أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ناصيف - العربي .... الدم الزهيد














المزيد.....

العربي .... الدم الزهيد


إبراهيم ناصيف

الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 10:25
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما يحدث في الشرق الأوسط العربي لا يمكن تصديقه. عشر دول فيه يلتهمها هيجان وحريق هائل وقوده الحياة البشرية التي صارت أرخص شيء هناك.

الناس تقتل الناس في هذه البلدان وكأنها تدوس على الحشرات بأرجلها. والقاتل والقتيل في أغلب الأحيان من العرق والبلد والثقافة والدين نفسه وحتى المذهب.

صديق صحافي لي استقال أخيرا من عمل كان يدر عليه لبنا وعسلا في مؤسسة إعلامية عربية كبيرة. قلت له لماذا استقلت؟ قال: "لم أستقل. لقد هربت لأنني لم أطق الاستمرار".

وعندما كررت عليه "لماذا"؟ أجاب: "يا أخي كل شيء حول القتل والمذابح والدمار ليل نهار لغة وصورة".

ولا يحتاج المرء إلى الكثير من العناء كي يبرهن على صحة وحصافة القرار الذي اتخذه هذا الزميل وأن السبب الذي ذكره له ما يبرره.

أمضي نحو ساعتين أمام شاشة التلفزيون كل يوم وفي الأسبوع الفائت حاولت إجراء مقارنة بين ما يبثه التلفزيون السويدي وإحدى القنوات العربية الكبيرة.

القناة السويدية إخبارية ولكنها ممتعة لأن الخبر لديها يعني نقل المعلومة بعيدا عن الذاتية وقريبا من الموضوعية والنزاهة قدر الإمكان. والخبر لديها يعني نقل آخر المستجدات في السويد والعالم عن الصناعة والتكنولوجيا والاختراعات والعلوم والتربية والطبيعة والبيئة والاتصالات والمعارف بشتى حقولها إضافة إلى ما يقع في العالم من أحداث، والبرامج الدينية غائبة تماما.

القناة العربية تسيل من صورها الثابتة والمتحركة الدماء وهي مؤشر مأساة مفجعة: جثث القتلى، مهاجرون يهربون إلى المجهول، قصف بري وجوي وبجميع الأسلحة، دمار هائل وفقر وأطفال هائمون على وجوههم.

وترى أن الكل يقصف ويضرب ويدمر العرب وأمصارهم وأراضيهم وحقولهم ويقتل فيهم ويشتت شملهم. مجاميع تقاتل مجاميع وحكومات تقاتل مجاميع ومجاميع تقاتل حكومات وحكومات تقاتل حكومات ودول تقاتل دول.

وإن أردت أن تشاهد عرضا لآخر مستجدات الأسلحة الحديثة أو تمرينا عسكريا بالأسلحة الحية ولا سيما من الطائرات المقاتلة النفاثة وأسلحتها الفتاكة والأهداف التي تدمرها فهذه القناة تغنيك عن كل شيء.

طائرات من عشرات الدول الأجنبية إضافة إلى الدول العربية ذاتها تقصف العرب والمسلمين، والشاشة ما هي إلا ساحة المعركة التي يبدو أن لا نهاية لها رغم ضخامة وكثافة نيران الكلمات والقنابل.

والخطاب وما أدراك ما الخطاب. لغة يسيطر عليها الشحن المذهبي والطائفي والتعبئة لصالح طرف ضد آخر ومن أول جملة أو جملتين ومن أول ثانية أو ثانيتين من النظر إلى الشريط المصور للأخبار بإمكان المشاهد معرفة لمن تعمل هذه القناة ولحساب من ومن يدفع لها، والأنكى أن للقناة دعاة ووعاظا يزينون لها ولأصحابها الدنيا.

والعالم لا يتفرج بل صار جزءا من المعركة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا لقسوتها ووحشيتها لأن أبناء أمة واحدة ودين واحد وثقافة واحدة غارقون في قتل بعضهم بعضا ومن ثم ألبوا الدنيا على أنفسهم وهم أمام الغريب والأجنبي لا حول ولا قوة لهم.

العرب مشهود لهم بالحكمة والحصافة والفروسية وبعد النظر وتتبع الأثر والخروج من عهد جاهلية مظلم إلى عهد نير، من أمة كانت متخلفة إلى "خير أمة أخرجت للناس". ماذا دهاهم؟

ألم يبق حكيم منهم وإليهم كي يأخذ بأيديهم؟ ألم تر أنهم في طريق مظلم متوحش دموي لا نهاية له سائرون وأنهم لأخضرهم ويابسهم آكلون؟



#إبراهيم_ناصيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إلى البلاد-
- -رُبّ أم لم تلدك-
- -الإئتلاف يحرق عشاقه .. الحرب القذرة-
- أمير الكويت في طهران ...وساطة أم استجداء
- -سارق السحابة-
- -مذكرات معتقل-


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي بعد إعلان إحباط مؤامرة ...
- الرئيس الصيني يعتبر زيارة المجر فرصة لنقل الشراكة الاستراتيج ...
- جنوب أفريقيا تستضيف مؤتمرا عالميا لمناهضة -الفصل العنصري الإ ...
- الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة ويعتقل طلبة بنابلس
- بعد اكتشاف بقايا فئران.. سحب 100 ألف علبة من شرائح الخبز في ...
- رئيس كوريا الجنوبية يعتزم إنشاء وزارة لحل أزمة انخفاض معدل ا ...
- مصادر تكشف لـCNN ما طلبته -حماس- قبل -توقف- المفاوضات بشأن غ ...
- ماذا قال الجيش الإسرائيلي بشأن تعليق الأسلحة الأمريكية والسي ...
- -توقف مؤقت- في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة.. ومصادر توضح ال ...
- فرنسا: رجل يطلق النار على شرطيين داخل مركز للشرطة في باريس


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم ناصيف - العربي .... الدم الزهيد