أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار العيسى - هزيمة التماثيل/الخروج السوري من لبنان















المزيد.....

هزيمة التماثيل/الخروج السوري من لبنان


بشار العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 1149 - 2005 / 3 / 27 - 07:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كائنا من كان الفاعل وأيا كانت الأيادي التي نفذت جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، سيكون من المستحيل اقناع أحد ببراءة السلطة السورية ـ وتوابعها اللبنانية ـ من الجريمة التي لا تنطق الا بسلوك وسياسات السلطة السورية وتاريخها الفتنوي في لبنان خلال التسعة والعشرين سنة المنصرمة.

أن الانتفاضة الشعبية العارمة التي ابتدأت من بيروت الغربية/ العربية ومن الجماعة السنية البيروتية تحديدا وهم الذين لم ينجروا طيلة الحرب الأهلية الى ردود أفعال عنفية توضح أن الشعب اللبناني كان قد طفح به الكيل وينتظر الشرارة، أية شرارة كانت ليخرج على السلطة السورية وأجهزتها الفاسدة وعملائها المأجورين بفعل الاحتقانات المزمنة نتيجة السياسات الحمقاء للسلطة السورية وكراكوزاتها اللبنانية في استرخاصهم لحياة الناس وجهلهم الغبي بحدود الصبر وقدرة الشعوب.
هذه الانتفاضة /الزلزال صفعت الواهمين بقوة العاصفة التي تهز الجبال فكيف بأنطمة وسلطة لا يتوفر لديها أصلا الحد الأدنى من المصداقية والنباهة لمنطق الأشياء لأنها غارقة في ملذاتها اليومية وحسابات الربح الدائم.
لم يعد الشعب اللبناني ونخبه حتى الأكثر اعتدالا تتوقف عند جريمة الاغتيال ولا تقارير لجان تقصي الحقائق ولا التحقيق الدولي لمراجعة أو تحديد موقف من الاحتلال السوري الذي طال فضلا عن لائحة سوابقه التي يمكنها أن تستولد ماهو أكثر من الخيال العادي ويكفي أن نعرف أتباع هذه السلطة في لبنان: عاصم قانصو وأسعد حردان ، علي عيد، وعبد الرحيم مراد وميشيل المر وقبلهم مجرم صبرا وشاتيلا ايلي حبيقة لنعرف هزالة دائرة احترام الناس لها.
بسجلها الجرمي الغني عن التعريف ولتاريخها الأسود مع الحلفاء والأصدقاء معا لأن الاستبداد لا أصدقاء له بل أدوات ينفذون. لم تستمع السلطة السورية لكل المطالب والنصائح التي تقدم بها العرب والعجم بضرورة تنفيذ اتفاق الطائف لمصلحة البلدين والشعبين السوري واللبناني وأن لا تفاسير لهذا التنفيذ غير الانسحاب بجيشه وأجهزته الأمنية وقبل هذا التوقف عن اللعب بالنار والفساد واسترخاص مستقبل بلد عانى كفايته من الحروب والدمار خاصة وأن طاقمه الحاكم اغتنى كفاية من لبنان قبل أن ينهار البلد اقتصاديا أو يكاد ويسرح الجوع أحياءه وأزقته.

رغم الترهات التي نطق بها فاروق الشرع ورئيسه واعلامه، لأول مرة يرتبك النظام السوري بهذا الشكل من العصبية وبهذا الحجم من الاذلال كمن يفيق من سكرة ليرى الحقول الخضراء مزبلة فاحت روائحها الكريهة فكانت الهزيمة التي أراد بها استدراك ما لن يدرك اذ رفعت الأقلام وجفت الصحف، وما محاولاته اليائسة لاعادة عقارب التاريخ الى الخلف سوى أضغاث أحلام، ولن يربح حتى ماء وجهه بل ولن يفلت من العقاب الذي يقف له في منتصف الطريق سواء أخرج حسب الطائف أم حسب القرار1559 وما فقاقيع الصابون التي يريد بها أن يخلق أوهاما لقوته أو تبييض صفحته عن دور ما لحاجة ما اليه كأن يلعب أوراقا لم يستعملها في مخيلة ساسته الاستراتيجيين واعلامه البائس.
لقد خرج من لبنان قبل أن يخرج وغادر قبل ان يحمل مقتنياته وصناديق ذخيرته الفارغة محمولا برموز سطوته وغبائه معا والا فما كانت حاجته الى كل هذه الصور والتماثيل وماذا تفعل صور وتماثيل حافظ الأسد وابنيه في بيروت غير استفزاز مشاعر الناس واثارة الكراهية كما في لبنان كذلك في سوريا .

