أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - ماذا لو فشل الأمريكيون ... في تدمير داعش ..؟؟















المزيد.....

ماذا لو فشل الأمريكيون ... في تدمير داعش ..؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 11:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




نحاول أن نكون متفائلين بجهود التحالف الدولي لتدمير قدرات داعش العسكرية والاقتصادية وخاصة منشآت انتاج النفط الخام وتكريره التي استولت عليها في كل من العراق وسوريا والتي تقدر مدخولاتها منها بحوالي 5 ملايين دولارا في اليوم وهو ما استهدفته أخيرا الغارات الجوية الأمريكية. مثل هذه الغارات قصد بها تجفيف مصادر داعش المالية التي تساعدها في شراء الاسلحة وتجنيد المزيد من المقاتلين والانفاق على اقامتهم وتنقلاتهم من بلدانهم حتى مواقع عملياتها في العراق أو سوريا.

العمليات العسكرية الأمريكية ( القصف الجوي تحديدا ) تقيد تحركات داعش الى حدود معينة لكنها لا تقضي عليها ، فليس للمنظمة ثكنات ثابته يتواجد فيها مقاتلوها وليس لها قواعد عسكرية تحتفظ فيها بمعداتها القتالية الثقيلة وعربات تنقل مسلحيها انها عصابات ذات خبرة في التمويه وخداع أعدائها فلها خبراء عسكريون من بقايا النظام العراقي السابق ومن دول أخرى تخطط لنشاطات المنظمة في المديين القصير والبعيد. فليس غريبا أن تذهب معظم الضربات العسكرية الأمريكية نحو أهداف مهجورة لا تكبد داعش الا القليل من الضحايا. ومما ساعد داعش على قيامها بتلك الاجراءات الاحترازية هو الاعلان عن الخطة الأمريكية التي تستهدفها في وسائل الاعلام وهي مساعدة لا تحلم بها داعش.

فقياداتها وخبرائها تتنقل بين عناوين مختلفة داخل المجمعات السكانية حيث مقراتها المتحركة تركن لها في أوقات غير محددة لتمويه المخبرين وبذلك يصعب على الطائرات الأمريكية تمييزها عن الناس العاديين وخاصة وان داعش على علم مسبق باستهداف قادتها المهمين من قبل الأمريكيين. فمدينة الموصل على سبيل المثال مدينة كبيرة بمليونين من السكان تقريبا فكيف ستميز الطائرات العسكرية الداعشي عن المواطن العادي وبيتا تقطنه عائلة موصلية عن بيت تقطنه بهائم داعشية. وهذا يعني أننا أمام عدو لا لون مميز له وحتى لو حددت مكان بعضهم بالضبط فان استهدافهم يعرض للخطر حياة السكان الابرياء. وتفيد المعلومات المستقاة من مناطق القصف ان عددا من الضحايا المدنيين قد أصيبوا ما قد يخلق استياء بين السكان فيما لو تكررت الاصابات. ومع ان عدد الغارات الأمريكية في الفترة الماضية قد زادت عن المائتي غارة عدا صواريخ توما هوك فان ضحايا داعش يعدون بالعشرات وليس بالمئات في حين تحدثت الانباء عن ضحايا بين السكان المدنيين في كوبال على سبيل المثال. وحدث الشيئ نفسه أثناء الغارات الجوية العراقية اضطرت على اثره التوقف عن قصف مواقع داعش بعد ان احتجت قيادات سياسية تنتمي للمكون السني على ذلك القصف لشكوكهم بان القصف يستهدفهم هم. وهذا يعني أننا نتوقع حربا طويلة كل ما نعرفه عنها هو تاريخ بدئها أما موعد نهايتها فلن نعرفه وكما تناقلته الانباء فان الولايات المتحدة تخطط لحرب لا تعرف هي نهاية لها الا في حالة واحدة وهي القضاء على داعش.

واذا كان لا مفر من الاستمرار في تلك الغارات برغم ما تشكله من أخطار على السكان فان الكثير من الخبراء العسكريين يرون بأن القصف الجوي لوحده غير كاف لتحقيق نصر كامل على داعش ولذا فانهم ينصحون بنشر قوى عسكرية على الأرض. فالعدو الذي تستهدفه الطائرات من الجو كالجرذ في مغارة ما أن تهاجمه من جحر حتى يهرب من جحر آخر ، وحتى تتمكن من الاجهاز عليه يتطلب غلق منافذ هروبه جميعا ومن هنا أهمية وجود قوى عسكرية على الأرض.

لكن وجود القوات الأجنبية على الأرض سيعقد الوضع الأمني داخل العراق فمنظمات مثل داعش وغيرها ستجد المبررات لتصعيد نشاطاتها متظاهرة بالدفاع عن الوطن ضد الغزو الاجنبي وبذلك يعود العراق الى الحالة التي كان عليها أثناء فترة الاحتلال. فالعراق في وضع لا يحسد عليه فمن جهة هو عاجز عن دحر داعش بقدراته الخاصة ، ومن جهة أخرى هو بأمس الحاجة للدعم الأمريكي بعد انهيار قواته العسكرية في المناطق التي تعرضت لهجوم داعش. ومن المحتمل أن يوافق العبادي على الشروط نفسها التي رفضها المالكي لبقاء قوات أمريكية في العراق بعد عام 2011. وهي حالة ينطبق عليها المثل العراقي الشعبي الذي يقول " راويه الموت حتى يرضه بالسخونة ".

نحن أمام لغز كبير ، فظهور داعش المفاجئ من حيث لا ندري ، وامتناع الولايات المتحدة لحد كتابة هذه السطور عن الافصاح عن الجهة التي وقفت وراءها يثير أكثر من سؤال ستجيب عليها الشهور والسنين القادمة. الأمريكيون متفوقون على غيرهم من الدول بكونهم الدولة الأبرز في صناعة أفلام الرعب والخيال الفني وطبعا في الاخراج المسرحي. فظهور داعش وفق بعض المحللين انه واحد من أفلام الرعب تلك كانت أهم نجاحاته ازاحة المالكي واحلال آخر محله.

أما في سوريا فالمسرحية المتخيلة أكثر قربا من الواقع كما عبرت عنه بعض الكتابات الصحفية ، فالهدف واضح وجلي بما فيه الكفاية لتفسير الضربات الجوية على مواقع داعش في سوريا بنفس الوقت الذي تعهدت السعودية بناء على طلب الولايات المتحدة بانفاق 500 مليون دولار على تدريب معارضين معتدلين لزجهم في المعارضة للاطاحة بالنظام السوري. القصف الأمريكي يستهدف ضرب القوى الاسلامية المتطرفة التي تفرض هيمنة شبه كاملة على مناطق كثيرة في سورية تضعها قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على الحكم وهو ما تخشاه الولايات المتحدة في حالة انهيار النظام لأي سبب. ولهذا لابد من اضعافها ومنعها من أن يكون لها أي دور في السلطة القادمة بعد الاطاحة بالأسد. وفي هذه الأثناء يجري دعم مقاتلي الجيش السوري الحر ومنظمات حليفة له بالمال والسلاح والمقاتلين لتمكينهم من الحلول محل القوات الاسلامية المتطرفة التي سيتم طردها ليبرز كقوة وحيدة مرشحة لاستلام الحكم بعد ازاحة الأسد عن السلطة.

انها خطة تشابه الى حد كبير خطة فرض الحظر الجوي في الأجواء الليبية لتمهيد الطريق لاستلام المعارضة الليبية للحكم بعد تصفية القذافي. ونرجو أن نكون على خطأ وان نوايا الولايات المتحدة في كل من سوريا والعراق نزيهة ولا غبار عليها وانها لن تطالب بقواعد عسكرية ثابته في الجنوب والوسط العراقي وليست لها أطماع في نفط المنطقة ايضا وكذلك الحال في سوريا. " اللهم اشهد .. آمين ."

لكننا أمام كارثة حقيقية وشيكة الحدوث هي تلك التي سنواجهها في الشهور والسنين القادمة فيما اذا ثبت بان داعش حقيقة لا مسرحية خيالية ، وعندها سنكون أمام خطر حقيقي في حالة فشل الأمريكيين في التصدي لداعش والقضاء عليها. وما نتوقعه هو سيناريو تحول العراق الى أفغانستان ثانية التي قادت الولايات المتحدة فيها حربا ضد طالبان منذ عام 2001 وفشلت في القضاء عليهم ، بل ازدادوا قوة وتسليحا. وليس ذلك فحسب ففي باكستان المجاورة تتصاعد من جديد طالبان الأم التي ولدت ورعت طالبان أفغانستان. ومما يعقد الحالة العراقية أكثر ان دول جواره الى جانب حيازتها على أكبر احتياطي نفطي في العالم هي في الوقت نفسه لسوء حظ العراق تحوي أكبر احتياطي للارهاب في العالم وأكبر مصدر للفكر التكفيري في العالم وأكبر مصدر للجهل والخرافة في العالم. " اللهم سترك ".
علي الأسدي 27-9-2014



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطتان ... للقضاء على داعش ...؟؟
- كردستان ... جبهة أمامية لحروب بالنيابة...؟؟
- ما وراء حكومة ... تفرض من فوق...؟؟
- أمريكا في مقال ... الدكتور عبد الخالق حسين ...؟؟
- التروتسكية ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ...(الأخ ...
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ... (4)
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية ...(3)
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية...( 2)
- نشأة اليسار ... في الحركة الشيوعية المحلية والعالمية...(1)
- حيدر العبادي .. وخطة تقسيم العراق ...؟؟
- ما وراء ... اجبار المالكي على التنحي..؟؟
- من يحرر أهالي الموصل .. من داعش ..؟؟
- شكوى..
- لماذا .. لايثور الاسرائيليون على حكومة نتنياهو ويعزلوها....؟ ...
- تركيا... وصناعة الارهاب الطائفي ...
- حلم .. عند نقطة التفتيش..
- تجاربي ... مع الطائفية ..؟
- ملاحظات حول ... نداء كردستان...،،،
- الحوار المتمدن .. والرأي الآخر..,,,,
- الطموح القومي ... وواقع الحال في المسألة الكردية...،،،،


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - ماذا لو فشل الأمريكيون ... في تدمير داعش ..؟؟