أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - العربـــي التــائـــــه (*) والتيّــــه في العتـــاب















المزيد.....


العربـــي التــائـــــه (*) والتيّــــه في العتـــاب


بشار العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما انتخب السيد جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق المحتل، كنت أردّ على مكالمات الأصدقاء العرب مهنئين بأول كردي لرئاسة العراق بالانتخاب وليس بالتعيين، على علاته. كنت أقول : الأجدر بالتهنئة هم العرب لأنها المرة الوحيدة تستقيم المجتمعات العربية على حقيقة الاعتراف بالآخر الوطني. أي أنها تدخل التاريخ من باب الوطنية والمواطنة الحقة بعدما غابت كثيرا في عزلة القطيع والقطيعية، التي كسفت نهضتها وأجهضت مشروعيتها التاريخية.

لا نأتي بجديد اذا قلنا أن اخفاقات الشعوب ونجاحات الأمم تتوضع في طريقة أداء نخبها السياسية والثقافية لدورها على مسرح التاريخ. سواء في علاقة هذه النخب بعقائدها ونمط تفكيرها وصواب رؤيتها ، أم في علاقتها وفكرها بعصرها ومجتمعاتها، ودرجة الواقعية التي توضعت هذه العلاقة. للأسف ان الكثير الكثير من الانحطاط الذي تعيشه المجتمعات العربية في انكفائها النهضوي كأمة أو اقطاعيات محلية مملوكة للدولة وليس العكس، تعود لسيادة انظمة الاستبداد عقودا ، وحصة النخب الثقافية العربية في تشكل وتنامي نظم الاستبداد هذه هي الأكبر، لما تقزمت عليه عقائدها وهيجاناتها من شاعرية لفظية وانتهازية عملانية.روّجت للاستبداد برومانسية التغني يسارا بالثورات الانقلابية، في حين كانت العسكريتاريا اليسراوية تشد الخناق على الشعوب والحياة المدنية. ولنا في تجارب عديدة أمثلة وبراهين.

جوزيف سماحة مثقف وصحافي يساري لبناني لامع بامتياز، وقوموي عروبي بشكل مترف. سطرقلمه على قماشة الجاكيت وبطانته أكثر من مرة، وكان دائما أمينا لقيمه العقائدية وفيا لمرجعياته القومية سواء، أكانت هذه المرجعية: ياسين الحافظ أم محسن ابراهيم أم محسن دلول أم عرفات أم عزمي بشارة أم طلال سلمان وجريدة السفير.

واذا كانت اليسارية والعروبة ميزة سنوات سماحة الباريسية، فأنه لم يوفر حركة أمل والشيعة أيام حرب المخيمات من تخوين قومي وطائفي في آن، كما وأنه ساط لاذعا النظام السوري وحافظ الأسد شخصيا، في معركة كسر العظم بين عرفات والأسد، طيلة الثمانينات مثلما ساط لاذعا الشيوعية الرسمية قبلها ايام منظمة العمل الشيوعي. الا أن الرجل على دماثته وصدق نياته لم يوح يوما أن عقيدته القومية العربية ستتسامح مع الكرد، أصدقاءه الأعداء. ضحايا كانوا أم أحلام شاعرية، في اعتدائهم على الأرض العربية ومستقبل أمتها. حدث هذا في لقاء قمت بترتيبه مع الصديق فواز الطرالبلسي بين قيادات كردية عراقية ومثقفين عرب، منهم السيد سماحة في باريس. وكان الرجل صريح الانتماء الى أنفال صدام حسين منه الى الأسف على الضحايا الكرد. يومها كان سماحة يبدو منسجما مع قناعاته وهو حرّ بها، نحترمها وان كنا نستهجنها.
لكن جديد سماحة (*) يبرز جليا كما برزتاريخيا لدى الكثير من أهل اليسار الهجين، بالتمادي في المسائل القومية الى درجة تقزز النفس للمركّب النفاقي الذي يتلطّى وراء الشعارات المترفة في لعب دور العراب التي تليق بالكهنة أكثر مما تليق بالمثقفين ورجال الفكر ومهنة الصحافة المقدسة وممن كان بمؤهلات جوزيف سماحة.

