أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناسوتي المغترب - السياسة مرآة كاذبة سلاحها الإعلام غير الشريف















المزيد.....

السياسة مرآة كاذبة سلاحها الإعلام غير الشريف


الناسوتي المغترب

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك خاصية تفتقدها عقلية السياسي المغربي بشقيه اليساري واليمني وهي مراجعة الذات من حين لآخر، فهو يؤمن بقدسية رؤيته للأمور ومواقفه منها. في حين أن عالم السياسة، خاصة الغربي المتحكم في وسائل الإعلام، في الواقع هو مرآة كاذبة تعكس الأمور بوجهها المزيّف مخفيةً ماهيتها. حتى لا أكثر في الحديث المبهم لنحاول إعادة النظر في الأحداث التي باتت تُعرف بـ"الربيع العربي" بعدما ابتعد نوعاً ما عنّا في الفضاء الزمني مما قد يجعلنا ننظر إلى تلك الأحداث من زاوية غابت عنّا بفعل العاطفة التي يتميز بها الإنسان الشرقي أثناء الانتفاضات الشعبية.
تغنى الإعلام الغربي(إقرأ الأمريكي) أول أمس، وردد من ورائه الإعلام العربي وغير العربي، بالثورة التونسية والمصرية والليبية والسورية.. وهلل بالأمس بالثورة الأوكرانية وقدم ما حصل ويحصل بهذه الدول على أنها إرادة الشعوب الطامحة للحياة الكريمة وبناء المجتمع الديمقراطي، كما أوضح لنا هذا الإعلام أنّ الديمقراطية نموذجها غربي وإلا فتلك ليست بثورات وإنما انقلاب عليها وجب تقويمه بـ.. المتطرفين (سوريا، ليبيا، مصر، اليمن، أوكرانيا.. وما هو آت أعظم). لكن الحقيقة نبعت من مؤلفات الكاتب الأمريكي جين شارب مثل "من الديكتاتورية إلى الديمقراطية" و"198 طريقة للمقاومة السلمية"، صحيح أنه في شبابه كان ينتمي لتيار اليساريين الترتسكيين، لكن ذاك الانتماء كان مجرد نزوة شبابية سرعان ما مرت، حيث اعترف جين شارب الكهل أن تفكيك الاتحاد السوفياتي كان من إبداعه وتحديداً انفصال دول البلطيق عنه. وإذا تمعنا في ما حصل بدول "الربيع العربي" فسنكتشف أن السيناريو الذي أبدعه هذا الكاتب الأمريكي وأعطى ثماره انطلاقاً من دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي مرورا ببعض بلدان رابطة الدول المستقلة هو نفسه الذي نُفّذ بتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وكانت محاولات لتنفيذه بالمغرب. وهو يقتضي أن تخرج الجماهير إلى الشوارع وتعتصم بالمراكز الحيوية وتعلن العصيان المدني حتى سقوط النظام. وما دامت الرياح لا تأتي دائماً من حيث تشتهي السفن فإن عباقرة البيت الأبيض أدخلوا بعض "التحسينات" على السيناريو لتنصاع الريح لإرادة السفن أي استخدام قناصة "مجهولين" يُطلقون النار على المتظاهرين ورجال الأمن فتشتعل نار الفتنة، فيقوم الطابور الخامس بطلب النجدة من الغرب (ليبيا نموذجاً). لكن عبقرية سيناريو جين شارب، حسب اعتقادي، تكمن في تحويل الجماهير إلى قطيع يمتثل لإرادة خارجية دون أن يعلم. والسر يكمن في انتفاضة شعبية بدون قائد وتهميش كل القوى السياسية الوطنية التي بإمكانها ضبط الجماهير وقيادتها نحو ديمقراطية حقة، لأن الهدف ليس هو تحرير هذه الشعوب من قبضة حكم ديكتاتوري مستبد وإنما إضعاف الدولة وتفكيكها لتصبح لقمة صائغة للهيمنة الأمريكية. وقد يعترض أحد بالقول أن زين العابدين بنعلي أو حسني مبارك كلاهما كانا حليفين مخلصين لواشنطن بالمنطقة. هذا صحيح، لكن هناك مبدأ سياسي يقول:"لا يوجد أصدقاء دائمون، كما لا يوجد أعداء أبديون وإنما هناك مصالح ثابتة"، ومصلحة البيت الأبيض، وحلفائه من المعسكر الأنجلوسكسوني، في إضعاف الاتحاد الأوروبي وتفكيكه وبالتالي القضاء على عملته اليورو