الانتخابات التشريعية بتونس

دومنيك لوروج

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 08:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

دومنيك لوروج ، ماثيو فريدي


بالرغم من خيبة أمل قسم من السكان، وخاصة بين الشباب والفئات الأشد حرمانا، فاقت نسبة المشاركة 60٪.

في اثناء انتخابات أكتوبر 2011، حصل حزب النهضة على 41.5٪ من المقاعد. لم يحصل حاليا سوى على 31.8٪ منها. على هذا النحو عبر قسم من السكان عن رفضه لعامين من حكم النهضة و ما رافقها من عنف اسلامي. (1) وقد شهد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية و التكتل اللذين شاركا في السلطة انهيار عدد نوابهما. (2) .

تمكن حزب نداء تونس، المتحدر معظم قادته من السلطة القائمة منذ الاستقلال حتى العام 2011 (3)، من الحصول على المرتبة الأولى بـنسبة 39.2٪ من المقاعد. وضاعفت الجبهة الشعبية، التي تضم معظم اليسار وبعض القوميين العرب، مرتين ونصف مرة عدد نوابها بـحصولها على نسبة 6.9٪ مقابل 2.8٪ سابقا.

الحكومة المقبلة

لن تشرع هذه الحكومة في العمل سوى في أوائل العام 2015. و لكن سيجري، قبل متم شهر نوفمبر، تكليف رئيس الوزراء المقترح من حزب نداء تونس بتشكيلها في غضون شهر أو حتى شهرين المقبلين.

ومن المتوقع إجراء مفاوضات طويلة بسبب افتقاد حزب نداء تونس أغلبية في المجلس.

أوضح رئيس حزب النداء قبل الانتخابات أنه سيتوجه أولا إلى الأحزاب الصغيرة الثلاث التي كان قرر التقدم معها إلى الانتخابات. (4) لكنها لم تحرز أي مقعد.

كان أعلن في فترة سابقة عزمه على توسيع هذا التحالف ” ليشمل الأحزاب التي تشاركنا نفس الرؤى والمشاريع”، و في الآن ذاته أجاب بمراوغة غامضة على سؤال إمكان شمول التحالف لحزب النهضة (5).

تقدم انتخابي لليسار

خلافا لما حدث في أكتوبر 2011، تقدمت معظم قوى اليسار موحدة. فانتقل عدد نواب الجبهة الشعبية من 6 إلى 15، منهم 6 من حزب العمال، و4 من الوطنيين الديمقراطيين الموحدين، اثنين من رابطة اليسار العمالي، و 3 من القوميين العرب. ومن المرتقب أن تتعرض الجبهة الشعبية لضغوط قوية لحملها على التصويت بالثقة على الحكومة المقبلة أو المشاركة فيها، أو التصويت على الميزانية (6).

ولإيصال مطالبهم ، سيتمكن السكان أيضا من الاعتماد على بعض النواب المستقلين، مثل عدنان حجي، رمز الحوض المنجمي بقفصة.

عزم مؤكد على “إغلاق قوسي العام 2011″

يتمثل مشروع حزب النداء في استعادة تونس مكانها بالكامل في السياسة المطلوبة من قبل المستثمرين الأجانب والتونسيين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، الخ. إي مواصلة عمل الحكومات السابقة، و يسعى الحزب بوجه خاص إلى :

مواصلة أداء الديون الخارجية،

تطوير التجارة الحرة في القطاع الزراعي والخدمات والصفقات العمومية

خفض الضرائب على أرباح الشركات،

خصخصة الشركات المصادرة من عصابة الرئيس المخلوع بن علي

مواصلة خفض الإنفاق الاجتماعي بما في ذلك خفض دعم السلع الأساسية.

فرض “النظام الاجتماعي” في المراكز الصناعية الكبيرة، وخاصة الحوض المنجمي.

مكانة التعبئات

بعد أن تطفل عليها طيلة زهاء أربع سنوات التقاطب بين النيوليبراليين “الحداثيين” والنيوليبراليين الإسلاميين، ستعود المسألة الاجتماعية الى الواجهة.