من المعروف أن جماعات الهامش أو الأطراف العروبيين ممن لا يقترنون اسلاميتهم السنية بعروبتهم القومية، يؤدون في غالب الأحيان ادوارا ليست بالضرورة في صالح قوميتهم الهجينة، ولكنهم يقفزون ببهلوانية ما بين النفاق الأقلـّوي واستجداء مساواة يشكـّون هم شخصيا في احتمالها. الا أننا في حالة جوزيف سماحة نحتار في التمادي بدور وجه المقابحة في غير مكانه ولغيرزمانه مثل المقال الذي اتحف به قراء السفير ـ 09/08/2005 ـ الصحيفة المتشيّعة بجدارة السيد رئيس التحرير، والقوموية بامتيازات متعددة التعويل ليبية تارة وسورية اخرى، والله أعلم مما يمتاز به لبنان من تداخل بين الوطنية والطوائفية حسب الذوق العام في تداخل الموازين والمقاييس والمعايير وليس أدلّ على ذلك من التحالفات والاستقطابات التي أفرزتها الانتخابات اللبنانية مؤخرا حينما أصبحت الحريرية رمزا لقيامة لبنان المستقل من الهيمنة السورية، بالتحالف مع نبيه بري، وحزب الله، والقوات اللبنانية حليفة اسرائيل في مرحلة ما. وفي المقابل كان الجنرال عون يحشد حشوده الاستقلالية الى جانب سليمان طوني فرنجية زلمة سوريا بفخر، وميشيل المر، وبمباركة من افتتاحيات جوزيف سماحة في حين كانت ستريدا جعجع مع جورج عدوان تحشد من خلف وحدة وطنية والحكيم جعجع معتقل على ذمة التعامل مع اسرائيل.

في مقاله الاتهامي هذا، يتمنى السيد جوزيف سماحة ـــ من بعد ادعاء أسف مأسوف عليه، كون الكرد، الشعب الكردي/الأمة الكردية/ القومية الكردية /العشيرة الكردية. عانوا من الحرمان التاريخي بوطن ـــ : لو أن السيد جلال الطلباني أصبح رئيسا للعراق في سياق تطور طبيعي وديمقراطي للعراق وللفكر القومي العربي . دون أن يتكلف عناء استذكار أن العراق منذ نشوءه سنة 1921الى اليوم لم يحظ بملك ولا برئيس في سياق أكثر تطورا طبيعيا من السياق الذي أتى به السيد طلباني لرئاسة العراق.
من الملك فيصل الحجازي الذي حكم منتقلا بالبندقية الانكليزية من عاصمة لأخرى وخلفاءه جميعا ،الى الجمهوريات الانقلابية الدموية لعبد الكريم قاسم، وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف، وأحمد حسن البكر، الى المهيب صدام حسين التكريتي. هذا دون أن ندخل متاهة تطور الفكر القومي العربي ودرجة هذا التطور، الذي أقل ما يقال فيه وفي أصحابه من بعض المثقفين العرب أمثال السيد سماحة، أنهم ضيّعوا على العرب مما وهبهم لورنس الانكليزي: الكثير الكثير، لأن أوهامهم المثالية وهيجاناتهم غير الواقعية استطاعت انجاز شيء واحد وحيد ، وهو تعبيد الطريق لارساء نظم الاستبداد الانقلابية العسكرية القوموية اليسارية . و نذكره بأن ولا دولة عربية واحدة من تلك التي صاغها لورنس وخرائط سايكس ـ بيكو ، جاءت برؤساء في ظروف طبيعية في سياق تطور طبيعي وديمقراطي بدءا بخالد الذكرعلى سوءه جمال عبد الناصر، الى استخلاف بشارالأسد. من موريتانيا الى سوريا يا حبيبتي بالاعتذار من محمد سلمان ونجاح سلام. وفي حين أن علم اسرائيل يرفرف في أكثر من عاصمة عربية سرا وجهارا، ومكاتبها التجارية تصيغ اكثر العقود جهنمية في مدن دول بلاد العرب. لا يفتيء المثقفون العرب وديماغوجييهم يرمون الآخرين بتهمة احتمال احتمالات التعاون مع اسرائيل.

