أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قيس قره داغي - دولة شيعية في الجنوب .. لم لا ؟















المزيد.....

دولة شيعية في الجنوب .. لم لا ؟


قيس قره داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1286 - 2005 / 8 / 14 - 09:55
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


في بدايات تشكيل مجلس الحكم و اثناء كتابة قانون ادارة الدولة ، تصاعدت وتيرة التصريحات حول الفدرالية بين عدد من اعضاء المجلس المذكور وعدد آ خر من المسؤولين في الاحزاب الشيعية ، وقد اثار الامراستغراب الكثير من الكتاب والمحللين المهتمين بالشأن العراقي من هذه التحويلة المفاجئة لرأي من وقعوا على امور كثيرة ومنها الاعتراف بفدرالية اقليم كوردستان وتوسيعها في مؤتمرات واجتماعات عدة موثقة عقدت برعاية دولية و في عواصم غربية وفي منتجع صلاح الدين في كوردستان العراق ، وقد جاءت معظم تلك التقارير والتحاليل خالية من استقراء ما هو مستور ومبيت خلف تلك التصريحات الغريبة ، وقد تعلقت احدى تلك التصريحات من دون التصريحات الاخرى بذاكرتي وهو تصريح متلفز لزعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق السيد عبد العزيز الحكيم عندما اعلن معارضته للفدرالية الجغرافية لاقليم كوردستان بينما قال في نفس التصريح بانهم لا يعارضون تشكيل دولة كوردية وقالها بصريح العبارة (( فليعلنوا دولتهم ولا مانع لدينا )) ، اعتقد البعض على ان الحكيم قد نطق هذه الجملة تهكما ، بمعنى ان الكورد غير قادرين على تشكيل دولة لهم في العراق على ضوء ما يصرح زعماء كورد بين الحين والاخر على ان اقامة دولة كوردية لم يكتب لها النجاح ، غير اني فسرت الكلام على ان الرجل ينم عن رغبة حقيقية في داخله حول تشكيل فدرالية موسعة لشيعة العراق فيريد ان يدفع الكورد للمبادرة ، لكنه لا يجرء طرح مكنون رغبته ، او انه يعتقد بان الوقت لم يحن للاعلان عنه ، لكني على الصعيد الشعبي فقد سمعت عشرات الاصدقاء من الشيعة وهم يتكلمون عن موضوع تشكيل فدرالية او دولة للشيعة بمنتهى الصراحة ويجزم البعض منهم على وجود اجماع على الامر بينهم .
المطالبة باقامة فدرالية او فدراليتين في الجنوب ليست جريمة فيما اذا كانت مطلبا جماهيريا لاهل الجنوب ، ولا شرعية تعلوا شرعية اختيار الناس لنوع الحكم الذي يريدونه دون اكراه او املاء من أحد ، ولا احدا بأمكانه وضع حياة الناس داخل قوالب مقدسة تحت اية مسميات تأريخية وجغرافية ، والعصر هو عصر الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان ، وانه عصر تقرير المصير للشعوب بطرق سلمية وديمقراطية بعيدا عن اراقة الدماء وخوض الحروب المدمرة ، فالشعوب اليوم تنال استقلالها وفق رغبة ابناءها وبناتها وفي العقود الاخيرة شهدنا الكثير من هذه الامثلة ، ولكن ما هو غير منطقي ان تدور ماكنة الاعلام ليلا ونهارا وهي تتهم الكورد وقادته بالعمل من اجل الانفصال ( وهو حق شرعي وفق كافة المقاييس ) حتى اضحى زعماء الكورد يضيفون مصطلح وحدة العراق الى كلامهم من دون الحاجة الى ذكر المصطلح اساسا تحت تاثير سيل الاتهامات المغرضة من هذا وذاك .