في هذا الصدد، سيكون لموقف الاتحاد العام التونسي للشغل بدور حاسم. كانت قيادته في العامين 2012 و 2013، منشغلة أساسا بسعي إلى إنهاء سلطة حزب النهضة بطريقة هادئة. ومن ثمة دورها المحرك في إرساء الإطار التوافقي المفضي في يناير 2014 إلى المصادقة على الدستور وتشكيل حكومة “التكنوقراط” المؤقتة الموكول إليها في المقام الأول تحضير الانتخابات . وترافقت هذه السياسة مع علاقات حسن جوار مع نقابة ارباب العمل التونسية.

الآن وقد تحققت معظم الأهداف السياسية للإتحاد العام التونسي للشغل ، ينتصب السؤال حول اتجاه تطور ميزان القوى داخله بين من سيتفادون “إزعاج” الحكومة المقبلة باسم “المصلحة الوطنية “، ومن يرون في الدفاع الحازم عن مصالح العمال أساس العمل النقابي.

يبقى أيضا معرفة جواب اليسار ، أحزابا وجمعيات ونقابة، على تطلعات من كانوا القوة المحركة للثورة، أي الشباب والعاطلين عن العمل والعمال والنساء والفئات المحرومة داخل البلد.

نشر بجريدة حزب مناهضة الرأسمالية الجديد – فرنسا

تعريب المناضل-ة

إحالات:

عدم المشاركة في الحكومة منذ يناير 2014 ، قلل الرفض الكثيف الذي لقيه هذا الحزب بعد مشاركته في الحكم مدة عامين.

لم يحصل حزب رئيس الجمهورية المرزوقي، المؤتمر من أجل الجمهورية ، سوى على أربعة مقاعد (مقابل 29 في عام 2011)، وانتقل التكتل (فرع الأممية الاشتراكية في تونس)، وهو حزب رئيس المجلس الوطني التأسيسي، من 20 مقعد إلى مقعد واحد.

باجي قايد السبسي، حزب نداء تونس، كان تباعا وزير داخلية، ودفاع، وشؤون خارجية في عهد بورقيبة، ثم رئيس مجلس النواب في 1990 و 1991. وكان وزيرا أولا من27 فبراير 2011 حتى قيام حكومة حزب النهضة في ديسمبر 2011.

منذ 2012 فتحت ابواب حزب النداء على مصراعيها لعدد متنام من مسؤولي حزب بن علي، وكان بعضهم على رأس قوائم الانتخابات التشريعية في اكتوبر 2014، وفي الآن ذاته جرت تدريجيا ازاحة بعض المسؤولين الذين لم يرتبطوا بالسلطة القائمة قبل 2011.

تشكل تحالف الاتحاد من أجل تونس مطلع العام 2013 بنداء من السبسي. لكن لم يتقدم المكونان الرئيسان لهذا التحالف الى الانتخابات بشكل موحد. فقد غادر احمد نجيب الشابي الاتحاد من اجل تونس في ديسمبر 2013 و لم يحصل سوى على مقعد واحد، فيما صرح نداء تونس انه سيقدم مرشحين باسمه وكذلك فعل الحزب الاشتراكي في انتخابات 2014 كانت اللوائح الانتخابية المقدمة باسم الاتحاد من اجل تونس هي المرتبطة بمسار ( وريث الحزب الشيوعي التونسي) صرح السبسي يوم 16 اكتوبر قائلا:” «الحق أجيب بما قاله المثل العربي فالنداء والنهضة عبارة عن خطيْن متوازييْن لا يلتقيان إلا بإذن الله.. وإذا التقيا فلا حول ولا قوة إلا بالله».

في يناير 2014 رفضت الجبهة الشعبية مساندة حكومة “التكنوقراط” التي اعقبت حكومة حزب النهضة :” حكومة جمعة حكومة رفضنا منحها الثقة. هذه ليست حكومتنا مع اننا لا ندعو اليوم إلى اسقاطها”. بصدد موقف الجبهة إزاء الحكومة المقبلة، صرح أحد قادتها مطلع اكتوبر قائلا:” نحن لسنا مع حكومة وحدة وطنية. ليس واردا بالنسبة لنا دخول حكومة للتعايش مع حزب النهضة وقدماء حزب بنعلي”. من المرتقب ان تشهد الجبهة الشعبية ، بعد الدور الأول من انتخابات الرئاسة في 23 نوفمبر، نقاشات حول الموقف في الدور الثاني إذا غاب عنه الهمامي

#دومنيك_لوروج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات