، وجائزة أحسن ممثل للفنان " خالد أبو النجا " عن دوره فى الفيلم, وأيضًا حصل على جائزتين أفضل دور ثان رجال ونساء.

وجوائز الدورة الـ 62 من مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما، حيث نال ثلاث جوائز في ختام المهرجان، وهم أفضل ممثل للفنان خالد أبو النجا، أفضل تصوير لحسام شاهين، وشهادة تقدير لهبة يسري عن دورها بالفيلم.

الفيلم هو التجربة الأولى للمخرجة أيتن أمين، والسيناريو لمحمد الحاج بالاشتراك مع محمود عزت، قام ببطولته خالد أبو النجا، والنجمة أروى جودة، مع الفنانة الكبيرة لبلبة، ومجموعة من الوجوه الجديدة التى قدمت الدور بتلقائية شديدة غير مبالغ فيها.

وفيه قد تفوق خالد على نفسه وعلى العديدين ممن قدموا تلك النوعية من الأدوار، التى تهتم بطرح تطورات نفسية أكثر منها تطورات حدثيه، والتى نرجو أن تهتم بتقديمها السينما المصرية فى مجتمع زمنه الحالى، يعتصر الإنسان وقيمته وإنتاجه الموروثى والفنى، متجاهلا حقه فى حاضره، حتى يكون هناك مصداقية فى انعكاس واقعه وإنذار مستقبله أيضا.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرامة الأنثى وقبول الأرض
- الغرور علف الحمقى والكبرياء معلفهم
- يواجهنا الله بأنفسنا فى الطبيعة
- فَكِرن قبل الغناء
- الطبيعة درس من الله
- عصفور إن سقطت فلآكل لا لأنبطح
- ارفع رأسك يا جدعون بين بنايات بابل الشاهقة
- فليُغشى صدق مجد مريم العذراء على كذب مجدك
- فليُشغى على كذب مجدك صدق مجد مريم العذراء
- ولفضلات الشيطان وعد بالحياة
- احذروا أن توقظوا الأحصنة التى بداخلكم
- ماذا لو كانت Jennifer Lopez شابة فى مصر 2014؟!
- إلى المزيفين من كل من
- لا يغرنَّك الحشد
- لَملم الحطب من جبال ثلجك
- عزيزى الصفر
- وإن كان هناك ريا وسكينة فلا تلوموا حسب الله وعبد العال
- عطور المديح لن تُخفي رائحة موتكم
- *حمزة العيلى فى مسكّر* .. حينما يتحدث الفن عن المبكومين
- هاتوا الأحجار وجربونى


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - فيلم فيلا 69 يربط بين قيمة الإنسان والأثر والفن