التي باتت تهدد الدولار عماد الاقتصاد الأمريكي الذي بُنيت على أساسه الإمبراطورية الأمريكية. إذا دققنا في ماهية الأمور فسوف نلاحظ أن تونس ومصر، بل وليبيا لم يقع الاختيار عليها بالصدفة، بل اُختيرت بعناية فائقة، حيث أن الغاز الطبيعي الجزائري يمر عبر تونس في طريقه إلى أوروبا الغربية، وقناة السويس معبر استراتيجي لكل ناقلات البترول الخليجي المتوجهة نحو الاتحاد الأوروبي. وبالتالي أية اضطرابات سياسية بهذه الدول سيكون لها انعكاس مباشر على إمداد أوروبا بالطاقة الحيوية علاوة على هجرة آلاف المواطنين بخاصة الشباب منهم نحو الضفة الشمالية للمتوسط مما يخلق عدة إشكاليات سياسية وأمنية واقتصادية للاتحاد الأوروبي وبالتالي تصبح ورقة رابحة بيد واشنطن للضغط على بروكسيل. بالنسبة لليمن فهي خطة احتياطية في حالة فشل أمريكا في السيطرة على قناة السويس، لذلك انتفضت، ثم خمدت إلى حين لتشتعل من جديد بعدما أخفق البيت الأبيض في مشروع مصر. وبيت القصيد في اليمن هو خليج عدن المقابل للصومال حيث يتمركز القراصنة فتحكم واشنطن قبضتها على طريق ناقلات البترول الخليجي إلى الاتحاد الأوروبي.
ما قلته عن "الربيع العربي" ينطبق أيضاً على الثورات الملونة وعلى رأسها أحداث أوكرانيا، حيث المستهدف هنا روسيا والاتحاد الأوروبي على حد السواء أي عصفورين بحجر. إنه لا يخفى على أحد أن الغاز الطبيعي الروسي الموجه إلى أوروبا يمر عبر أوكرانيا وبيلاروس (هذه الأخيرة حاولت واشنطن زعزعت استقرارها في 2010، لكن مينسك تصدت لهذه المحاولة بحزم). إذن لا علاقة لهذه الانتفاضات بنضال الشعوب من أجل يوم الغد المشرق، بل على العكس تماماً من ذلك، فالواقع السياسي يقول إنه صراع من أجل البقاء والهيمنة في ظل عالم القطب الواحد. فالعالم اليوم يعرف أربعة مراكز قوة هي: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى(أي العالم الأنجلوسكسوني الذي يضم كندا وأوستراليا أيضاً) ، أوروبا الغربية، روسيا والصين.
فواشنطن تعمل على إشعال نار الفتنة في هذه الدول المستهدفة مما يجعل المنطقة كلها مهددة ومضطربة وبالتالي في حاجة إلى الترسانة العسكرية الأمريكية أي تصبح خاضعة للإرادة الأمريكية الشيء الذي يبعدها عن أوروبا التي تربطها بها علاقات تاريخية (دول الخليج نموذجاً).
هل المغرب استثناء من هذه الاضطرابات؟
بالطبع المغرب سلم من خطر الفتنة بفضل العاهل الجديد وإصلاحاته الاستباقية منذ توليه العرش في 1999، لكن جواره مع الاتحاد الأوروبي وعلاقته التاريخية بفرنسا تجعله في وسط الزوابع الأمريكية شأنه في ذلك شأن الجزائر. خطر الفتن محدق أيضاً بتركيا التي لها جالية كبيرة من المهاجرين بألمانيا. فالارتباط بقطبي الاتحاد الأوروبي يجعل هذه الدول في خطر إن لم تبحث لها عن مركز قوة جديد ترتكن إليه إلى حين. وفي اعتقادي أن دول آسيا الوسطى وبعض بلدان الجنوب الآسيوي أيضاً مهددة في استقرارها نظراً لجوارها مع الصين.
لكل هذه الأسباب أرى أن خطر "الثورات الشعبية" لا زال يزحف في فضاء العديد من الدول، رغم أني مؤمن بأن الإمبراطورية الأمريكية دخلت في مرحلة بداية نهايتها.
ملاحظة: كل هذه "الثورات" لها عامل مشترك إلى جانب السيناريو الموحّد وهو اعتماد واشنطن على التنظيمات المتطرفة الراديكالية. في الدول العربية والإسلامية أداتها السلفيين، وفي أوكرانيا ودول أخرى ترتكز على اليمين المتطرف.

الناسوتي



#الناسوتي_المغترب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الناسوتي المغترب - السياسة مرآة كاذبة سلاحها الإعلام غير الشريف