نجهل الذي اثار السيد جوزيف سماحة، اليساري، واستفزه حتى يكيل في عصماءته القوموية للكرد من بعد ما كال لهم الدهر مكاييل؟ ليرى في رئاسة الطالباني على قلة أهميتها اعتداء صليبيا كرديا على العرب ؟ ولا نعرف لماذا لم تستفزّ مشاعره القومية، رئاسة الشمري، غازي الياور، ولا رئاسة العميل الأمريكي، أياد علاوي، ولا رئيس الوزراء الحالي الشيعي التابع لايران، الجعفري. وجميعهم أتوا بالتعيين من المندوب الأمريكي في حين ان طالباني على الاقل، اتت به تسوية انتخابية مهضومة لمجمل القوى التي افرزتها الانتخابات الوحيدة في تاريخ العراق من أيام الحجاج بن يوسف الثقفي الى يومنا هذا . وفي أسوأ الأحوال كانت هذه الانتخابات أكثر صدقية للواقع العراقي من كل الاستفتاءات العربية وأكثر طبيعية من ذوات ال 99 بالمئة.

يفلسف السيد سماحة غضبه هذا، لأن رئاسة الطالباني حسب رأيه نتاج : ثأر غربي من العرب وكأن الغرب وأمريكا خاصة بحاجة الى الطربوش الكردي للثأر من العرب وأي عرب يقصد؟ أأصدقاءه، أم حلفاءه، أم الحكومات العربية وشعوبها؟ التي تعاونت جميعها على تسهيل الاحتلال الامريكي للعراق كرها في صدام ونظامه وبعثه وانتقاما منه، وارضاء لأمريكا وكل من والاها وأولهم اسرائيل.

ويذهب السيد سماحة الى أن الكرد ـ معاتبا ـ ، استحصلوا من العرب نصا ـ نعم نصا ـ أفضل مما أعطاهم غيرهم، كنص طبعا، يقصد اتفاق 11 آذار1970 بين مصطفى البرزاني وصدام والتي على اثرها اجتاحت دبابات الأخوة العربية/ الكردية الشمال الكردستاني تزرع الدمار بعدما تكفلت اتفاقية الجزائر واقعا، لا نصا، باهداء شاه أيران الحليف الامبريالي أرضا وبحرا من رموز ونخوة العرب ـ أكيد ان السيد الصحافي يجهل ـ نصوص ـ اتفاقيتي سيواس وارضروم بين مصطفى كمال والكرد .1919 وهو يتجاهل ما عدا النص الذي جلبته العروبة البعثية لكردستان العراق كما لعربه ، من الدماروللكرد من المجازر المخزية بحق الانسانية والتي يندى لها الجبين. يريد السيد سماحة بطيبة استفزازية بليدة، مقايضة نص كتابي، أرواح البشر أطفالا ونساء وكيمياويات وأنفال هذا دون أن نذكر السياسات العنصرية للبعث السوري بحق الكرد حتى لا نحرج السيد سماحة ووسائطه الى العفو السوري عن هفوات سنوات جمر خدمة عرفات.

والأغرب حينما يضاعف السيد سماحة الدوزالعروبي بالقول: أن في قلب كل اقليـّة، وكل وعي أقلـّوي،شيئا من الرغبة في محاكاة النموذج الصهيوني بصفته المثال الأعلى على نجاح حفنة قليلة العدد في امتهان (1) عشرات الملايين، ومصادرة حقوقهم واذلالهم والتنكيل بهم أو اعتراض طريقهم المشروع نحو التحرر والنهضة. حقيقة انا شخصيا لست خبيرا في هكذا محاججة للسيد، في النتيجة أعلاه واستطيع الجزم، أن لا كرديا واحدا مؤهل على مناكـفة أحد من أهل البيت من الاقلـّويات، من نوع السيد سماحة الذي احتاج الى خوارق عقائدية واجتراحات فكرية، ليقتنع بالخروج من أقليته الى رحاب سيادة الأكثرية.

أن حارتنا ضيقة بما فيه الكفاية واسرائيل حضرت الى بيروت سنة 1982 بجنودها ودباباتها وعملائها، وأقامت على مبعدة امتار من أمثال السيد سماحة وعقيدته التحزبية ومؤسسته ـ جريدة السفير ـ الوحيدة التي لم تتعرض للنهب الاسرائيلي، والوحيدة التي طردت فلسطينيا، من نوع فنان الكاريكاتير اللامع والنقي، ناجي العلي صاحب حنظلة، من العمل بحجة أنه لا يحمل موافقة الأمن العام الكتائبي/الاسرائيلي، آنذاك. يومها غادر ناجي العلي مطار بيروت وفي وداعه فقط، سيدة لبنانية واحدة من غير أهل اليسار والعروبية مع باقة زهور معتذرة عن الجميع، وزميل واحد، وناجي الذي أمضى سنين يجتاز خط النار بين صيدا حيث سكنه وبيروت حيث مقر السفير يتحفها بروائعه، هو الوحيد الذي لم يستحصل تعويضاته المالية من السفير بحجة أنه ليس لغير اللبنانيين الحق بالتعويض، حرفيا بلسان رئيس تحرير السفير، السيد طلال سلمان في باريس قبل اغتيال ناجي العلي بشهور في لقائهما بالشانزيليزيه. ولم نسمع ولا من واحد من المتشدقين بفلسطين وبالحرية والعروبة وأولهم جوزيف سماحة، تعاطفا ولو خجولا مع ناجي العلي الذي مثـّل مع حنظلة رمز تراجيديا امتهان واذلال الألاف من الفلسطينيين الذين اعتاش على أرزاقهم المئات من الأصدقاء الكذبة.

لقد أصبحت نكتة بايخة ومملة المزايدة بفلسطين والفلسطينيين والاعتياش عليهم وعلى شهدائهم وتاريخهم.

أن الرمي بتهمة محاكاة الصهيونية قد ينطبق على كثيرين في الدائرة المحيطة بالسيد سماحة، بيئيا وفكريا وحتى عقائديا ـ من اليسار السهل المزاود وقت الرخاء تحت مسمى الحركة الوطنية اللبنانية بأموال ومصادر التمويل الليبية والمنكفيء الى طوائفه وأزقته أيام الشدائد وحصار بيروت 82 وما تلاها بالهجرة من خلف مصادر التمويل تلك وغيرها ـ ، في حين أن مثل هذه التهمة في استهداف الكرد في المقام العراقي، تستهدف العرب أكثر مما تستهدف الكرد على اختلاف عقائدهم وغنى مجتمعهم. فالمجتمع الكردي في العمق يقوم خارج الخيام المقامة في فوضى التاريخ، مجتمع تعددي على أرضه وفي تاريخه، ولا يخفى ذلك حتى على الجاهل فكيف على من كان بذكاء وألمعية السيد سماحة . فهو مجتمع سوراني/كرمانجي/ أشوري، نسطوري/ يزيدي، علي الهي/ صابئي/ شيعي/ سني/علوي/ نقشبندي /كيلاني/ خزنوي / مسيحي/ ويهودي، أرمني و درزي/ زرادشتي منذ الاف السنين. سيد أرضه وحدوده وعشائره وخلافاته وحتى تخلفه لكنه ليس بأقـلـّوي، خائف منغلق علىعقد نقص وثارات وضغائن واحقاد، والذي يرميه بالاقلية جاهل بالكردستانية الكردية لأنها ببساطة فضاء شرق أوسطي غني بغنى ثقافة ما بين النهرين وطريق الحريرفي تمازج حضاراته وتداخلها. وليس نتاج الهجرات والانسياحات والغزو المستوطنات الكولونيالية من التخشيبات العصرية. والكرد، سواء في علاقتهم بالعرب الضيوف في ارضهم والشركاء في دينهم أو بالترك الذين أستوطنوا على حدودهم أو بالصليبيين الذين غزوا المسلمين في ديارهم الجديدة في زمن الحكام التركمان بالقوة التي لم يعدها الى توازنها العادل بمرور الزمن الا الدولة الأيوبية الكردية والتي رأت في الشرق الأوسط ككل البلاد، فسحة يتواصل فيه البشر،لا حظائر ومزارع تخصى فيه البغال و العقائد والأفكار.

يريد منا السيد سماحة، كمن يريد القبض على الريح بالغربال، القبض على الأرنب باعتباره دليل الذئب الى الغابة، وبلاد العرب والكرد في مهبّ الفوضى بالاحتلال والارهاب والنهب الاستبدادي السقوط الى متاهة المجادلة المترفة من حول الدستور العراقي الذي تريده القوى كلها: الشيعية المعتدلة والمتطرفة والعربية السنية الوطنية وتلك الارهابية والكردية سواء البرزانية او تلك الطالبانية .وما بينهم من المحرومين من التركمان والفيلية والأشوريين والصابئة واليزيدية، أن يأتي من نوع السهل الممتنع لصياغة عراق جديد. جديد، قد يستقيم والقديم الذي كان. وقد ينسف ذلك القديم كله وشرط هذين الاحتمالين ليس نيات الناس الخبيثة أو الطيبة بل موازين القوى وشكل تفاعل الاستقطابات الاقليمية والدولية في مصائر القوى الجنينية الخارجة من فلتان الاحتلال المدمر، ومن الاثم الاستبدادي الاقلوي العربي السني التكريتي العشائري العائلي. تزيدها الهيحانات العقائدوية القوماتية لافكار وضغائن من تلك التي يتحفنا بها السيد سماحة مزيد من التفتت والانكفاء على استيلادات هجينة وموؤودة.

يحشد السيد سماحة ضد الكرد براهينه وعتابه الملوث بالحسرة لأنهم حسب رأيه : يريد الأكراد اختيار اسم للجمهورية الجديدة ينص على الفدرالية ويريدون التحكم بموقع الشريعة في ألهام القوانين ويريدون النص على قوميتهم التكوينية ويريدون لغتهم لغة رسمية لا لغة وطنية فحسب ويرفضون اي نص على الانتماء العربي ويصرون على تعديل حدود الاقليم لتشمل كركوك وبعض الموصل ــ والموصل مكرمة اضافية من لدن السيد سماحة ــ ينتهي الى أن الكرد: ينطلقون من الاستعداد لتقديم خدمات الى الغزوة الكولونيالية.

يعلم السيد سماحة جيدا أن الكيانات العربية القائمة ان هي الا وكالات، محلية لغزوات كولونيالية وغير كولونيالية. ويكفيه أن يتفكر في شكل وتكون كل كيان على حدة ويقول لنا رأيه وله ان يستخدم خزائنه المعرفية اليسارية والقوموية ويتفضل علينا بالنتيجة مشكورا سلفا، لكنه لن يقع في التاريخ الكردي على أسامة بن منقذ واحد ولا على جماعة كردية واحدة تعيد تاريخ أمراء شيزر، في حين على مقربة من بصره يستطيع أن يرى ويرى جيدا من هذا واولئك.

وليعذرنا أن نلقي عليه ببعض الأسئلة هو وصحيفته الغراء السفير: هل يقبل السيد جوزيف سماحة أن يصبح اسم الجمهورية اللبنانية، في صيغة الجمهورية العربية اللبنانية ؟ وهل يرفض أم يقبل بأن يكون الاسلام دين الدولة اللبنانية ومصادر التشريع فيها؟ وأي اسلام الشيعي أم السني ؟ أم يرتئي غير ذلك ويقترح المارونية بديلا للاسلام أو العلمانية؟ وهل يستطيع السيد سماحة ويقبل باجراء احصاء سكاني للبنان يدخل معايير جديدة الى الحسابات ا لديموغرافية لطوائفه تنال من موازين الميثاق الكولونيالي لصياغة لبنان؟
وعليه أن يفسر لنا ولغيرنا ـ دون متاهة اللعب بالكلمات ـ لماذا كان يشد الطرف بخجل الى الحيف الذي يتأتى من القانون 2000 الانتخابي الذي جرت على أساسه الانتخابات اللبنانية مؤخرا؟ واي قانون انتخابي يفضل وهل يقبل بلبنان دائرة انتخابية واحدة ويدافع عن ذلك؟

ولماذا؟ ولنا ان نسأله هل يوافق على تجنيس اللفلسطينيين المقيمين في لبنان؟.

سؤال أخير لماذا لم نلحظ من الصحافي اليساري والمفكر الحر، جوزيف سماحة، لأكراد لبنان حقوقا ولو بنسبة واحد الى الالف مما للأرمن والاثنان مهاجران من الطغيان العثماني، أم يسري عليهم ما سرى على ناجي العلي ؟

الى أن يتحفنا السيد سماحة بردوده نقول هل يتعلم الأخوة مثقفو العرب من جيرانهم وخصومهم وأعدائهم شيئا يستثمرونه لأجيالهم القادمة تتجاوز أنانياتهم القطيعية وعصبياتهم القبلية، استفادة ترتقي بالفكر والوعي والمصلحة الوطنية الى المستوى الذي تصارح به رئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان، في المراجعة النقدية الوطنية امام الكرد في ديار بكر وبحضور أركان دولته وهو في موقع القوة التي ولا كيان عربيا واحد عليها حينما قال:
أن المشكلة الكردية ليست حصرا على الأكراد بل هي مشكلة تركيا بالكامل متعهدا بحل كافة المشاكل على أسس ديمقراطية وقانونية. و بأن تركيا ارتكبت أخطاء في الماضي وعاشت أياما صعبة مثلها مثل أي دولة أخرى في العالم وبأنها تدرك جيدا أن إنكار هذه الأخطاء لا يليق بها بقوله :"الشعب والدولة العظمى هما اللذان يواجهان أخطائهم ويحاسبان أنفسهم من أجل المضي بثقة قدما.. ونحن وسط إدراكنا ووعينا لهذه الحقيقة فإنا أقف هنا أمامكم كرئيس وزراء مؤمن بالوعي التاريخي لهذه الدولة"