مهزوما يحمل جيش الدفاع عن خاصرة سوريا في لبنان وتحرير الجولان المحتل تماثيله والصور العملاقة للوالد والولدين مرفوقة باشارات النصر البعثية .
مهزوما نعم ومنهزما بسيئات أفعاله وسوء سيرته كالرذيلة تطارده كوابيس أحلامه في كثرة معاركه الوهمية التي كانت دائما ضد شعبه وفي سبيل سلطته واستبداده.
قانا المدينة الشهيدة ؟؟ .. ما أبلغها من دلالة لأن اولى التماثيل تكسرت بأيدي أهالي شهداء قانا، المدينة الشيعية اليسارية المقاومة لاسرائيل المفجوعة بشعارات نظام الأسد عن تضحياته بالدفاع عن عروبة لبنان.
مهزوما لا تستر مؤخرته العارية شعارات الغلو القومي ولاعهرالكلام عن الزمان والمكان لمعاركه الوهمية كما فعل سنة 1982ويوم قصفت دمشق ويوم قصفت صواريخه في البقاع.
ولا تشفع له جرائمه بحق شعبه من نزلاء السجون وضحايا تدمر وحماة ولا السياسات العنصرية والقمعية بحق الكرد وهويتهم القومية والوطنية.
مهزوما بشبح الوطنيين اللبنانيين وتألق بيروت رمزعروبة لبنان التاريخي ورمز الحرية العربية من المحيط الى الخليج، تلاحقه مع تلاوين اليسار اللبناني بفعل قبائحه التي لا يجد لها تبريرا أومنطقا بمن فيهم أقرب حلفائه من اللبنانيين ممن يطأطؤون اليوم بسوء سمعته وتاريخهم معه.
مهزوما بانفضاض حتى مثلييه من مرتادي المائدة الأمريكية الاسرائيلية من الدكتاتوريات العربية وأسرالفساد الحاكمة الوصية بأمرالأبناء زبائن المحلات الراقية في أسواق باريس وروما ولندن أصحاب الحسابات الخيالية في البنوك العميلة لأمريكا واسرائيل والسيارات الفارهة.
مهزوما بتداعيات الصور الكراكوزية على ورقة السباتي والكبة والديناري والسينك التي تفتقت عنها مخيلة الاحتلال الأمريكي للعراق وهلوسات تجميد الأرصدة البنكية من الثروات التي جمعتها الثلة الفاسدة بعرق جبينها من شرف وكرامة سوريا ولبنان وشعوبهما.
نعم مهزوما مكللا بالعار والجبن تغادر شاحناته وصناديق الت ن ت وأدوات التعذيب وحواجزه الأبدية وسجلات مخابراته في لبنان عن البارات والنساء وعن الأرباح والخوات كما عن الوطنيين الذين ارتضوا المغامرة بحيواتهم في سبيل الحرية. الحرية لسوريا ولبنان وشعبيهما من المثقفين والكتاب والساسة والقابضين على الجمر.
مهزوما يهرب بجلده ولا حياء، تاركا وراءه معركة الصمود والتصدي التي أكل عليها نظام حافظ الأسد الاستبدادي وشرب حتى التخمة ولمن يترك خاصرة سوريا الرخوة؟ احتراما للشهداء اللبنانيين ؟ أم خوفا من عملاء أمريكا ؟ أم تركها في عهدة شيخ الشبيحة القصاب البعثي عاصم قانصو وزير شؤون الرومانيات للترفيه والفيليبينيات للعمل والخدمة كما أصبح حال وزارة العمل اللبنانية في عهد أسعد حردان وعاصم قانصو وعلي قانصو بأمر السيدين رستم غزالة وغازي كنعان.
مهزوما بصراعاته الداخلية على الكومسيونات ومداخيل الفساد والاستيلاء على المواقع بما فيها الاستحواذ على قلب الادارة الأمريكية والتنافس على جلب رضا الاسرائيليين بتفاح الجولان وغدا بأعنابه الاسرائيلية لا يهم طالما هو الذي يحدد مكان بيع هذا التفاح .
مهزوما يسخرمن الأغبياء الذين يتوهمون أن نظم الاستبداد يمكن لها أن تتصارع وأمريكا ولحم كتفها وكراسيها وسياراتها الفارهة وجرائمها بحق شعوبها وتدميرها لاقتصادياتها الوطنية ونهبها للثروة القومية وتفتيتها للوحدة الوطنية وتدمير بناها الاجتماعية وتعليب أجهزتها للحياة السياسية وتمسيخ التعليم والقضاء وتبليد الحس الوطني بالغاء المواطنة الحقة والصحيحة من حياة المواطنين أجيالا وأجيالا.

كان من الطبيعي أن ينزل غضب النظام وهو في هزيمته المتعالية بأهله فكان العقاب الأول الذي أنزلته بهراوات مرتزقة اتحاد الطلبة والشبيبة المخابراتية بالمعتصمين بقصر العدل من المعارضة الوطنية وبالمحامين الذين توهموا مع المعارضة أن هذا النظام لا بد وأنه يحمل بعضا من الذكاء والاحترام لقصر العدل دون أن يسألوا أنفسهم ماذا يفعل العدل على باب الطغاة.
ضحيته الثانية ستكون الشعب الكردي ونخبه الثقافية طالما أن الأسد الابن قد سحب قواته التي كان سيحارب بها اسرائيل دفاعا عن خاصرته الرخوة في لبنان كما فعلها والده طيلة سنين حكمه، سحبها لا الى جبهة الجولان ولا الى غرب دمشق ولا الى وادي الزبداني ولا الى الحدود العراقية لمواجهة أمريكا وأعوانها وانما الى الجزيرة الكردية بين بيوت الأهلين لقمع شعبه مرة أخرى كما فعلها السنة الفائتة وكما فعلها في حماة وحي المشارقة وجسر الشغور وكما فعلها صدام مرارا مع أكراده وشيعته. والأنكى أن النشامى الواصلين من لبنان وصلوا أقصى الشمال الشرقي من الوطن السوري رافعين اشارات النصر وسط استغراب الناس وشماتتهم على المثل الدارج اللي ما يستحي مكيف فعلى من انتصر النشامى على البلاط الذي رفعوه من أرض المكاتب التي كانت محتلة بأجهزة المخابرات.
ثالث ضحاياه مواقع الأنترنيت الكردية فسحة الحرية الضيقة التي يديرها شباب هزهم تراكم الحيف التاريخي الواقع عليهم بسياسات قمعية عنصرية بغيضة تمارسها الأجهزة الأمنية وتجار الفساد من البعثيين والمحافظين، ومنذ أذار 2004 استلحقت بعصابات مستوطني عرب الغمر وأذناب الزرقاوي المنتشرين على الضفة الشرقية للوطن السوري.
حبل الكذب قصير كما يقول المثل الشعبي فالنظام وعملاءه وأبواقه الاعلامية ظلت تكذب تسعا وعشرين سنة مبررة وجود قواته في لبنان بالضرورة الاستراتيجة من جهة لحماية الخاصرة السورية في لبنان و البقاع الغربي و لتأمين الاستقرارفي لبنان الذي تتهدده الحرب الأهلية وبحكم اتفاق الطائف ماذا نرى ؟ نراه ينسحب من لبنان الىغير المكان الطبيعي في مواجهة اسرائيل وينسحب من لبنان ولأول مرة تتحقق وحدته في انتفاضة ضد الوجود السوري حتى لا نقول لفظة سورية بعدما حاول وسيبقى يحاول ضرب استقراره الداخلي ،أمنه ووحدته الوطنية ولئن خاب فأله بالجريمة التي استهدفت مروان حمادة ومن ثم رفيق الحريري بالتواطيء أو الفعل أو النيابة أو الاهمال أو بالنتيجة لفعل التحريض كان يهدف الى ضرب الاستقرار وخنق الرأي الوطني الحر في لبنان، وثالثا أنه ينسحب اليوم تنفيذا للقرار 1559 وليس بحسب اتفاق الطائف طالما استجدته القوى اللبنانية الحليفة .
لم يبق أمام النظام السوري اليوم بعد كل الذي عدا مما بدا الا أن ينبطح لأمريكا واسرائيل ويقعي أمام أبوابهما ليوم ترضيان عنه أوعن بعضه قد يكون هذا البعض خدام أو الشرع أو الطلاس اذا صح ما يتداوله بعض أهل النظام بأن ورقة رموز الطائفة العلوية أصبحت مستهلكة بفعل التآكل الداخلي وفقدان المصداقية الميدانية ولننتظر محاكمة ابراهيم العلي الحزبية وانتهاء توافقات الصراع بين غازي كنعان وآصف شوكت وأي الموازين يأخذ رامي مخلوف والسيد الوالد وفي أي البيوت سيصطف محمد ناصيف وبشار الأسد ومن يعش ير.



#بشار_العيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية المحترم
- المحفل العربي على ايقاعات التنافس السوري المصري
- رحيل رمــز الديمقراطيــة في غابــــة البنادق
- سوريا، الهروب الى الماضي من الاستحقاقات القادمة
- عندما تغادر قوى اليسار مواقعها، تنتفي حاجة المجتمعات اليها ـ ...
- تأملات المفكر التركي اسماعيل بيشكجي في عنصرية النخب العربية ...
- هوس الحوار ونخوة المصالحة,لقاءات لندن وباريس نموذجا لاختزال ...
- انتزاع الشرعية بالعصيان المدني - قدر النخبة الكردية أن تقود ...


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بشار العيسى - هزيمة التماثيل/الخروج السوري من لبنان