اشارة السيد الحكيم وقائد فيلق بدر الى ضرورة تشكيل فدرالية لاهل الجنوب لم تكن مفاجئة لمن له اطلاع على تاريخ الحركات السياسية في العراق ، وليس الحكيم هو اول من صرح بهذا المطلب سوى انه طالب بفدرالية شاملة لمعظم المحافظات الشيعية ، فالكل يعرف بان ساسة من محافظات البصرة والعمارة والناصرية سبق وان طالبت بفدرالية لهذه المحافظات الثلاث وقد اتسعت رقعة المطالبة شيئا فشيئا واخذت طابعا جماهيريا ، بعد ما ادركوا اهمية الفدرالية لتنمية مناطقهم التي عانت من الاهمال المتعمد طيلة العقود الاربعة من حكم البعث في العراق ، وبعد ما التمسوا النجاح الذي حققتها فدرالية اقليم كوردستان في اعادة بناء منطقة تعرضت الى حرب الجيوسايد وسياسة الارض المحروقة بعد ما تم رفع الاف القرى وعشرات المدن عن بكرة ابيها في عمليات الانفال التي سبقت انتفاضة شعب كوردستان وتحرير نصف مناطق كوردستان من الاحتلال البعثي الغاشم .
هذه الخريطة السياسية التي رسمت لما يسمى بالعراق من قبل الدول الاستعمارية دون ارادة اهل العراق ، لم تجلب سوى المزيد من الدمار والخراب والويلات والمآسي المتتالية للشعوب الموجودة داخل اسلاكها الشائكة ، ثمانية وسبعون عاما والنفط العراقي يباع ومدن العراق اشد مدن العالم بؤسا والعراقي يتكئ ابدا على حائط الفقر المدقع ، فما فائدة ان يقال ان العراق اغنى دولة في العالم من حيث وجود المعادن وخصوبة الاراضي الزراعية ووفرة الانهر والمصادر المائية فيه وووو ، والعراقي محروم من كل شئ .
اكثر ما يثير استغرابي وانا اتحدث عن هذه الحدود التي حصرت منطقة بأسم العراق حذو الكتاب حذو الساسة المسؤولين والزعماء عندما تتصف كتاباتهم بدبلوماسية جافة وهم يدلون بدلوهم عن قدسية وحدة الاراضي العراقية ، فالزعماء الكبار ملزمون بالتقيد بالعلاقات الدولية التي تجعلهم يتحدثون كمن في فمه شفرة الحلاقة ، وهم بذلك يتمتعون بنصف الحرية ، فما بالنا نحن نتقيد بقيدهم ونبلع ذات الشفرة التي تمنعهم من الكلام وفق ارادتهم ، فلنتمتع بالحرية التي فيها تطبيبا للنفوس ، فلنقل ما نريد قوله بمنتهى الصراحة والشجاعة ، ولنحطم الاصنام المقدسة التي تعودنا على احتضانها ونحن لها كارهون ،
فلا قدسية في خارطة تتسلط على حرية الشعوب العراقية وتمنعها من التمتع بخيراتهم ، فها حكم صدام انقضى ، هل شهدنا الانسجام الذي بنينا عليه الامال بين الملل والنحل المحشوة في هذه الدولة المصطنعة ؟ ام ان العلاقات الانسانية الجميلة تحدث في احترام اختيار ارادة الجماهير في صيغة الحياة التي يفضلونها ؟
اقول ، الف نعم لفدرالية الجنوب وفدرالية الفرات الاوسط وفدرالية الوسط وفدرالية كوردستان على ان يكون الاختيار اختيار السواد الاعظم لتلك الاقاليم دون ممارسة الضغط والاكراه على احد ، وسوف لن اذرف دمعة واحدة فيما اذا اصبحت هذه الاقاليم دول مستقلة بذاتها ، ففي جنوب هذا العراق سلسلة من الدول ، صغيرة في حجمها لكنها كبيرة في عطائها وسعادة شعوبها ، ترنو للناظر وكأنها جنان الله على الارض ، فماذا نفعل بدولة العراق الكبيرة التي تعجز الجيش والشرطة فيها من ملاحقة ارهابي يذبح اهل العراق وضيوف العراق على الطريقة الاسلامية السلفية ، وتلك الدول الصغيرة تعيش بأمان ورخاء يحرس مدنها شرطة سلاحهم الهراوة .



#قيس_قره_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب للشهيد والمقصلة للشعب
- الكورد الفيلية متمدنون حتى في وثبتهم
- اين الحكومة العراقية من احداث كوردستان ايران ؟
- من ينقذنا من هذا البلاء الفارسي ؟
- اتهام باطل يراد منه شق صفوف الكورد
- نكهة الذكريات في كتابات الاستاذ احمد رجب
- حول تمثيل المرأة في الجمعية الوطنية العراقية
- التحالف الشيعي الكوردي _ خوش جمعية و خوش احباب
- ملف المدن المنسية _ كفري
- مؤتمر عالمي للمرأة الكردية في ستوكهولم


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - قيس قره داغي - دولة شيعية في الجنوب .. لم لا ؟