نعم كان أردوغان بهذا الموقف يرتفع الى مستوى المسؤولية التاريخية التي وقفتها القيادات الكردستانية في العراق عندما رفضت الاستقواء بالحصارعلى العراق، باهانة العراقيين جميعا ونهبهم، وبالاحتلال استقواء بالأمريكان مثلما فعل بعض العرب بل لقد تكرم القادة الكرد ـ وأنا شخصيا أخطئهم ـ عندما تنازلوا عن حق الدولة المستقلة لمصلحة عراق فدرالي ديمقراطي. وعندما جعلوا من كردستانهم مأوى لضحايا صدام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) رداً على جوزف سماحة: في أن تهشيم المجتمع أقصر السبل لتسليمه للغزاة - 14 شباط 2005 -
يثابر الصديق جوزف سماحة منذ فترة، من موقعه الجديد كمرجعية صحافية وفكرية لقوى الأجهزة والموالاة، وكعالم نفس يشرّح وعي (ولا وعي) السياسيين >، على تلقين قوى اليسار المعارضة دروساً في العلوم السياسية، مبني بعضها على اكتشافات ثاقبة وقع عليها مؤخراً، ومفادها أن ثمة عدواناً إسرائيلياً وأميركياً على المنطقة؛ ومبني بعضها الآخر على اعتناق لثقافة التخوين وما تقتضيه من توجيه > الحامل تهم الغباء والنفاق والعمالة للخصوم، أو قل لخصوم من يدافع عنهم!
وإذا كانت مناقشة هكذا اتهامات لا تستقيم عادة لتهافت منطقها وتقادمه تقادم الانظمة السياسية العربية القامعة شعوبها والمهزومة على الدوام أو المستسلمة أمام <<أعدائها الخارجيين>>، فإن الرد عليها يصبح ضرورياً حين يكون مطلقها هو نفسه الصحافي السابق في <<اليوم السابع>> الذي كتب منذ عقدين، خلال <<إقامته>> الباريسية، عيون المقالات في نقد <<مآثر>> النظام السوري وإبداعات أهله بحق سوريا ولبنان وفلسطين.
.......... إنه العجب! أن يكتشف سماحة بديهية أن ثمة عدواناً على المنطقة. النفاق اليساري بحسب سماحة، هو في شتم العدوانية الاميركية والاسرائيلية في سياق الخطاب المعارض، وهو شتم يراه لرفع العتب، أو لتغطية التورط في تحالف مع قوى مراهنة على العدو...
طبعاً يمكن أن نجيب سماحة أن هناك في اليسار الديموقراطي من أمضى عمراً على جبهات المواجهة العسكرية مع إسرائيل، وأن هناك من يعمل ضمن شبكات عالمية للتضامن مع فلسطين هي حتماً أكثر فاعلية في تعبئة الرأي العام الدولي لدعم قضاياها من <<أنظمة العروبة>> التي يرافع دفاعاً عنها، أو من التيارات السياسية القومية والدينية التي يعجب بها.
لكن الطريف في التهمة عينها، أن مطلقها ليس لعلمنا (ولا أكثر أصدقائه وحلفائه) من المرابطين على أسوار القدس، ولا المتأهبين أبداً على جبهة الجولان، ولا حتى من مجاهدي الفلوجة الأبرار.
زياد ماجد نائب رئيس حركة اليسار الديموقراطي.
(1) ـ رأينا جميعا كيف أن حفنة من المستقوين بالاحتلال السوري وبغازي كنعان ورستم غزالة أهانواعلى مدى سنين ، وأذلوا الشرفاء والوطنيين اللبنانيين والسيادة اللبنانية دون أن نرى ولو عتابا رقيقا مما تجود به القرائح لا من السيد سماحة ولا لصحيفته الغراء السفير. وللعلم أن السفير هذه تتعاون وعبر البوابة السورية، منذ سنوات مع الكردي الوحيد الشيوعي العراقي المتعاون مع الاحتلال الأمريكي والسلطة السورية معا، فخري كريم ومؤسست دار المدى، في اصدار مشترك، كتاب الشهر.



#بشار_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسـاء، منتـوج سـوريا الذي لا يحتـاج الى تغليـف ؟!
- اغتيال الشيخ الخزنوي / حكام دمشق من الاسـتبــداد السـيا ســي ...
- ملاقاة الحـوار الوطنـي بالمصارحـة الوطنيـة
- مصيدة الكشتبان
- القضية الكردية والضرورة الديمقراطية في سوريا
- هزيمة التماثيل/الخروج السوري من لبنان
- رسالة إلى بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية المحترم
- المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري
- رحيل رمــز الديمقراطيــة في غابــــة البنادق
- سوريا، الهروب الى الماضي من الاستحقاقات القادمة
- عندما تغادر قوى اليسار مواقعها، تنتفي حاجة المجتمعات اليها ـ ...
- تأملات المفكر التركي اسماعيل بيشكجي في عنصرية النخب العربية ...
- هوس الحوار ونخوة المصالحة,لقاءات لندن وباريس نموذجا لاختزال ...
- انتزاع الشرعية بالعصيان المدني - قدر النخبة الكردية أن تقود ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشار العيسى - العربـــي التــائـــــه (*) والتيّــــه في العتـــاب